أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - حارث محمد حسن - مفارقات التقريب بين المذهبين على طريقة الجزيرة !!!















المزيد.....

مفارقات التقريب بين المذهبين على طريقة الجزيرة !!!


حارث محمد حسن

الحوار المتمدن-العدد: 1837 - 2007 / 2 / 25 - 08:17
المحور: الصحافة والاعلام
    


تعجبني فكرة السعي لردم الفجوة المتنامية بين السنة والشيعة في العالم الاسلامي وجهود اقامة الحوار الهادف الى حل المشكلات المطروحة ، لكن هذه الفكرة تصبح سخيفة ومثيرة للسخرية عندما تصبح شكلا اخرا من التوظيف الاعلامي والسياسي للصراع الطائفي المحتدم . الحوار الاخير الذي " نظمته " قناة الجزيرة بين الشيخ يوسف القرضاوي والشيخ هاشمي رفسنجاني هو في اقل الاحوال محاولة غير موفقة لتحقيق هذا الهدف ، وفي اسوأها فقاعة اعلامية لتحقيق اهداف لمدراء ومفكري وايديولوجي الجزيرة ومن وراءها .
اولا تبدا المشكلة في الطرف الذي يأخذ على عاتقه دعم الحوار و " المصالحة " بين السنة والشيعة ، واقصد في ذلك قناة الجزيرة نفسها ، اذ انها لاتتمتع بالمصداقية الكافية للتصدي لمثل هذه المهمة . القناة المذكورة هي ابعد ماتكون عن الحيادية والدقة والرغبة في تأمين جو ايجابي لمثل هذه المهمة الصعبة ، انها منخرطة الى حد كبير في الاحداث التي وصلت بنا الى مانحن عليه ، هي منخرطة الى حد يصعب معه غسل ايدي العاملين فيها من التنظير او الترويج او التطبيل لبعض من ابشع المذابح التي شهدتها الساحة العراقية في السنوات الاخيرة وقد كانت المنبر المفضل لفاعليها او ابواقهم .
المبادرة بالشكل الذي قامت به الجزيرة تشبه مبادرات الحكومات الشمولية عدما تفتعل الحوار مع المعارضة ويتضح بعد حين ان هذا الحوار ليس سوى وسيلة لاجبار المعارضة بالتسليم بارادة السلطة والخضوع اليها ، وربما لكشف رؤوس هذه المعارضة و "تهشيمها " . الشيئ الاخر ان الحوار اتخذ طابعا ايديولوجيا مفرطا وربما كان يراد له ذلك ، فبدا مجددا اعادة لطرح ادبيات الجزيرة ومريديها واظهار انها المعيار في تقييم المواقف ، فذهب مدير الحوار الى الاعلان عن مواقفه " الشخصية " وتصوراته الايديولوجية مشفوعة باعتذار لايخفي حقيقة ان الحوار موجه للتسويق مجددا لما يعتقد مديروا هذه القناة انه " صحيح " . وبالطبع فادلجة الحوار كانت مقدمة لاسقاطه وافراغه من معانيه الموحى بها خصوصا بعد ان استكملت الادلجة بتعليقات من مفكرين معروفين بانتمائهما الى خط ايديولوجي "جزيري " ليتم الاجهاز على الحوار وتأكيد غرضيته الاصلية. . المسألة الاخرى ان الحوار وضمن مااريد له من " سبق اعلامي " اخطأ في تعيين نقاط النقاش والمسار المفاهيمي الذي تسير عليه عندما جمع بين منطلقين مختلفين تماما ، فالشيخ القرضاوي اراد من الحوار وسيلة لاعلان شكاوى اهل السنة من ممارسات الشيعة في العراق ودعم ايران المفترض للجماعات الشيعية وبالتالي اسناد الحوار على نوع من المصارحة ، والشيخ رفسنجاني وبفعل شغله لمنصب حكومي لم يكن قادرا على الخروج عن اللغة الدبلوماسية والانخراط في تفاصيل لاتخدم المنطلق السياسي الذي دخل من اجله الحوار . سقط الشيخان في شرك الجزيرة عندما وضعا سقفا مبالغ فيه لما يمكن لحوار تلفزيوني ان ينجزه ، وعندما انجرا بدافع رد الاتهامات التي اراد المذيع الايحاء بانها موزعة بالتساوي الى قبول تسويات الجزيرة واعتناق منطقها الايديولوجي الذي لن يسهم في النهاية الى تحقيق اي اختراق غير تأكيد التخندق ولاجدوائية الحوار .
لقد كانت الجزيرة اكثر القنوات العربية جراة في الاستهتار بمحرمات الطرف الاخر ، وهم هنا الشيعة ، عندما عرضت ربما لعشرات المرات حوارات اخرى مفبركة ومسبوقة النتائج استضافت خلالها بعض من " النكرات " وانصاف المتعلمين مضفية عليهم تسميات المفكر والمحلل والمناضل ليشتموا مرجعيات الشيعة بشكل دفع الطرف الاخر الى مزيد من التخندق مدفوعا بمزيد من الاحساس بالخطر مما يمكن ان يفعله " الاخر " . خليط الديماغوجية والتسطيح هذا انتج احكاما مبسطة سادت الشارع العربي في اطار شغفه الازلي بتقسيم الناس الى فسطاطين رغم ان كل تعاملاتنا الحياتية تجبرنا على ادراك حجم التناقض الحياتي الذي يعيشه الانسان العربي والذي يجعل من العصي تبسيط العالم الى ثنائية الاخيار والاشرار .
هذه الحقيقة استذكرتها تحديدا وانا استمع للشيخ القرضاوي وهو يقول ان الجهاد ضد المحتل فرض عين ومساعدة المسلمين للشعب المسلم المحتل فرض عين ايضا ، وتساءلت عن الخانة التي يمكن ان يوضع بها قيام الدولة المسلمة بمساعدة المحتل على تحقيق احتلاله ، واذا كان ذلك خيانة للاسلام فهلا جاهر الشيخ بموقفه من حكومة قطر التي فعلت ذلك ، واذا كانت هذه الحكومة شريرة فكيف تأتى ان تصبح حكومة خيرة عندما انفقت الملايين من الدولارات لافتتاح قناة الجزيرة الناطقة باسم المقاومين الشرفاء الاخيار ضد المحتلين وعملائهم الاشرار !!! ان هذه الحقيقة وحدها بكافية لتؤكد خطل منطق الفسطاطين الذي درج على الترويج له زبائن الجزيرة الدائمين كالظواهري وانيس النقاش .
عندما كان الحوار يسير كان الشريط الاخباري للجزيرة يواصل مشيرا الى شكوى وزير اللاجئين الفلسطينيين من المذبحة التي يتعرض لها الفلسطينيون في العراق ، وهذا الخبر جزء من حملة كبيرة تديرها الجزيرة للانتصار للفلسطينين " السنة " من العراقيين " الشيعة " ، ولم تكلف الجزيرة نفسها مجرد تنظيم حوار برامجي واحد حول مذابح يومية تحصل في احياء شيعية تقتل ببساطة المئات ويتم التعاطي معها كاحداث تجري في كوكب نائي لاناس غرباء . يحدث ذلك وسط ضجيج زبائن الجزيرة وهم يفتعلون الحديث عن الوحدة الاسلامية والصراع ضد " الصهيونية " .
قد تكون الجزيرة حرة في ان تروج لما تعتقد انه الصواب ، والصواب اليوم هو ارضاء الاسواق المحلية بالبضاعة الرائجة حيث قانون السوق هو الحكم ، ولكن هذه الحرية لابد ان تنتهي " اخلاقيا على الاقل " عند حدود حياة الاخرين وموتهم ، فالاعلام اليوم سلاح فتاك وقاتل ، يسهل عليه ان يدمر مع كل افراط في الترويج لمنهج يتسم بالاقصاء وتخوين الاخر او تكفيره ، ويصعب عليه البناء ، كما اوضحت النتيجة غير المعلنة للحوار التقريبي الذي اجرته الجزيرة ، ربما ليس لضعف في ارادة المتحاورين ...



#حارث_محمد_حسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خارطة طريق : صفقة اقليمية وانتخابات اكثر تمثيلية
- لاوقت للاستراحة _ الصراع من اجل التغيير
- دعهم يخرجون - العلاقة مع الاسلامويين


المزيد.....




- شاهد ما حدث على الهواء لحظة تفريق مظاهرة مؤيدة للفلسطينيين ف ...
- احتجاجات الجامعات المؤيدة للفلسطينيين تمتد لجميع أنحاء الولا ...
- تشافي هيرنانديز يتراجع عن استقالته وسيبقى مدربًا لبرشلونة لم ...
- الفلسطينيون يواصلون البحث في المقابر الجماعية في خان يونس وا ...
- حملة تطالب نادي الأهلي المصري لمقاطعة رعاية كوكا كولا
- 3.5 مليار دولار.. ما تفاصيل الاستثمارات القطرية بالحليب الجز ...
- جموح خيول ملكية وسط لندن يؤدي لإصابة 4 أشخاص وحالة هلع بين ا ...
- الكاف يعتبر اتحاد العاصمة الجزائري خاسرا أمام نهضة بركان الم ...
- الكويت توقف منح المصريين تأشيرات العمل إلى إشعار آخر.. ما ال ...
- مهمة بلينكن في الصين ليست سهلة


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - حارث محمد حسن - مفارقات التقريب بين المذهبين على طريقة الجزيرة !!!