الحرب النفسية غسيل مخ 8

عادل ندا

الحوار المتمدن-العدد: 1836 - 2007 / 2 / 24 - 10:32
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    

تنبيه إلى كل من يهمه الأمر
هل تتصادم أبحاث العلم عموما وعلم النفس خصوصا مع الدين؟
عمليات غسيل المخ ما هي إلا نوع من أنواع السحر الأسود والتسلط الشيطاني. المرض النفسى ما هو إلا لبس أرواح شريرة. الجينات ما هى إلا نوع من أنواع الجان المسلم والكافر. والميكروبات عفاريت.
علاج كل الامراض لا يصح إلا بالقرآن وغير هذا كفر وإلحاد. وحتى الأرض التى يقول العلماء أنها كروية, أعلن لكم يا سادة أن العلماء واهمون.
توقفوا إيها الزنادقة عما تفعلون. ألا يكفيكم ما نعانى منه من غضب الآلهة.
هل هذا الكلام يمكن أن نهضمه فى القرن الواحد والعشرين؟

البرمجة العصبية اللغوية حرام, بفتوى شيوخ المسلمين. هل هناك أقوى من هذة التصورات لنظل متخلفون. إستغفروا ربكم وعودوا الى ربكم. أى إله هذا الذى تتخيلون.

إن ما يحدث الآن من بلبلة الأفكار، وإثارة الفوضى الفكرية وهذا [الدخان الأسود] هو أشبه ما يكون بعملية غسيل مخ تمارس ضدنا, ليس على المستوى الفردى، بل تتعدى ذلك لتطبق على المستوى الاجتماعي ككل، وتفويت الفرصة لضم عناصر جديدة تحت لواء عقيدة التوحيد، وتشويه صورة الإسلام والمسلمين، قال تعالى: (وَدُّواْ لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُواْ فَتَكُونُونَ سَوَآءً) [النساء: 89] بل هو هدم للدين كله قال تعالى: (إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللهِ الإِسْلاَمُ) [آل عمران: 19]. فمن يرجعون المس إلى الحالات النفسية والعصبية، هم في الحقيقة يستدرجوننا بعيدًا عن التفسير الديني للغيبيات، وحتى لا يقروا بالإعجاز العلمي للقرآن الكريم، والنتيجة الحتمية أنهم فشلوا في علاج حالات المس والسحر، وإلا فلماذا يلجئ إلينا المرضى فارين من العيادات النفسية؟! فالأثر السيئ الذي سيلحق بهذا المجتمع هو انتشار الدجالين والسحرة وإشاعة الخرافات طالما أغفلنا الدور الفعال للدين في علاج تلك الحالات بالقرآن الكريم.
(من كتاب الدخان الأسود ولن أذكر إسم المؤلف)
ما علاقة هذا بذاك بتلك, أيها الفاقهون؟

والله لو ظهر مسيلمة الكذاب, فلن نحاربه كم فعل نبينا الكريم. بل سنعالجة فى المصحات النفيسة الفاخرة بكل عطف وحب وإحتضان, وحتى يشفى أو ياذن الله.
وسوف نمنع الآخرين من الإستهزاء والسخرية منه, والضحك على ما يقول.
فهذا هو عصر الشيطان يا من تدعون.
فلا احد يحكم الآن بما كان ولن يكون.

قصه حقيقية: رفضت إدارة مستشفى الصحة النفسية بالعباسية فى الثمانينات, فكرة تكوين جماعة علاجية تضم مرضى, أحدهم يعتقد أنه الإله, وواحد يعتقد أنه سيدنا محمد, وواحد يعتقد انه المسيح, ومريضة تعتقد أنها ستنا مريم, وأخرى تعتقد أنها أم النبى, تحت دعوى ممنوع جمع المرضى الذكور مع الإناث. فلا يصح مخالفة نصوص اللائحة الداخلية لمستشفى المجانين.
ولهذا نحن متقدمون.

أعدكم أننى سأتعلم علم الجان حتى نطرد الأمريكان ونحرر فلسطين.

تكتب أو تقول رسالة. أقرأها, أتعرف ما يدور بخلدى وما أقول؟ الله أعلم بالسرائر لكن العلم وحتى الآن يقول:

يقول جشتلت أن الرسالة تكتسب معناها من الخلفية الكلية لدى المستقبل.
خلفيات ثقافية وإيمانية وفلسفية, أو لا خلفيات. هل نستطيع أن نكون محايدين؟ وننفصل عن ذواتنا وآلامنا وأفراحنا وعقدنا, وننظر للظواهر بعلم ومن بعيد؟

المسالة مبنية على إدراك الذات الأنا, فى علاقتها مع العالم المحيط. المسألة فى الإدراك.

غسيل المخ على المدى البعيد هو تغيير نمط التفكير والتصورات العقلية وبالتالى المشاعر والسلوك. غسيل المخ على المدى البعيد تراكم.
غسيل المخ على المدى القصير هو زرع فكرة وتغيير الصور العقلية, فهو رسالة للتنفيذ. وتسمى فى علوم التنويم المغناطيسى بالإيحاء المؤجل النفاذ post hypnotic suggestion. بمعنى وكمثال, "ستأتيك الرغبة فى شرب كوب من الشاى الآن, ولا نخليها قهوة".

أعلمكم, ويشرفنى أن أعلمكم وبلا مقابل. والهدف هو الإنسان.
قصة ونكتة: قال للطبيب انه يعانى من التوتر والقلق. أعطاه الطبيب علبة مهدئات. فقال للطبيب عايز مائة علبة. لأننى سأوزعها على المحيطين فيهدأوا, فأشفى أنا.

يقول الشاعر هوسمان "أنا غريب, للأسف الشديد, فى عالم لم أصنعه".
هذا القول لهوسمان يحمل معانى كثيرة ويدل طبقا لتحليلنا على نمط التفكير والإغتراب والعزلة الإنسانية الناتجة عن الصور الداخلية للذات والعالم المحيط.

يقول ألان ولتس "العدوانية الإنسانية سببها أن الإنسان يحس بأنه حبيس جسده ويتصور أنه, (روح أو ذات فى شنطة من جلد الإنسان). والعالم المحيط ليس إمتداد له, بل كيانان منفصلان, فيتعامل معه بالمواجهة والغزو والتحكم والسيطرة حتى لا ينعزل ويكتئب. وهكذا يرى معظم الغرب ذواتهم.
ألف سنة من العزلة.
ألف سلامة عليكم.
السلام عليكم. تحية الإسلام.

هل أتينا الى العالم أم أتينا منه وإن كنا قد أتينا منه فكيف, أم ....؟

الصينيون يروا أنفسهم كنبات نبت من الطبيعة ونمى فى الطبيعة.
ونرى أنفسنا كمخلوقات صنعت من طين وروح الإله.
الرؤية الأولى قد تكون أكثر حرية من الثانية لأن الثانية تحمل فى طياتها التشكيل من الخارج والتصيير. والله أعلم.

هل ننتظر لنعرف الحقيقة بعد الموت أم نتأمل ونفكر لنعرفها الآن؟

ناهيك عن أفكار عصور الظلام كعصر ما قبل عصر الحداثة, وعصر الحداثة الميكانيكى. وعصر ما بعد الحداثة بقليل من الروحانيات الشكلية كمسكنات.
كل هذه الأفكار العبقرية كانت صالحة فى زمانها وقد يضحك عليها او على بعضها, البعض الآن.
فكلها تصورات.
الحرب النفسية لعب بالتصورات.

كثير من المؤمنين ليسوا فى الحقيقة مؤمنين لانهم فى حقيقة الأمر, يأملون فقط فى وجود الإله, ولا يحسون به واقعا. وهذا التصور التأملى, يتولد ويضخم على أمل العدل السماوى فى عالمنا الظالم, أو كأمل فى العدل فى العالم الآخر, أو كمدد يا سيدى "على أبو النور". سيدى على أبو النور مقام يزورة المريدون.

العدل الأرضى شيئ نسبى, نتفق ونختلف ونتقاتل علية, نحو مزيد من العدل.
وهكذا أراد الله عندما تحررنا كمخلوقات عاقلة لها الإختيار.
وكلما زاد الوعى قل الظلم.
فالظلم والظلام واحد.
فكرة داونى بالتى كانت هى الداء, قد تكون خادعة.
إقرأ

الحقائق تبنى على الحق. والحق حق للجميع. منبعة إشباع إحتياجات الإنسان التى لا بد وأن تشبع, فلابد وأن يرضى الجميع عن ما ندعى أنه الحق أحيانا. فالحياه للجميع بلا إستثناء وبلا إحباط أيها السياسيون. كم ألف شخص يمتلكون ويحصلون على حوالى 70% من الناتج الإنسانى, وملايين بل المليارات من البشر يتضورون جوعا ويعانون من الفقر والمرض, يا أيها السياسيون العباقرة المنومون. أيها السياسيون أنتم مساكين, ونعدكم بإنشاء مصحة خاصة بكم كما قلت سابقا فى أحد المقالات إن كنتم تريدون.
هل الأولوية للصفقات المالية أم الأولوية للإنسان والمعاناة؟ مش أخوك ده برضو ولا إيه؟

رجل الصفقات: لكى تبيع وتشترى تعلم التفاوض. وعند البعض تعلم النصب أيها الإنسان. فأنتم جزر فى هذا العالم. والجزر لها حدود. فإغزوا العالم ووسعوا الحدود. ابنى يا إبن آدم الأسوار وإرسم الحدود. وعش فى جيتوهات. وكلها تصورات ومخاوف من السحلية التى ماتت من زمان. قصة الخمس قرود الا تتذكرون.
أفضل طريقة لمقاومة غسيل المخ هى تعلم غسيل المخ.
فلا احد يحكم الآن بما كان ولن يكون.
الإنسان ليس ساذجا كما تعتقدون.

#عادل_ندا (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل