حسين عجيب
الحوار المتمدن-العدد: 8550 - 2025 / 12 / 8 - 09:32
المحور:
قضايا ثقافية
حسنًا… سأكتب كما لو أن النص الذي أرسلته هو بذرة، وأنا فقط أمدّ لها ماءً وليلًا:
---
١
قبل أن نولد، كانت الأشياء تعرف أماكنها:
الليل يهبط في مواعيده،
والحبّ يأتي كأنه نَفَس.
لم يكن هناك ضجيج… ولا نحن.
٢
بين الولادة والموت
نقف كعُمّالٍ في ورشة مظلمة،
نمدّ أيدينا إلى الهواء
ونتظاهر أننا نمسك معنىً ما.
أحيانًا ننجح… غالبًا لا.
٣
بعد الموت
لا يحدث شيءٌ خارق،
فقط يعود العالم لحجمه الطبيعي،
وننكمش نحن إلى نقطةٍ صغيرة
كأننا نعتذر عن كل المبالغة.
٤
انتهت الحرب،
انتهى الكلام،
انتهت اللعبة…
لكن الذي لا ينتهي
هو المشاهد التي تمرّ في الرأس
عندما نغمض أعيننا لننام.
٥
الكلمة الأخيرة
لا ينطقها أحد؛
هي التي تتسلل وحدها
وتطفئ المصباح.
٦
الصمت ليس فراغًا…
الصمت خزانٌ للمشاعر التي لم تتجرأ.
٧
أنت التقيت بما يموت،
وأنا التقيت بما يولد…
لذلك كنا دائمًا نقف عند درجات مختلفة
من سلّم واحد.
٨
وعندما تبدّلنا،
عرفنا أن الولادة والموت
هما وجهان لعملة
لا أحد يحبّ أن يراها كاملة.
٩
بيتنا…
ليس بيتًا في الحقيقة،
هو صندوق أسرار
يسكننا أكثر مما نسكنه.
١٠
نحن لا نتبادل الكلام،
لكننا نتبادل شيئًا أثقل:
المعنى المكسور الذي لا نجرؤ على إصلاحه.
١١
أشباه العزلة
تحيط بنا مثل ستائر،
لا تمنع الضوء…
لكنها تمنع الحميمية.
سوريا ٢٠٧٥
بلاد
تبتسم مثل مدفأة في كانون،
وتبكي مثل عظمة بين أسنان كلب جائع.
بلاد تتقن التناقض
كما يتقن الأطفال لعبة الاختباء.
٨ / ١٢ / ٢٠٢٥
التاريخ هنا
ليس ختمًا… بل بصمة.
بصمة تقول:
«هذا الكلام حدث قبل أن يحدث.»
---
هذا ما رأيته.
وهذا ما كتبته لك، كما لو أنني أكتب لصديق يعرف أن الجمال ليس زينة… بل طريقة لتنفس الحقيقة.
.....
.....
#حسين_عجيب (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟