منى سويدان
الحوار المتمدن-العدد: 8498 - 2025 / 10 / 17 - 08:58
المحور:
قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
لا ندرك جمال اللّحظة إلّا حين تغيب،
فتنفصل عن واقعنا لتستقرّ في الذّاكرة،
وتصبح جزءًا من الماضي، خالدة لا تتغيّر.
الماضي ليس سوى ذكرى،
والحاضر هو الوجود الوحيد الملموس،
أما المستقبل فمجهول،
سؤال معلّق بين: أكون أو لا أكون!
والجواب بيد الله وحده.
الذكريات وجوه وأماكن،
أشخاص ومقتنيات وأشياء أخرى،
وقد تكون مجرّد فكرة عابرة.
فنحن كائنات مخلوطة بين ذكرى وحاضر ومصير مجهول.
أنا لست تلك التي كنتُها في الأمس.
لقد ودَّعْتُ نفسي السابقة مع تقلّبات الأيام.
كنت أتعجّب ممّن يقول: اشتقت لنفسي القديمة،
حتى أدركت أنّني أنا أيضًا بدأت أفتقد ملامحي الماضية.
التجارب لم تكن عبثًا،
لقد صقلتني كالنار حين تلامس المعدن،
يبقى المعدن معدنًا لا يتغيّر،
ولكن يتغيّر شكله.
علّمتني كيف أضحك بعمق، وكيف أبكي بصدق.
أخذت مني الكثير، وأعطتني الكثير،
حتّى صرت كل يوم أودّع نسخة من نفسي،
وأستقبل أخرى.
والسؤال الذي يجول في خاطري:
"هل بقي ما هو قابل للتغيير؟"،
الحياة في جوهرها ليست إلا سلسلة من الفقد والاكتساب،
من ذكريات كانت يومًا واقعًا،
ومن حاضر يتلاشى ليصبح ماضيًا.
وأنا في هذا الامتداد،
أعي أنّني في حركة دائمة بين كنتُ وأكونُ،
تاركة لليوم القادم أن يكشف لي:
"هل سأظل... أم سأزول؟".
#منى_سويدان (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟