أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - حسن بشير محمد نور - تراجيديا الفاشر في (عالم الفصام القيمي الخطير)














المزيد.....

تراجيديا الفاشر في (عالم الفصام القيمي الخطير)


حسن بشير محمد نور

الحوار المتمدن-العدد: 8516 - 2025 / 11 / 4 - 14:53
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    


بروفيسور حسن بشير محمد نور

الظلم مؤذن بخراب العمران (ابن خلدون)
حين يطغي الحاكم او تفسد القيم، تنهار الدول من الداخل قبل ان يسقطها الخارح (قول مأثور)
لم تصطحب عناصر الدعم السريع معها اي ذرة من الضمير او الإحساس الانساتي عند دخولها مدينة الفاشر. مارست الانتقام والتنكيل وقتلت بشهية مفتوحة تحسدها عليها (الضباع) الرومانية المجوعة والمحبوسة في اقفاص قبل اطلاقها علي باحة الكولوزيوم لتفتك بالضخايا الموجودبن هناك. قتلت العساكر والمدنين، قتلت الرجال والنساء، قتلت الكبار والصغار، قتلت المرضي في المستشفيات وعمال الاغاثة، بل وقتلت النساء والاطفال حديثي الولادة في العنابر المخصصة لهم. ثم وثقت فظائعها بالصور والفيديوهات او تركت ضحاياها في العراء لتلتقطهم الاقمار الاصطناعية.
شاهد العالم تلك الفظائع بالفيديوهات وعبر الشاشات الملوتة وصور الاقمار الاصطناعية وادان وشجب. هذا العالم الذي يدافع بشراسة عن حقوق المثلية والتحول الجنسي وحقوق الحيوان، لكنه لا يحرك ساكنا ضد ابشع الجرائم ضد الاتساتية والابادة الجماعية، لأن علي ما يبدو ان الإنسان الذي تمارس ضده تلك الجرائم ادني رقيا من حيواناتهم.
هذا عالم لا محالة مصاب بنوع من ( الفصام القيمي الخطير) الذي قد يؤدي في لحظة ما الي هلاك الكائنات التي تعيش علي هذه المجرة عن بكرة ابيها.
الانسان ليعجب كبف لجماعة تدعي التأسيس لدولة ما تقتل الشعب الذي تريد حكمه بتلك البشاعة وبرودة الدم، الا اذا اراد بناء دولة ( راجا) حسب الاساطير الهندية القديمة التي ابادتها الحروب الاهلية بسبب الظلم والطغيات. إن دولة تأسس علي الإجرام والابادة لن تكتب لها الحياة، أبدا لن تكتب لها الحياة.
لقد سجل الدعم السريع اسمه ضمن طغاة العالم وسفاحيه في سجل سيرويه التاريخ للاجيال المقبلة.
مع ذلك:
فإن صناع مليشيا الدعم السريع وممكنيها، منذ 2003 وحتي الغد الذي ستشرق فيه شمس السلام، سواء من كان رئيسهم يسمى قائد المليشيا ( حمايتي) او من جعلوه نائبا للرئيس ونفذوا معه انقلاب 25 اكتوبر 2021 قاطعين الطريق علي احلام الشعب السوداني في التحول المدني الديمقراطي، ووضع البلاد علي سكة التعافي والتنمية والنمو، انهم يتحملون كامل المسؤولية الجنائية والاخلاقية علي جرائم صناعتهم، لان الصانع يتحمل مسؤولية نتائج وعواقب بضاعته، خاصة إذا عجز عن السيطرة عليها أو استردادها من الاسوق. لا يجدى في ذلك الانكار او التبرؤ من الأبن العاق، كما ان ذلك لن يسقط بالتقادم ولا يمحى من ذاكرة التاريخ.

هذا مشهد من تراجيديا الفاشر في مسرح العبث الكبير الذي وضعت سيناريوهات فصوله منذ اندلاع ثورة ديسمبر 2018 مرورا باعتصام (الموز) ثم اتقلاب اكتوبر 2021 واخرج للعالم في 15 ابريل 2023.

اما عن دارفور الكبرى فهي مساحة شاسعة قليلة الكثافة السكنية، غنية بالاراضي الصالحة للزراعة وبمناطق مناخية متنوعة. غنية بالمياه الجوفية ومئات الالف من الثروة الحيوانية. غنية بالذهب الذي يعتبر اهم وقودا للحرب وغنية بالمعادن ومن ضمنها اليوراتيون حسب مسوحات موثوقة.
غنية بارثها الحضاري والثقافي الضارب في التاريخ.
كما ان الموقغ الجغرافي والبعد الجيوبولتيكي يجعل الفوضى فيها مهددا امنيا خطيرا، سواء بالهحرة او التهريب او الاتجار بالبشر ، وصولا الي الارهاب لجميع دول الجوار مما يهدد الامن الاقليمي، الذي ستطالةبالتالي تداعياته العالم بأثره، من ناحية التأثير علي الموارد والسكان في منطقة حيوية واسعة. وللتأكد من ذلك يمكن الرجوع للمعلومات الموثوقة والخرائط عن دارفور.
اما عن التداعيات علي السودان فيمكن القول انه لا سودان بلا دارفور، ومن يريد فصلها عن البلاد عليه ايجاد تسميات جديدة للدويلات المتبقية منه. والسلام



#حسن_بشير_محمد_نور (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اذا اردت ان تكون انسانا فكن (سيد عكاشة)
- الاستفادة من الدروس الروسية في التغلب علي العقوبات الغربية
- رؤية حول مشروع وطني للتغيير الجذري في السودان، مقاربة سياسية ...
- نحو أعادة اعمار الخرطوم كمدينة حديثة: رؤية سياسية واقتصادية ...
- الحرب في السودان: بعض تحديات الاستقرار والتعافي الاقتصادي وا ...
- الحرب في السودان: كيف تؤثر ازمة الحكم علي الانتقال السلمي ال ...
- الحرب في السودان: سياسات توطين الجوع وتوريث الفقر
- الحرب في السودان: مسار السلام في السودان التعقيدات والتحديات
- الحرب في السودان: تداعيات الافلات من العقاب من منظور سياسي/ا ...
- الحرب في السودان: وفرة الموارد واحتمالات التفكك والتشظيالحرب ...
- الحرب في السودان: تقلص مصادر الإيرادات والعبء الإضافي على ال ...
- الحرب في السودان: كيف لشعب (مهمل) ان يعبش في دولة فاشلة؟
- الحرب في السودان: تعزيز فرص الحل السياسي في ظل فشل المجتمع ا ...
- الحرب في السودان: الشروط الاقتصادية والمالية للاصلاح النقدي
- الحرب في السودان: كيف يمكن مواجهة ازمة البطالة؟
- الحرب في السودان: كيف يمكن للمجتمع المدني سد فجوة غياب الدول ...
- الحرب في السودان: اثر الانكماش الاقتصادي علي القطاع المالي و ...
- التكاليف الاقتصادية والاجتماعية للحرب في السودان والاثر علي ...
- الحرب في السودان: الأثر علي القطاع الزراعي وشروط التعافي.
- تحليل مكونات الصراع في السودان: قراءة من منظور العلوم الاجتم ...


المزيد.....




- ?اگ?ياندني ک?تايي هاتني پلين?مي چوار?مي ک?ميت?ي ناو?ندي
- The Truth of Society, Ideological Consistency, and the Const ...
- Contesting Germany’s AfD
- محمد نبيل بنعبد الله، الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية ي ...
- المتحف الكبير.. بين تلميع الفرعون وصناعة الهوية (1-2)
- حرية الصحافة بالمغرب: تكميم وخنق واعتقال
- مشروع قانون التعليم العالي بين: رهان خوصصة الجامعة وتطلعات م ...
- الشباب قيود الأخلاق التقليدية وما تتيحه التكنلوجيا الحديثة م ...
- أوقفوا هجمات ترامب على فنزويلا وأمريكا اللاتينية: بيان المكت ...
- أكثر من عام رهن الحبس الاحتياطي.. تجديد حبس أشرف عمر 45 يومً ...


المزيد.....

- مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة / عبد الرحمان النوضة
- الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية ... / وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
- عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ ... / محمد الحنفي
- الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية / مصطفى الدروبي
- جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني ... / محمد الخويلدي
- اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956 / خميس بن محمد عرفاوي
- من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963.......... / كريم الزكي
- مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة- / حسان خالد شاتيلا
- التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية / فلاح علي
- الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى ... / حسان عاكف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - حسن بشير محمد نور - تراجيديا الفاشر في (عالم الفصام القيمي الخطير)