أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عثمان الماجد - «حماس»: ما أشبه يومك بأمسك!














المزيد.....

«حماس»: ما أشبه يومك بأمسك!


عثمان الماجد

الحوار المتمدن-العدد: 8505 - 2025 / 10 / 24 - 12:47
المحور: القضية الفلسطينية
    


سنتان دمويتان مرتا على الحرب في غزة حتى تصل «حماس» إلى ما كان مفروضًا أن تصل إليه بعد اليوم الأول، أي بعد الثامن من أكتوبر، من ردة فعل إسرائيل على الاختراق الأمني «الناجح» وما صاحبه من قتل وخطف ليس لهما من قيمة أمام النتائج الكارثية التي أعقبت ما اعتقدت «حماس» أنه نجاح، عندما قررت إسرائيل أن تقلب غزة عاليها واطيها لتنال من الشعب الفلسطيني في غزة بسبب «نزوة» ثورجية رأت، «حماس» أنها ضرورة «نضالية» تبقي القضية الفلسطينية قيد التداول الأممي وتقود، في نهاية المطاف، إلى «تحرير» فلسطين.

هذه هي التخريجة التي رأى الإخوان المسلمين وبعض اليسار والقوميين الأفذاذ تبريرًا لها. وهكذا بكل بساطة أخذت «حماس» قرارها عالي الكلفة والذي سيبقي غزة ردحًا من الزمن تحت وصاية دولية أعادت بلير حليف بوش الابن في تدمير العراق، سياسيًا واجتماعيًا، إلى الواجهة بعدما صار نسيًا منسيًا، ومكنت إسرائيل من فك حالة من العزلة الدولية فرضتها عليها مشاهد الإبادة الجماعية التي سلطتها على الغزيين جميعهم صغارًا وكبارًا، نساءً ورجالاً؛ ليؤخذوا بجريرة لا ناقة لهم فيها ولا جمل إلا أقدار التاريخ والجغرافيا التي زرعتهم في أرض كتب عليها أن تعيش المأساة تلو المأساة منذ أقدم العهود.

على مدى سنتي الحرب، عانى أهل غزة الويلات؛ إذ حشرت«حماس» أبرياء غزة في أتون حرب غير متكافئة، ورمت بهم دروعا بشرية يواجهون التوحش الإسرائيلي ويبادون في حرب معروفة نتائجها سلفا؛ لهدف يروج له البعض ويردده البعض الآخر ويتلخص في «تحريك القضية الفلسطينية» وجعلها حاضرة في ضمير الرأي العام العالمي. مارست إسرائيل في الأثناء كل صنوف العذاب ضد الشعب الفلسطيني الأعزل في غزة، قتلت فيهم بلا هوادة ومن دون أن تضع في الاعتبار من تقتل، أفنت أطفالاً من كل الأعمار والحالات الصحية، قتّلت شيوخًا ونساءً وضاعفت حالات اليُتم والتشرد مرات ومرات؛ حتى إن إسرائيل بما أتته من جرائم يندى لها جبين الإنسانية «استحت» من فعلها فقررت استهداف قيادات حماس خارج غزة عساها تُنهي بطريقتها الإجرامية هذه حربًا ارتفعت كلفتها الأخلاقية قبل كلفتها المادية.

إسرائيل هجّرت الغزيين وجوعتهم، وما كان منهم إلا أن أبدوا صمودًا أسطوريًا من المعيب أن تنسبه «حماس» و«الجهاد الإسلامي» إليهما بأي حال من الأحوال؛ لأنه صمود شعب يأبى أن يُقتلع من جذوره، ويرفض التفريط في أرضه وعرضه كما علمنا الأجداد. ويحق لنا بعد ما شهدناه وشاهدناه من أطوار هذه الحرب العجيبة أن نقول إن «حماس» قد هزمت شر هزيمة وإن إسرائيل كذلك تجرعت هزيمة معنوية، وإن المنتصر الوحيد في هذه الحرب هو الشعب الغزاوي بصموده ومقاومته صنوف العذابات اليومية على مدى أكثر من عامين، وربما أكثر؛ لأن ما فرضته حماس على أهل غزة منذ انقلبت على السلطة الفلسطينية بتواطؤ من حكومات اليمين الإسرائيلي شكل آخر من أشكال الاحتلال الغاشم لشعب يتوق إلى شيء من الحرية.

بقي هذا الشعب الأبي وتلاشت «حماس»، غير أنه ما كان يجب أن يُتاح لهذا التنظيم المتأيرن أن يستثمر في هذا الصمود، وأن تُجَيّر نتائجه لتمارس «حماس» هوايتها في قتل الغزيين بحجة ظاهرها التآمر مع الإسرائيليين والقطع بصحة النهج «الحمساوي» الذي لا ينبغي أن يُطرح على طاولة النقاش السياسي الفلسطيني وباطنها ترهيب للغزيين لإعادة فرض المنطق الحمساوي الذي لم يستفد منه أحد إلا اليمين المتصهين وزعاماته الحالية بدءا بمودريتش وبنفغير وانتهاء بنتانياهو الذي وجد في حماس طوق النجاة من الإقالة والمتابعة القضائية بتهم الفساد.

اليوم لا يهم مصير «حماس» أو موقعيتها في المسيرة النضالية الفلسطينية، فهذا شأن فلسطيني، ولكن، وبصفتها شريكة إسرائيل في كل المآسي التي تعرض لها الغزيون فلتذهب إلى الجحيم وبئس المصير؛ فالمناوئون لها ولسياساتها في غزة كُثر، وقد وجدت في ذلك فرصة عندما حصلت على تفويض مؤقت من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لنشر شرطتها حتى لا يسود الفراغ، وفي هذا الترخيص «الترامبي» مفارقة عجيبة؛ إذ كيف لصانع الفراغ أن يسد الفراغ؛ ففاقد الشيء لا يعطيه. حماس سدت الفراغ بإعدامات على المباشر وبما ملأت به الشوارع من جثث قتلاها الذين أعدمتهم من دون محاكمات في ممارسة ميليشياوية تذكرنا بداعش، وبروح إجرامية بعيدة كل البعد عن الممارسات القانونية للدول.

كما فعل «حزب الله» وانقلب على الاتفاق مع الدولة اللبنانية ومع المجتمع الدولي بشأن حصرية السلاح بيد الدولة، فها هي «حماس» تلوح بذات الشيء، وتتخذ من سابقة «حزب الله» مسارًا للانقلاب على الاتفاقات التي تمت بخصوص السلام في غزة. بعد الحرب. ستبقى «حماس» باحثة عن السلطة من جديد، وما كان يدور همسًا أصبح كلامًا مسموعًا تتداوله الأخبار. فبعد موافقتها على كل شيء بما في ذلك تسليم السلاح والانسحاب من المشهد في غزة، تناور سياسيًا لكسب مهلة سنتين أو ثلاث، كما طلبت؛ لتعيد «النظام» وتكرس «الاستقرار»، اللذين كانا مستتبين قبل السابع من أكتوبر؛ حيث جرّت إيران محورها إلى الانتحار وانزوت تتفرج من بعيد على ذبح هذا المحور، الذي لم يكن لوجوده من مبرر سوى تكريس هيمنة إيرانية في فضاء عربي مأزوم مؤهل لمثل هذه الهيمنة.

باشرت «حماس» منذ اليوم الأول تصفية حساباتها مع منتقديها في الداخل، ومعارضيها؛ فنصبت المشانق في إعدامات ميدانية راح ضحيتها العشرات من الناجين من آلة الدمار الصهيونية. «حماس» لم تأتِ بجديد في هذا السياق وإنما هي ممارسة قديمة. فقد فعلتها مع الفتحاويين، رفقاء السلاح، وها هي تفعلها اليوم وهي تسعى إلى الانقلاب على الاتفاقات المعقودة التي أرست مبادئ السلام الأولية. فما أشبه يومك بأمسك يا «حماس»!!






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عن أي حوار يتحدث نعيم قاسم؟!!
- إن غدًا لناظره قريب...
- ثرثرة إيرانية اعتدنا سماعها
- الكذب السياسي، أو حين تُلبس ولاية الفقيه كسوة علمانية


المزيد.....




- فيديو مذهل لملايين سرطانات البحر الحمراء تغزو جزيرة أسترالية ...
- العلامات التجارية لا تختار عملاءها.. كيف تتصرّف عندما يرتدي ...
- من هو السامري الوحيد الذي قضى 22 عاما في السجون الإسرائيلية؟ ...
- -فخور بمنحكم هذه الفرصة-.. ترامب يتراجع عن نشر قوات فدرالية ...
- الكتابة على الجدران تحظى بدعم متزايد في عاصمة غينيا
- باحث ينقّب بين أنقاض منزله في غزة بحثاً عن كتبه
- هل ينهي الحرب التجارية؟ لقاء وشيك بين ترامب ونظيره الصيني
- بوتين يؤكد أن العقوبات الأمريكية -جدية- لكنها دون -تأثير كبي ...
- دول -الرباعية- تجتمع مع طرفي النزاع في السودان بواشنطن
- اعتداءات متكررة من المستوطنين الإسرائيليين على قاطفي الزيتون ...


المزيد.....

- بصدد دولة إسرائيل الكبرى / سعيد مضيه
- إسرائيل الكبرى أسطورة توراتية -2 / سعيد مضيه
- إسرائيل الكبرى من جملة الأساطير المتعلقة بإسرائيل / سعيد مضيه
- البحث مستمرفي خضم الصراع في ميدان البحوث الأثرية الفلسطينية / سعيد مضيه
- فلسطين لم تكسب فائض قوة يؤهل للتوسع / سعيد مضيه
- جبرا نيقولا وتوجه اليسار الراديكالي(التروتسكى) فى فلسطين[2]. ... / عبدالرؤوف بطيخ
- جبرا نيقولا وتوجه اليسار الراديكالي(التروتسكى) فى فلسطين[2]. ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ااختلاق تاريخ إسرائيل القديمة / سعيد مضيه
- اختلاق تاريخ إسرائيل القديمة / سعيد مضيه
- رد الاعتبار للتاريخ الفلسطيني / سعيد مضيه


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عثمان الماجد - «حماس»: ما أشبه يومك بأمسك!