أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - عبدالباقي صالح اليوسف - حكومة دمشق الانتقالية: اختبار التنوع.. هل سقطت الأقنعة القومية؟














المزيد.....

حكومة دمشق الانتقالية: اختبار التنوع.. هل سقطت الأقنعة القومية؟


عبدالباقي صالح اليوسف

الحوار المتمدن-العدد: 8491 - 2025 / 10 / 10 - 22:48
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    


منذ سيطرتها على مقاليد السلطة في دمشق، سارعت الحكومة السورية الانتقالية إلى اتخاذ قرارات جذرية وشكلية لترسيخ شرعيتها الجديدة. لقد أعلنت هذه الحكومة أنها تمثل كافة المكونات السورية وتعهدت بالحفاظ على حقوق الجميع دون تمييز. وقد شملت قراراتها الأولية الإعلان الدستوري الجديد، وتغيير العلم وشعار الدولة، وحل الأجهزة الأمنية والجيش وإعادة تشكيلهما، بل وحتى منح الجنسية السورية لـ "إرهابيين عالميين"، في خطوة أثارت الكثير من الجدل.
لكن السؤال الجوهري يبقى معلقاً: هل تُرجمت هذه الشعارات إلى سياسات عملية تحقق المساواة لمكونات الشعب السوري، أم أنها ظلت حبيسة الأبراج العاجية للخطاب السياسي؟
غياب الاعتراف: تمييز إزاء المكون الكردي
في الوقت الذي تدعي فيه الحكومة الانتقالية أنها تعمل على بناء دولة ديمقراطية تضمن الحقوق، يكشف سجل قراراتها حتى اليوم عن تجاهل ممنهج للقضية الكردية وحقوق الأقليات الدينية. حتى اللحظة، لم تُقدم دمشق على أي خطوة عملية ذات دلالة تجاه المكون الكردي. لم يصدر مرسوم رئاسي يقرّ بـ الثقافة الكردية، ولا تم الاعتراف بـ اللغة الكردية كلغة رسمية في البلاد، وهي أبسط المطالب القومية والثقافية لأحد أكبر المكونات في سوريا.
الأمر لا يتوقف عند الحقوق القومية، بل يمتد ليشمل الأقليات الدينية. ففي نهاية أيلول الماضي، صدر مرسوم رئاسي بتحديد الأعياد الرسمية في البلاد، لكنه أغفل تماماً عيد النوروز (العيد القومي للكرد) كما وخصص أياماً لأعياد الديانات الإسلامية، والمسيحية، لكنه لم يخصص أي يوم كـ عيد رسمي للأخوة من الديانة الإيزيدية، وهي ديانة أصيلة ومكون أساسي من نسيج المجتمع السوري.
إن هذا التجاهل المتعمد للثقافة الكردية، ورفض الاعتراف بالديانة الإيزيدية رسمياً، وعدم إدراج أعيادهم، يثير شكوكاً عميقة حول مصداقية الحكومة.
في هذه الحالة، ماذا يمكن أن يُقال؟ هل الحكومة الانتقالية صادقة حقاً في تعاملها مع جميع المكونات على قدم المساواة، كما تدعي في الإعلام ولقاءاتها الدولية؟
الواقع يؤكد أن هذا السلوك لا يعدو كونه نفاقاً سياسياً. فكيف يمكن لحكومة تدعي تمثيل الجميع أن تمارس هذا القدر من التمييز الصارخ والعنصري ضد مكونات أصيلة من الشعب السوري؟ هذا التمييز ضد القوميات واللغات التي هي "من صنع الله عز وجل" – كما يفترض أن يؤمن التيار الإسلامي الذي يحكم دمشق اليوم – يكشف أن الشعارات الدينية تذوب أمام العقلية القومية الضيقة.

إن التيار الذي يسيطر على دمشق، والذي يمكن تصنيفه ضمن خانة الأحزاب القومية العربية (كما أشرتُ إلى حزب الاخوان المسلمين في كتابي "الانفجار السوري" الصادر في عام 2017)، يثبت أنه ورث ذات العقلية الإقصائية للنظام السابق. هذه الأحزاب القومية، التي تجاوزت بلدانها مرحلة التحرر الوطني ونالت استقلالها، تتحول في سياقات التنوع إلى قوى عنصرية ترفض الاعتراف بالآخر، على النقيض من الحركة الكردية التي لا تزال تناضل لنيل اعترافها بهويتها وحقوقها الثقافية الأساسية.
فهل ستنطلي هذه المظاهر الزائفة على الدول المعنية بالقضية السورية؟ أم أن انطلاقة النظام الجديد كانت بالأساس قائمة على إرضاء القوى الإقليمية والدولية عبر تقديم تنازلات على حساب حقوق المواطنين السوريين الحقيقيين، مقابل تأمين غض طرف تلك القوى ولو مؤقتاً؟ إن استمرار التمييز هو تدمير للمستقبل الديمقراطي المُفترض لسوريا، ويعكس أن النخبة الحاكمة الجديدة اختارت طريقاً مبيتاً يفرق، بدلاً من التوجه نحو خطاب وطني جامع حقيقي.



#عبدالباقي_صالح_اليوسف (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل يمكن لسوريا التخلص من لعنة الطائفية؟
- سوريا: من يكتب الفصل الأخير في هذه المأساة؟
- الكورد: ضحايا فوبيا صنعتها الأنظمة


المزيد.....




- ميلانيا ترامب: تربطني بالرئيس بوتين قناة اتصال مفتوحة للمّ ش ...
- السعودية: إحباط تهريب 8.6 كيلوغرام من مخدر -الشبو- عبر منفذ ...
- قوات أمريكية تصل إلى إسرائيل.. ومصدر يوضح مهمتها
- مَن هي الفنزويلية التي فازت من مخبئها بجائزة نوبل للسلام، وه ...
- ماكرون يعيد تعيين سيباستيان لوكورنو رئيسا للوزراء
- بعد ترامب .. السيسي يدعو ميرتس للاحتفال في مصر بوقف حرب غزة ...
- تونس: احتجاجات في قابس تطالب بتفكيك مجمع للفوسفات بعد تسجيل ...
- ما الأبعاد الإستراتيجية العسكرية لوقف إطلاق النار في قطاع غز ...
- مظاهرات في دول عربية احتفالا بوقف الحرب بغزة
- واشنطن تقيم مركز تنسيق في إسرائيل لمراقبة تطبيق اتفاق غزة


المزيد.....

- اشتراكيون ديموقراطيون ام ماركسيون / سعيد العليمى
- الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية / نجم الدين فارس
- ايزيدية شنكال-سنجار / ممتاز حسين سليمان خلو
- في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية / عبد الحسين شعبان
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية / سعيد العليمى
- كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق / كاظم حبيب
- التطبيع يسري في دمك / د. عادل سمارة
- كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟ / تاج السر عثمان
- كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان / تاج السر عثمان
- تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و ... / المنصور جعفر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - عبدالباقي صالح اليوسف - حكومة دمشق الانتقالية: اختبار التنوع.. هل سقطت الأقنعة القومية؟