ياسمين محمد النجار
الحوار المتمدن-العدد: 8535 - 2025 / 11 / 23 - 23:02
المحور:
الادب والفن
عرض وترجمة: د. أشرف إبراهيم زيدان
امتداد النص
يُعَدُّ مفهوم الطول (Length) من السمات الجديرة بالانتباه في الكتابة بعد ما بعد الحداثية؛ إذ لا يُقصد به مجرد الامتداد الكمّي للنصوص الروائية، بل يُستثمر كآلية جمالية وفكرية في آن واحد. فالكثير من الروايات المنتمية إلى هذا الاتجاه تتسم بحجم كبير وامتداد سردي واسع، في محاولة لاحتواء التجربة الإنسانية بتفاصيلها الدقيقة، بعد أن شظّت ما بعد الحداثة السرد إلى مقاطع متفرقة وأزمنة متكسّرة. ومن ثمّ يعود النص بعد ما بعد الحداثي إلى نوع من الاستمرارية الزمنية والتراكم الدلالي، ليقدّم صورة أكثر شمولًا للحياة الإنسانية في امتدادها وتناقضاتها. إن الإطناب والتفصيل الظاهرين في هذه الأعمال ليسا فائضين أو حشوًا اعتباطيًّا، بل يمثلان موقفًا جماليًّا مضادًّا لثقافة الاختزال والسرعة التي تهيمن على العالم المعاصر، بما فيه من تواصل رقمي قائم على الرموز والإشارات المقتضبة. وهكذا يصبح الطول في هذا السياق علامة على الرغبة في إعادة الاعتبار للعمق والثراء، واستعادة قدرة الرواية على احتواء العالم في بنية سردية مطوّلة.
يُعَدّ الطول المفرط للروايات سمة بارزة في الأدب بعد ما بعد الحداثي والمعاصر. ويرى غريف أن كثيرًا من الكتب الحديثة تعاني من طول غير مبرَّر ومن ضعف في بناء الشخصيات. ويشير في كتابه موت الرواية إلى ما يُسمِّيه الروايات الضخمة، التي تمثل مظهرًا خاصًا للرواية، بل حتى نوعًا أدبيًا قائمًا بذاته، نشأ بعد عام 1945 كرد فعل مباشر على خطاب موت الرواية الذي كان حاضرًا في الحوار الحداثي قبل الحرب العالمية الثانية، لكن رسوخه بعد 1945 غيَّر من توقعات النقد تجاه الرواية الغربية (غريف 12). ويؤكد غريف أن لجوء الكتّاب المعاصرين إلى تأليف أعمال مطوّلة إنما هو وسيلة لمواجهة ذلك القلق المرتبط بـموت الرواية والتعبير عن رفضه (غريف 25). ويرى أن ما يُسمّى الرواية الأمريكية الضخمة، الممتدة من سبعينيات القرن الماضي حتى الحاضر، يمكن اعتبارها أهم نوع أدبي في الولايات المتحدة، وإن لم تكن النوع الأكثر وفرةً أو تفردًا (غريف 28). وتمتاز هذه الروايات، إلى جانب طولها الملحوظ، بشعور بالاتساع والتنوع وعدم التحديد؛ فهي تقدم نفسها على أنها مكتظة ومفرطة الامتلاء ومكتملة، وتبدو أكثر شمولًا مما يقتضيه سردها الأساسي، وأكبر من أعمال أخرى ذات طول أو تعقيد مماثل (غريف 27). إنها لا تقتصر على تجسيد عائلة واحدة أو تمثيل قضية واحدة داخل السياق الأمريكي، بل تتجاوز ذلك إلى نطاق أوسع (غريف 27).
يتجلى ذلك بوضوح في رواية الدائرة. فمن خلال الغوص في تفاصيل عالم التكنولوجيا الذي تُجسِّده الشركة — بما في ذلك حرم الشركة، وأنماط حياتها، وتقنياتها — يوفّر إيغرز للقراء تجربة غامرة تُعمِّق من إدراكهم لاتساع هذا العالم وتأثيره. كما يسمح الفضاء السردي الممتد باستكشاف الشخصيات بعمق أكبر؛ إذ يكشف التطور المتدرج لشخصية ماي عن صراعاتها العاطفية ومواجهتها لتحديات أخلاقية معقدة. يتيح هذا المستوى من التفصيل للقراء التعاطف مع رحلتها وفهم دوافعها. وإلى جانب ذلك، تتناول الرواية موضوعات جوهرية مثل المراقبة، والخصوصية، وطبيعة الترابط في العصر الحديث، وهي قضايا تُعد من أكثر الإشكاليات إلحاحًا وتعقيدًا. إن الطول السردي للنص يمنح فرصة لعرض هذه القضايا من زوايا متعددة، بما يفتح المجال أمام حوار سردي أكثر ثراءً يعكس تعقيدات المجتمع المعاصر. ومع تصاعد الأحداث، يولّد هذا التراكم التدريجي شعورًا متناميًا بعدم الارتياح لدى القارئ؛ حيث يوضح إيغرز كيف يمكن أن تقود الممارسات التي تبدو في ظاهرها بريئة داخل شركة الدائرة إلى نتائج متفاقمة الأهمية، موظفًا الامتداد الزمني للنص لتوليد التوتر وتصعيد الإحساس بالخطر.
تتكون رواية الدائرة من 361 صفحة، وهو امتداد سردي يتيح إدماج وجهات نظر متعددة للشخصيات والحبكات الفرعية على نحو يُثري الخط الروائي الرئيس. وإلى جانب إبراز ردود الأفعال المختلفة تجاه نفوذ الشركات، يمنح هذا التنوع منظورًا أوسع يكشف الأبعاد المتعددة لأهمية التكنولوجيا الرقمية.
تُتيح الروايات المطوّلة مجالًا أوسع لتطوير الشخصيات بعمق أكبر. ويتجلّى ذلك في رواية الجميع التي تتسم شخصياتها بتطور ملحوظ يُبرز أهدافها وتحدياتها ومسار نموها الشخصي، مما يعزّز من ارتباط القارئ بها. في بداية الرواية، تظهر ديلاني ويلز شخصية مثالية الدوافع، مدفوعة برغبة في إحداث تغيير داخل العالم التكنولوجي، ويقودها حماسها الأولي إلى متابعة التحوّل والابتكار. غير أن انغماسها في بيئة ذي إيفري يغيّر منظورها تدريجيًّا بشكل جذري. ومن خلال أوصاف درامية مكثفة، يكشف إيغرز عن ولع الشركة بالهيمنة والتحكم الأخلاقي، مما يشد القارئ إلى تفاصيل الحياة اليومية لديلاني في المؤسسة. ويظهر هذا الجانب بوضوح في حديث روينا، التي تُبدي عدم اكتراثها بسجل السائق في عمليات التسليم الناجحة، قائلة: "أولًا، شحنتكم لا تستوفي معايير الأمن، وسيتعين علينا فحص كل سلة عبر الأشعة السينية، ونحن غير مستعدين لذلك. ثانيًا، لدى الشركة سياسة تمنع إدخال المنتجات غير المستدامة أو ذات المصادر غير الموثوقة إلى حرم الشركة. أليس في هذه السلال كميات كبيرة من التغليف البلاستيكي وأطعمة مصنعة؟" (الجميع 12).
تُتيح الفصول المطوّلة في الرواية لديلاني – ومعها القارئ – مواجهة المعضلات الأخلاقية التي تفرضها شركة إيفري بشكل مباشر. فالمراقبة جزء أصيل من بيئة الشركة؛ إذ تفاجأ ديلاني عند دخولها بظهور صور لها لم تكن على علم بوجودها، وهو ما يكشف عن الطابع العدواني للتقنية التي تعتمدها المؤسسة: "وضعت ديلاني إبهامها على الماسح الضوئي، فظهرت شبكة من الصور ومقاطع الفيديو والبيانات على شاشة روينا. كانت هناك صور لديلاني لم ترها من قبل، أكانت في محطة وقود في مونتانا؟ وفي لقطات أخرى تُظهر جسدها كاملًا، كانت منحنية..." (الجميع 11). تكشف هذه التجارب عن التعقيدات الأخلاقية المتأصلة في عملها، وتدفعها إلى إعادة النظر في مبادئها وفي أثر التكنولوجيا التي سبق أن تبنّتها. ومن خلال ذلك يتجلى الصراع بين مثاليتها الأولى والواقع القاسي لعالم يخضع بشكل متزايد لهيمنة المراقبة والتحكم.
في رواية الجميع، تلعب الشخصيات الثانوية – من موظفين وأصدقاء – دورًا محوريًا في تشكيل مسار ديلاني، إذ تطرح آراء متباينة حول التكنولوجيا والأخلاق، ما يخلق شبكة معقّدة من وجهات النظر التي تُبرز حجم التحديات التي تواجهها البطلة. وتتراوح مواقف هذه الشخصيات بين الحماس والسخرية من التطورات التقنية، في انعكاس مباشر للنقاشات المجتمعية الأوسع. ولا تكشف هذه الحوارات عن الصعوبات التي تعترض ديلاني فحسب، بل تمكّن القارئ أيضًا من إدراك عمق الأزمة الأخلاقية المرتبطة بتأثير التكنولوجيا على الحياة الإنسانية. ومع تطور السرد عبر هذه العلاقات، يتضح كيف تؤثر مواقف الآخرين في إدراك ديلاني لبيئتها ولدورها داخلها. وعلى النقيض من الوعود التي يطرحها العصر الرقمي بالتواصل الدائم، يظهر أبطال الرواية وهم يسعون إلى إقامة روابط حقيقية، لكنهم في الوقت نفسه يعانون عزلة شديدة. وتُظهر محادثاتهم سطحية تلك الروابط، وتسلّط الضوء على الفجوة العاطفية الكامنة في بيئة يدّعي ترابطها.
يُسهم الطول المفرط في رواية أبطال الحدود لديف إيغرز في إغناء السرد وتعميقه عبر وسائل متعددة. إذ يتسم تطوّر شخصية البطلة، جوزي، بدرجة عالية من التعقيد، حيث يكشف الكاتب خلفيتها من خلال مشاهد استرجاعية تُضيء ماضيها وأهدافها وتشابكات حياتها. ويُبرز هذا الاستكشاف حالتها النفسية بما تحمله من تحديات، بدءًا من مسيرتها المهنية السابقة كطبيبة أسنان، مرورًا بعلاقتها المضطربة مع شريكها السابق كارل، وصولًا إلى حاجتها إلى الهروب وإعادة بناء ذاتها في ألاسكا. يقول السرد: "كانت طبيبة أسنان ولم تعد كذلك. وبعد ثمانية عشر شهرًا من انتقاله، وجد والد أطفالها امرأة أخرى ليتزوجها" (أبطال الحدود 8). ومن خلال هذا التفصيل، تنقل الرواية تجربة عاطفية مركّبة تعبّر عن مخاوف جوزي ورغباتها، مما يُمكّن القارئ من التماهي مع رحلتها ومع التحديات التي تخوضها كامرأة وأم تسعى للتكيّف مع عالمها الجديد.
يوظّف إيغرز سردًا تفصيليًا غنيًا لرسم ملامح الطبيعة في ألاسكا بوضوح لافت. فأوصافه الدقيقة تكشف عن قسوة الواقع هناك، مسلّطة الضوء على الجبال الشامخة من جهة، وعلى معاناة السكان من جهة أخرى. ويضع إيغرز في مقابل الصورة الرومانسية التقليدية لألاسكا شعورًا بخيبة الأمل، من خلال تصوير دخان حرائق الغابات والمناطق المزدحمة، كما في قوله: "لكن أين كانت ألاسكا، تلك السحر والوضوح؟ كان هذا المكان مختنقًا بضباب عشرات حرائق الغابات... لم يكن مهيبًا، لا، ليس بعد. كل ما رأوه حتى الآن كان مزدحمًا وصعبًا" (أبطال الحدود 9). ولا يقتصر هذا الوصف على تثبيت معالم المكان فحسب، بل يمنح المشهد الطبيعي دورًا شبه شخصي، يجسّد الصراع الداخلي لجوزي وسعيها نحو التحرر والفهم. وهكذا يغمر السرد المفصّل القارئ في أجواء البيئة، ليشاركه تجربة الوحدة والجمال والمخاطر الكامنة في البرية. وعلى امتداد صفحاته الـــــ 308، يعالج إيغرز موضوعات معاصرة مثل ديناميكيات الأسرة، والفردية، وتوقعات المجتمع، من خلال قصص تكشف عن التحديات التي يواجهها الأفراد في رحلة بحثهم عن النجاح.
الشعارات (mottos)
في الأدب الديستوبي الشهير، يُعَدّ توظيف أساليب السرد الثانوية وسيلة فعّالة لترسيخ فكرة أن المجتمع الموصوف قد ينزلق نحو الاستبداد. ومن أبرز هذه الأساليب استخدام الشعارات، وهي كلمات أو عبارات تعبّر عن غاية وروح وأهداف منظمة معيّنة (منير 54). بوصفها مفهوماً إرشادياً أو مبدأ موجهاً، تجسد الشعارات قيم المنظمة وأهدافها الأساسية. وغالباً ما تعتمد المؤسسات عليها لنقل معتقداتها ورسالتها إلى الأعضاء أو الموظفين، وتعزيز إحساسهم بالغاية والدافع. بهذه الطريقة، تساعد الشعارات القرّاء على التعمق في أجواء النص وفهم نوايا المؤلف.
يلجأ الروائيون في كثير من الأحيان إلى الشعارات لتمثيل أفكار كبرى مثل الإخلاص، والعدالة، والمثابرة، ما يضفي على القصة بعداً رمزياً يزيد من اندماج القراء وتفاعلهم مع تجارب الشخصيات. وتنبع صياغة الشعار أو الهدف من عملية استعارية، إذ يختار البشر موضوعاً محدداً، ثم ينتقون الروابط ذات الصلة به، ويُسقطون خصائص الصورة المختارة على الموضوع المقصود. يهدف هذا المسار الإبداعي إلى إعادة تشكيل التجارب العاطفية والدافعية للأشخاص الذين يواجهون مهام غير مرغوبة، عبر تعزيز الحوافز المرتبطة بالنشاط، وزيادة الشعور بالحيوية، وتنمية الإحساس بالاستقلالية داخل الإطار الاستعاري الناتج.
في رواية إيغرز "الدائرة"، يشكّل توظيف الشعارات أحد تجليات أساليب بعد ما بعد الحداثة، إذ يبرز من خلاله تركيز المؤسسة على ثقافة الشركة، والتسويق، وبسط النفوذ. تنتشر هذه الشعارات في أرجاء حرم الشركة، مثل: "احلم"، و"شارك"، و"ابحث عن مجتمع"، و"تخيل"، لتعمل كأدوات للتلاعب وغسل الأدمغة (الدائرة 6). فهي لا تكتفي بتعزيز روح الانتماء والسعي نحو الأهداف المشتركة بين الموظفين، بل تسهم أيضاً في ترسيخ قيم الشركة ومُثلها. كما تتكرر في الرواية عبارات مثل: "الأسرار أكاذيب / المشاركة اهتمام / الخصوصية سرقة" (الدائرة 24)، مؤكدةً التحولات التي أحدثتها التكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي في المجتمع، عبر طمس الحدود الفاصلة بين الحياة الخاصة والعامة. وتبرز هذه الشعارات أهمية المشاركة المستمرة والتواصل الدائم، بما يعكس سعي شركة الدائرة المحموم نحو الشفافية والارتباط الشامل.
وبالمثل، في رواية "الجميع"، تظهر عبارتا "العالم يريد أن يُراقب" و"الأسرار أكاذيب" (99) كأدوات لغوية تكشف عن توجه المؤسسة نحو السيطرة الفكرية. ويعكس تعليق ويلا كاثر في الرواية، "أعطِ الناس كلمة جديدة، فيظنون أن لديهم حقيقة جديدة"، كيف تتحكم اللغة والمعلومات في الشخصيات، فتوجّه أفكارهم وتصوغ وجهات نظرهم. يتجلى ذلك بوضوح عندما تقدّم المؤسسات النافذة في وادي السيليكون للشخصيات تقنية أو فكرة مبتكرة؛ إذ تُعرّضهم لمواد مصممة خصيصاً لتغيير قناعاتهم وسلوكياتهم، في حين يظنون أن خياراتهم نابعة من إرادتهم الحرة، وهم في الواقع واقعون تحت وطأة رقابة خفية. وتظهر هذه الآلية أيضاً في مواقف تتعرض فيها الشخصيات لحملات دعائية أو مواد مضللة تُعيد تشكيل فهمهم للواقع. وغالباً ما تُعرض عليهم روايات تخدم مصالح أصحاب السلطة، مما يدفعهم إلى تبنّي أفكار أو سلوكيات محددة دون مساءلة الدوافع الكامنة وراء تلك الرسائل.
وبالمثل، في رواية "أبطال الحدود"، يُوظَّف أسلوب الشعار عبر عبارات وجمل مكثفة تعبّر عن أفكار الرواية ورسائلها. من ذلك عبارة: "هناك سعادةٌ مُفعمةٌ بالفخر"، التي تصف إحساساً عميقاً بالرضا يولد من إنجاز عمل شاق في الطبيعة، بعد سنوات من الجهد المثمر، يتبعه إرهاق ممتزج بالرضا، وسط صحبة العائلة والأصدقاء، استعداداً لراحة مستحقة — سواء كانت نوماً أو موتاً، فالأمر سيّان. وتقابلها عبارة أخرى: "ثم هناك سعادةُ الحيّ الفقير الخاصّ بالمرء"، التي تجسد نشوة العزلة، مع كأس من النبيذ الأحمر، جالساً في مقعد الراكب داخل مركبة قديمة مضحكة متوقفة في جنوب ألاسكا، يحدّق في تشابك الأشجار الداكنة، متوجساً من النوم خشية أن يفتح أحدهم قفل باب المركبة المتنقلة ويلحق الأذى بك وبأطفالك النائمين في الأعلى (أبطال الحدود 8). تلتقط هذه العبارات جوهر رحلة البطل ومعاناته، من خلال عكس مشاعره وتجارب حياته المتناقضة.
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟