أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - يونس كلة - المعرفة والاعتقاد وسؤال الفصل بينها














المزيد.....

المعرفة والاعتقاد وسؤال الفصل بينها


يونس كلة

الحوار المتمدن-العدد: 8512 - 2025 / 10 / 31 - 00:19
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


المعرفة والاعتقاد وسؤال الفصل بينهما.
المعرفة والاعتقاد من المفاهيم التي شكلت محورًا أساسيًا في التفكير الفلسفي والعلمي منذ العصور القديمة، لما لهما من علاقة وثيقة بالحقيقة وبكيفية إدراك الإنسان للعالم. فالتمييز بينهما ليس مجرد مسألة لغوية، بل هو أساس بناء العقل النقدي القادر على الفصل بين ما هو ذاتي وما هو موضوعي، بين ما يقوم على الدليل وما يقوم على الرأي.
تُعرَّف المعرفة عادةً بأنها اعتقاد صادق مبرَّر، أي أنها تتطلب اجتماع ثلاثة عناصر: الاعتقاد، والصدق، والتبرير. فالمرء لا يمكن أن يعرف شيئًا دون أن يعتقد به، ولا يمكن أن نعتبر اعتقاده معرفة إلا إذا كان مطابقًا للواقع، ومدعومًا بأدلة أو براهين تجعل منه يقينًا عقلانيًا. وقد صاغ الفيلسوف اليوناني أفلاطون هذا التعريف الكلاسيكي في محاورة Theaetetus، معتبرًا أن المعرفة هي “الاعتقاد الصادق المبرر”، وهو التعريف الذي ظل مهيمنًا حتى القرن العشرين.
أما الاعتقاد، فهو حالة ذهنية يتبنى فيها الفرد فكرة أو قضية على أنها صحيحة، دون أن يتطلب ذلك وجود برهان قاطع. فالشخص قد يعتقد بشيء صادق أو خاطئ، لأن الاعتقاد يرتبط أكثر بالثقة أو بالإيمان الشخصي منه بالبرهان الموضوعي. ولذلك يقول برتراند راسل في كتابه The Problems of Philosophy إن الفرق بين “أن نعرف” و“أن نعتقد” هو الفرق بين “اليقين المبني على الدليل” و“الاقتناع المبني على الميل الشخصي”.
وقد آثار الفيلسوف الأمريكي إدموند غيتير (Gettier, 1963) ليُحدث ثورة في تعريف المعرفة، حين بيّن أن الاعتقاد الصادق المبرر لا يكفي دائمًا ليكون معرفة، لأن بعض الحالات قد تتوافر فيها هذه الشروط الثلاثة دون أن تكون معرفة حقيقية، ما دفع الفلاسفة المعاصرين إلى إعادة النظر في طبيعة التبرير وحدوده.
انطلاقًا من ذلك، يمكن القول إن المعرفة تمثل درجة عليا من الوعي العقلي، لأنها تقوم على انسجام العقل مع الواقع، بينما يظل الاعتقاد خطوة أولى نحوها، لكنه لا يرقى إليها إلا حين يثبت صدقه وتقوم عليه الحجة. ومن هنا تأتي أهمية التفكير العلمي، الذي يسعى إلى تحويل الاعتقادات والآراء إلى معارف قائمة على البرهان، حتى يصبح الإنسان أكثر قدرة على فهم العالم بطريقة نقدية ومسؤولة.

📚 المراجع:

Plato, Theaetetus, translated by Benjamin Jowett.

Russell, B. (1912). The Problems of Philosophy. London: Williams and Norgate.

Gettier, E. (1963). Is Justified True Belief Knowledge? Analysis, 23(6), 121–123.

Chisholm, R. (1989). Theory of Knowledge. Englewood Cliffs, NJ: Prentice-Hall.



#يونس_كلة (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في عداء السذاجة وتبني الفكر النقدي
- خواطر تائه بين المعاني
- طموح وإصرار شبابي عنوانه الرحالة الشاب يحيى البريكي
- القتل...قتل للعقيدة وللهوية
- الخوف من الموت
- اليوم العالمي للفلسفة وسؤال الراهن
- أركيولوجيا الإتصالية والإنفصالية في التاريخ
- مملكة البرغملا
- في الحاجة إلى إعادة قراءة - الإنسان ذو البعد الواحد-
- موت الإنسان وفكر ما بعد القرن التاسع عشر
- قراءة تحليلية في الفصل الأول من كتاب الثالوث المحرم


المزيد.....




- مصر.. شمس البارودي عاشت أسبوعًا -قاسيًا- بالتزامن مع ذكرى رح ...
- ماذا تناول ترامب خلال رحلته الآسيوية؟.. ونظرة على عادات طعام ...
- تعقيدات عميقة ومخاطر دبلوماسية.. ترامب يأمر باستئناف التجارب ...
- -نزوح واسع من الأبيض بعد سيطرة الدعم السريع على الفاشر-.. ما ...
- تصعيد إسرائيلي في جنوب لبنان: قتيل في كونين وعون يطالب المجت ...
- ألمانيا تدعو لنزع سلاح حزب الله ولاحترام إسرائيل سيادة لبنان ...
- الولايات المتحدة.. لوحة فنية تفاعلية على خط سريع في كاليفورن ...
- إسرائيل تعيد جثامين 30 فلسطينيا إلى غزة ومقتل ثلاثة أشخاص في ...
- اليمن: ما الخيارات المتبقية أمام جماعة الحوثيين بعد تراجع ال ...
- هل تعالج ضريبة زوكمان أزمة ديون فرنسا البالغة أكثرمن 3000 مل ...


المزيد.....

- من تاريخ الفلسفة العربية - الإسلامية / غازي الصوراني
- الصورة النمطية لخصائص العنف في الشخصية العراقية: دراسة تتبعي ... / فارس كمال نظمي
- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - يونس كلة - المعرفة والاعتقاد وسؤال الفصل بينها