أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رجاء غانم دنف - الفراشة التي سارت نحو ضوئها الشعري














المزيد.....

الفراشة التي سارت نحو ضوئها الشعري


رجاء غانم دنف

الحوار المتمدن-العدد: 1832 - 2007 / 2 / 20 - 13:25
المحور: الادب والفن
    


عن الشاعرة غادة الشافعي وإليها

هل يمكن أن يشكل الشعر تجربة حية منفصلة عن كل ما حولها ؟ بمعنى هل يتحول الشعر إلى هوس حقيقي وجودي ينتهي بالشاعر إلى كهفه الخاص كخيار نهائي ؟
هل يأخذنا مجاز اللغة وتكويناتها إلى مجاز الروح ودهاليزها ،ويتركنا هناك؟ كفراش صغير سار نحو موت الضوء والدهشة؟
دارت كل هذه الاسئلة وغيرها بيننا نحن مجموعة من الشعراء الذين تذكروا الشاعرة الفلسطينية الشابة غادة الشافعي وكيف أفضت تجربة غادة الشعرية والإنسانية إلى التصوف والتدين الشديدين .
صادفها صديق لنا منذ سنوات في شوارع القدس ولم يصدق عينيه فالفتاة الرقيقة بالبنطلون الجينز والشعر الجميل تحولت إلى فتاة محجبة ترتدي جلباباً طويلاً وتكاد تتعثر في مشيتها .ناداها فلم تتعرف عليه فعرّفها بنفسه فلم ترحب به ،ولم تنكره أخبرها أن مجموعتها طبعت منذ زمن وأنه عمل على إخراجها بنفسه .ولكنها لم تطلع عليها،لم تسأل حتى ماذا حلّ بالنصوص.دعاها للزيارة ورؤية الكتاب فابتسمت غادة وقالت: أنا تُبتُ عن هذه الطريق وذهبت في الطريق الحقيقية .
أخبرني هذا الكاتب أنه لا ينسى أبداً وجه غادة أو تعابير وجهها .كانت غائبة في مكان ما ولم تكن القضية قضية تدين ومحاولة لتحريم كل شيء بما في ذلك الشعر ولكنها حالة صوفية خالصة وقوية تركت تأثيرها السريع والعميق على صاحبنا نفسه .
سألته : هل تعتقد أن التوغل في الشعر يمكن أن يوصل الانسان إلى هذا المكان؟ تأمل سيجارته طويلاً وأجابني: نعم ولكنها تجربة حية وفريدة وتحتاج إلى استعداد وغادة كان لديها هذا الاستعداد .
سردت هذه القصة لأصدقاء المقهى الذين كنت أتقاسم معهم ذكرياتنا حول غادة فأخبرني زكريا محمد أنه يخاف من هذا المكان بالذات في الكتابة ،التوغل الذي يأخذ إلى أماكن قصية قد تهدد وتنسف كل شيء وتبني عوالم أخرى لا أعرفها وأخاف أيضاً أن تتحول اللغة إلى صمم ،أو الاصح أن أتحول أنا إلى صمم لا يحاكي اللغة .
الشاعر الثاني أخبرني أنه سمع بتصوف غادة وانتقالها إلى إحدى الجمهوريات الإسلامية البعيدة ،وبصراحة فقد شعر براحة كبيرة ،فقد كانت غادة تشكل له تحدياً وعقبة كبيرة .كانت تهدده وتستفزه كثيراً خاصة أنه اعتبر أن تجربتها في التسعينيات كانت متفوقة ومتقدمة بمراحل عمن كانوا أبناء جيلها بل إنه يكاد يجزم أننا اليوم فقط وصلنا للتجريب والتمكن الذي كتبته غادة في ذلك الوقت.وربما هذا الشعور ليس إنسانياً خالصاً لكنني أقوله بصراحة هنا لأنني شعرته مع كل احترامي لتجربتها وخياراتها .
سألته إن كان عرف غادة أو ألتقاها فاكتشفت أنني وهو نشترك في حبها من بعيد دون معرفة شخصية ،من خلال الشعر والكلمات .لكنني سمعت ممن عرفوها أنها غامضة وحساسة للغاية .أو كما قال زكريا محمد :كنت حذراً جداً في كلامي وتصرفاتي معها فهي رقيقة لدرجة محرجة .وحساسة للغاية كما لم أعرف بشراً.
شاعر آخر قال أن تجربتها كانت متفوقة بمراحل كثيرة على أبناء جيلها وهي خاصة بكل المقاييس. وأنه لا يستغرب أن تسير غادة في هذا الطريق الذي ربما كان خلاصها فيه وهذا وإن أنهى تجربتها كشاعرة لكنه ربما منحها أفقاً وأبعاداً روحية أخرى كان لا بد من الذهاب إليها في حالة غادة .
الحديث عن الشاعرة غادة الشافعي قادنا للحديث عن الوجود الإنساني برمته والمغزى منه وعن علاقته بالكتابة كخيار حياة أو فعل حياة ولكنه بالمقابل سلاح قد يقود إلى أماكن المسكوت والمحرم والمجنون منا وربما كان رحلة باتجاه واحد نحو فضاء آخر لا أحد يعرفه أو يعود منه لكنه خيار ممتلئ بالدهشة والرغبة في اقتحام هذه الذات التي تئن تحت ثقل هذا العالم ولا تشكل الكتابة في كثير من الاحوال مسكناً لها .
غادة بتجربتها الإنسانية والشعرية كانت ذاتاً هائمة وباحثة وقلقة وأعتقد أنها ذهبت إلى خيارها الأخير في التصوف والعبادة والتأمل كما تذهب الفراشة نحو الضوء الذي يتخذ في حالتها أبعاداً متعددة .
من كتاب "المشهد يخبئ صهيلاً" غادة الشافعي ،بيت الشعر الفلسطيني والمؤسسة العربية للدراسات والنشر 1999

قصيدة حالات مؤجلة

هل يحدث أحياناً أن تنسى يديك معلَّقتينِ
على شجرٍ من دخان
أو تنسى خطواتكَ واقفة في ريح الأمس
وتأوي إلى غابات الظلِّ على كتفِ الإسفلتِ
تفتِّشُ في خزانة الوقت
عن قميصٍ يصلح لساعةِ فرحٍ ضائعة؟

هل يحدث أن تقطف من أحراش الشمس
أعشاباً شائكة
تودعها فوق قبورٍ تتزاحم فيها آلهةٌ
تتهشَّمُ قي المرآة؟

هل تحدث أن تحمل في جيبك بحراً
تسكبهُ على أرصفةٍ
شققها التعبُ اليوميُّ من الدوران
كحصانٍ يعدو النصف الأول منه
خلف النصف الآخرِ في الميدان
هل يحدث أن تحمل رأسك بين أصابعك المقطوعة
وتدحرجه ككرةٍ
في
هاويةِ
النسيان؟


رجاء غانم دنف/شاعرة فلسطينية



#رجاء_غانم_دنف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بيروت تفيض عن جرحنا..نافذة مشرعة
- معبر إيرز ..معبر القلب
- أنيسة ذاكرة تتوهج
- تشي غيفارا مؤنثاً
- فوقَ رصيفٍ محايدٍ
- كما أسميهِ :خريف
- في معبد ايروس
- الأسرارُ ترقصُ عارية
- الشعب الحضاري وتحديات الثقافة
- احتفالية حقيقية ووقفة


المزيد.....




- “فرحي أولادك وارتاحي من زنهم”.. التقط تردد قناة توم وجيري TO ...
- فدوى مواهب: المخرجة المصرية المعتزلة تثير الجدل بدرس عن الشي ...
- ما حقيقة اعتماد اللغة العربية في السنغال كلغة رسمية؟ ترندينغ ...
- بعد مسرحية -مذكرات- صدام.. من الذي يحرك إبنة الطاغية؟
- -أربعة الآف عام من التربية والتعليم-.. فلسطين إرث تربوي وتعل ...
- طنجة تستضيف الاحتفال العالمي باليوم الدولي لموسيقى الجاز 20 ...
- -لم أقتل زوجي-.. مسرحية مستوحاة من الأساطير الصينية تعرض في ...
- المؤسس عثمان الموسم 5.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 158 باللغة ...
- تردد قناة تنة ورنة الجديد 2024 على النايل سات وتابع أفلام ال ...
- وفاة الكاتب والمخرج الأميركي بول أوستر صاحب -ثلاثية نيويورك- ...


المزيد.....

- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رجاء غانم دنف - الفراشة التي سارت نحو ضوئها الشعري