أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمود الزهيري - عن الشعوب والنخب والطغاة : الحلم الكامن بين المنع والمنح : إيران وإسرائيل نموذجاً !!















المزيد.....

عن الشعوب والنخب والطغاة : الحلم الكامن بين المنع والمنح : إيران وإسرائيل نموذجاً !!


محمود الزهيري

الحوار المتمدن-العدد: 1836 - 2007 / 2 / 24 - 12:21
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



الغالبية العظمي تحلم بأن ينتهي عصر الطاغية في كل بلد من البلدان العربية دون تفرقة بين بلد وبلد آخر , فجميع الحكام في الأقطار العربية طغاة ولايستحقون أن ينتسبوا إلي تلك الأقطار العربية بأي نسب أو صلة , لأنهم هم الأعداء لبلادهم !!
ولأنهم هم المتآمرون علي بلادهم !!
ولأنهم هم من رضوا بالخنوع والمذلة والهوان لأبناء الشعوب العربية !!
ولأنهم هم من إستكانوا للصهاينة والأمريكان علي الدوام !!
ولأنهم هم من سرقوا الشعوب وباعوا الأوطان !!
ولأنهم هم من ورثوا الحكم واستباحوا حرمات الأوطان , وهتكوا عرض المواطنين والأوطان !!
لأنهم هم من سجنوا وعذبوا وسحلوا وقتلوا المواطنين ودمروا الأوطان !!
هم في الخيانة مالهم مثيل !!
وفي العمالة مالهم شبيه !!
وفي النذالة أوساخ مناكيد !!
وفي سرقة أوطانهم هم قادة ورواد !!
وفي تعذيب مواطني بلدانهم وهتك أعراضهم وقتلهم ما لا تعرف منظمات حقوق الإنسان لمحاكمتهم دولياً سبيلاً !!
تذداد قمة القمع في بلادي العربية , وتذداد , ولايعتبر هؤلاء الحكام المناكيد من التاريخ ومن ذكراه السيئة لإجرامهم وسفالاتهم القبيحة في حق الشعوب والأوطان !!
ما فكروا في الديمقراطية ولا في الحرية , ولا فكروا في تداول الحكم والسلطة , ولا ارتضوا بتوزيع ثروات الأوطان علي المواطنين توزيعاً عادلاً !!
الذين فكروا فيه وأسسوا له هو فقه الإستبداد بالسياسة وكان رائدهم في ذلك تطويع الدين لخدمة سفالاتهم وسرقاتهم وبقائهم علي كراسي الحكم والسلطة !!
والذي درسوه وفقهوه جيداً هو تكريس الظلم والفساد وتقريبهم لأهل الموالاة وإقصاؤهم لأهل الخبرة والدراية بمصالح الأوطان والمواطنين !!
هم الناجحون دائماً في سباقات بيع الأوطان أو رهنها لأعداء الأوطان بالدياسة أو بالسياسة !!
حكام البلاد العربية ما أرادوا أن يكون لبلدانهم أن تكون لها سبق في العلم والحضارة , فما كانت في البلاد العربية صناعات متطورة , أو زراعات متقدمة , أو هندسة عسكرية , فأين هي الحضارة ؟ وأين هي الصناعة ؟ وأين هي الزراعة ؟
أين الصناعات الهندسية والعسكرية في البلدان العربية ؟ وأين هي صناعة الزراعة ؟
لماذا تستورد الدول العربية الغذاء والدواء والكساء ؟
ولماذا تستورد الباخرة والطائرة والقاطرة والرصاصة والذخيرة والصاروخ ؟
لماذا تستورد الحاسوب والمحمول والكاميرا والأفلام وورق الطباعة ؟!!
بل .. لإنها تستورد الدعارة والقباحة والقذارة حتي ليستمتع بها حكام البلاد العربية ؟!!
علي أي منهج أو مذهب أو عقيدة أو سياسة يحكمنا الحكام العرب ؟!!
لانعرف ماهو المذهب الديني أو المنهج السياسي , أو العقد الإجتماعي الذي يحكمنا به الحكام العرب , سوي منهج الإستبداد والفساد !!
فلا أنظمة الحكم العربية دينية , ولاهي سياسية , ولا هي ديمقراطية , ولاهي علمانية , ولاهي بذات وجه أو ملامح أو شكل معين , سوي أنها تمثل الوجه القمئ للفساد وإغتصاب الحكم والسلطة !!

إن الحكام العرب لايختلفون عن الطغاة جميعاً علي مر التاريخ الإنساني بداية من :

· الإمبراطور الروماني نيرون 37-68 م.
· الحجاج بن يوسف الثقفي 661-714م.
· جنكيز خان 1167-1227م.
· هولاكو 1217-1265م.
· تيمور لنك 1336-1405م.
· إيفان الرهيب قيصر روسيا 1462-1505م (فترة حكمه في روسيا).
· لويس الرابع عشر 1628-1715م فرنسا.
· شارل الأول طاغية بريطانيا 1625-1649 فترة حكمه في بريطانيا.
· روبسبير طاغية الثورة الفرنسية 1758-1794م أصغر طغاة التاريخ.
· تشانج كاي شيك طاغية الصين 1886-1949م.
· أدولف هتلر 1889-1945م.
· هيلاسلاسي طاغية إثيوبيا 1891- 1974م.
· باتستا طاغية كوبا 1933-1944 والثانية 1952-1959م فترتا حكمه.
· سالا زار طاغية البرتغال 1889-1970م.
· فرانكو – طاغية إسبانيا 1892-1975م.
· سوموزا الأب والابن طاغيتا نيكاراغوا 1922-1979 فترة الحكم.
· عيدي أمين طاغية أوغندا - 1979 وفاته.
· محمد رضا بهلوي – طاغية إيران 1919-1980م 5
وحتي الطاغية العراقي صدام حسين ومعه الحكام العرب الجالسين علي كراسي الحكم والسلطة في البلاد العربية .
فمن من الحكام العرب يختلف عن هؤلاء الطغاة ؟!!
إن وجود دولة إسرائيل المغتصبة للحق الفلسطيني في قلب المنطقة العربية ليمثل قمة هرم العار لحكام الدول العربية , فإسرائيل تمثل الفضيحة الشاخصة للحكام العرب وذلك من مناحي عديدة , منها السياسة والحكم والديمقراطية والحريات , وتوزيع الثروة , وحقوق الإنسان الإسرائيلي الصهيوني , ومنها التقدم في جميع المناحي العلمية والعسكرية والطبية والهندسية والزراعية ومستوي دخل الفرد , وتبادل الحكم والسلطة , والتقدم في علوم الذرة والمفاعلات الذرية , والطاقة النووية , لدرجة أن إسرائيل هي الدولة الأولي في العالم في تصنيع وتصدير الماس المصنع !!
وإيران الدولة القريبة من الدول العربية تمثل أيضاً الفضيحة الكاملة لحكام الدول العربية في جميع المناحي علي الإطلاق , وكأن إسرائيل وإيران وجدتا في المنطقة العربية والإسلامية لتظهرا عار الحكام العرب والمسلمين وتظهران مدي فسادهم وغبائهم وجهلهم وإستبدادهم بالحكم وإغتصابهم للسلطة دون تقدم يذكر علي مدار التاريخ الحديث والمعاصر !!
وكأن الشعبين الإسرائيلي والإيراني يعاندان الشعوب العربية والإسلامية , وكأنهما يقولان هاهم حكامنا !! فأين حكامكم ؟!!
وهذه حياتنا !! فأين حياتكم ؟!!
وهذا تقدمنا وهذه حضارتنا !!
فأين تقدمكم ؟!!
وماهي حضارتكم , وماهي ملامحها ؟!!
إن إسرائيل والثابت علي مرأي ومسمع من العالم كله أنها تقدمت: في اقتصادها وفي ثقافتها. وأصبح دخل الفرد الاسرائيلي في السنوات الأخيرة – حسب تقرير مجلة الايكونومست السنوي لعام 2003 – حوالي 17 ألف دولار سنوياً، في حين أن دخل الفرد في أغنى دولة عربية نفطية لا يزيد على ثمانية آلاف دولار. وأصبح الدخل القومي الإسرائيلي في الفترة نفسها يساوي دخل مصر القومي وسوريا والأردن ولبنان والضفة الغربية مجتمعين. وتقدمت الصناعة الاسرائيلية والسياحة الاسرائيلية وأصبح عدد السياح الذين يفدون إلى اسرائيل سنوياً أكثر من عدد السياح الذين يفدون إلى كافة أنحاء العالم العربي، وتطورت الزراعة، وتطورت الثقافة اليهودية. وأصبح عدد ما يُترجم من الأعمال الأدبية والفنية اليهودية الاسرائيلية إلى اللغات الحية يفوق ما يترجم من أعمال العرب كلهم.وهذا ما نطق به شاكر النابلسي في مقالة له بموقع شفاف الشرق الأوسط يوم 24 7 2004 وينقلنا أيضاَ إلي مقارنة بين العرب وإسرائيل منذ قيام دولة الإحتلال الصهيوني :

في 14 مايو 1948 تم الاعلان عن قيام دولة اسرائيل، واعترفت بها دولتان عظميان في ذلك الوقت، هما امريكا والاتحاد السوفياتي الذي اعترف بها قبل امريكا. ثم تتابعت الاعترافات من معظم دول العالم ما عدا الدول العربية، التي كان لها الحق في ذلك الوقت ألا تعترف، حيث كان الجرح الدموي الفلسطيني ما زال كبيراً وعميقاً، والدماء ما زالت حارة وفائرة. وقامت دولة اسرائيل على نمط الدول الأوروبية الديمقراطية (حزب يحكم، وحزب في المعارضة) واجريت فيها عدة دورات انتخابية شعبية وديمقراطية، وأصبح لها برلمانها. وكنا نُعجب نحن العرب بالحرية السياسية المتاحة للصحافيين والكتاب والسياسيين الاسرائيليين وهم على مرمى حجر منا، بينما يُقتل في العالم العربي الصحافيون (كامل مروة، سليم اللوزي، رياض طه، ناجي العلي، وغيرهم) وبينما يُقتل الكتاب والمفكرون العرب (حسين مروة، مهدي عامل، سيد قطب، محمود طه، فرج فودة، شهدي عطية، وغيرهم) وبينما يُقتل مئات السياسيين العرب في المهاجر والسجون والزنازين العربية، ويذابون في الأسيد (فرج الله الحلو) .

وهذه هي إيران الممثلة لفضيحة الحكام العرب فيما تنقله مجلة الإنتقاد العدد 1201 عدد 9 شباط/فبراير 2006 تحت عنوان :
إيران الثورة: انجازات علمية وصناعية هامة
28 عاماً من الإبداع.. والتحدي المستمر طهران ـ "الانتقاد" "كل هذا الضجيج الغربي المفتعل حول المسألة النووية
الإيرانية له هدف واحد: منع إيران من التقدم العلمي والتقني، ولو استطاعوا لطلبوا منا وقف كل الابحاث العلمية واغلاق الجامعات أيضا!".‏
كلمات الرئيس الايراني احمدي نجاد التي لا تخلو من التهكم والسخرية من "الذين ما زالوا يتعاملون مع الشعوب بعقلية مستعمري القرون الوسطى التي ذهبت من غير رجعة"، تعبّر عن قناعة رائجة في الاوساط الايرانية السياسية والعلمية والصناعية التي تعاني من حصار مفروض منذ انتصار الثورة على المواد الاولية (200 مادة علمية وصناعية ممنوع على الايرانيين شراؤها من الغرب!), إضافة إلى طمس إعلامي مستمر لانجازات إيرانية تؤمّن الاكتفاء الذاتي وتصدّر إلى بلدان صديقة, تنافس وتبشر بنهضة علمية تتناسب مع الثورة وشعاراتها وأهدافها.‏
"أفق السنوات العشرين المقبلة" هو برنامج طموح اطلقه قائد الثورة الامام الخامنئي وبدأ العمل به منذ سنتين، ويشمل تطوير البحث العلمي والتحقيقات والصناعة والطاقة والتعليم والرفاهية وما شابه كي تصل ايران في العام 1404 هجري شمسي (2025م) الى الريادة في العالم الاسلامي والشرق الاوسط في جميع هذه المجالات.‏
الإيرانيون يستعملون دائما تعبير "اللطف الخفي"، فالحصار والعقوبات والضغوط المستمرة قد ساهمت بشكل كبير ومؤثر في الاعتماد على الذات والابداع والصناعة المحلية وحالة التحدي التي تدفع العالم والباحث والطالب الجامعي والصناعي الى مضاعفة الجهد لاثبات قدرته وتفوقه وهويته الوطنية والدينية.‏
ذكرى "عشره الفجر" أي عودة الإمام الخميني إلى إيران وانتصار ثورة الشعب الاسلامية, هي مناسبة سنوية للاعلان عن بعض الانجازات الجديدة كجزء من الاحتفالات بالمناسبة التاريخية, يتم افتتاح مئات المشاريع الخدماتية والانمائية والصناعية والثقافية والعمرانية. هذا العام تتوجه الانظار لحفل الانتصار النووي ومفاجآته في 22 بهمن (11 شباط/ فبراير).‏
لصعوبة استعراض كل ما اعلن عنه حتى الان، نورد هنا نماذج من نتائج الجهد والتحدي العلمي وما يسميه قائد الثورة "نهضت نرم افزاري" أي "نهضة البرمجة" التي تأتي بعد تثبيت القواعد الأساسية والعامة للتنمية والتطور "لانشاء مجتمع انساني سعيد ينعم بالرفاهية والمعنويات والعدالة ويكون نموذجا يحتذى به":‏
- الإعلان عن إنتاج دواء للايدز باسم IMOD يضبط انتشار المرض بدون عوارض جانبية ويقوي جهاز المناعة عند المرضى، وقد أثبت فعاليته بعد ست سنوات من التجارب والابحاث المستمرة، ويمتاز هذا الدواء النباتي بقيمته المناسبة في مقابل اللقاحات الغربية الغالية التي لا تتمكن غالبية المرضى في افريقيا وغيرها من شرائها، وهي لم تثبت نتيجة عالية، وبعضها اخرج من الاستخدام لضرره. ويقود فريق البحث في هذا المجال الدكتورة مينو محرز.‏
- أسلوب جديد لعلاج التلف الدماغي، وهو مرض مميت بحسب التعريف العالمي، وهناك مليونان وخمسمئة ألف مريض يضاف اليهم سنويا 130 الفاً ولم تستطع سوى 3 دول ايجاد علاجات اولية له نجحت بنسبة 20 في المئة بينما العلاج الايراني الجديد اثبت نجاحا بنسبة 40 في المئة، ويأمل العلماء الإيرانيون أن ترتفع النسبة الى 65 في المئة بعد افتتاح 3 مراكز أبحاث جديدة.‏
- عالم ايراني آخر هو البروفسور مهدي تفتي توصل الى اكتشاف الجينات المسببة لاختلالات النوم، وهو ما سيحل مشكلة عالمية في مجال النوم الطبيعي وايجاد العلاج لانواع من الارق المرضي وعدم انتظام النوم، ويرتبط اكتشافه بنوع من الجينات المتلقية للفيتامين D.‏
- على صعيد تقني آخر افتتح اول خط لانتاج اجهزة التلفون الخلوي الايراني بعد انتاجات سابقة مشتركة مع شركات عالمية. وسيتم صناعة الأجهزة الجديدة بمواصفات عالمية وسعر اقل وبداية بخط انتاج 500 ألف قطعة في السنة الاولى.‏
- عسكرياً بعد الانجازات الكبرى في مناورات الرسول الأعظم (ص) بدأت الأربعاء (7/2/2007) مناورات صاروخية وجوية باسم الصاعقة ورعد, كان أول عروضها الجديدة لنظام صاروخي حديث من نوع تورم 1 ذي مدى 12 كلم, مع إمكانية وصوله للعشرين كلم وتغطية 48 هدفاً، والاشتباك مع 8 أهداف في الوقت نفسه. حرس الثورة الإسلامية أعلن أن المنظومة الصاروخية هذه يمكنها تعطيل الرادارات وتحقيق دقة اهداف بواسطة التوجيه الالكتروني، وتغطية مساحات واسعة ومواجهة الهجمات الالكترونية.‏
- تكريم مجموعة كبيرة من العلماء والمحققين جاء في مهرجان الخوارزمي السنوي العشرين للتحقيقات العلمية والذي منح جوائز لـ31 محققاً وعالماً وباحثاً ايرانياً، وايضا 7 علماء اجانب من أميركا والصين وماليزيا والهند وبلغاريا والبوسنة، ولعالمة إيرانية مقيمة في استراليا, وذلك لتقديمهم مشاريع ابداعية في مجال الطب والعمارة والميكانيك والكيمياء والكهرباء وسائر الاختصاصات العلمية التجريبية. وقد شارك في تحكيم مسابقات المهرجان 250 عالما ناقشوا 773 مشروعا جديدا من 42 بلدا ليختاروا منها 85 للمرحلة الاولى و38 للمرحلة الاخيرة.‏
- وكذلك في تقنية النانو الجديدة فقد أعلن في مؤتمر جامعة شيراز للنانو ان ايران تمهد للاستفادة الشاملة من هذه التقنية خلال السنوات العشر القادمة، وهو علم لم يتجاوز عمره الـ20 سنة.‏
- في مجال صناعة الأدوية البروتينية التركيبية الحديثة المعتمدة على التقنية البيئية افتتح مصنع هو الأكبر في الشرق الأوسط، ويمكنه إنتاج أغلب أنواع الأدوية التركيبية البيئية.‏
غيض من فيض التقدم العلمي الجريء والطموح لافتتاح "قمم العلم والمعرفة " كما يردد الامام الخامنئي مكرراً شعاره "إننا قادرون" .‏

إن الشعوب العربية أصبحت في حكم المغلوب علي أمره في كافة المناحي بداية من الناحية السياسية مروراً بالناحية الدينية ووصولاً للناحية الإجتماعية / الإقتصادية المأزومة بفعاليات الفساد العام الذي أصبح رائد لايمكن الإستغناء عنه في الحياة الإستبدادية المنتهكة لحريات الشعوب ورفاهيتهم المسلوبة !!
إن الشعوب العربية تنتظر علي أحر من الجمر اللحظات التي تنتهي فيها عصور الطغاة والتخلص منهم نهائياً ولكن الإرادة التي إنتزعت من الشعوب العربية بواسطة سلطة الفساد السياسي , وسلطة رجال الدين التي تبارك خطوات الفساد والظلم بإسم الدين لتمرير كافة مخططات الحكام الظالمين للشعوب والأوطان علي مدار التاريخ وكأن الدين يبارك الحكام ويلعن الشعوب , وكأن الدين قد وجد لتمرير الفساد , وليس لمحاربة الفساد , وكأن رجال الدين في البلاد العربية والإسلامية يباركون مقولة كارل ماركس :
إن الدين أفيون الشعوب .

ولكن كيف تتخلص الشعوب من الطغاة ؟
هذا هو السؤال المعجزة !!
وهذا هو أمنية الأماني !!
وهذا هو حلم الأحلام الذي تحلم به كافة الشعوب المقهورة !!
ولكن هذه الأحلام لن تجدي ولن تنفع إلا إذا كانت هناك إرادة جمعية ذات وعاء إجتماعي شعبي جماهيري تستشعر الأزمة الماحقة للمستقبل والقاتلة للحاضر المعاش .
فلابد ولامناص من الوعي بالأزمات التي تعيشها الشعوب العربية , والوعي بالأزمة لن يتأتي إلا من خلال حراك إجتماعي يكون فيه للنخب المثقفة والكاريزمات دور فعال بعيداً عن إرادة السلطة الحاكمة التي تستخدم أساليب التخويف والترعيب للنخب والكاريزمات , أو أساليب المنح والعطاء !!
علي أن يكون الشعب هو الهدف , والشعب هو الغاية , والشعب هو الوسيلة وهو الأداة التي يتم إستخدامها في إحداث التغييرات السياسية / المجتمعية إلي الأفضل والأحسن .

فهل ستعي الشعوب العربية الأزمة ويكون لديها الوعي الكافي بحجم الأزمة ؟!!
وهل ستعلن النخب حربها ضد الحكام الظالمين , من أجل الشعوب المقهورة ؟!!
أم أنها سيرضي بعضها بالمنح , ويخاف بعضها من المنع ؟!!
فمتي يصل الحكام العرب إلي درجة حكام إيران وإسرائيل ؟!!
أم أنهم سيظلوا علي غبائهم وجهلهم وعمالتهم وخيانتهم ورهنهم وبيعهم للأوطان واستعبادهم للمواطنين ومعاملتهم علي أنهم رعايا لامواطنين ؟!!
ولن نتحدث عن الدول الغربية والنموذج الغربي باي حال من الأحوال فالشواهد منظورة في كل أركان حياتنا وتعاملاتنا وممارساتنا لحياتنا اليومية مع منتوجاته العلمية والحضارية !!
أعتقد أننا لن تقوم لنا قائمة مادام الطغاة يحكموننا ويتصرفون في مقدراتنا ومقدرات شعوبنا !!
فمتي نكون مثل إيران أو إسرائيل ؟!!
مع الإحتفاظ بحق الخلاف مع الدولتين في أمور ليس مجالها موضوعنا هذا !!
الإجابة مرهونة بإرادة الخلاص من الطغاة في العالم العربي والإسلامي !!

محمود الزهيري
[email protected]



#محمود_الزهيري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المادة الثانية من الدستور المصري : بين أزمة الإلغاء ومعضلة ا ...
- في مصر: الحياء لغة لاتعرفها السلطة الحاكمة
- أزمة حوار الحضارات : مابين خرافتي التقريب بين المذاهب الديني ...
- ثم نلعن أمريكا وإسرائيل : من يستحق اللعنة إذاً ؟!!
- جذور الأزمة : الإسلام المختطف في الماضي : الإسلام مع من ؟!!
- ضد المفتي : ليس مع الإخوان : توظيف الدين للتخديم علي السياسة ...
- الوفد : التجمع : الناصري : الإخوان : الأقباط : هل من موقف حا ...
- الإسلاموفوبيا : عبد الكريم نبيل سليمان : أين حرية العقيدة ؟
- بالتعديلات الدستورية المقترحة : خروج مصر من التاريخ بلا حياء
- ثم لتسألن يومئذ عن البذخ : في المملكة العربية السعودية : عن ...
- ويسألونك عن التوريث : قل هو لإبن الرئيس أذيً كبير
- الإخوان المسلمين : الحزب السياسي : بين رفض الوفاق وعدم قبول ...
- في الدستور .. من أنا ؟
- !!وهذا هو رأي المفتي : ولاعجب
- فليعيش .. حاكمنا العربي
- عن التعديلات الدستورية : إحتكار مصر لصالح آل مبارك
- !! أيمن نور : خذلوك ومن قبلك خذلوا الوطن
- للمفتي رأي في موته : عن صدام والحكام العرب
- سألت الحاكم يوماً : هل تعرف معني الإنسان ؟
- ?عن إعدام صدام حسين شنقاً : لماذا صمت الحكام العرب


المزيد.....




- صحفي إيراني يتحدث لـCNN عن كيفية تغطية وسائل الإعلام الإيران ...
- إصابة ياباني في هجوم انتحاري جنوب باكستان
- كييف تعلن إسقاط قاذفة استراتيجية روسية بعيدة المدى وموسكو ت ...
- دعوات لوقف التصعيد عقب انفجارات في إيران نُسبت لإسرائيل
- أنقرة تحذر من -صراع دائم- بدأ باستهداف القنصلية الإيرانية في ...
- لافروف: أبلغنا إسرائيل عبر القنوات الدبلوماسية بعدم رغبة إير ...
- -الرجل يهلوس-.. وزراء إسرائيليون ينتقدون تصريحات بن غفير بشأ ...
- سوريا تدين الفيتو الأمريكي بشأن فلسطين: وصمة عار أخرى
- خبير ألماني: زيلينسكي دمر أوكرانيا وقضى على جيل كامل من الرج ...
- زلزال يضرب غرب تركيا


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمود الزهيري - عن الشعوب والنخب والطغاة : الحلم الكامن بين المنع والمنح : إيران وإسرائيل نموذجاً !!