أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ذكرى زياد - جفاف نهر دجلة في العراق














المزيد.....

جفاف نهر دجلة في العراق


ذكرى زياد

الحوار المتمدن-العدد: 8519 - 2025 / 11 / 7 - 00:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يعد نهر دجلة احد اهم المعالم الطبيعية و التاريخية لارض الرافدين منذ آلاف السنين، حيث يلعب دور مهم كمصدر أساسي لمياه الشرب و مختلف الاستخدامات، بالإضافة الثروة الزراعية و الاقتصادية للبلد.
في السنوات الأخيرة شهد نهر دجلة تراجعاً كبيراً في منسوب المياه حتى يومنا هذا حيث بدأ بالجفاف تماما، و هذا الجفاف لم يحصل منذ عقود كثيرة و ايضاً الوضع يمر بمرحلة مهمة جداً و علينا كافراد اخذ القرارات اللازمة لحل هذه الأزمة و من اهم الأسباب التي أدت إلى وصول الحال على ما هي عليه الآن هو سوء الاستخدام للمصادر المائية في العراق من قبل الأفراد و ايضاً دور الحكومة بتفعيل و وضع القوانين و الإجراءات اللازمة.
العراق يمر بكثير من التغيرات و الفوضى في وقتنا الحالي خصوصاً مع اقتراب موعد الانتخابات لسنة 2025 من شهر نوفمبر الحالي، حيث بدأ من الصعب التركيز على قضية واحدة في الوقت الراهن حيث انتشار الظلم و الفساد. لكنّ جفاف نهر دجلة هي أزمة حقيقة و لا يجب السكوت عنها و كل فرد يلعب دور مهم في المساهمة و نشر التوعية و خلق تغيير نحو الأفضل.
احد الأسباب الرئيسية لجفاف نهر دجلة هو قيام دولة تركيا ببناء العديد من السدود مما جعل منسوب المياه ينخفض على مدار السنوات الأخيرة، بالإضافة إلى عدم وجود اتفاقيات بين تركيا و العراق بخصوص توزيع المياه، و ايضاً قيام ايران ببناء السدود على رافدين يصبان في نهر دجلة، مما منع الماء من التدفق.
اصافةً إلى هذين السببين الخارجيين هناك أسباب داخلية و مهام تقع على عاتق الشعب و الحكومة العراقية، من أهمها انتشار التلوث بشكل كبير مؤخراً من ضمنها تلوث الهواء بالكبريت و عوادم السيارات مع زيادة عدد السيارات و كثرة التعداد السكاني، اضافة إلى قلة التشجير و انتشار التصحر و ارتفاع درجات الحرارة مما أدت إلى تبخر هذه المياه تدريجياً و ايضاً انعدام هطول الأمطار في الاونة الأخيرة نتيجةً لتغيير المناخ بسبب هذه العوامل.
ايضاً شهدت شوارع العراق حملات لإزالة الأشجار و خاصةً المعمرة منها و التي كانت تلعب دوراً مهماً بتنقية الهواء، و السبب وراء هذا الفعل مجهول، و لكن يجب على الحكومة مراقبة ما حدث و اخذ الإجراءات اللازمة بحق إزالة هذه الأشجار، و ادى ذلك إلى زيادة التصحر، و تعلب الأفعال الفردية لعامة الشعب دوراً مهماً جداً أيضاً حيث شهد النهر تلوثاً بسبب ما يقوم به الكثيرون من رمي مختلف النفايات، و هنا يلعب الأفراد دور مهم في نشر التوعية لأجل تجنب هذه الحالات و تكوين منظمات صغيرة تطوعية حيث يشارك فيها النشطاء البيئيون و المهتمون بالبيئة لأجل نشر الوعي من خلال منصات التواصل الاجتماعي و توزيع المنشورات المطبوعة على العامة في الأماكن التي يكثر فيها التلوث، و ايضا الأماكن التي تحتوي على مياه و أماكن خضراء، و كان من الممكن استغلال الفرصة حين جف نهر دجلة و عمل مجموعات تطوعية لتنظيف قاع النهر من النفايات و وضع لوحات توعوية لأجل تجنب رمي النفايات من قبل العامة مستقبلاً، و مطالبة الحكومة بالتعاون مع هذه المجموعات للعمل معاً و البدء بحملة تشجير جماعية في مختلف المناطق و الاهتمام بالأشجار المعمرة و مشاريع الاستدامة. و على الحكومة اتخاذ الإجراءات المناسبة لمن يقوم بتلويث هذه الأماكن ، بهذا يتم الحد و التقليل من التلوث و تحسين الأجواء في كافة المدن و البدء تدريجياً بالزراعة.
ما حصل في الاونة الأخيرة هو قيام الحكومة العراقية بتوقيع الاتفاقيات مع تركيا من اجل ضخ المياه للنهر بعد أن تنازلت الحكومة العراقية لتركيا عن 30 مليار إجمالي الاستيراد من البضائع التركية مع الموافقة لتركيا بمشاريع بناء سدود في العراق من قبل شركات تركية, و المستفيد الأكبر هنا هو تركيا لأنها المتحكم بالمياه و المتنازل الوحيد هو العراق و ذلك بسبب عدم وجود قانون ينص على شراكة مياه نهر دجلة بين البلدين و النهر ينبع من الأراضي التركية، اي انه ملك لدولة تركيا. و كل هذا جعل الحكومة العراقية بالوقت الراهن التنازل لحل هذه الأزمة بأسرع وقت مع اقتراب موعد الانتخابات، و لكن هذا الحل ليس طويل الأمد، فالنهر قابل للجفاف مستقبلاً، و لتجنب تكرار الأزمة يجب تخصيص و وضع خطة و بدائل لأجل البدء بمشروع معالجة المياه المالحة للاستفادة من مياه نهر الفرات مع الاستمرار بحملات التوعية و التشجير كما ذكر سابقاً لأجل التقليل من التلوث، و بعدها يتم المباشرة بوضع أنظمة للري و حرث الأراضي الزراعية و تشييدها من اجل إعدادها للزراعة، و الاهتمام بمشاريع الطاقة المستدامة و استخدام الموارد الطبيعية (الماء، الطاقة الشمسية، الرياح) لتوليد الطاقة الكهربائية بدلاً من الاعتماد على الوقود الأحفوري الملوث للبيئة و البدأ بتصدير الثروة الزراعية و الاهتمام بالثروة الحيوانية و ايضاً تنظيم القوانين و منع البناء على الأراضي الزراعية من خلال تنظيم التخطيط العمراني ، و بناء المشاريع السكنية في الأماكن المخصصة لها.
و بهذا ايضاً يتم المراقبة المستمرة لمنسوب المياه مع تكوين لجنة مختصة لهذا الغرض مع مشاركة الأعضاء المهتمين و متابعة الحملات التطوعية و النشر المستمر للوعي، بالإضافة إلى المشاريع التي ذكرت سابقاً يتم حل جميع هذه المشاكل و تجنب الأزمات المستقبلية.



#ذكرى_زياد (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماذا يحتاجه العراق اليوم ؟
- تمكين المرأة سياسياً في العراق


المزيد.....




- تستجيب لرغباتك.. هذه أول سيارة روبوتية شخصية ذاتية القيادة ف ...
- سوريا.. أحمد الشرع يثير تفاعلا بفيديو أسلوب تحية ماكرون في ا ...
- أمريكا تكشف أحد أساليب تمويل تسليح حزب الله من إيران وتعلن ف ...
- تقرير يكشف عملية تجسس استخباراتية مرتبطة بقطر استهدفت الموظف ...
- -فلاينغ كيك بيزا-: كلب من ملجأ توج بطلا لأوروبا في الفريسبي ...
- إسبانيا تكشف عن أول قافلة عسكرية ذاتية القيادة في أوروبا
- بين الميدان وطاولة الهدنة: السودان إلى أين؟
- الشرع في ضيافة ترامب في البيت الأبيض: المصالح والآفاق
- البرازيل: قبيل انطلاق -كوب 30-... قادة العالم يعترفون بفشل ت ...
- ترامب: منفتح على النظر في طلب إيران رفع العقوبات الأميركية


المزيد.....

- ثوبها الأسود ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ذكرى زياد - جفاف نهر دجلة في العراق