أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد صبحى منصور - ( ج2 ) عن الشيخ الشعراوى















المزيد.....

( ج2 ) عن الشيخ الشعراوى


أحمد صبحى منصور

الحوار المتمدن-العدد: 8554 - 2025 / 12 / 12 - 20:12
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


( ج2 ) عن الشيخ الشعراوى
ضحايا مناهج الازهر الشيطانية ب2 مناهج الازهر الشيطانية .كتاب الأزهر عدو الإسلام

:(أولا )
1 ـ فى الخامس من مايو 1985 صدر قرار رئيس جامعة الأزهر بوقفى عن العمل و مصادرة مستحقاتى المالية ومنعى من السفر ومن الترقية لاستاذ مساعد ومصادرة كتبى الخمس التى كتبتها ـ جميعا ـ خلال ثلاثة أشهر. كان الذى ضغط على جامعة الأزهر لاتخاذ كل هذه القرارات المخالفة للقانون أذناب الشيخ الشعراوى وفى مقدمتهم الشيخ محمد زكى ابراهيم رائد العشيرة المحمدية. صدرت هذه القرارات ضد مؤلف شاب ( كان عمرى وقتها 36 عاما ) لأنه حقق رقما قياسيا فى سرعة التاليف والانجاز بتأليف خمس كتب دفعة واحدة ، وكل منها جاء بفكر جديد فى اصلاح عقائد المسلمين بالقرآن . وما فعلته كان استجابة لقانون الأزهر الذى يوجب على عضو هيئة التدريس فى جامعته ( تجلية حقائق الاسلام )، ولا يمكن تجلية حقائق الاسلام إلا بالقرآن. ولكن الذى فعلته ـ أيضا ـ كان اتهاما ضمنيا لقيادات الأزهر بتخليهم عن الاجتهاد فى تجلية حقائق الاسلام. وقد استنكفوا أن يأتى الاجتهاد ممن يصغرهم سنا ويقع تحت طائلة نفوذهم الوظيفى . وبدلا من الاشادة والتقدير كان العقاب والتنكيل. كان بيدهم القوة مقابل الحجة، ولم يتورعوا عن استخدام نفوذهم بالباطل محاولين ان يدحضوا الحق. وكانت النتيجة هى ما نراه الآن . لو تسامحوا معى وتجاهلونى لظللت أستاذا مغمورا ضمن مئات الأساتذة الذين تمتلىء بهم طرقات جامعة الأزهر. ولكن خوفهم على مناصبهم وحرصهم على ألاّ يتهمهم أحد بالجهل دفعهم الى التطرف فى ظلمى . .
هذا ، بينما تسامحوا فى حادثين ـ تصادف وقوعهما وقت مشكلتى :
الأول : استاذ تفسير فى كلية البنات بجامعة الأزهر ، معمم وملتحى ، كان عمره 55 عاما ، متزوج وله أولاد كبار، ، وقد اشتكته طالبة فى الكلية بانه أعتدى عليها وأحبلها . واستدعى مأمور قسم مدينة نصر الاستاذ الشيخ فلم يستطع الانكار ، فأرغموه على الزواج منها، وأبلغوا جامعة الأزهر. وطبقا لقانون جامعة الأزهر فقد أتى هذا الشيخ ( بما يزرى بمكانته كعالم مسلم ) ويجب عزله. ولكن تكتمت جامعة الأزهر على الموضوع لتتفرغ لكتم أنفاسى

فى نفس الوقت كان الاستاذ الدكتور (رفقى زاهر ) بكلية أصول الدين قد أعلن فى محاضراته ومذكراته سب النبى محمد عليه السلام ووصفه بانه كان مجرد لص بدوى قاطع طريق. وقد أحيل ـ مثلى ـ لمجلس التاديب متهما بانكار حقائق الاسلام. ولكن اختلف موقفهم منه ، فقد كانوا يرجونه البقاء ، وكان هو مصمما على الحاده متحقرا الاسلام .. فاضطروا الى عزله فى سكون وسكوت . .
أنا الذى حوكمت متهما باننى ( أتيت بما يزرى بمكانتى كعالم فى الأزهر ) وأننى ( أنكرت حقائق الاسلام ) و السبب تمثل رأسا فى كتاب ( الأنبياء فى القرآن ) الذى اعتمد فى كل سطوره على القرآن فى قصص الأنبياء بدلا من خرافات الثعالبى وابن كثير.
تمثل ظلمهم لى ـ ليس فقط فى كل القرارات المخالفة للقانون الصادرة فى 5 / 5 / 1985، وليس فقط فى استمرارها بعد انتهاء المهلة القانونية ، وليس فى مصادرة حقوقى المالية بعدها خلافا للقانون ـ ولكن أيضا كل تلك الحملة الشرسة ضدى بالاتهامات بالكفر والعمالة لجهات أجنبية تدفع لى بالملايين للهجوم على الاسلام، الى درجة أنهم صدقوا أكاذيبهم فقدموا ضدى بلاغا الى ادراة الكسب غير المشروع فى الوقت الذى كنت أعانى فيه من انقطاع مستحقاتى المالية التى لا دخل لى غيرها . ومن المضحك والمؤسف أن قام المسئولون وقتها بالبحث فى البنوك فلم يجدوا لى أى حساب فى أى بنك ، فذهب وفد رسمى الى بلدتى بالشرقية يستطلع املاكى فتأكدوا أننى لا أملك شيئا سوى البيت القديم الذى ورثته مع اخوتى عن والدى يرحمه الله. فى نفس الوقت كان رئيس الجامعة وقتها ( الدكتور محمد السعدى فرهود ) تتهمه جريدة الوفد باختلاس ملايين مما كان يعرف بالمركز الهندسى ، وكان شيخ الأزهر وقتها ( جاد الحق ) تتهمه جريدة الوفد بأنه استولى على قصر فخم فى المعادى كان لبعض الأميرات ثم صودر وتحول الى معهد ازهرى للبنات ثم استولى عليه فضيلته لنفسه.
كان بامكانى فضحهم بالصحف ـ ليس بالاتهامات الكاذبة كما فعلوا معى ـ ولكن باثارة المسكوت عنه مثل قضية الشيخ الذى اعتدى على الطالبة والشيخ الآخر الذى أعلن الحاده ، وخفايا أخرى كانت وقائعها المثبتة تصل لى . ولم أفعل .. لآن طريقى الذى اخترته فى الاصلاح الدينى هو ألا يتحول الأمر الى خلاف شخصى . أريد التركيز على حقائق الاسلام فقط و أسامحهم فى الأذى الشخصى وأعرض عنهم متبعا أمر الله تعالى .
وهذا يختلف عن منهج الاصلاح السياسى و الثقافى ، حيث يكون للكتابات السياسية و التاريخية منهج آخر فى الاصلاح، أسميه ( التخصص فى السيئات ) أى التركيز على النواحى السلبية طلبا لاصلاحها . ولا تزال هذه سياستى حتى الان. حين أكتب عن الشخصيات التاريخية و السياسية يكون التركيز على السيئات لإحداث إصلاح ولعمل بعض من التوازن فى مواجهة آلاف الكتابات التى تمدح و تقدس و تمارس خطيئة (عبادة الأبطال ) . أما حين أكتب فى الاصلاح الدينى فالتركيز على الموضوع فقط ، ولا أتعرض للأشخاص إلا بالقدر الذى يفرضه الموضوع نفسه .
(ثانيا )
ومقال محاكمة الشيخ الشعراوى هو الدليل. واليكم أكثر من دليل :
1 ـ اتهام الشيخ الشعراوى بالشذوذ الجنسى كان شائعا فى حياته . وقد أشير الى اعترافه جزئيا بها فى التليفزيون حين علّق ضاحكا عن اتهامه (بمحبة الحلوين ) ودفاعه بالأحاديث التى تتكلم عن ( حسان الوجوه ). وحين سمعت بهذا لأول مرة غضبت واعتبرتها مؤامرة لتشويه الشيخ ، وظللت متمسكا برأيي غاضبا ممن يثير حكاية جديدة فى الموضوع . بل إن لى جميلا على الشعراوى وآله ومحبيه ـ وهذا ما أقوله لأول مرة ـ فقد حاول بعضهم نشر أشرطة تمس حياته الشخصية ، فهددتهم بالتحول 100 % الى الجانب الاخر . وكان موقفى هذا مفاجئا لهم فألغوا الموضوع حرصا على صداقتى ووجودى معهم مفكرا مسلما .
2 ـ كان من أسباب حضورى تلك المحاكمة للشعراوى ألا يتطرق الموضوع ـ ولو فى الكواليس الى هذه الناحية المخزية ، فقد كانت أهم موضوع للتندر متى جاءت سيرة الشعراوى. فكيف فى يوم محاكمته وهم لا يستطيعون الرد عليه علميا واسلاميا . وجدير بالذكر أن رئيس تحرير جريدة الدستور وقتها الاستاذ ابراهيم عيسى كان قد أشار الى الموضوع متحديا الشيخ الشعراوى فى روز اليوسف. وهو الذى أقام المحكمة بمناسبة العدد المائة للدستور التى رأس تحريرها، وكان فكرتى أننى سأشغلهم بما سأقوله من فكر اسلامى يناقض الشعراوى ـ عن مشكلة الشعراوى الشخصية. أى كنت حاضرا لحماية الشعراوى لا للهجوم عليه ، وهذا ما قلته لأمن الدولة . وقد اقتنعوا بذلك سريعا لأنهم يعلمون من الخفايا أكثر مما أعلم ، وكانوا يريدون أن اقولها أنا بنفسى لأجنبهم الحرج. وفى المقال عن ( محاكم الشيخ الشعراوى ) شرحت هذه النقطة ثم حذفتها بسبب طول المقال، وحتى لا أجعلها قضية أساسية. والقارىء الحاذق للمقال يحس أننى حذفت سطورا كثيرة ، أشرت اليها بقولى (وقضينا وقتا فى كلام أى كلام .. وودعونى).
3 ـ وكما كان متوقعا فان ابن الشيخ الشعراوى كان لى بالمرصاد بسبب حضورى المحاكمة. وكان مصيرى السجن مثل آخرين انتقدوا الشعرانى . وكان لا بد من توضيح نجاتى من نفس المصير ، وهى أننى قلت لهم الحقيقة أننى ذهبت الى هناك حماية للشيخ الشعراوى ولحصر الاتهام فى الفكر و ليس فى الشخص. ولست كاذبا فيما قلت ، ففى الحقيقة كنت حريصا عليه طبقا لمنهجى فى التعامل مع الموضوع دون الدخول فى الحياة الشخصية
واتساءل ماذا يفعل أى شخص آخر لو كان مكانى؟ إذ لا بد من حضورى لإظهار حقائق الاسلام التى يقف الشعراوى نفسه خصما لها ولكل مصلح يتكلم في إظهارها ، ولا بد من حضورى حتى لا يتسلل الى المحاكمة الجانب الاخر من حياة الشيخ فى جلسة حضرها مئات من المثقفين و الصحفيين ، ومن لا يعرف منهم خلفية الموضوع سيجد من يهمس فى أذنه ، ومعظمهم ممن يكره الشيخ ويراها فرصة لفضحه . إذن لا بد أن أحضر ، ولكن لا بد ـ أيضا ـ أن أحمى نفسى من نفوذ الشعراوى وابنه. المذنب فى الموضوع هو الشيخ الشعراوى بفكره و بسيرة حياته وبالنفوذ الذى كان فى يده ويد ابنه. ومن أسف أن يتوجه لى اللوم والعتاب مع أننى لست الذى ارتكب هذه المساوىء الفكرية و السلوكية ولست من أذاعها أو نشرها، بل حاولت الاصلاح بدون المساس بشخص الشعراوى.
4 ـ وقد يقال : وإذن فلماذا ذكرت فى نهاية مقالك ذلك الاتهام للشعراوى و كان يمكنك حذف هذه الفقرة ؟
وأقول : اننى مؤرخ أكتب للأجيال القادمة عالما بقيمة التاريخ الذى يكتبه المؤرخ الشاهد على العصر، وفى حضور الشهود. ومحاكمة الشيخ الشعراوى أحدى صفحات تاريخى النضالى إذ تصديت له فى حياته ونفوذه قائلا ما اعتقده حقا لتبرئة الاسلام مما يقوله الشعراوى وغيره. وقد تم نشر فصول المحاكمة فى جريدة الدستور وقتها.
5 ـ قلت إن منهجى كمفكر اسلامى يسعى الى الاصلاح هو عدم التعرض للأشخاص و التركيز على الموضوع. هذا يسبب لى مشكلة كمؤرخ يعيش عصره و يشارك فى احداث عصره، ويكتب فى الاصلاح السياسى بمنهج مختلف هو التركيز على السيئات و المساوىء ولدىّ الكثير من العلم بفضائح الشيوخ، والمؤرخ داخلى يتقافز طلبا للنشر ولو بالتلميحات، ولكن منهج الاصلاح الدينى لا بد أن يترفع عن الخوض فى النواحى الشخصية . .
تتفاقم المشكلة مع تداخل ألمشايخ فى السياسة ، سواء فى تحالف الأزهر الرسمى مع السلطة أو تحالف الأزهر الشعبى مع الاخوان . هذا الخلط بين الدين و السياسة يخلق مشكلة منهجية حين أكتب فى الاصلاح الدينى محاولا عدم التعرض للاشخاص ، وحين أكتب فى التاريخ و الاصلاح السياسى فاتعرض لشخوص دينية منغمسة فى العمل السياسى هنا أو هناك . والنتيجة أعجب من العجب. فهم فى غيهم يعمهون، وتسجيلاتهم لدى الأمن تخزى عاهرات الدنيا ، ومع ذلك يتفننون فى اتهامى بالأكاذيب ، وأظل أنا ساكتا لأن القرآن الكريم يأمر بالاعراض عن الجاهلين ولأن المنهج الاصلاحى يركز على الموضوع دون الشخوص.
(ثالثا )
1 ـ و من حقى كمظلوم أن يرتفع صوتى بالجهر بالسوء من القول ، طبقا لقوله تعالى (لاَّ يُحِبُّ اللّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوَءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلاَّ مَن ظُلِمَ وَكَانَ اللّهُ سَمِيعًا عَلِيمًا ) ولكنى أعفو عنهم ابتغاء مرضاة الله جل وعلا (إِن تُبْدُواْ خَيْرًا أَوْ تُخْفُوهُ أَوْ تَعْفُواْ عَن سُوَءٍ فَإِنَّ اللّهَ كَانَ عَفُوًّا قَدِيرًا ) ( النساء 148 : 149 )
ومن مظاهر إبداء الخير توضيح هذه القضية ذات الصلة بالموضوع ، وهى إحدى ملامح التناقض بين أتباع الدين الاسلامى و أتباع الدين الأرضى ، أو ما يطلق عليهم ( رجال الدين ).
بعض الناس تركز فى داخلهم ربط بين الشيخ الشعراوى والاسلام، فاستنكروا ما يقرءون لاحتمال أن ينعكس هذا على صورة الاسلام . وأنا أؤكد ان التناقض قائم بين الاسلام (الدين الالهى الذى قال به كل الأنبياء بكل الألسنة ) ودين الشعراوى الأرضى . الدين الأرضى للشعراوى هو التصوف السنى السلفى ، ومن أجله أيضا دار الصراع بيننا؛ صراع من يملك النفوذ ضد من يملك الحجة و البرهان . .
2 ـ وندخل هنا على قضية التناقض بين الاسلام وأديان البشر الأرضية التى يتكاثر فيها الكهنوت ورجال الدين ، والأسرار و الدرجات و التقديس و البركات .
الاسلام مبادىء سامية وقيم عليا وأوامر تقول افعل ولا تفعل ، تأمر بالعدل والاحسان و ايتاء ذى القربى و تنهى عن الفحشاء و المنكر و البغى . وكل منا ـ ممن يزعم الاسلام ـ لا يعبر عن هذا الاسلام بعمله الصالح أو السىء، ولكن يعبر فقط عن نفسه، إن أحسن فلنفسه وإن أساء فعليها ، ويظل الاسلام العظيم أسمى من كل الأشخاص والذوات. اما الدين الأرضى فهو يكتسب ملامح مؤسسيه ودعاته. ولهذا فالشعراى كان الذى يُعبّر عن دين التصوف السنى ، ثم يتبعه على الطريق من جاء بعده. لا ضير فى هذا ، ولكن الضرر أن يلصقوا اسم الاسلام العظيم بفلان وفلان من الناس.
3 ـ وأقول فى مثل أكثر توضيحا : إن الأمن المصرى أطلق علينا منذ عام 1987 لقب القرآنيين ، ولا يزال ملف القضية فى امن الدولة لنفس العام رقم 567 يحمل نفس الاسم. وأصبح هذا علما علينا ، وقد ارتضيناه لأنفسنا تشرفا بالقرآن ـ كاتجاه فكرى و منهج بحثى و ليس كطائفة جديدة ظهرت فى تاريخ المسلمين المعاصر. ثم حمل موقعنا اسم ( أهل القرآن ) . فهل يعنى انتسابنا للقرآن أن نحتكر البحث فيه أو الحديث باسمه؟ أو هل يعنى هذا أننا نجسّد بسلوكياتنا و كتاباتنا صحيح القرآن ؟. الجواب : لا بكل تأكيد. فالقرآن الكريم أسمى و أعلى وأقدس من أن بعبر عنه شخص من البشر. ومهما جعلنا القرآن محور حياتنا فاننا فقط نحاول اصلاح أنفسنا والآخرين به ، وإذا نجحنا فلأنفسنا ـ وإن أخطأنا فعلى أنفسنا. وكل كاتب يعبر عن رأيه ـ ولذلك فكل منا معرض للنقد والانتقاد ولا بد أن يرحب بهذا ، فهذه أولى صفات الباحث المسلم. ويظل كتاب الله تعالى العزيز ساميا فوق هاماتنا نحاول ما استطعنا الهداية به فنفلح حينا و نخطىء احيانا ، وفى كل الأحوال نرجو من الله تعالى العفو و الغفران .
الأمر مختلف فى أصحاب الديانات الأرضية .
كل دين أرضى مملوك لأئمته يحمل ملامحهم ، لذا فانتقاد هذا الدين انتقاد لهم ، وانتقادهم انتقاد لهذا الدين المصنوع الذى يحمل اسم الله تعالى ورسوله زورا وبهتانا . والابتعاد عن هذا الدين الأرضى كفر بأربابه وأشياخه ، والويل لأى مجتمع يتحكمون فيه ، إذ يصادرون الديانات الأخرى و يتحكمون فى الناس باسم الدين . حدث هذا فى تاريخ أهل الكتاب حين أقاموا على أشلاء ملة ابراهيم أديانا أرضية متشاكسة.. ولا تزال. وحدث هذا بعد نزول القرآن الكريم يصحح ملة ابراهيم ويأمر خاتم النبيين و كل الناس الى اتباع ملة ابراهيم حنيفا دون شرك أو ظلم. بعد موت النبى محمد عليه السلام بعدة عقود أقام المسلمون لهم أديانا ارضية مختلفة و متحاربة ..
فى كل تلك الأديان الأرضية تجد ( رجال الدين ) يجمعون ـ غالبا ـ بين نقيضين : تقديس الناس باعتبارهم الناطقين عن الدين المتحكمين فيه باسم الله تعالى ، وفى نفس الوقت تجدهم فى حياتهم السرية أخس البشر وأحقرهم. تجدهم يواجهون الناس كملائكة فاذا خلوا بأنفسهم كانوا شرا من الشياطين. وهكذا كانوا يفعلون فى العصور الوسطى حيث أفسدوا الأرض واهلكوا الحرث و النسل . ثم أختنق بهم الغرب فتخلص من شرورهم ونفاهم الى حصونهم الدينية ومنعهم من التسلط على الناس ووضع فاصلا بين الدين ( الأرضى ) و السياسة . ولا زلنا ـ نحن المسلمين ـ نتخبط فى ظلام العصور الوسطى بفضل سيطرة الثقافة السلفية التى رجعت بنا الى السلف العصر أوسطى فى العصر الحديث .
ولكن العصر الحديث أوجد وسائط جديدة للاتصال و المواصلات ، فأصبحت قادرة على كشف المستور من حياة (رجال الدين ). فتوالت فضائحهم بالصوت و الصورة فى الشرق ( المسلم ) وفى الغرب ( المسيحى ). ولكن يختلف الأمر هنا وهناك. فكل فضيحة لرجل دين فى أمريكا مثلا يناقشها الغرب العلمانى بحرية على أساس ان رجل الدين هذا بشر مهما بلغ تقديس أتباعه له. أما لدينا فان الدنيا تقوم ولا تقعد إذا حدث تلميح بأى سقطة لأحد رجال الدين، لأنهم آلهة معصومة من الخطأ ..
العقل المتخلف الذى يتمتعون به يجعل الاسلام هو المتهم اذا وقع الشيخ فلان فى خطأ، وتثور مظاهرات ليس ضد رجل الدين المخطىء ، ولكن ضد من أذاع خطأه . أى اختزلوا دينهم فى مؤخرة شيخهم المقدس .
آه يا بقر .!!
شاهد قناة ( أهل القرآن / أحمد صبحى منصور )
https://www.youtube.com/@DrAhmedSubhyMansourAhlAlquran



#أحمد_صبحى_منصور (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عن ( الفقر نوعان / خير مما نجمع / قتر / أملى )
- ( ج1 ) محاكمة الشيخ محمد متولي الشعراوى فى جريدة الدستور
- عن ( حُبُّ الأقباط والقسوة على المحمديين / لا حرج / الصعيد )
- طنطاوى وفوائد البنوك
- الشيخ سيد طنطاوى كان المرجعية لجهاز أمن الدولة الذى اتهمنى ب ...
- عن ( كريم وتكريم وأكرم )
- طنطاوى شيخ الأزهر ( 4 ) شيخ الإرتياب وإمام المرتابين .!
- عن ( لقاء الله جل وعلا )
- صدق الله العظيم وكذب طنطاوى شيخ الأزهر الأثيم
- عن ( سيدات سافرات / حقوق المتوفى عنها زوجها )
- ف 1 ج 2: طنطاوى شيخ الازهر الضحية الظالم لنفسه ولغيره
- سؤال مستفزّ
- ف 1 / 1: ضحايا مناهج الازهر الشيطانية ب2 مناهج الازهر الشيطا ...
- ف 1 : طنطاوى شيخ الازهر الضحية الظالم لنفسه ولغيره
- عن ( إكتناز الذهب / إمرىء / الإحتفال بعيد الشكر الأمريكي )
- ف 5 / 1 : الحسن الصباح يغتال الخليفة الفاطمى ( الآمر ) ب 1 ت ...
- عن ( حافظ وحفيظ ومحفوظ )
- ف 4 : رشيد رضا التلميذ الخائن ب2 مناهج الازهر الشيطانية ومحا ...
- عن ( جناح وجناح )
- ف 3:ج 2 محمد عبده والأزهر ب2 مناهج الازهر الشيطانية ومحاولات ...


المزيد.....




- خطيب المسجد الحرام يدعو للاقتداء بأطفال فلسطين في مواجهة الا ...
- خطيب المسجد الحرام: أطفال فلسطين قدوة في الرجولة والبطولة ضد ...
- السويد تحتفي بأوّل يهودي حصل على الإقامة الدائمة دون إلزامه ...
- عشرات آلاف المصلين يؤدون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى
- مقتل 3 جنود من قوات دفاع شبوة.. واتهامات لفرع الإخوان باليمن ...
- ردا على البرهان.. الإخوان يكشفون دورهم في حرب السودان
- الأقليات المسيحية في لبنان: اللاتين والآشوريون والكلدان.. تا ...
- ماذا ينتظر الأقصى خلال عيد الأنوار اليهودي الوشيك؟
- تحذيرات من اقتحامات واسعة للأقصى خلال عيد الأنوار اليهودي
- باحثان أميركيان: التعاطي مع تنظيم الإخوان يتغير


المزيد.....

- رسالة السلوان لمواطن سعودي مجهول (من وحي رسالة الغفران لأبي ... / سامي الذيب
- الفقه الوعظى : الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- نشوء الظاهرة الإسلاموية / فارس إيغو
- كتاب تقويم نقدي للفكر الجمهوري في السودان / تاج السر عثمان
- القرآن عمل جماعي مِن كلام العرب ... وجذوره في تراث الشرق الق ... / مُؤْمِن عقلاني حر مستقل
- علي قتل فاطمة الزهراء , جريمة في يترب / حسين العراقي
- المثقف العربي بين النظام و بنية النظام / أحمد التاوتي
- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد صبحى منصور - ( ج2 ) عن الشيخ الشعراوى