أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - هيثم الشمري - -حين تشتعل الكراهية على الشاشات: كيف يكبح الإعلام الجديد نار الطائفية؟















المزيد.....

-حين تشتعل الكراهية على الشاشات: كيف يكبح الإعلام الجديد نار الطائفية؟


هيثم الشمري

الحوار المتمدن-العدد: 8520 - 2025 / 11 / 8 - 02:41
المحور: الصحافة والاعلام
    


الكلمة تقتل أحيانًا أكثر من الرصاص... صورة، منشور، مقطع فيديو... تكفي لتشعل فتنة وتُسقط ضحايا لا ذنب لهم سوى أنهم ينتمون للطائفة الأخرى، الخطاب الطائفي اليوم لم يعد في الخطب فقط، بل في كل شاشة وهاتف ومنشور، إنه سمّ يُقدَّم بوجهٍ إعلامي جذّاب... شعارات دينية زائفة، كلمات “ثورية”، لكنها في الحقيقة دعوات للكراهية والدمار، فلم تعد الحرب اليوم تُدار بالرصاص فقط، بل بالكلمة والصورة والمنشور، الخطاب الطائفي المتطرف أصبح سلاحًا يُستخدم لتفكيك المجتمعات، وتمزيق النسيج الوطني، وتحويل المواطن إلى خصم لأخيه في الدين والوطن، إنها حرب خفية تتسلل من الشاشات والهواتف، تزرع الكراهية باسم العقيدة، وتغذي العنف باسم الحرية.
وهنا يأتي السؤال الأخطر: أين يقف الإعلام من هذه المعركة؟ هل هو جزء من المشكلة أم مفتاح الحل؟

من يصنع الطائفية؟
ـــــــــــــــــــــــــــــ
ليست صدفة أن يشتعل التحريض كلما ضعفت الدولة، أو كلما اقتربت الانتخابات، هناك من يعيش على هذا الانقسام، من يريد شعبًا متناحرًا بدل أن يكون متحدًا، من يريد أن نكره بعضنا لكي ننسى من يسرقنا جميعًا!

الإعلام الجديد... سلاح ذو حدين
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
منصات التواصل اليوم أقوى من أي قناة فضائية، فيها من يزرع الكراهية، وفيها أيضًا من يستطيع أن يزرع الوعي، المشكلة ليست في المنصة... بل في الضمير الذي يستخدمها.
أنت حين تشارك منشورًا طائفيًا، فأنت لا تعبّر عن رأي فقط...
أنت تشارك في بناء جدار كراهية قد يُقتل خلفه بريء!

الخطاب الطائفي... جذور تمتد في الجهل والسلطة
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الطائفية لا تولد من فراغ،
إنها نتاج طويل من التحريض السياسي، والتجهيل الاجتماعي، والتوظيف الديني لخدمة مصالح ضيقة،
حين يُختزل الإنسان في مذهبه، تتحول الهوية إلى سلاح،
وحين يُستغل الدين لتبرير الكراهية، يصبح التطرف رأيًا، والعنف وجهة نظر.
الخطاب الطائفي يجد في الأزمات السياسية والاقتصادية بيئة خصبة للنمو، حيث يبحث الناس عن "عدو" يعلقون عليه أسباب فشلهم، فيقدّمه لهم المتطرفون جاهزًا في قالبٍ إعلامي مثير وسهل الانتشار.

الإعلام الجديد... بين التحريض والمسؤولية
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مع انتشار وسائل التواصل الاجتماعي، لم يعد الإعلام حكراً على المؤسسات الكبرى، بل أصبح كل فرد منصةً بحد ذاته،
وهنا تكمن الخطورة: إذ تحوّل بعض المستخدمين والناشطين إلى مُحرّضين بلا وعي، ينقلون الشائعات الطائفية، ويعيدون إنتاج خطاب الكراهية دون إدراك لعواقبه.
لكن في المقابل، منح الإعلام الجديد فرصةً ثمينة لمواجهة هذا الخطر، عبر:
• فضح الخطاب الطائفي وتفنيد أكاذيبه.
• نشر الوعي بقيم المواطنة والتعايش.
• تمكين الأصوات المعتدلة من الوصول إلى الجمهور الواسع.
إن المحتوى الواعي قادر على مواجهة المحتوى المسموم، بشرط أن يمتلك الإعلاميون أدوات العصر ورؤية إنسانية ناضجة.

ما نحتاجه اليوم
ــــــــــــــــــــــ
• نحتاج إعلامًا شجاعًا لا يخاف أن يقول: هذا تحريض، وهذا فساد.
• نحتاج محتوى وطنيًا نقيًا يذكّرنا أننا عراقيون قبل أن نكون أي شيء آخر.
• نحتاج دولة عادلة تحمي الجميع بالقانون، لا بالانتماء.
• نحتاج شبابًا يفهم أن الكلمة مسؤولية، لا وسيلة لجمع الإعجابات.

المعالجات الإعلامية المطلوبة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لكبح هذه الظاهرة، لا يكفي التنديد أو الشعارات؛ بل يجب تبني إستراتيجية إعلامية وطنية تقوم على:
1. إطلاق حملات توعية وطنية رقمية تُبرز المشتركات بين أبناء الوطن الواحد.
2. تدريب الإعلاميين والمؤثرين على التعامل المهني مع القضايا الحساسة دون تغذية الانقسام.
3. مراقبة المحتوى التحريضي في المنصات الإلكترونية ومحاسبة الجهات التي تروّج للكراهية.
4. دعم الإنتاج الإعلامي الإيجابي – من أفلام وبرامج وثائقية ومسلسلات – تُعزز قيم التسامح والانتماء.
5. إشراك الشباب في مبادرات رقمية تشجع على الحوار واحترام التنوع.
الإعلام هنا ليس متفرجًا، بل لاعبًا رئيسيًا في صناعة الوعي أو تدميره.

دور الدولة... من الرقابة إلى بناء الوعي
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الدولة مسؤولة عن حماية نسيجها الاجتماعي من الانقسام.
لكن الحل لا يكون فقط بالمنع والعقاب، بل بـ التثقيف والعدالة والمساواة، حين يشعر المواطن أن القانون يحميه والعدالة تشمل الجميع، تتراجع الحاجة إلى الاحتماء بالطائفة أو العشيرة،
كما يجب أن تُنشئ الدولة مرصدًا وطنيًا لمتابعة الخطاب المتطرف في الإعلام الجديد، يرفع تقارير دورية ويقترح معالجات واقعية، إن مواجهة الطائفية مسؤولية مشتركة:
الدولة تنظم، والإعلام يوعي، والمجتمع يتصدى بالفكر لا بالكراهية.

العراق أكبر من الطائفية
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
العراق ما يضيع إلا إذا سمحنا للكراهية أن تسكن قلوبنا،
نختلف؟ نعم، لكننا نبقى أبناء وطن واحد... أرض واحدة... دم واحد، لا تجعل أحدًا يقنعك أن جارك عدوك، ولا أن مذهبك أهم من إنسانيتك، من يزرع الطائفية، يحصد الخراب...
ومن يزرع المحبة، يُعيد للوطن عافيته.

الكلمة مسؤولية... والإعلام ضمير
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الخطاب الطائفي ليس مجرد رأي متطرف، بل مشروع لهدم الوطن من الداخل، وإذا كان المتطرف يحمل سلاحًا، فإن الإعلامي يحمل الكلمة — وهي أخطر إن لم تكن مسؤولة، الإعلام الجديد يمكن أن يكون منصة للكراهية أو جسرًا للمحبة، والاختيار بيدنا نحن، إنّ إنقاذ المجتمع من سموم الطائفية يبدأ من منبرٍ صادق، وكلمةٍ شجاعة، وإعلامٍ لا يخاف في الحق لومة لائم، فالكلمة حين تكون في خدمة الوطن، تصبح جهادًا، لا خطابًا، لنحارب الكراهية بالكلمة الصادقة، لا بالكلمة الجارحة، لنكن نحن الإعلام الجديد الذي يبني، لا الذي يهدم، فالوطن لا يحتاج إلى مزيد من الخلافات، بل إلى مزيد من الوعي، والاحترام، والإنسانية.






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- زمن التكنولوجيا... وضياع القيم حين تراجع الإنسان إلى ظله؟ بي ...


المزيد.....




- طفلة تواجه بوتين: أريد نقل عمي الجندي المصاب في الجبهة إلى م ...
- -لن يشارك أي مسؤول أمريكي-.. ترامب يقاطع قمة العشرين في جنوب ...
- أفغانستان تعلن انهيار محادثات السلام مع باكستان
- أوكرانيا تعلن عن هجوم روسي كبير على منشآت للطاقة
- أمريكا: المحكمة العليا تعلق قرارا يلزم إدارة ترامب تمويل الم ...
- مجلس الشيوخ الأميركي يفشل في تمرير مشروع قانون ينهي الإغلاق ...
- حين تكتب الآلة القصة وتُخرج المشهد.. هل ينتهي عصر الإبداع ال ...
- موقع إيطالي: صاروخ -براهموس- الهندي الروسي يغزو أسواقا جديدة ...
- البارزاني: تأجيل حل الخلافات بين بغداد وأربيل سيجلب الصداع ل ...
- القسام تنتشل جثة الضابط الإسرائيلي هدار غولدن من رفح


المزيد.....

- مكونات الاتصال والتحول الرقمي / الدكتور سلطان عدوان
- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - هيثم الشمري - -حين تشتعل الكراهية على الشاشات: كيف يكبح الإعلام الجديد نار الطائفية؟