أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - لبنى حسن - لدواعي قمعية














المزيد.....

لدواعي قمعية


لبنى حسن

الحوار المتمدن-العدد: 1832 - 2007 / 2 / 20 - 13:20
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


هل مشكلتنا المزمنة هي سوء التصرف؟ هل يعانى المجتمع من غياب و تغيب للمنهج العلمي أو العقلاني ؟ هل مازلنا كأفراد و حكومة نتمسك بردود الأفعال البدائية؟ هل نحن من يساهم في تفاقم المشكلات و تحويلها إلى أزمات أو ربما قنابل موقوتة؟

هناك أمثلة كثيرة من الأحداث اليومية و كلها تعكس انعدام مسئولية أولي الأمر بدأ من الفرد ثم الأسرة و إلى الدولة, لكن دعونا هنا نكتفي بالتركيز على الأحدث أو الأبسط, ففي النهاية المنهج المتبع واحد و من يفشل في التعامل مع البديهي حتما سيدمر المصيري.

طالعتنا صحيفة المصري اليوم في عددها 980 الصادر في الثامن عشر من فبراير بخبر عن المدون المصري عبدالكريم نبيل سليمان (22 عام) المتهم بازدراء الأديان حيث أعلن والده (المدرس) التبرأ منه و هاجم منظمات حقوق الإنسان التي تدافع عن المدون واصفاً إياها بمنظمات "حقوق النسناس", و الأهم انه طالب باستتابة أبنه ثلاث أيام ثم قتله إذا لم يعلن توبته!!!

بالتأكيد كلمات الأب قد تؤثر سلباً في الرأي العام المشحون أصلا ضد المدون بعد ما أعلن صراحة إلحاده و عدم اقتناعه بفكره الأديان أو وجود أله, و لكنها حتماً ستؤثر ايجابياً في موقف جمعيات حقوق الإنسان العربية و الأجنبية لما تعكسه من ازدراء بشع لحرية العقيدة – أو الاعتقاد- و حق الإنسان المسالم في أن يحيا في أمان, لقد كان الأحرى بالأب أن يحتوي الابن من البداية و يقيم معه الحوار و يقارعه الحجة بالحجة ليقترب من تفكيره و يرشده أو حتى يتفهم دوافعه و أن لم يستطع فكان الأكرم أن يحترم حريته و ينضم للمدافعين عن حقه في حياة كريمة آمنه لعله يكون له مثل في التسامح و احترام آدمية و حرية الإنسان.

الاستتابة ثلاثة أيام ثم القتل.... هو العلاج من وجه نظر الأب التربوي, فالثلاث أيام في ظاهرها فرصة للتفكير أنما في واقعها تهديد بالقتل و تخيير للابن بين حياته و تمسكه بأفكاره, و إن كان هذا التهديد غير منطقي أو وارد الحدوث في دولة "مدنية" و يعد مجرد تصريح انفعالي إلا انه بلا شك يعكس الأسلوب القمعي و الإرهاب الفكري المتبع مجتمعياً بشكل عام, فالحل دائما هو البتر و الإقصاء, وهذا ليس عجيب و لا إنفراد من والد المدون بل يشاركه فيه الغالبية و أن اختلفت حدة الأسلوب, و هو أيضا موروث مجتمعي و تمارسه الحكومة نفسها, فالدولة بشكل أو بأخر تتعامل بنفس المنطق القمعي الإقصائي و لم تجد مؤخرا علاج لازمة طلاب الجامعة المنتمين لجماعة الإخوان سوى فصلهم من الجامعة و هنا لا أبرر فعلتهم التي أدانتها مختلف طوائف المجتمع و لكن أسلط الضوء على أهمية التعامل العقلاني معهم, ففي النهاية عدد الطلاب المفصولين من الجامعات ليس صغير خاصة و أن هناك أعداد أخرى مازالت في الجامعة تَتبع نفس منهجهم الفكري, و جميعهم من صغار السن و أغلبهم في العشرين من العمر و هي مرحلة تكوين الوعي و الفكر و التعرف على العالم بشكل أعمق, و بالتالي كان من الممكن احتوائهم فكرياً من قبل الجامعة و محاورتهم لإقناعهم و تغيير مفاهيمهم بدلاً من إقصائهم إبعادهم و تركهم فريسة لمن يغرر بهم و يعمل على غسل عقولهم و من ثم استخدامهم كآلات بشرية لدعم مخططاته التوسعية.

الطلاب بالقطع و جب عليهم تحمل المسئولية و بالتأكيد يجب أن يعاقبوا, و لكن كان باستطاعة الجامعة التعامل معهم و معاقبتهم داخل أسوارها و إعادة تأهيلهم من خلال مناقشات و دورات و محاضرات من أساتذة و مفكرين و كتاب مستنيرين, خاصة و أن ما وصلوا إليه في الأساس هو نتيجة إقصاء النظام لأنشطة التيارات الليبرالية و العلمانية و اليسارية أو أي فكر أخر مستنير داخل الجامعة و خارجها؟

ماذا ننتظر من هؤلاء الصغار المفصولين؟ هل شباب الجامعة المفصول بكل ما يحمل من طاقة و حيوية سيجلس في المنزل يعض أصابع الندم على فعلته التي عطلت مستقبله؟ أم سيزداد عنداً و اقتناعاً و حنقاً على المجتمع و الحكومة, و بالتالي لن يجدوا سوى أحضان غلاه التطرف للارتماء فيها؟ و هل الآن أتيحت الفرصة للأحزاب و قوى المجتمع المدني للعمل في الشارع و احتواء هؤلاء الشباب المفصولين أم فصلوا لإعطائهم فرصة أوسع للتقوقع في مساجد احتلها الغلاة و لم تطهر بعد من دعاه التطرف و الإرهاب؟؟!

أعتقد انه حان الوقت لنتعلم من خطايا الماضي و إذا كان من الشباب من تطرف إلحاديا أو دينيا و أضر بالمجتمع بصورة أو بأخرى فعلى أولى الأمر الحكماء مواجه منطقهم و تصحيح مفاهيمهم دون قهرهم لإعادة تأهيلهم و دمجهم في المجتمع, فالحل في المواجهة و الاحتواء و العلاج و ليس في القمع و الإبعاد و الإقصاء



#لبنى_حسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- !!عيد كراهية سعيد
- تعقيبا على مؤتمر المضطهدين و المهمشين
- حجاب على صفيح ساخن
- الخروج من الشرنقة
- المتشنجون في الأرض
- !ممنوع الاقتراب أو التفكير
- أرض النفاق
- حضرة المتهم النظام
- إذا كانت الحرائق لم تنرها
- يبقى أنت أكيد في الجحيم
- تحت راية سحقاً للمصريين
- !!أوعى البطوط
- شعب نفسه يفرح
- كانت سنة سوداء
- نقاب آه...حجاب لا
- !أمسك....علماني
- دعوة للهدوء
- !المصري سريع الاشتعال
- آمالي السودا
- أزمة الغد صحية


المزيد.....




- الطلاب الأمريكيون.. مع فلسطين ضد إسرائيل
- لماذا اتشحت مدينة أثينا اليونانية باللون البرتقالي؟
- مسؤول في وزارة الدفاع الإسرائيلية: الجيش الإسرائيلي ينتظر ال ...
- في أول ضربات من نوعها ضد القوات الروسية أوكرانيا تستخدم صوار ...
- الجامعة العربية تعقد اجتماعًا طارئًا بشأن غزة
- وفد من جامعة روسية يزور الجزائر لتعزيز التعاون بين الجامعات ...
- لحظة قنص ضابط إسرائيلي شمال غزة (فيديو)
- البيت الأبيض: نعول على أن تكفي الموارد المخصصة لمساعدة أوكرا ...
- المرصد الأورومتوسطي يطالب بتحرك دولي عاجل بعد كشفه تفاصيل -م ...
- تأكيد إدانة رئيس وزراء فرنسا الأسبق فرانسو فيون بقضية الوظائ ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - لبنى حسن - لدواعي قمعية