أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مجدي الشوملي - المعركة الخفية














المزيد.....

المعركة الخفية


مجدي الشوملي
كاتب ومحرر وباحث

(Imajdi Shomali)


الحوار المتمدن-العدد: 8504 - 2025 / 10 / 23 - 12:00
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


منذ أن تشكّلت دولة إسرائيل وهي تضع في اعتبارها العمل الحثيث على منع قيام ‏دولة فلسطينية إلى جانبها بحسب قرارات الأمم المتحدة (المجحفة بحق الفلسطينيين). ‏ولذلك فإن حرب العام 1948 لم يكون هدفها تثبيت حدود الدولة الجديدة وليس الدفاع ‏عن نفسها بل احتلال أكبر مساحة ممكنة من الأراضي المخصصة لدولة فلسطين بحيث ‏تقطع الصلات بين جزئيها: الضفة الغربية وغزة. وكانت عملية التهجير تستهدف توزيع ‏الفلسطينيين على عدد من الأقطار لمنع وحدتهم وتواصلهم، فكان التهجير إلى الأردن ‏ولبنان وسوريا ومصر (ولاحقا العراق) بمثابة تفتيت للشعب الفلسطيني لمنع تواصل ‏أطراف هذا الشعب تمهيداً لإذابته في المجتمعات الجديدة. وقد فشلت هذه الخطة لأسباب ‏عديدة ومنها متانة الانتماء الوطني وقوة الهوية الفلسطينية‎.‎
لا أبالغ بالقول بأن أحد أهداف اتفاق أوسلو كان فصل الداخل عن الخارج، ‏وكادت هذه الخطة أن تنجح لولا الوعي الفلسطيني وحجم التطرف الإسرائيلي. وقد ‏حرصت إسرائيل على عدم تنفيذ أحد بنود اتفاق أوسلو منذ اليوم الأول والذي ينص على ‏وجود نفق يربط بين الضفة (ترقوميا الخليل) وغزة. وموقف إسرائيل من الدولة كان ‏واضحا في اتفاقات أوسلو عندما أصرّت إسرائيل على شطب كلمة الوطنية من تسمية ‏‏"السلطة الوطنية الفلسطينية‏‎".‎
الاستيطان في الضفة الغربية والذي بدأ عام 1967 كان يهدف إلى محاصرة ‏المدن الفلسطينية تمهيدًا لعزلها عن شقيقاتها مما يقلص فرص إقامة الدولة الفلسطينية، ‏وهذا يفسر عملية تقسيم أراضي الضفة الغربية إلى (ا و ب و ج) بأنه تم على أساس ‏محاصرة الفلسطينيين داخل المدن، وتعقيد الحياة في مناطق باء ومنع البناء في مناطق ‏جيم. وهذا التقسيم لم يبدأ في اتفاق أوسلو كما قد يعتقد البعض بل كان موجودا منذ العام ‏‏1967 ضمن خطط الاستيطان‎. ‎
وفي العام 2005 انسحب الجيش الإسرائيلي من غزة، ومع أن أحد أسباب ‏الانسحاب هو وجود مقاومة فلسطينية إلا أن السبب الأهم هو قطع التواصل نهائيا بين ‏الضفة وغزة، وقد تم الانسحاب دون التنسيق مع السلطة الفلسطينية بقصد منح غزة ‏فرصة الاستقلال عن الضفة، وقد تحدّث بذلك عدد كبير من السياسيين الإسرائيليين ولا ‏يزالون، على اعتبار أن قطع هذا التواصل سوف يضعف الفلسطينيين ويقلّص من ‏قدرتهم على بناء دولة‎.‎
وشجعت إسرائيل الانقسام في الساحة الفلسطينية، وهي اليوم تعارض أن تقوم ‏السلطة باستلام إدارة قطاع غزة لنفس الأسباب السابقة‎. ‎
واعتراف أمريكا بالقدس عاصمة لإسرائيل يهدف أيضا الى استكمال بناء ‏المستوطنات من غرب القدس وحتى نهر الأردن ضمن ما سمي خطة‎ E1 ‎مما يفصل ‏شمال الضفة عن جنوبها. ومؤخرا تم الشروع ببناء 22 مستوطنة جديدة تهدف إلى ‏محاصرة المدن الفلسطينية وعزلها‎.‎
ممارسات إسرائيل منذ ما قبل قيام الدولة تشير إلى وجود خطط وسياسات تهدف ‏الى منع قيام الدولة الفلسطينية، وهذه الخطط ليست سرية بل علنية ومنشورة ويتم ‏تنفيذها وتعزيزها بتشريعات وبدعم أمريكي وصمت أوروبي‎. ‎
وللأسف فإن الساحة الفلسطينية لا تضع أي خطط للمواجهة والتي تبدأ بتكريس ‏الوحدة الوطنية. كما أنها لا ترتفع لمستوى التحوّلات العالمية الداعمة لفلسطين؛ وعزلة ‏إسرائيل على مستوى العالم‎.‎
إن جميع إجراءات إسرائيل منذ ما قبل العام 1948 وحتى اليوم يمكن أن يتم ‏الغاؤها فيما لو تم استغلال الظروف الدولية وحجم التضامن مع حقوق الشعب الفلسطيني ‏والتي وصلت إلى أمريكا ومنابر الكونجرس، مع ما صاحب ذلك من حجم الأزمات التي ‏يعاني منها الكيان الصهيوني



#مجدي_الشوملي (هاشتاغ)       Imajdi_Shomali#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- موافقة حماس على خطة ترامب: مناورة ‏سياسية لا استسلام
- المظاهرات العالمية ونتائجها
- يهود ضد الصهيونية


المزيد.....




- ترامب ينتقد حكومات أوروبية: -قادة ضعفاء ودول تتدهور-
- الملياردير أندريه بابيش يؤدي اليمين الدستورية كرئيس وزراء ال ...
- غوتيريش يندد بإحالة -الحوثيين- موظفين أمميين إلى محكمة خاصة ...
- بعد تحركات -الانتقالي الجنوبي-ـ هل بات تشظي اليمن قاب قوسين؟ ...
- قمر اصطناعي فرنسي صيني يرصد وميضا كونيا هائلا يعود إلى 13 مل ...
- غزة مباشر.. قصف ونسف بالقطاع وحديث أميركي عن تقدم بمباحثات ا ...
- احتدام الجدل بشأن الخطة الأميركية لإنهاء حرب أوكرانيا
- أديس أبابا.. دعوات للسلام والعدالة بيوم التضامن مع فلسطين
- مشعل: السلطة بغزة يجب أن تكون فلسطينية ولدينا مقاربات بشأن ا ...
- الإمارات تحظر السفر إلى مالي وتدعو مواطنيها هناك إلى العودة ...


المزيد.....

- قراءة في تاريخ الاسلام المبكر / محمد جعفر ال عيسى
- اليسار الثوري في القرن الواحد والعشرين: الثوابت والمتحركات، ... / رياض الشرايطي
- رواية / رانية مرجية
- ثوبها الأسود ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مجدي الشوملي - المعركة الخفية