ترامب وجائزة نوبل للسلام!

شادي احمد الصح

الحوار المتمدن-العدد: 8489 - 2025 / 10 / 8 - 16:09
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

ترامب وجائزة نوبل للسلام: الحرب من أجل السلام!


من المقولات الخالدة التي لا تنسى: “السلام لا يأتي إلا بالقوة”… يبدو أن دونالد ترامب قرأ هذه العبارة وأُعجب بها كثيرًا، لدرجة أنه قرر أن يجعلها برنامجًا رئاسيًا كاملاً، وربما سيرة ذاتية.



فبينما حصل باراك أوباما على جائزة نوبل للسلام في أول سنة له بالرئاسة، قبل أن يُغير حتى ديكور المكتب البيضاوي، لا يزال ترامب، وبعد أربع سنوات من “التغريد الدبلوماسي” وسبع حروب يدّعي أنه أنهى واحدة منها على الأقل في تويتر، ينتظر اتصالًا من لجنة نوبل!



“لقد أنهيت 7 حروب”، يصرخ ترامب في خطاب جماهيري. وبالفعل، قد يكون أنهى بعضها في مخيلته، أو على الأقل في مسلسل من إنتاج Fox News. لم تسجّل مراكز الدراسات أي نهاية فعلية لأي حرب، لكن المهم أنه كان ينوي إنهاءها، أليس كذلك؟ النوايا الطيبة، بعد كل شيء، تفرش طريق أوسلو!



أما هوسه بجائزة نوبل، فقد أصبح أشبه بعلاقة حب من طرف واحد. ترامب يرى نفسه مستحقًا لها أكثر من أي شخص، ربما حتى أكثر من نيلسون مانديلا نفسه! والسبب؟ لقد جلس مع زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون وخرج حيًا… ألا تكفي هذه البطولة لجائزة نوبل؟ بل لجائزتين؟



ولأن السلام لا يأتي إلا بواسطة الأقارب، أرسل صهره العزيز جاريد كوشنير في مهمة دبلوماسية. الرجل الذي لا يملك أي خبرة في السياسة الخارجية، لكنه يملك… ثقة بيضاء مشرقة. وقد فاجأ الجميع باختياره توني بلير لإدارة شؤون غزة، ربما لأنه اعتقد أن بلير لا يزال رئيس وزراء بريطانيا، أو لأنه لا يعرف أن الرجل كان أحد عرابي حرب العراق، التي يفترض أن ترامب “أنهى” واحدة مثلها!



النكتة الحقيقية؟

أن ترامب يضغط على جميع الأطراف في أي مفاوضات — ليس لأجل حل دائم، ولا لتحقيق السلام العادل، بل لأن “نوبل” حلمه الوردي الذي لم يكتمل. يضغط على إسرائيل، يهمس في أذن الإمارات، يلوّح بالعقوبات على الفلسطينيين، كل ذلك فقط ليكتب التاريخ في يومٍ ما: الرئيس الذي فاوض العالم… من أجل جائزة!

ربما حان الوقت لنقترح على لجنة نوبل جائزة جديدة:

“نوبل للجهد العظيم في إقناع نفسك أنك صانع سلام”.

ولا أحد يستحقها أكثر من دونالد ترامب

#شادي_احمد_الصح (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل