أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - حارث محمد حسن - خارطة طريق : صفقة اقليمية وانتخابات اكثر تمثيلية















المزيد.....

خارطة طريق : صفقة اقليمية وانتخابات اكثر تمثيلية


حارث محمد حسن

الحوار المتمدن-العدد: 1767 - 2006 / 12 / 17 - 08:22
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


يتحدث الجميع عن مخرج من حالة التأزم الراهنة في الواقع السياسي العراقي المفتوح على مجاهيل خطيرة ، وعادة ماتطرح الاطراف اللاعبة رؤيتها للمشكلة دون رؤيتها للحل ، او تستسلم لخطاب فضفاض يتبنى توصيفا مثاليا غارقا في العمومية ولايمكن ان يتحول الى برنامج عمل حقيقي باتجاه التغيير . هذه المشكلة يتقاسمها كل الفاعلين على الساحة العراقية ، الداخليون منهم والخارجيون ، ولنعترف ان القضية العراقية باتت اكثر تدويلا من قبل ، وهي اصلا كانت قضية دولية قبل دخول الامريكيين الى المستنقع العراقي ، الفارق عن الامس ، هو ان الامريكيين اكثر استعدادا للبحث عن شريك يدخل المستنقع او يساعد على انتشالهم منه ، والعراقيين اصبحوا اكثر ابتعادا عن فهم مشكلتهم من منظور محلي ، والكذبة الكبرى التي يكررها الجميع هي ان العراقيين هم من " يجب " ان يقرر مصيرهم ، وهو الشئ الذي لايريده احد ، كما انه الشئ الذي يصعب ان يحدث لان كلمة " العراقيين " دخلت هي الاخرى في دكان المزايدة السياسي واصبحت لاتعني شيئا واحدا كلما وظفت من هذا الطرف او ذاك .
الطريقة الاولى للبحث عن مخرج هي في الوصول الى توصيف واقعي للمشكلة، ولاادعي ان لأحد حق احتكار هذا التوصيف لكن ساحاول ان اجتهد في اعطاء تصوري له . العراق اليوم منقسم على نفسه ، وليس ذلك جديدا او فريدا ، الجديد ان الانقسام يحصل في ضل غياب قاعدة مشتركة او حد ادنى من المتبنيات لدى الفرقاء،و مايجعل العراق يبدو متماسكا " ظاهريا على الاقل " هو وجود الطرف الامريكي الذي يمتلك قدرة الضغط على الفرقاء ودفعهم للابتسام بوجوه بعضهم وافتعال النقاش الودي تحت سقف واحد .
الفرقاء العراقيون يتفاوضون اليوم كدول متنازعة لاكشركاء وطنيين ، والفرق بين هذا التفاوض وذاك ، ان الدول تتفاوض بلاسقف محدد يحكم مطالبها ، والشركاء داخل الوطن الواحد يتفاوضون في ظل سقف محدد تمثله وحدة البلاد واستقرارها ونظامها السياسي وحتى دستورها . في المفاوضات العراقية كل شئ خاضع للتساوم وهناك دائما امكانية التلويح بالعودة الى نقطة الصفر ، فبعد ثلاث سنوات من تطور العملية السياسية وصلنا الى نقطة ندرك عندها ان العملية السياسية ربما لم تبدأ بعد . جزء من المشكلة ان كل طرف يراهن بشكل و باخر على قدرته في ايقاف العجلة وبالتالي فانه يركب القطار متى ما شاء ويغادره حيثما رغب ، ولايعني ذلك سوى ان هذا القطار بلا اتجاه ، وقد يصل محطته الاخيرة بافتراض وجودها بلا راكب . الجزء الاخر من المشكلة ان الرابط بين المعضلة العراقية والتوازنات الاقليمية بات دقيقا وحادا الى الحد الذي فقدت الاطراف العراقية مساحة التفاوض الواسعة لصالح شراكاتها الاقليمية ، واصبحت محنة اللاعبين على الساحة انهم عاجزون عن ادارتها بمفردهم ، والتفاوض في الشأن العراقي بات تفاوضا اقليميا ومن ثم دوليا ، وان القضية العراقية باتت متماهية تماما في الواقع الجيوسياسي والاستراتيجي المتحرك للمنطقة . وبوضوح ، ان اي شكل تأخذه تسوية القضية العراقية لابد وان يترك اثرا على التوازن السياسي الدقيق والهش في المنطقة ، مالم يمر عبر صفقة شاملة ، وطنية واقليمية ودولية ، وهذه الصفقة تتم شأنها شأن اي تسوية سياسية بين فرقاء متنافسين عبر الترضيات والتنازلات المتبادلة .
لم يعد بخاف على احد ان هناك صراعا ايرانيا – عربيا يجري احيائه وان بعض مناخ مابعد الثورة الايرانية يعود منذ مجئ احمدي نجاد بفكرة احياء الثورة . ومشكلة العراق انه حائط الصد والفصل الرئيسي في هذا الصراع الطويل ، ولانه ، كما لبنان ، منطقة رخوة فان تجليات هذا الصراع تتمظهر باسوأ اشكالها على ارضه ، كما ان تسويته او اخماده او تاجيله لاتتم الا عبره . هل يحل الصراع بالنوايا الحسنة للاطراف العراقيين والوعود المتبادلة بان يكون العراق اولويتهم الاولى ، انه احتمال صعب ودونه الحقيقة التي ينبغي الاعتراف بها صراحة : ان العراق ليس مفاوضا رئيسيا بل هو قضية تفاوض بين اللاعبين الرئيسيين . وليس من الصعب تخيل ان الفوائض المالية التي حققتها دول المنطقة عبر صعود اسعار النفط ستستنزف في حرب باردة او ساخنة وستعاد الاموال الى شركات السلاح الغربية بعد ان يتصاعد الهاجس بصدام طائفي بين القوى الاسلامية ، ولذلك اريد ان اضع في موضع الشك تسليمنا المتسرع بان الحل قد يمر عبر واشنطن ، فهي الاخرى تتنازعها المصالح والاتجاهات المختلفة التي قد تجتمع في لحظة ما على فكرة ان مثل هذا الصراع السني-الشيعي يعطي نتائج مفيدة للمصلحة الامريكية .
المؤكد ان دول المنطقة بحاجة الى ان تدرك عقم مثل هذا الصراع وان تستبدل فكرة ان الدول الرخوة كالعراق ولبنان وفلسطين ساحات مناسبة لادارة الصراع وحدودا امامية يمكن المغامرة بها لضمان سلامة " الجبهة الداخلية " ، وبالتالي ان تقتنع المنطقة بمجملها ان اخماد النار افضل من تركها حتى لو بدت هادئة احيانا ، فسلوك بعض المتطرفين على هذا الجانب او ذاك ، ومااكثرهم ، كفيل بصب الزيت عليها في اي لحظة . اذا نجحت دول المنطقة ببلوغ هذه القناعة وعبرت عنها عبر مبادرات جريئة قد يتم ايصال رسالة الى الامريكيين والعراقيين معا مفادها ان هذه الدول لن تدفع ثمن الصراع اذا كان خيارا مطروحا لديكم .
لابد ان تشعر القوى العراقية بان سندها الاقليمي غير مستعد لان يمضي الى نهاية الطريق ، كما سيكون من المجدي ان تشعر بان امريكا لن تبقى الى مالانهاية وان اجراس الرحيل قد تدق في اي لحظة ، ولن يكون لهم سوى بساتين السواد ليحرقوا ماتبقى منها او ليحيوا مامات منها .
مع ذلك ، فاننا نكون قد قطعنا نصف الشوط الطويل ، فمازال على العراقيين ان يواجهوا بعضهم مجردين هذه المرة مما كانوا يعتقدون انه عمق لفصائلهم ومضطرين للبحث عن نقاط مشاركة بينهم . ان جزءا من معضلة القوى السياسية العراقية هو انها راكمت عزلتها عن عمقها العراقي ، اما لانها رأت في الطائفة عمقا وحيدا ، اولانها لم تجد من المهم لها ان تخاطب الشارع معولة على انه منهك وعاجز عن المبادرة . لقد خدم النظام الانتخابي قدرة القوى الحالية على الاستمرار بدون حاجة الى تعبئة شعبية كما خدمتها حالة الاستقطاب الطائفي التي دفعت الناخب الى ان يتحرك بوحي من غريزته لا عقلانيته . ولذلك استسهلت هذه القوى التعامل مع المشكلة العراقية بفوقية عالية متخيلة ان الحلول يمكن ان تتحقق بمعزل عن الشعب الذي ظل مجرد حدث خطابي في بورصة النفاق السياسي .
في وقت ما ، قريب او بعيد ، قد تطرح فكرة اجراء انتخابات مبكرة ، وهو بالتأكيد جزء من خارطة الطريق الذي يفترض انه بات طريقا مسدودا بالنسبة لخليط الاشياء المعتمد في بغداد . هناك حاجة لتحريك نخب سياسية جديدة ، واستبدال الدماء ، فقد انتهت حقبة صدام وحقبة مابعد صدام ، ولابد من الحديث عن حقبة جديدة لايكون فيها اسم صدام رقما مهما . لقد تم استهلاك الافعال الغريزية والتعبير عن كل الخطايا التي احتملناها بعد سقوط النظام السابق ، والاستمرار على هذا النحو سيكون اجترارا. ان التعويل على اتفاق داخل الطبقة السياسية لن يكون مخرجا حقيقيا وربما سيكون مجرد هدنة تتحرك بعدها عناصر التأزم مع كل تحول خارجي او داخلي ، ولابد في اي خارطة للطريق ان تعول ايضا على تحريك مجتمعي يعمق من مشاركة الانسان العراقي المكتوي مباشرة من المأساة الراهنة ويعزز من شرعية السلطة وقدرتها على الفعل .
ومن وسائل احداث التغيير المنشود اعادة النظر في النظام الانتخابي عبر التخلي عن نظام القائمة المغلقة وربما نظام التمثيل النسبي بمجمله واعتماد نظام اكثر تمثيلية يسمح للناخب على الاقل في ان يتعرف على الشخوص الذين يصوت لهم ، ويدفع هؤلاء الى تملق الناخب بدل قادة الكتل كي يجدوا مكانا لانفسهم . هناك حاجة لجعل العملية اكثر تنافسية عبر فتح الفضاء الاجتماعي- السياسي امام افاق جديدة وتحريك العقل السياسي العراقي لابتكار تصورات اخرى غير السائد الحالي او قل اضافة له . ومادمنا نسترسل صراحة ، يمكن القول بان اي انتخابات مبكرة لبرلمان جديد لابد ان تكون الاكثر شمولية ومشروعية فذلك هو احد اغراضها الاساسية ، وعليه قد تطرح فكرة ان تتولى الامم المتحدة بشكل مباشر هذه المرة كافة اجراءاتها العملياتية والقانونية مدعومة بمؤسسات اقليمية ودولية مثل الجامعة العربية والاتحاد الاوربي ومنظمة المؤتمر الاسلامي لضمان ان يضفي كل هؤلاء مزيدا من المصداقية اليها .
هل يمكن تجريد التنافس الانتخابي من طابعه الطائفي ، هذا الاحتمال صعب وخيالي، ولكن مايمكن ان يحدث هو تقديم دعم مالي للقوى الجديدة التي قد تكون عبر اثنية في ظل نظام للاحزاب السياسية يسمح بدعم هذه الاحزاب وفق شروط معينة ، وبالتاكيد سيكون مهما ضمان قدرتها على التعبير عن نفسها صراحة في المجتمعات المحلية وهو التحدي اكثر صعوبة ، لكن تحقيق اختراق للبنية السياسية الراهنة ممكن اذا تذكرنا ان هناك قائمة واحدة نجحت فيما سبق على استحصال اصوات مهمة في المناطق الشيعية والسنية رغم الاستقطاب الطائفي الحاد .
ان حكومة جديدة تتشكل عبر هذه الانتخابات ستضطر الى خلق نمط جديد من التحالفات ، والى الركون للاستحقاق الانتخابي دون ان تشعر بالنقص بسبب الوهم الذي خلقه التفريق بين الاستحقاق الانتخابي والاستحقاق الوطني ، واذا كان الجميع سيسمي هذه الانتخابات بالشرعية وسيعلن مسبقا قبوله بنتائجها ، فان الحكومة الناتجة عنها ستكون الاكثر تمثيلية وشرعية وربما قدرة على الفعل ومصداقية في طرح منطق البداية الجديدة .




#حارث_محمد_حسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لاوقت للاستراحة _ الصراع من اجل التغيير
- دعهم يخرجون - العلاقة مع الاسلامويين


المزيد.....




- تمساح ضخم يقتحم قاعدة قوات جوية وينام تحت طائرة.. شاهد ما حد ...
- وزير خارجية إيران -قلق- من تعامل الشرطة الأمريكية مع المحتجي ...
- -رخصة ذهبية وميناء ومنطقة حرة-.. قرارات حكومية لتسهيل مشروع ...
- هل تحمي الملاجئ في إسرائيل من إصابات الصواريخ؟
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- البرلمان اللبناني يؤجل الانتخابات البلدية على وقع التصعيد جن ...
- بوتين: الناتج الإجمالي الروسي يسجّل معدلات جيدة
- صحة غزة تحذر من توقف مولدات الكهرباء بالمستشفيات
- عبد اللهيان يوجه رسالة إلى البيت الأبيض ويرفقها بفيديو للشرط ...
- 8 عادات سيئة عليك التخلص منها لإبطاء الشيخوخة


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - حارث محمد حسن - خارطة طريق : صفقة اقليمية وانتخابات اكثر تمثيلية