أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد نبيل - كيف حضر المغرب في مهرجان برلين السينمائي؟














المزيد.....

كيف حضر المغرب في مهرجان برلين السينمائي؟


محمد نبيل

الحوار المتمدن-العدد: 1831 - 2007 / 2 / 19 - 11:30
المحور: الادب والفن
    


بالرغم من غياب مشاركة عربية في مهرجان برلين السينمائي ،فإن المغرب قد سجل حضوره من خلال الممثل منير وادي الذي لعب دور أنيس في الفيلم الإيطالي «ريبارو » التي تعني في اللغة الإيطالية الملجأ . وقد شارك الفيلم في إطار مسابقة بانوراما .
حكاية فيلم الملجأ تدور حول عودة شابتين إيطاليتين ، «أنا» و «مارا» إلى بلدهما بعد قضائهما للعطلة في تونس ، لكن خلال عودتهما وقبيل عملية العبور لحدود مدينة طنجة ،اكتشفت «أنا» أن المراهق المغربي أنيس يختبأ تحت ركام الأمتعة الموجودة داخل السيارة . وبعد قبولهما بالأمر الواقع، أصبح أنيس جزء من عالم «أنا» و «مارا» حيث وجد له مكانا للاستقرار داخل البيت الذي يجمع الشابتين الإيطاليتين، كما وجد وظيفة في معمل تملكه أم «أنا». «مارا» التي تعمل هي الأخرى في نفس المعمل ،تدخل في علاقة حميمية ثم جنسية مع أنيس الشيء الذي أثر على علاقتها بصديقتها «أنا» بل سبب في مضاعفات عصفت بوضع أنيس داخل ايطاليا.
خلفية الفيلم حسب مخرجه ماركو سيمون بيسيو هي محاولة إبراز ثلاث حكايات حول ثلاثة أشخاص عجزوا أن يلعبوا دورهم الاجتماعي بشكل متوازن و سليم . أنيس ،مهاجر سري هرب من جحيم وطنه المغرب ،أما «مارا» المنفصلة عن زوجها ،فإنها وجدت مخرجا لأزمتها النفسية في علاقتها الجنسية والعاطفية مع «أنا» ، هذه الأخيرة و بالرغم من ثروة أمها المالية ،إلا أنها تعاني من التمزق العائلي وتعتبر «مارا» شريكتها الوحيدة التي تنام معها و ترافقها يوميا بل ترى فيها ذاتها في غياب عائلتها. ونتيجة دخول أنيس كخصم جنسي ل«أنا»، بفعل علاقته الخاصة مع «مارا» ستصاب العلاقة الجنسية بين الشابتين الإيطاليتين بالتصدع. هذا الوضع القلق سيدفع ب «أنا» إلى الاتصال بأخيها المسئول بالمعمل وإصدار أمرها بطرد كل من «مارا» وأنيس من العمل.
سيناريو الفيلم العائلي يعتبره المخرج حالة غير اعتيادية، لكنه يسمح بالوصول إلى معرفة كيف يمكن لشخص ما أن يوفر لشخص آخر الحماية و الراحة و الاطمئنان النفسي. بالمقابل ،قرار طرد أنيس اللامبرر يجعله في وضعية جد حرجة، فهو المهاجر السري الذي يبحث عن أوراق الإقامة في ظل القهر و الغبن و الصدام الذي سببته له علاقة حب عابرة مع «مارا» . أنيس يفقد صوابه فيقوم بانتزاع سيارة أخ «أنا» الذي أبلغه بقرار طرده من المعمل، ثم يفرٌّ تاركا وراءه سيارات الأمن تطارده قبل أن يتخلى عن سيارة أخ «أنا» ،و يدخل لأحد الحقول جريا على الأقدام ،هاربا من رجال الشرطة في مشهد اختاره المخرج كي يكون كلمة نهاية الفيلم المفتوحة على عدة احتمالات والتي لن تكون في نهاية الأمر في صالح أنيس و أحلامه .
إن أبعاد الفيلم تختزل في الصراع اليومي الذي يقوم به العديد من الناس في هذا العالم من أجل تحقيق أحلامهم، لكن عندما يتبخر الحلم، تضيع الآمال و تصير العقد النفسية و الانهيارات هي سيدة الموقف. حكاية أنيس وصورة المهاجر السري الرافض لمغرب يدفع أبناءه إلى ركوب البحر أو الاختباء في السيارات و الحافلات أو البواخر بكل ما تحمله هذه العملية من مخاطر تهدد حياتهم ، هو عنوان عريض لمشاركة مغربية في مهرجان من حجم مهرجان برلين السينمائي الدولي والذي كان العديد من النقاد و الصحافيين يعلقون الآمال عليه من أجل مشاهدة عمل سينمائي يمثل المغرب أو أحد البلدان العربية .
وخلال الندوات الصحفية أو أثناء الدردشات التي جمعتني بالزملاء الصحافيين، اكتشفت خيبة غياب أعمال عربية تقدم صورا مختلفة لبلدان ما زالت تئن تحت وطأة التخلف و القهر . هذه الخيبة عبر عنها مخرج فيلم ريبارو في جوابه عن سؤال طرحته إحدى الألمانيات عن غياب الممثل أنيس عن الحضور ببرلين، قائلا في حالة إحراج:
ـ لا أدري أين هو أنيس الآن، لقد اتصلنا به أكثر من مرة و لم نتمكن من العثور عليه…

إن أنيس ـ حسب توضيح المخرج نفسه في جواب عن سؤال آخر طرحه أحد الحاضرين ـ يعيش في فرنسا،و لقد تعرفت عليه في مركز لإيواء المراهقين و الشباب من المهاجرين الموجودين في الشوارع قبل مشاركته معي في هذا العمل ، وهذا ينسجم مع دوره في الفيلم.
فيلم ريبارو أو الملجأ يختزل معاناة العديد من الناس الحالمين بالأمل ،كما يعري أيضا عن واقع ومعاناة المراهقين و المهاجرين السريين الذين ينتظرون كل الفرص للخروج من وطنهم المغرب بعدما ملوا من لعنة الانتظار ، وهو انتظار لحظة طلوع شمس المغرب الجميل .



#محمد_نبيل (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من أفلام مهرجان برلين السينمائي : العام الذي ذهب فيه والداي ...
- كيف عاد شي غيفارا إلى أمريكا اللاتينية ؟
- إديث بياف تعود من جديد إلى ألمانيا
- النازيون الجدد أو عودة الإرهاب السياسي الى ألمانيا
- يقع بالعالم العربي الإسلامي : أمهات عازبات و أطفال بدون هوية
- ممنوع الضحك في مغرب اليوم!
- عندما تنطق شوارع ألمانيا!
- عندما يتمزق الثوب
- طائر الليل
- غرفة تحت الأرض
- التضامن الإنساني ممنوع في مغرب اليوم
- وين الملايين... شعوب العالم وين ؟
- حكاية مغرب قاتل!
- هل ستجد الحكومة الألمانية مخرجا لإدماج المهاجرين ؟
- لو نظم المونديال في المغرب ؟
- أنا لست عربيا
- بكارة فطومة
- انهيار
- في ذكرى ميلاد سيغموند فرويد : محنة العالم
- مسابقة لأجمل حمار


المزيد.....




- بعد تعرضها للهجوم .. نجوم الفن المصري يدعمون هند صبري بأزمة ...
- تكريما لمسيرته... الممثل الأمريكي توم كروز سيتلقى جائزة أوسك ...
- جو بايدن يقتحم موقع تصوير مسلسل شهير أثناء مطاردة الشرطة (صو ...
- باللغة العربية.. موسكو وسان بطرسبورغ ترحبان بالوفد البحريني ...
- انهيار منزل الفنان نور الشريف في السيدة زينب.. وابنة تعلق! ( ...
- كيف أعاد شفيق البيطار بادية بني سعد إلى البيوت بلغة عربية فص ...
- قتلى أو شهداء أو ضحايا؟ عن مفهوم التضحية ما بين اللغة والفلس ...
- الرواية بين المحلية والعالمية.. علامات من الرواية الأردنية
- خامنئي يبث رسالة باللغة العربية: لن نساوم الصهاينة أبدا ويجب ...
- خامنئي يبث رسالة باللغة العربية: لن نساوم الصهاينة أبدا ويجب ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد نبيل - كيف حضر المغرب في مهرجان برلين السينمائي؟