أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نرجس سالم - مثال أدبي بعنوان الشاعرة عظيمة الأثرِ خاملة الذكرِ جميلة العلايلي















المزيد.....

مثال أدبي بعنوان الشاعرة عظيمة الأثرِ خاملة الذكرِ جميلة العلايلي


نرجس سالم
(Narses)


الحوار المتمدن-العدد: 8507 - 2025 / 10 / 26 - 16:50
المحور: الادب والفن
    


مقال أدبي بعنوان :

أديبةٌ وشاعرةٌ عظيمة الأثرِ ، خاملةُ الذكرِ.



من شواعِر القرن العشرين ،شاعرةٌ محدثة من أرض وادي النيل العريقة ، الجميلةُ عقلاً وروحاً وفكراً واسماً (جميلة العلايلي) الجميلة التي لها روح الطيور ،رقّةً وعذوبة وحباً للحريةِ والجمالِ والخيال. والتي أنارت الكون بولادتها سنة 1907 في دلتا مصر لإمٍ حنون ساعدتها وعلمتها وربتها بأحسن مايكون، وكانت داعمها إلى أخر حياتها ، ولكنها تيتمت في عمرٍ صغيرٍ وفقدت أحدى جناحيها بفقد والدها.

إنّ جميلة العلايلي مثل غيرها من شواعر القرن العشرين القليلات الشهرة _مما يوسف له_ فلا نرى اسمائهن كثيراً لا في الكتب الأدبية ولا تنشر أعمالهن ولا يعرف عنهن إلا الاسم والرسم . وكان لها حسب المذكور في سيرتها موهبة فطرية برزت وهي لم تزل في سنٍ صغير، وبدعم إمها كما اسلفنا ولقائها مع الأديبة مي زيادة خلال احدى مناسبات مدرستها ، وتشجيع الأخيرة لها ومساعدتها ، الأثر الأكبر في بدء حياتها الأدبية وممارستها الكتابة ، فأصدرت أول كتاب أدبي يحوي رسائل ومقالات وخواطر نشرتها في مجلات نسائية بعنوان (السمات) وأهدته لمي زيادة تعبيراً عن إمتنانها وتقديرها لها. ولقد لاقى إعجابا كبيراً من القراء والنقاد.

ومما ساعدها على سطوع نجمها وشهرتها أكثر هوانضمامها إلى جماعة أبولو في عام 1933 التي أسسها أحمد زكي ابو شادي ، وكانت جميلة أول إمرأة تنضم لها ، ولقد لاقت أعظم الترحيب من رئيسها احمد زكي ابو شادي الذي شجعها وكان طريقاً لها لتتعرف إلى أُدباء آخرين ، ولقبها "بشاعرة أبولو "
لما كان لإسلوبها الفريد الوجداني والتأملي وموهبتها الفطرية.

لست هنا بصدد ذكر جميع تفاصيل حياة الشاعرة جميلة العلايلي وسيرتها الرائعة، ولكن أذكر لمحات عن أهم معالم حياتها لنعرفها بوضوح يناسب إعادة ذكرها ، تستحق جميلة العلايلي وغيرها من شاعرات عصرها الكثير من الذكر والمدح والإشادة والقراءة لِأعمالهن الأدبية.وهذه دعوة في مقالي هذا لنقرأ لشاعرتنا المبداعات .

نشرت جميلة العلايلي اول عمل قصصي لها بعنوان (الطائر الحر) الذي يحكي عن روح تبحث عن الحرية والخير والحب ، وهذا في رأيي المتواضع هو إنعكاسٌ واضح لِروح شاعرتنا نقية الروح لطيفة المشاعر ورقيقتُها ، فنلاحظ ذلك أيضاً في أشعارها ، حبُّ الحريةِ والخيال وحب الخيرِ والجمال .
فتقول مثلاً في أبيات جميلة لها :

أهيمُ بروحي وراءَ الغيومْ
لِأكشف سر حياة النجوم ْ
وأهزج عمري كطيرٍ يرومْ
حياةَالصفاءَ وحلو الأملْ

وتقول :

أيُّها الفنان هيا نجتلى
ذاك فنُّ الله موفور النِّعم

نطعم الزهرونرعى في الربا
عند سفح التلِ أو فوق القمم

عند سفح التل نبني عشنا
من حواشي الزهر او نبت الأُجم

حيث لا واشٍ يشي في حبِّنا
أو يثير القول فينا والتهم

إلى آخر هذه القطعة الفنية الرائعة في ديوانها
(صدى أحلامي) الذي أثار إعجاب النقاد . الذي أدعوكم إلى قرائته والاستمتاع بأشعار الجميلة الرائعة ، واسلوبها السلس الرقيق ومعانيها العذبة ، وسمو روحها وشعرها عن المبتذل والمكرر ولغتها القريبة إلى النفس ، ومما أفضل لها هي قصيدة السجينة ، التي تروي _برأيي_ حال أغلب النساء والفتيات في جانبٍ ما .
أصرّ على إيراديها هنا وننهي بها مقالنا القصيرجداً والذي لا يوفي حق هذه الشاعرة المبدعة جميلة الشواعر ليكون ختامها مسكاً.

تقول جميلة العلايلي في قصيدة السجينة:


و تركتُ نفسى طعمة الأقدار
ووهبتها ما كان من أوطاري

ومشيت أخبط في الشعاب وحيدةً
في حيث تسلمنى الى الأخطار

مالي ارتطمتُ بصخرها ووهادها
فغدوت كالظبي الضرير السارى ؟

مالی شغفتُ بكل ما هو متلفى
شغف الفراشة بالشعاع الوارى

أسرى ولا أدرى أسَائرةٌ إلى
دنيا الظلام أم الظلام نهارى ؟!

مأواى ما بين الخيالِ وتارة
بين الجمالِ على الربي المعطارِ

.ومشيتُ في يومٍ عبوسٍ هادىءٍ
وحدى أناجي روعة الأسفارِ

وبدا لي الوحيُّ المنور وجههُ
وعليه أطياف من الأسحار

ناديته فاستوقفتني نظرةٌ
حوت الفنونَ ومتعةَ الأنظارِ

وسمعتهُ والصبحُ يعدو نحوهُ
والكونُ ملتفعٌ بثوبٍ نارى :

_أنتِ السجينةُ _ كيف ترجين المنى
في ظل شعبٍ عاش رهن إسارِ

أيهون عندكِ أن يُصورك الورى
في شبهِ فاتنةٍ بغير دِثارِ ؟

تلك الحياةُ تريك طابع سحرها
متلفعاً بالقبح والأوضارِ

خُلِقت نُفوسُ الشّرِ قبل زماننا
يا لهف نفسى من دُنا الأشرار !

في ظلّ سجنك يا صغيرة سجلى
صورَ الحياةِ بريشةِ الأسفارِ

هذي هي الدنيا فعيشى بينها
كيما ترين غرائبَ ا لأسرارِ

من نال سرَّ الغيب أدركَ حظّه
ولعل حظك ليس بالمتواري

ولعل حظّك سوف تُشرق شمسُه
ما دام في وسع القضاء الجارى


قضت الحياة بأن أجيء إلى الورى
وقضى الورى ألا أقر بداري

فرغبت عن دنيا الأنام فما بها
من كلّ منديّة وكلّ صغارِ

ومشيت في دنيا الأماني أبتغي
حظ السعيدة بعد طول عثارِ

فاذا الأمانيّ العذاب خوادعٌ
واذا همومُ النفس جدُّ كثارِ

***

عجباً أأسجن هاهنا في خلوة
وسواى يحيا في دنى الأحرار

يلهو ويمرح ما يشاء منعماً
وأنا سجينة هاته الأغوار ؟ !







بقلم الكاتبة



#نرجس_سالم (هاشتاغ)       Narses#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مقالة تأملية بعنوان تأثير مواقع التواصل على المجتمعات الحديث ...


المزيد.....




- ذكريات مقدسية في كتاب -شمسنا لن تغيب-
- ورشة صغيرة بلوس أنجلوس تحفظ ذاكرة نجوم السينما في -القوالب ا ...
- عائدات الموسيقى على -يوتيوب- تبلغ مستوى غير مسبوق وتحقق 8 مل ...
- الرواية غير الرسمية لما يحدث في غزة
- صدور كتاب -أبواب السويداء والجليل- للكاتبتين رانية مرجية وبس ...
- الممثل التجاري الأميركي: المحادثات مع الصين مهدت للقاء بين ت ...
- الممثل التجاري الأميركي: المحادثات مع الصين مهدت للقاء بين ت ...
- هل تصدق ان فيلم الرعب يفيد صحتك؟
- العمود الثامن: لجنة الثقافة البرلمانية ونظرية «المادون»
- في الذكرى العشرين للأندلسيات… الصويرة تحلم أن تكون -زرياب ال ...


المزيد.....

- إخترنالك:مقال (الثقافة والاشتراكية) ليون تروتسكي. مجلة دفاعا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- بيبي أمّ الجواريب الطويلة / استريد ليندجرين- ترجمة حميد كشكولي
- قصائد الشاعرة السويدية كارين بوي / كارين بوي
- ترجعين نرجسة تخسرين أندلسا / د. خالد زغريت
- الممالك السبع / محمد عبد المرضي منصور
- الذين لا يحتفلون كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- شهريار / كمال التاغوتي
- مختارات عالمية من القصة القصيرة جدا / حسين جداونه
- شهريار / كمال التاغوتي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نرجس سالم - مثال أدبي بعنوان الشاعرة عظيمة الأثرِ خاملة الذكرِ جميلة العلايلي