أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قضايا ثقافية - نوال عايد الفاعوري - على حافة العيد














المزيد.....

على حافة العيد


نوال عايد الفاعوري
(Nawal Alfaouri)


الحوار المتمدن-العدد: 8551 - 2025 / 12 / 9 - 00:18
المحور: قضايا ثقافية
    


بينما يستعد العالم للإحتفال بميلاد السيد المسيح و إطلاق الشماريخ
في الفضاء
بينما يعدّون بصوت ثمل آخر
ثواني 2025
بينما تضاء شجرة الميلاد و يخرج بابا نويل بزيه الأحمر و لحيته
ناصعة البياض
بينما تصدح الحناجر بالأمنيات
يكون أبناؤك في غزه عالقين
بين مهد يسوع و لوح الصلب .
فالحرب لن تنته يا الله
رغم أن السماء في غزة لم تكف يوما عن إطلاق الشماريخ
لكنها شماريخ بغيضة و لا تنتظر رأس السنة كي تضيء الأحياء المظلمة و البيوت نصف المهدمة و الأرواح المهدمة تماما
لكنها شماريخ متوحشه ذات انياب ومخالب تعرف أهدافها وضحاياها جيدا
حتى أنها تلتهم الأطفال وتفتك بالرضع قبل أن يأتي بابا نويل راكبا عربته الجميلة التي يجرها حصان طائر
لم يأت بابا نويل إلى غزة
منذ عقود
ربما لأنه يرفض تعريض حياته للخطر
ربما لأنه وقع عقد إحتكار مع الجهات المانحة و الحكومات المصدرة للذخيرة والعتاد
ربما لأنه منع من الدخول عبر معبر رفح
ربما لأنه يعرف أن الأطفال في غزة ماتوا و شبعوا موتا
ولو سألت طفلا في غزة عن أمنيته في العام الجديد فحتما سيمدك بقائمة طويلة جدا عن أهله الذين قتلوا و لا يعرف أين دفنوا
و سيجيبك بصوت مكسور : أتمنى أن يعودوا للحياة
أتمنى أن أنام و أستيقظ فأجد أن كل ما حدث محض كابوس
أتمنى أن أتناول افطار الصباح و أشاهد الكرتون و ألعب في الساحة و أحلق شعري عند حلاق الحي و أختبىء ليلا تحت جناح جدتي
أتمنى أن ينهض منزلنا من تحت الركام أتمنى أن ينهض الموتى من مقابرهم الجماعيه ومن حيث تبعثرت اشلأهم ويبعثون من بطون الكلاب الضاله التي نهشت جثثهم ومن رماد النيران التي التهمت أجسادهم احياء
ثم سيبكي مثل كل أطفال الكون
ليس حزنا
بل لأنه منذ ولد في غزة .. لم يعرف غير جمع الأمنيات و إلصاقها على حائط السنوات
و في كل مرة تحلق طائرة مقاتلة فتقصف الأمنيات و الحائط و تحصد السنوات .
لا شيء يعمر في غزة غير المخيمات
فقل لبابا نويل - لو ، لو ، لو عثر على خطة لزيارة غزة ليلة الميلاد
قل له أحضر معك للأطفال بعض الخيام
قل له لا تأت بزيك الأحمر اللماع .. ليس لشيء و لكن في غزة منذ عقدين لم يزدهر غير اللون الأحمر
حتى أن المياه الجوفية هناك إمتلئت حد الثمالة بمخزون كبير من الدماء
بينما يشرب الناس من الغمام و ماء البحر
قل له لا تذكر الصبر في غزة
فالصبر هناك مثل شتم الأم و المجاهرة بالكفر .
قل له أترك حصانك الطائر في مصر أو الأردن أو الدوحة ..
فكل شيء يتحرك في غزة يقصف بالنار و الحقد
كل شيء يتحرك في غزة لن يتحرك ثانية
كل شيء في غزة مقيد مثل القربان على سكين الذبح
قل له لا تخجل / لا تأتي / لا تنشر تدوينة في فايسبوك أو في تويتر أو في أنستغرام
لا تكتب ألف جملة كي تقول في النهاية أنك تأسف لما يحدث هناك
متمنيا في النهاية
أن ينعم الأطفال أينما وجدوا بالراحة و السكينة
قل له ؛ لا تأتي / لا تأتي
أو خذ الطائرة إلى تل أبيب
و انزل مثل الملاك الأبيض في غرف الأطفال هناك ..
قبل رؤوسهم و دس هداياك تحت أسرتهم
وصلي طويلا في خشوع مؤثر من أجل عودة أهاليهم من الأسر .
قل له لا تحزن / لا تحزن
حتى كلابهم تخرج آمنة من غزة
وحده الغزاوي لا يخرج من هناك إلا في تابوت أو في كيس أو في قماشة طاولة أو في ملاءة فراش إستهلكتها الأشلاء و الأطراف المبتورة
قل له يا لك من رجل أبيض سافل
يا حبيبي يا الله
يا حبيبي البعيد هناك خلف الغيوم
سمعت مقاتلا في غزة - بينما كان يحاول إستهداف مركافا في غزة - يردد " و ما رميت إذ رميت و لكن الله رمى " ..
حسنا يا الله ؛ أن اليهود يرمون ، أيضا ، من كل صوب ، النار و العذاب و الجحيم
غير أنهم يغالون في الرمي
فمقابل كل قذيفة تضرب مدرعاتهم يردون بألف .
و مقابل كل جندي يقتل من صفوفهم يسحقون ألف أعزل
و مقابل كل شباك يهدم في بيوتهم يهدمون ألف منزل
و مقابل كل دمعة تسيل على خد من خدودهم
يسيلون بحيرة دم
يا حبيبي يا الله أنا أحبك
لم أعد أجيد غير أن أحبك .
و أنا يائس من مشروع هذا الكوكب يا الله .
ألم يحن أوان الخلاص يا الله ؟
كأن تأتي القيامة مثل أسراب جراد و فيالق وحوش ضاريه
كأن يعم خراب كوني عادل يقلم أظافر الغزاة و الزناة و آلات الذبح .
كم أحب إسمك الجبار القهار يا الله
يا الله اسألك أن تدافع عن غزة ضد الدول الشقيقة و الصديقة و تجار النفط
يا الله اكبح جماح يهوذا ..
فلقد مات الإنسان و نمت في جمجمته دودة الرعب ..
يا الله
غـزة تنتظر معجزة تنقذها، وأنت رب المعجزات يا الله
ففرج كربها وأطفئ حـربها !



#نوال_عايد_الفاعوري (هاشتاغ)       Nawal_Alfaouri#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- على حافة ايلول
- في تلك المدينة… هل صار الجوع قدرًا… أم عجزنا هو من أطلق سراح ...
- على حافة السابع من تموز
- على حافة الغياب
- ان لم يكن لديك وجع.. تجاوز هذا النص!! بعد الرحيل ....
- أيها البحر .. شيءٌ أخير سأخبركَ إياه:


المزيد.....




- مغامرة عُمان تنتهي.. تأهل المغرب والسعودية من -مجموعة الموت- ...
- نتنياهو يقول إن المرحلة الثانية من خطة السلام في غزة باتت وش ...
- كأس العرب: المغرب يحسم التأهل والصدارة في حضور جماهيري ضخم
- ألمانيا لن تستقبل طالبي لجوء جدد عام 2026 وفقا لآلية التضامن ...
- غزة مباشر.. انتهاء البحث عن جثة أسير إسرائيلي والاحتلال يقتح ...
- قانون -قيصر-.. سوريا تسعى لإزالة آخر العقبات أمام إعادة البن ...
- اليمن.. غارتان أميركيتان تستهدفان عناصر من -القاعدة- في مأرب ...
- فيديو: غارات إسرائيلية تستهدف مواقع في جنوبي لبنان
- ترامب يحذر الدول التي -تغرق- الولايات المتحدة بالأرز -الرخيص ...
- لماذا حذر وزير دفاع أمريكا الحالي في تصريحات سابقة من إصدار ...


المزيد.....

- علم العلم- الفصل الرابع نظرية المعرفة / منذر خدام
- قصة الإنسان العراقي.. محاولة لفهم الشخصية العراقية في ضوء مف ... / محمد اسماعيل السراي
- الثقافة العربية الصفراء / د. خالد زغريت
- الأنساق الثقافية للأسطورة في القصة النسوية / د. خالد زغريت
- الثقافة العربية الصفراء / د. خالد زغريت
- الفاكهة الرجيمة في شعر أدونيس / د. خالد زغريت
- المفاعلة الجزمية لتحرير العقل العربي المعاق / اسم المبادرتين ... / أمين أحمد ثابت
- في مدى نظريات علم الجمال دراسات تطبيقية في الأدب العربي / د. خالد زغريت
- الحفر على أمواج العاصي / د. خالد زغريت
- التجربة الجمالية / د. خالد زغريت


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قضايا ثقافية - نوال عايد الفاعوري - على حافة العيد