|
من سيحكم العراق بعد الانتخابات 2025
أقبال المؤمن
الحوار المتمدن-العدد: 8504 - 2025 / 10 / 23 - 20:13
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
العراق اليوم لا يُحكم بالقوة، ولا بالمال، ولا بالشعارات بل بالقدرة على جمع المتناقضات دون أن تنفجر.وهنا السر الذي يغيب عن كثير من الساسة والمحللين من يريد أن يحكم العراق فعلاً، عليه أن يتقن فن التوازن بين النار والماء أن يتحدث بلغة طهران دون أن يُغضب واشنطن ويصافح الرياض دون أن يخسر النجف ويرضي الشارع دون أن يُسقط الدولة.العراق ليس دولة تُدار بل كائن حيّ يجب أن يُفهم. ومن يفهم نبضه لا من يرفع صوته سيكون صاحب الكلمة في 2025. فإيهما اكثر حظا السوداني أم المالكي !! السوداني يشغل منصب رئيس الوزراء حالياً، ويُقدّر أن تحالفه (تحالف «الإعمار والتطوير» ضمن إطار إطار التنسيق الشيعي) يُعد من «الأوفر حظاً» أن يحصد أكبر عدد من المقاعد في الانتخابات لديه تقييم شعبي أعلى نسبياً، يُنسب إليه استعادة نوع من الثقة لدى بعض قطاعات المجتمع، وتحسين الوضع الأمني أو الأقل اضطراباً,.قدرته على تشكيل تحالفات واسعة مع أحزاب أخرى داخل الإطار الشيعي ومع فصائل مسلحة، ما يعطيه شبكة دعم كبيرة أما المالكي يمتلك تجربة سياسية طويلة وشبكة نفوذ كبيرة، وهو رأس تحالف «دولة القانون» داخل الإطار الشيعي، ويُشاد له بكونه لاعباً مؤثّراً في تشكيل الحكومات. بعض التقارير تشير إلى أن إطاره يسعى إلى استغلال «تغييرات في قانون الانتخابات» لإضعاف موقع السوداني كما أن وجود المالكي يمنح خياراً بديلًا داخل الشيعة لمن يشكّكون في أداء السوداني، مما يعزز موقفه في التنافس. إذا ما اعتبرنا من الناحية الحظّيّة الحالية فإن السوداني يبدو «أكثر حظاً» من حيث القدرة على حصد التمثيل الأكبر وتحالفات أكثر ولكن المنصب لا يضمن تلقائياً استمراراً في السلطة أو ترشّحاً موفقاً، فالتشكيل الحكومي بعد الانتخابات يعتمد على مفاوضات وتحالفات معقدة، وقد لا يكون الفائز الأكبر هو من يصبح رئيساً للوزراء.لذلك، المالكي ما يزال منافساً قوياً وقد يقلب المعادلة حسب تطورات الأيام المقبلة. بحسب استطلاعات الرأي العام المتاحة حتى الآن، يبدو أنّ محمد شياع السوداني يحظى بميول أكبر من الجمهور العراقي مقارنةً بـ نوري المالكي، ويرجع ذلك إلى عدة عوامل يمكن تلخيصها كالتالي: أظهرت دراسة لــ Arab Barometer أن مستوى الثقة في حكومة السوداني عند العراقيين يبلغ حوالي 45 %، وهو تقدّم نسبي مقارنة بأداء الحكومات السابقة. تقرير لــ Gallup International أفاد بأن السوداني حصل على نسبة موافقة عالية بين شرائح الشباب تحت سنّ 30 (حوالي 68 %) خلال الفترة التي حكم فيها. السوداني يُبرز نفسه كخيار “جديد” نسبيًا للتغيير والإصلاح، بينما يُنظر إلى المالكي على أنّه جزء من النظام الذي واجه انتقادات على مدى سنوات. هذا يعطي السوداني ميزة أمام فئات من الشباب والمستقلين. الميل العام نحو السوداني لا يعني ضمانًا لفوزه أو لتغيير جذري، لأن الانتخابات في العراق معقّدة وتدخل فيها عوامل التحالفات والقانون الانتخابي والإنفاق السياسي. المالكي لا يزال يمتلك احتياطي دعم قوي داخل فئات معينة، خصوصًا ضمن أحزاب “الإطار التنسيقي” الشيعية رغم تحسّن ثقة الجمهور، ما يزال القلق كبيرًا من قضايا مثل الفساد، ضعف الخدمات، والمشاركة الانتخابية المنخفضة، ما قد يجعل النتائج مغايرة للتوقعات الشعبية. الرأي العام العراقي يميل حالياً أكثر إلى محمد شياع السوداني، لكن نوري المالكي يبقى منافسًا قويًا وله قاعدة حزبية ومصلحية كبيرة قد تغيّر المعادلة في حال نجح في حشدها أو استثمر تحالفاته. لماذا يميل الناس نحو السوداني؟ الحكوميّون والمستقلّون ورجال الإدارة يميلون للسوداني لأنه يشغل منصب رئيس الوزراء، والناس تلقائياً تقيم أداء الحكومة الحالية أداءٍ نسبيّ أفضل في ملف الأمن والخدمات يُعزِّز من شعبيته لدى فئات معيّنة الشباب والفئات الحضرية يظهرون ميلاً لمرشّح يُمثّل «تحديثاً» أو خياراً يبدو أقل ارتباطًا بالوجوه السياسية القديمة، والسوداني يستفيد من ذلك إعلامياً وشعبياً أما المالكي يملك شبكة نفوذ وقدرة تنظيمية طويلة الأمد داخل الأطر الشيعية وميليشيات/قوًى سياسية وحلفاء محليين قادرين على حشد قواعد انتخابية تقليدية. هذا يجعله تهديدًا حتى لو كانت شعبية الرأي العام متجهة للسوداني. خارطة العراق الانتخابية ترصد بأن الجنوب والشيعة التقليديون كلا المرشحين يتنافسان ضمن القاعدة الشيعية. السوداني يحاول كسب الأصوات باعتباره خياراً «براغماتياً» وحاكمًا، بينما المالكي يراهن على قواعد «دولة القانون» والتحالفات الحزبية التقليدية. بغداد والمحافظات الحضرية: ميل أكبر إلى المرشحين الذين يعدّون بتحسين الخدمات والأمن لصالح السوداني لدى فئات حضرية وشبابية المناطق السنيّة والكردية: هذه المحافظات لها حساباتها الخاصة؛ لا تميل تلقائياً لأي مرشح شيعي كبير تحالفات محلية وأداء القوائم المحلية سيحسمان النتائج هناك. عوامل قد تغيّر الانطباع العام قبل يوم الاقتراع معدّل الإقبال على التصويت انخفاض المشاركة قد يفضّل القوى ذات قواعد الناخبين المنظمة وهو عامل قد يقوّي موقف المالكي بحيث تكسب شبكاته قدرة أعلى على الحشد التحالفات السياسية ونتائج ما قبل الانتخابات أي تحالفات إقليمية داخل الإطار الشيعي أو تعديلات في قانون الانتخابات قادرة على قلب التوازن. الميال العام الآن للسوداني خصوصاً لدى الشباب والطبقات الحضرية ومن يعتمد على أداء الحكومة الحالي لكنّ المالكي ليس خارج المنافسة؛ شبكته الانتخابية والقدرة على حشد قواعده وتصويت منخفض قد يمنحانه فرصة قوية. . المعادلات الانتخابية في العراق حساسة ويمكن أن تنقلب خلال أيام بفعل ما يمكن وصفه بـ “المعجزات السياسية” أو المفاجآت الكبرى. هناك اكثر من معجزة يمكن أن تغيّر اتجاه الانتخابات العراقية 2025 بشكل جذري. المعجزة الأولى انتفاضة رأي عام مفاجئة أي حدوث موجة غضب شعبي جديدة أو احتجاجات واسعة مثل تظاهرات تشرين 2019 تعيد ترتيب المزاج الشعبي وتخلق مطالب بتغيير الوجوه القديمة. إذا اندلعت احتجاجات ضد الفساد أو البطالة أو ضعف الخدمات، فسيُنظر إلى المالكي كرمز للنظام القديم، مما يضر بحظوظه. السوداني قد يتأثر أيضًا، لكن إن تعامل بحكمة واحتوى الأزمة، فقد يخرج أقوى ويظهر بمظهر “القائد الإصلاحي”. في هذه الحالة، يمكن أن تولد قوة جديدة ثالثة تتحدى كليهما مثلاً، تيار مدني أو شبابي جديد. المعجزة الثانية التحالفات السياسية الغير متوقعة تحالف مفاجئ بين قوى متناقضة مثلاً اتفاق السوداني مع التيار الصدري، أو تحالف المالكي مع قوى سنية وكردية مؤثرة. و عليه ستنقبل النتائج فتحالف السوداني مع الصدر ولو مؤقتًا سيكون ضربة قاضية للمالكي. أما تحالف المالكي مع قوى سنية أو كردية (مثل تقدم أو الحزب الديمقراطي الكردستاني) يعيد التوازن وربما يمنحه أغلبية برلمانية المعجزة الثالثة الاقتصادية/الخدمية تحسّن فعلي في حياة الناس إذا تمكن السوداني من تحقيق تحسن ملموس في الكهرباء، الوظائف، أو مكافحة الفساد. العراقيون غالبًا يصوّتون لمن يلمسون منه فائدة مباشرة، لا للشعارات.نجاح اقتصادي بسيط (حتى لو إعلامي أكثر من فعلي) قد يرفع شعبيته بشدة. أما المؤثر الأكبر هو في تشكل المحافظات العراقية اليوم وحدة التأثير الأساسية في تحديد المسار السياسي الوطني، إذ لم تعد الانتخابات تُحسم على مستوى الكتل الكبرى فقط، بل على مستوى التصويت المحلي والهوية الفرعية. وهذا التحول سيجعل من انتخابات 2025 ساحة لتنافس ليس فقط بين الأحزاب المركزية، بل أيضًا بين الزعامات المحلية وشبكات النفوذ الاجتماعي. فتحوّلت المحافظات إلى مراكز قوة سياسية بعد تطبيق قانون اللامركزية الإدارية، توسعت صلاحيات الحكومات المحلية في إدارة الموارد والخدمات، مما جعل الناخبين أكثر ارتباطًا بمرشحي محافظاتهم من الأحزاب المركزية.هذا يعني أن التحالفات المحلية أصبحت عاملًا حاسمًا في تحديد النتائج، خصوصًا في محافظات مثل البصرة، نينوى، والأنبار. يليه تفاوت أنماط التصويت بين المحافظات (الجنوبية )البصرة، ذي قار، ميسان تصويت عقائدي ولاء للمكونات الشيعية التقليدية، مع تزايد الميل نحو الشخصيات المستقلة ذات الأداء الخدمي. (الوسطى بغداد، بابل) تصويت براغماتي يتأثر بالأداء الحكومي وملف الخدمات والأمن .(الشمالية والغربية ) نينوى، الأنبار، صلاح الدين تصويت قومي ومحلي يتركز على الزعامات العشائرية والولاءات المناطقية. إقليم كردستان تصويت حزبي منضبط (بين الحزب الديمقراطي والاتحاد الوطني) مع تصاعد أصوات معارضة من الجيل الجديد .في المحافظات غير المستقرة سياسيًا، تلعب المرجعيات الاجتماعية (العشائر، النخب الأكاديمية، المنظمات الشبابية) دورًا بديلًا عن الأحزاب التقليدية في توجيه التصويت. وهذا يجعل المحافظات أكثر استقلالية من توجيه المركز. ولكن هناك تغيرات متوقعة في انتخابات 2025 منها صعود المستقلين والمحليين لان هناك مؤشرات على تراجع ولاء الناخبين للأحزاب المركزية، خصوصًا بعد تجربة 2021، وزيادة الإقبال على المرشحين المحليين الذين يمتلكون خطابًا خدميًا واقعيًا.ومن المتوقع أن تشهد محافظات مثل ذي قار والنجف والأنبار حضورًا أقوى للمستقلين. هناك أيضا تحالفات عابرة للطائفية والمناطقية قد تظهر قوائم انتخابية مختلطة تضم مرشحين من طوائف مختلفة، خصوصًا في بغداد والموصل، ما يمثل تحولًا نحو “السياسة المدنية” بدلاً من الطائفية الصريحة. تراجع التصويت العقائدي في الجنوب حالة الإحباط من القوى الدينية والسياسية التقليدية، إلى جانب تراجع ثقة الشباب بها، قد تدفع إلى تحول في المزاج الانتخابي الجنوبي، حيث الولاء للخدمات يتفوّق على الولاء للمذهب. ولكن احتمالية انخفاض نسبة المشاركة العامة وذلك لاستمرار فقدان الثقة بالعملية السياسية وغياب البدائل المقنعة سيؤديان إلى عزوف انتخابي في بعض المحافظات، مما قد يمنح القوى المنظمة مثل “دولة القانون” أو “الإطار التنسيقي” أفضلية رقمية. من منظور علم السياسة، يمكن القول إن انتخابات 2025 ستؤكد تحول العراق من نظام حزبي مركزي إلى نظام سياسي مناطقي متشظٍ.المحافظات ستصبح “مختبرات سياسية” ينعكس فيها المزاج الاجتماعي، وتتحول من وحدات تابعة إلى وحدات مؤثرة، خصوصًا إذا استمرت الحكومة في تعزيز اللامركزية والحوكمة المحلية.المحافظات الجنوبية ستظلّ ثقلاً انتخابيًا رئيسيًا، لكنّ اتجاه التصويت سيتغير من الطابع العقائدي إلى الخدمي بينما ستسعى المناطق الغربية والكردية إلى تثبيت نفوذها عبر تحالفات متوازنة تضمن مصالحها في الحكومة المقبلة. بذلك، سيكون الناخب المحلي، لا الزعيم المركزي، هو المحدِّد الفعلي لمسار السلطة في العراق بعد 2025. أما الحسم الانتخابي لا يقع في يوم الاقتراع وحده؛ بل في سلسلة مراحل متتابعة يمكن اعتبار أيٍّ منها «نقطة حسم» مؤقتة أو نهائية يوم الاقتراع نفسه (المؤثر الفوري ) نسبة الإقبال والانتشار الجغرافي للتصويت فاذا المحافظات حقّقت حضوراً أكبر تقرّب أو تبعد نتائج عدة قوائم. انخفاض الحضور يميل إلى تكريس ميزات القوى المنظمة (أحزابٌ لديها قدرات حشد ميداني)، بينما حضور واسع يمنح الأفضلية للمرشّحين ذوي الدعم الشعبي خلال 48–72 ساعة بعد الإغلاق (الفرز والنتائج الأولية ( إعلان النتائج الأولية يخلق وقائع سياسية فوز قوائم في محافظات مفصلية ) بغداد، البصرة، نينوى) يغيّر موازين القوى لأن المقاعد تُوزّع حسب المحافظات. مرحلة ما بعد النتائج: مفاوضات التحالفات (أسابيع) حتى لو فاز مرشح أو تحالف بأكبر كتلة، التشكيل النهائي للحكومة يعتمد على بناء تحالفات عابرة للطوائف والمناطق؛ هذه المفاوضات هي المرحلة الحاسمة التي تُقرر من سيتولّى رئاسة الوزراء والحصص الوزارية. التحالفات قد تُشكّل أو تقلب النتيجة خلال 2–6 أسابيع بعد الانتخابات سياق ما بعد التشكيل (ترسيخ السلطة) وجود دعم أمني/مؤسساتي (قوات مُسلّحة، ميليشيات، سلطات محلية) يساعد في تثبيت الحسم السياسِي عملياً، خصوصاً في مناطق تتميّز بشبكات نفوذ مسلّحة و عليه الحسم «الأخطر» سيحدث خلال مفاوضات التحالفات بعد إعلان النتائج لا في اليوم نفسه فقط؛ لأن النظام السياسي العراقي يمنح الفاعلية لمن يجيد التفاوض والحشد البرلماني والنفَس المؤسسي. السؤال الأهم هل للتدخّلات الخارجية (إيران / دول الخليج) يدّ في الحسم؟ وكيف؟ آليات التأثير:الإيرانية مزيج من القوة الناعمة (دبلوماسية، علاقات حزبية)، والقوة الصلبة (الميليشيات/قوى مسلحة حليفة)، والضغط الاقتصاد بهذه الأدوات تمنح طهران قدرة ملموسة على التأثير في مراكز القرار السياسي العراقية ولكن حدود التأثير الآن: مع التحولات الإقليمية والضغوط الدولية، تبدّلت أدوات ايران فأصبحت أكثر دبلوماسية ومحاولات إبقاء نفوذها عبر تحالفات سياسية بدلاً من الاعتماد الكامل على القوة العسكرية العلنية. هذا يعني أنها قادرة على تفصيل نتائج ما بعد الانتخابات بالتحالف مع قوى محلية، لكن ليس بالضرورة أن تكون قادرة على فرض مرشح وحيد دون مجهود تفاوضي محلي..المؤثر الثاني دول الخليج السعودية، الإمارات، الكويت فأليات التأثير أقل اعتمادًا على أدوات أمنية داخلية وتركز أكثر على الحوافز الاقتصادية والدبلوماسية استثمارات، وعود مشاريع، شراكات طاقة، ضغط دبلوماسي لتحسين مسارات النفوذ. ومن هنا تكون فعاليتهم محددة: يمكن للتمويل الاستثماري والرسائل الدبلوماسية أن تعزّز مرشحين "براغماتيين" من يُقدّم تحالفات اقتصادية، قد يؤثر على النخبة التجارية والمحافظات النفطية لكن تأثيرهم يكون أقل قدرةً على الحشد الشارعِي مقارنةً بإيران ما دام الأخير يحتفظ بعلاقات مع فصائل مسلحة محلية فصيغة التفاعل العملي بين القوى الخارجية والداخلية عادة ما يتبلور عبر قنوات محلية؛ فإيران أو الخليج لا «ينتهي بهما الأمر» بفوز مرشح إلا إذا نجحا في تكوين أو تحريك تحالف محلي واسع أحزاب، شيوخ عشائر، قادة ميليشيات أما التدخل الإيراني يميل لأن يكون أكثر مباشرةً في التحالفات الشيعية؛ الخليج يعمل على تحييد النفوذ الإيراني عبر دعم خيارات اقتصادية وسياسية بديلة داخل النخبة العراقية. علما أن الحسم السياسي النهائي لانتخابات 2025 سيحدث أثناء أسابيع ما بعد الاقتراع، في مفاوضات بناء التحالفات البرلمانية؛ قدرة إيران والخليج على التأثير موجودة ومؤثرة لكن مُشروطة بقدرتهم على توجيه أو تركيب تحالفات محلية قوية وليس عبر قرار خارجي منفرد. أما اللاعب الفاعل و المؤثر المباشر و غير المباشر حقا هم الأمريكان واشنطن تتحكم في تدفق الدولار للعراق عبر الاحتياطي العراقي في البنك الفيدرالي الأميركي.فأي حكومة قادمة تعرف أن استمرار انسيابية الدولار وسعر الصرف يعني تفاهم هادئ مع واشنطن فالولايات المتحدة تملك وجوداً عسكرياً محدوداً لكنه نوعي من خلاله تتحكم في إيقاع التنسيق الأمني وشرعية بعض القيادات.واشنطن تستخدم الزيارات الرسمية، واللقاءات الرمزية، وتوقيت التصريحات لتوجيه إشارات داخلية.مثلاً لقاء مسؤول أميركي بشخصية عراقية قُبيل الانتخابات يُقرأ داخلياً كـ"ضوء أصفر" لدعمٍ محتمل.الصمت الأميركي أحياناً يكون بحد ذاته موقفاً محسوباً علامة على "لا مانع لدينا من هذا الاتجاه".فبالنسبة للسوداني واشنطن ترى في محمد شياع السوداني نموذج "براغماتي يمكن التفاهم معه لأنه حافظ على توازن بين طهران وواشنطن، وأدار ملفات اقتصادية بهدوء.لكن الأميركيين يخشون أن يصبح أكثر انغماساً في محور طهران إن لم يحصل على دعم غربي كافٍ.لذا: هم لا يريدون إسقاطه، بل "ترويضه" وتطويعه نحو إصلاحات اقتصادية ومصرفية محددة.أما النظرة الأميركية إلى المالكي أكثر تحفظاً، بسبب تجربته السابقة (2010–2014) حيث شهدت علاقاته بواشنطن توتراً بسبب سياسات إقصائية وميول نحو إيران.ومع ذلك، واشنطن لا تمانع دوره إن جاء ضمن تحالف لا يهمّش الآخرين ويُظهر التزاماً أمنياً تجاه القوات الأجنبية. لكن الأميركيون يرحبون بالتيارات المدنية أو الشبابية لأنها تعبّر عن عراقٍ مستقلّ الهوية لكنهم لا يراهنون عليها عملياً، لأنهم يشكّون في قدرتها على بناء مؤسسات بسرعة.بمعنى أدق واشنطن تحب خطابهم، لكنها لا تستثمر فيه. وعليه الأمريكان لا يريدون عراقاً مستقراً، ولا عراقاً مثالياً ولا تُفضل واشنطن مرشحاً على آخر إلا بقدر ما يضمن لها استمرار تصدير النفط دون اضطرابات.بقاء القوات الأميركية بأمان.إبقاء إيران "مضبوطة الإيقاع" داخل حدود التفاهم.منع روسيا أو الصين من التمدد اقتصادياً داخل مشاريع الطاقة أو البنية التحتية العراقية.فالتدخل الأميركي المباشر سيحدث فقط بعد إعلان النتائج، لا قبلها. في تلك اللحظة، واشنطن ستتحرك على ثلاثة محاور ضغط على الكتل لتشكيل حكومة توافقية بسرعة لتجنّب فراغ سياسي قد يفتح باب الاضطراب.تثبيت خطوط حمراء: لا مساس باتفاق الإطار الأمني، ولا انحراف حاد نحو محور طهران.إرسال رسائل اقتصادية واضحة إما حكومة منفتحة على النظام المالي العالمي، أو تجميد تدريجي لتدفق الدولار. إذا أردنا أن نضع الأمور في ميزان المنطق السياسي الحديث إيران تمتلك النفوذ الميداني.الخليج يمتلك النفوذ المالي.الولايات المتحدة تمتلك النفوذ الهيكلي (المؤسساتي). وهنا بيت القصيد من يملك النفوذ الميداني يحكم لفترة قصيرة ومن يملك النفوذ المالي يحكم لسنتين.أما من يملك النفوذ الهيكلي فيحدد شكل الدولة لعقدٍ كامل. والهيكل في حالة العراق لا يزال مرتبطاً عضوياً بالولايات المتحدة (عبر البنك المركزي، النظام المالي، الجيش، والدبلوماسية الدولية). و عليه الفائز الفعلي بالانتخابات العراقية لعام 2025 هو من يملك النفوذ الهيكلي و المتحكم بمال و ثروات العراق و الباقي بيادق شطرنجية بأياديهم فاللعبة ستبدأ 6/11/2025 و النهايات وضعوها هم بدلا عنا كثر خيرهم !!!!
#أقبال_المؤمن (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
تقاطع الخطاب الاعلامي العراقي - المشكلة ام الحل
-
العبادي بين مطرقة الاحزاب وسندان الانتفاضة
-
الدكتاتورية المزدهرة في العراق
-
فن المقال النقدي
-
لهنريك أبسن دمى في العراق
-
وليم شكسبير الفلاح السياسي
-
مشاهد يندى لها الجبين القتل الجماعي ..والرسوب الجماعي.. و جل
...
-
لا قول بعد ما قالَ العِراقُ
-
من يعرف داعش لا يصدق انها في الموصل
-
العراق لا يحتاج الى قائد معجزة
-
اكرام الميت دفنه
-
ارهابي في سورية و ثوري في العراق
-
الغائب الحاضر سعد قيس مرادونا
-
واحد زائد واحد كم الناتج يا ساسة العراق
-
مرتزقة السياسة وسياسة المرتزقه
-
العراق ! اين هو من دولة العراق ؟
-
هل بات التغيير الجذري في العراق قاب قوسين او ادنى ؟
-
العراق يستحق الاكثر … فالف مبروك
-
الحرب الطائفية ام التقسيم
-
صناعة الفشل في العراق
المزيد.....
-
-إلى أبي-.. أغنية من محمد إلى والده فضل شاكر بعد يوم من مثول
...
-
موجة من الزيارات المتتالية.. هل يُراقب الرئيس الأمريكي رئيس
...
-
بوتين يؤكد أن العقوبات الأمريكية -جدية- لكنها دون -تأثير كبي
...
-
4 قتلى بالغارات الإسرائيلية ولبنان يطالب بتفعيل الإشراف على
...
-
ماذا وراء توسيع الغارات الإسرائيلية ونطاقها في لبنان؟
-
مَن تاكايتشي التي تريد أن تكون -تاتشر اليابان-؟
-
منظمة: تطهير قطاع غزة من المتفجرات يحتاج 30 عاما
-
تطورات الشأن اللبناني.. غارات إسرائيلية وجهود دولية
-
سائق سيارة أجرة تركي ينجو بأعجوبة من صخرة عملاقة متدحرجة
-
روبيو من إسرائيل: الخطوات التالية في اتفاق غزة تُمثل أولوية
...
المزيد.....
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان
...
/ غيفارا معو
-
حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش
/ د. خالد زغريت
-
التاريخ يكتبنا بسبابته
/ د. خالد زغريت
-
التاريخ يكتبنا بسبابته
/ د. خالد زغريت
-
جسد الطوائف
/ رانية مرجية
-
الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025
/ كمال الموسوي
-
الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة
/ د. خالد زغريت
-
المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد
/ علي عبد الواحد محمد
-
شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية
/ علي الخطيب
المزيد.....
|