أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - احمد حمد - قراءة موجزة في ديوان الشاعر شوقي عبد الامير - في الطريق اليَّ- الزمن الدائريّ














المزيد.....

قراءة موجزة في ديوان الشاعر شوقي عبد الامير - في الطريق اليَّ- الزمن الدائريّ


احمد حمد

الحوار المتمدن-العدد: 8490 - 2025 / 10 / 9 - 19:12
المحور: الادب والفن
    


قراءة موجزة في ديوان الشاعر شوقي عبد الامير "Chawki Abdelamir في الطريق إليَّ "

عندما يُعيد الشعر الزمن الدائريُّ .... والزمن هو كل مُتحد
تُعد الأسطورة بمفترق طرقها للأزمنة تجربة متبصرة وتخييلية، لشرح الظواهر الأصلية أو المفترضة التي تُذكي إبداع مؤلفها، أو هي مسعى لشروع الإيصال بالرضى إزاء مواجهة حكم تلك الأحداث من منظور الشعر ومثلما هناك علاقة عامة ومحكمة بين الأسطورة والتاريخ، باعتبار أنّ كل أسطورة تتناقل بشكل أو بآخر هي بواسطة التاريخ، فالأسطورة تتمتع بقدر في المحيط التي تكونت فيه وأُشيعت، وعادةً ما يكون المشار اليهم من أبطالها من الآلهة أو أنصافها أو شخصيات خارقة للعادة على نحوٍ خاص… فالأسطورة تتسم بقدر في المحيط الذي أبدعها والمشار اليهم من أبطالها بالعادة من الآلهة الخالقة المُبدعة أو ما يعادلها من الابطال الخارقون، كما تقدم، وهي الدليل والمعرفة المنطقية في الأزمنة الماضية، ولذلك كانت هذه الهالة المقدسة بمثابة الحد المُفَرِّق بينها وبين كل الأجناس المشابهة لها من سرديات حكائية اخرى تشترك معها في الخيال كالسرديات الشعبية المشاعة من قصص وحكايا تتناقلها الأجيال على مر الازمنة والعصور.
ومما تقدم من ذلك فانَّ استدعاء الشّاعر المعاصر للتّراث يسبغ على منجزهُ الإبداعي عراقة وأصالة تجسد نوعا من استدعاء الماضي واستقدامه في كُنه الحاضر ونفاذ الحاضر بجدَّتهِ في قِدَم الماضي وعبقه ، كما أنّه يسبغ على الرؤية الشعرية في تجلياتها نوعا من الكشف والتضمين.

وما يستلزم الشاعر بالمطلق لرفد قصيدته بالإشارات المتنوعة والمتعددة للنفاذ في أعماق الذات والعالم ليكاشف المطالع إلى إشارات النص بكيفية تجعله يؤمن بالتجربة ولا يكتفي بتفسيرها بل بالبحث في سبر اغوارها سواء عن طريقه أو طريق القارئ… على حد تعبير الفيلسوف الفرنسي جان بول سارتر "القارئ هو من يكتشفنا" وهذا يعني أن النص منتج للمعنى ويحمل استمرارية عصرية حديثة مفعمة بثقل القدم تقودنا إلى تأويل كثير. وهذا ما نتلمسه عند بحثنا في بريد قصيدة الشاعر الميثولوجي شوقي عبد الامير ورصد نسقها الفكري عبر موروثها الحضاري.
وعلى هذا فإنَ توظيف الشّاعر شوقي عبد الامير للتّراث يضفي على منجزه الشعري قيّم وأصالة محضة باعتبارها استدعاءٌ الماضي واستقدامه ماثلاً بين يديّ الحاضر ولهذه البواعث والاسباب ولغيرها راح عبد الامير يبحث في توق عن الأسطورة ويتناولها، ويتبناها أينما وجدها، سواء اكانت في ذلك بابلية التكوين أو سومرية أو عشتارية أو فينيقية الخ أو سواء كانت من الحكايات العربية المأثورة أو على الصعيد نفسه من الأدبيات الشعبية. ومع ذلك فإنَّ الشاعر العراقي شوقي عبد الامير في مجموعته الشعرية
(في الطريق اليَّ) يشعر وكأنه في غير حاجة ماسة إلى الأسطورة بل يمسك أساطيره وآياته الخاصة به. بفاعلية الرائي، الذي يطرق باب الهُوَّية في الحجارة بسرد طريق مسافاتها لاستدعاء بريدها الميثولوجي من خلال كراسه الانثروبولوجي الذي يربط بين الشعر والحضارة، ومن هنا فإن طاقة الخلاق مبدع الأسطورة وناظمها شعراً تكمن في المقام الأول في اللغة المناسبة واستخداماتها التكنيكية في تكوين قدرةٌ ذاتيَّةٌ لإعادة إنتاج النصّ .
وليس دنو مساحة الشعر من الدين في قصيدة عبد الامير يكمن في مورد الوحي فحسب وهو المسكون بعبق الاديان الابراهيمية، بل وعلى صعيد الرسالة ذاتها ، بل إنَّ كليهما يبشر بعالم مختلف وقيم مجددة ، تخبر عن ذلك العالم المجهول الذي يعارض أو يُغاير الواقع الذي وُجدَّ فيه النبي أو الشاعر. قد يكون الاختلاف بين عالم النبي وخيال الشاعر هو أن النبي ينبئ عن عالم ماثل ومتاح خارج حدود وجوده ، وليس له دورٌ في صياغته وإعادة تشكيله ، في حين أن عالم الشاعر يكون جزءاً لا يفترق عن خياله و رؤاه وحدسه ، وهو الذي يعيد تشكيل هذا العالم الغامض والملتبس بالمجاهيل وفق رؤاه على حد تعبير الفيلسوف التونسي فتحي المسكيني "الشعراء هم من يحفظون هشاشة العالم" .
مختارات من تعاليم الضد
أكتُبْ
....... لكننا بحاج الى
خاتم المجانين
لا إلى خاتِم النبيينْ .

الفتاةُ العاريةُ
لأنها تبرعتْ بأثوابها
الى نبيّ الطُّهرِ والذُكورة
لاخفاءِ عورتهِ

أكتب
هذه النخلة
تكبُرُك بثلاثِ سنواتٍ ونصف
قال لي أبي
وهو يقودني طفلاً الى البستان
قبل أن ينحني
ليشرب من ماء النهرِ
الذي يكبرهُ بعشرةِ آلاف عام ....

أكتب
الشجرُ قيعانٌ تستريحُ
فيها الآفاقُ المنهكة ....

إبحثْ عن ذبذباتِ شجرةِ
قامتك
لكي تظل واقفاً

أكتب
يُمكنُكَ أن تضعَ أجنحةً
على بغلةٍ أليفةٍ
لتحمل الصحراء الى سدرةٍ
في الماوراء

اللغة هي التي منحتك الاسماء
الغير قابلة للدفن بعد الموت
التواشيحُ
أشباحٌ لا تقوى في معراجها
على حمل شيء إلاّ رذاذها

أكتب
اليد المبتورة ُ
تصلح لتنظيف الجمجمة
من شوائب العقل
وترسبات الشغف
اليد المبتورة
تكفي لمسح قطرات الندى
وآثار الشروق
فوق الرموش الساهرة
واليد المبتورة






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انطباع موجز عن - دليل على بهتان العالم- للشاعر احمد عبد الحس ...


المزيد.....




- صدور كتاب تكريمي لمحمد بن عيسى -رجل الدولة وأيقونة الثقافة- ...
- انطلاق مهرجان زاكورا السينمائي في المغرب
- كل ما تحتاج معرفته عن جوائز نوبل للعام 2025
- -سلام لغزة-.. الفنانون العرب يودّعون الحرب برسائل أمل وتضامن ...
- فيلسوف العبثية والفوضى يفوز بجائزة نوبل للآداب
- سلسلة أفلام المقاطعة.. حكاية المقاومة السلمية من الجزيرة 360 ...
- إيقاف نجم الفنون القتالية ماكغريغور 18 شهرا
- نار حرب غزة تصل صناعة السينما الفلسطينية والإسرائيلية
- المجري لازلو كراسنهوركاي يفوز بنوبل للآداب 2025
- آباء يأملون استبدال شاشات الأطفال بالكتب بمعرض الرياض للكتاب ...


المزيد.....

- شهريار / كمال التاغوتي
- مختارات عالمية من القصة القصيرة جدا / حسين جداونه
- شهريار / كمال التاغوتي
- فرس تتعثر بظلال الغيوم / د. خالد زغريت
- سميحة أيوب وإشكالية التمثيل بين لعامية والفصحي / أبو الحسن سلام
- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - احمد حمد - قراءة موجزة في ديوان الشاعر شوقي عبد الامير - في الطريق اليَّ- الزمن الدائريّ