أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - حسن بشير محمد نور - سلام على مكان يسمى السودان ( Please called Sudan )














المزيد.....

سلام على مكان يسمى السودان ( Please called Sudan )


حسن بشير محمد نور

الحوار المتمدن-العدد: 8532 - 2025 / 11 / 20 - 20:14
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    


سلام علي مكان يسمى السودان (Place called Sudan )
بروفيسور حسن بشير محمد نور

التصريحات التي صدرت عن الرئيس الأمريكي دونالد ترمب عن السودان خلال زيارة الامير محمد بن سلمان للبيت الابيض لا تليق بأي موظف رسمي رفيع في اي دولة، ناهيك عن ان يكون رئيسا، اما ان تصدر عن رئيس (اقوى دولة في العالم) فهذا امر مخزي بجميع المقاييس، ذلك لان هذه الدولة (العظمى) لها وزارة خارجية مفترض انها علي درجة عالية من الكفاءة، لها انتشار عبر السفارات في جميع دول العالم تقريبا، وكان لها سفارة من اكبر السفارات الامريكية في الخارج في ذلك المكان الذي (يسمى السودان Place called Sudan ). لها اجهزة مخابرات ترصد دبيب النمل حتي في اصغر ( الاماكن)، مما لا يغيب عليها مكان مترامي الأطراف له موقع استراتيجي غاية في التميز وبها ثروات كان جدير بشخص مولع بالمكاسب التجارية والصفقات الترليونية، ان يسيل لعابه عليها، اذا كان فعلا مهتما بالاستثمارات التنموية المجدية، بدلا من الشغف بالاموال والاصول السائلة التي يدرها اقتصاد البترو دولار السوقي.
بلد له وزارة خارجية تمنع السودانيين من السفر الي بلاده بأمر تنفيذي منه، وله مجالس نيابية ووزارة خزانة تصدر عقوبات متسلسلة علي السودان وحكام وساسة من ذلك (المكان) ويدفع ثمنها شعب مغلوب يعيش هناك.
يبدو ان المستر الملياردير الذي يرأس ادارة من الاوليغارشية المالية لم يعرف ان هناك شخص اسمه (اسامة بن لادن) كان يعيش في ذلك المكان، وان هناك نظاما استولى على الحكم في العام 1989 باتقلاب ضد حكومة منتخبة ديمقراطيا، ذلك النظام قد استدعى عشرات من قادة الجماعات (الاسلامية) وغيرهم مثل كارلوس. من المصنفين ارهابيين حسب المعايير الامريكية الي ذلك ( المكان)، مما استدعى فرض عقوبات علي ما (يسمى السودان) ووضعه على قائمة الدول وليس (الاماكن) الراعية للأرهاب. كما ان سيادة رئيس الدولة العظمى لم يسمع بالمدمرة كول ولا بتفجير سفارات بلاده في شرق افريقيا ( لا داعي لذكر الدول حتى لا تلتبس الاماكن) مما استدعى فرض عقوبات بأمر تتفيذي لرئيس سابق اسمه بيل كلينتون، في العام 1997 صدر بموجبه حظر تجاري شامل على ذلك المكان وتجميد اصول واخراج السودان من نظام المقاصة المصرفية الدولي بالدولار المعروف ب SWIFT، واستمرت تلك العقوبات الاقتصادية والمالية والتجارية الي ما بعد ثورة ديسمبر 2018, ولم ترفع الى ان دفع الشعب السوداني من (دم قلبه وعرق جبين شعبه) 335 مليون دولار لخزينة اغنى دولة في العالم، وبموجب ذلك تم رفع اسم (المكان) الذى يسمى السودان من قائمة الدول الراعية للأرهاب في العام 2020, الامر الذي عطل اي (اصلاح) اقتصادي ورفع من معدلات التضخم وزاد من معاناة المواطنين، وقد استغل ذلك خير استغلال في تعطيل مسار الثورة، التي اجزم بان امريكا لم تريد لها ان تحقق اهدافها في السلام والحرية والعدالة والانتقال السلمى الديمقراطي لاسباب جيوسياسية.
بالتأكيد ان السيد ترمب ليس من المهتمين بالارث الانساني والحضاري والثقافي والتاريخي لشعوب ذلك المكان المنهك المبتلى بعدم الرشد السياسي الموبؤ بفساد الحكام والاطماع الاقليمية والدولية في ثرواته، كما انه غير معني بزعماء له او بمثقفين واكاديمين وعلماء وفنانين ومبدعين، ولا بعشرات الالاف من الامريكين باصول سودانية، لان جميع ذلك لا يجلب الترليونات ولا المليارات ولا الهدايا والعطايا الفخيمة، التي تستدعى المدح بشكل يتواضع امامه شعراء (عكاظ).
بالطبع السيد ترمب غير معني بملاين الضحايا الذين سقطوا في الحروب الاهلية في ( Place called Sudan) سواء في جنوبه الذي انفصل بدعم مباشر من بلده او في دارفور منذ العام 2003 ، او في جنوب النيل الازرق وجنوب كردفان، غير ضحايا الحكم العسكري والاسلاموي الديكتاتوري في جميع انحاء السودان، لان شعوب مثل هذه الاماكن لا تقع ضمن حساباته المترفة البازخة.

عموما اي سلام في السودان يتطلب اولا وقف هذه الحرب اللعينة واغاثة حوالي 30 مليون انسان في حوجة لعون غذائي وطبي عاجل، ومن ثم فتح مسار مدني لحوار سوداني/ سوداني بدعم ورعاية اقليمية ودولية يفضي الي حكم مدني انتقالي، يؤسس لدولة بمقومات الدول الحديثة ويحقق سلام مستدام ينهي جذور أسباب الظلم والتهميش المسببة للحروب، وان يبعد تمامآ اطراف الحرب ومشعليها ومن تسبب فيها عن الحكم، بعيدا عن أوهام وهلوسات العودة للحكم من قبل اطراف الحرب وداعميهم الطامعين بالفوز بذلك (المكان) كغنيمة حرب. وان يتم دعم اي اتفاق سلام بقرار من مجلس الأمن الدولى ولا يقف عند حدود التسويات الاستعراضية الهشة التي يتم التباهي بها، بينما تظل نارها مشتعلة وتسلب الشعوب حقوقها الاولية المشروعة.
عموما كتر الله خير السعودية والأمير محمد بن سلمان علي اهتمامهم ودعمهم للسودانيين، باعتبار السعودية اكبر الدول المخدمة للعمالة السودانية، التي يعتمد عليها عددا كبيرا جدا من السودانيين في معاشهم، عسى ان تعود جهودهم بسلام يحقق الأمن والاستقرار للسودان ويضعه علي مسار التعافي والتنمية والازدهار وان يعيد للبلاد اسمها ويجعل لها هيبة مستحقة أمام الدول ورؤسائها بعد ان سلبها الاستبداد المتطاول مقومات الدول وجعل أزمة اتسانها هي الازمة الاسوأ في العالم.



#حسن_بشير_محمد_نور (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تراجيديا الفاشر في (عالم الفصام القيمي الخطير)
- اذا اردت ان تكون انسانا فكن (سيد عكاشة)
- الاستفادة من الدروس الروسية في التغلب علي العقوبات الغربية
- رؤية حول مشروع وطني للتغيير الجذري في السودان، مقاربة سياسية ...
- نحو أعادة اعمار الخرطوم كمدينة حديثة: رؤية سياسية واقتصادية ...
- الحرب في السودان: بعض تحديات الاستقرار والتعافي الاقتصادي وا ...
- الحرب في السودان: كيف تؤثر ازمة الحكم علي الانتقال السلمي ال ...
- الحرب في السودان: سياسات توطين الجوع وتوريث الفقر
- الحرب في السودان: مسار السلام في السودان التعقيدات والتحديات
- الحرب في السودان: تداعيات الافلات من العقاب من منظور سياسي/ا ...
- الحرب في السودان: وفرة الموارد واحتمالات التفكك والتشظيالحرب ...
- الحرب في السودان: تقلص مصادر الإيرادات والعبء الإضافي على ال ...
- الحرب في السودان: كيف لشعب (مهمل) ان يعبش في دولة فاشلة؟
- الحرب في السودان: تعزيز فرص الحل السياسي في ظل فشل المجتمع ا ...
- الحرب في السودان: الشروط الاقتصادية والمالية للاصلاح النقدي
- الحرب في السودان: كيف يمكن مواجهة ازمة البطالة؟
- الحرب في السودان: كيف يمكن للمجتمع المدني سد فجوة غياب الدول ...
- الحرب في السودان: اثر الانكماش الاقتصادي علي القطاع المالي و ...
- التكاليف الاقتصادية والاجتماعية للحرب في السودان والاثر علي ...
- الحرب في السودان: الأثر علي القطاع الزراعي وشروط التعافي.


المزيد.....




- اليوم الرابع لاعتصام “البوابة نيوز”.. متضامنون مع الصحفيين
- احتجاجات عمال “مياه الشرب” مستمرة
- A Bold Campaign to Confront Global Crises
- «الديمقراطية»: العدوان الإسرائيلي تحدٍ لمجلس الأمن والأطراف ...
- ترامب يقول إنه سيجتمع مع رئيس بلدية نيويورك زهران ممداني ويص ...
- السودان: حرب الجنرالات تدمر البلد وتقتل الشعب
- العدد 628 من جريدة النهج الديمقراطي
- العدد 629 من جريدة النهج الديمقراطي
- الصحراء الغربية: استعداد جزائري لدعم وساطة بين البوليساريو و ...
- Reflections on Zohran Mamdani’s Victory from the Global Sout ...


المزيد.....

- مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة / عبد الرحمان النوضة
- الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية ... / وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
- عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ ... / محمد الحنفي
- الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية / مصطفى الدروبي
- جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني ... / محمد الخويلدي
- اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956 / خميس بن محمد عرفاوي
- من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963.......... / كريم الزكي
- مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة- / حسان خالد شاتيلا
- التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية / فلاح علي
- الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى ... / حسان عاكف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - حسن بشير محمد نور - سلام على مكان يسمى السودان ( Please called Sudan )