منى سويدان
الحوار المتمدن-العدد: 8497 - 2025 / 10 / 16 - 22:56
المحور:
قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
بقلم: منى سويدان عوايسي
على مفترق الطريق، تُرفع رؤوس زائفة كفقاعات هواء، وتُكسر كؤوس أوهام لم تروِ غير السراب، تُبدَّل جلود مهترئة وتُمسَح وتُقبَّل نعال بالية، وتتعاقب أدوار الحياة كأنها مسرحية رديئة كُتبت بحبر الخيانة.
دنيا تدور لتفضح هشاشة ساكنيها؛ طبيبها يمرض، وبائعها يجوع، وساقيها يموت عطشًا، وطفلها يشيب قبل أن يتذوق الطفولة، ثم ينتهي الجميع إلى حفنة تراب تُسحق فوقها كبرياؤهم الزائف.
وجوه غبراء، قلوب نكراء، لا تملأ عيونهم إلا حُفر التراب. الحقد والغرور يعشش في أدمغتهم، عشقهم للدم أعمى، يعبدون اللون الأحمر كأنه خلاصهم، يلهثون خلف الدنيا كأنهم مخلّدون فيها، وما هم إلا زائرون عابرون إلى هاوية النسيان.
أحباء عند المصلحة، سراب بعدها، وغرباء عند الصدق.
فهل من دواءٍ لداء قلوبهم؟ أم أن الألسنة قُطعت واكتوت، ولم يبقَ إلا صمتٌ يجلدهم من بعيد؟
ونعود إلى مفترق الطريق لنكمل المسيرة رغم الألم، فإن لم تستطع إصلاح المرّ، فلا تسقه لأحد.
#منى_سويدان (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟