هاني محمد الميثالي
كاتب
(Hani Mohammed Almaithealy)
الحوار المتمدن-العدد: 8499 - 2025 / 10 / 18 - 00:49
المحور:
كتابات ساخرة
حياتنا غلاف وحكايامع الزمن لقد ارتبط الإنسان مع بدايات التاريخ بالزمن ارتباطا وثيقا؛ فهو ليس مجرد أرقام على صفحات التقويم، بل وعاء للحياة ومقياس لحركة الكون ودورة الوجود، ومع ذلك يبرز اليوم نقاش واسع حول وجود خلل في أنظمة التقويم التي يعتمدها البشر، وهو خلل ينظر إليه باعتباره نتاجا لمسارات تاريخية وخيارات بشرية، لا نتيجة عفوية وقد أدى ذلك إلى شعور بأننا قد نسير أحيانًا في خط زمني يختلف عن المسار الطبيعي الذي تعكسه الظواهر الكونية،
ثمة لحظة فاصلة تتخلق في تلك اللحظات: لحظة خروج الزمن من حيّزه المألوف فما نراه ليس مجرد «غرض قديم»، بل نافذة مفتوحة على بعد آخر من الوجود كان هناك يوما ما ليس الأمر مجرد حنين لزمن مفقود أو بحثًا عنه، بل شعور غريب بأننا كنا هناك، وأن شيئا فينا ما يزال هناك؛ يتحرك، ويتنفس وينتظر
بطاقة قطار بتواريخ باهتة، وورقة تحمل أثر يد مرتجفة، وشريط كاسيت قديم جواره قلم جف حبره..غلاف كتاب مهترئ، وورقة تقديم لجهة ما.. والكثير من الصورلا قيمة سوقية لأي من هذه الأشياء، لأنها لا تعني شيئًا للآخرين، ومع ذلك فهي مشبعة بوهج لحظات عبرت، وانحبست هنا، في ادراج الزمن، الذي لا يعلن عن نفسه كثيرا، ومع ذلك لا يفقد بريقه أبدا،لذلك الزمن لا يعود إلى الوراء، لكنه يتوقف قليلًا عن المضي كأن الأدراج تخلق نوعا من اللازمن ولا يبقى معها سوى شخص وجسم صغير بين أصابعه، يستدعي كامل نفسه في لحظة واحدة،،في النهاية يظل الزمن نظاما كونيا لا يملكه البشر، بل هو خاضع لسنن إلهية وإذا تبين وجود خلل في أنماط ضبطه، فإن مراجعة هذه الأنماط تصبح ضرورة لتحقيق الانسجام بين الممارسات الإنسانية والنواميس الكونية فإعادة التفكير في التقويم ليست مجرد خيار تقني، بل مسألة تمس انتظام الحياة الدينية والاجتماعية، وتعيد طرح السؤال الأساسي: أي زمن نعيش اليوم، وهل تقويمنا بحاجة إلى إصلاح؟
#هاني_محمد_الميثالي (هاشتاغ)
Hani_Mohammed_Almaithealy#
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟