أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - صلاح الدين الغزواني - في علم الاجتماع














المزيد.....

في علم الاجتماع


صلاح الدين الغزواني

الحوار المتمدن-العدد: 8489 - 2025 / 10 / 8 - 10:17
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


كأي علم، لعلم الاجتماع أيضا نظرياته التي ينطلق منها لدراسة الوقائع والظواهر الاجتماعية. فالعلم يحتاج دائما لنظريات ليفسر بها الظواهر في مجال دراسته. يتم التوصل للنظرية في البداية من خلال الأبحاث التي تقوم بها جماعة علمية معينة وتخضع هذه الأبحاث للتجريب والتفسير العلميين، أي أنها أبحاث تم التوصل إلى نتائجها إمبيريقيا باستخدام الأسلوب العلمي مما يمكننا من التوصل إلى تفسير بشكل معين؛ هذا النمط من التفسير والتحليل والأفكار والمفاهيم الذي تصل إليه هذه الأبحاث هو الذي يسمى بالنظرية. وبعد ذلك تعتمد هذه النظرية كإطار تفسيري في الأبحاث التي تسعى لتفسير ظاهرة معينة وتبقى قائمة إلى حين التوصل بأنها لم تعد قادرة على تفسير ماكانت تستطيع تفسيره بعدما تجددت الشروط التي تحيط بالظاهرة.
لقد عرف علم الاجتماع منذ نشأته، على يد مؤسسه اميل دوركايم، عدة نظريات ساهمت في إغناء الإرث النظري الذي يزخرف هذا العلم نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر:النظرية البنيوية، البنيوية الوظيفية، الماركيسة، الصراعية، البنيوية التكوينية، الإثنوميتودولوجية، الدور، التبادل الاجتماعي، التفاعلية الرمزية، الفردانية المنهجية، الوضعية، التأويلية، النسق الاجتماعي، النسوية، المدرسة النقدية، نظرية الإستهلاك...

 ما النظرية
يمكن اعتبار النظرية العلمية مجموعة من الإقتراحات التفسيرية والمفاهيم المجردة وبالتالي فهي نسق فكري مجرد، وإطارا تصوريا ينبني بشكل أساسي على أبحاث ودراسات إمبيريقية تعطيه شرعيته التفسيرية.

 تعريف علم الاجتماع

يعد الفيلسوف الفرنسي أوغست كونت Compte . A أول من صك مصطلح علم الاجتماع بعدما استبدل به مصطلح الفيزياء الاجتماعية، باعتبار المجتمع وحدة للدراسة العلمية، هكذا كان الهدف من تأسيس هذا العلم الجديد الذي يقول عنه كونت:
"بما أن الفكر البشري الآن قد أسس الفيزياء السماوية، والفيزياء الأرضية سواء الميكانيكية أو الكيماوية والفيزياء العضوية سواء النباتية أو الحيوانية، يبقى عليه أن يتمم نظام علوم الملاحظة ببنائه للفيزياء الاجتماعية. هذا ما هو اليوم، على ضوء عدة علاقات رئيسية، أكبر وألح حاجة لعقلنا، مثل هذا الشيء، أقولها بجرأة، هو الهدف الأول لهذه المحاضرة، هدفها المميز.1"
ومعنى هذا أن أوغست كونت أراد أن يؤسس لعلم جديد ومستقل بذاته وهو ما أطلق عليه في البداية: الفيزياء الاجتماعية، الشيئ الذي يدل أنه أراد له أن يحدو حدو العلوم الطبيعية وبشكل خاص علم الفيزياء، لا لشيء إلا لكون هذه العلوم حققت إنجازات علمية ضخمة أعطتها شرعيتها ومصداقيتها حيث استطاعت أن تحقق شروط العلمية.
هذه المحاولات لتأسيس علم جديد بلغت ذروتها وحدتها مع السوسيولوجي الفرنسي ايميل دوركايم Durkheim Emile، فإذا كان العلم هو الموضوع والمنهج فإن دوركايم هو من وضع ذلك في كتابه قواعد المنهج السوسيولوجي، الذي وضع فيه قواعد دقيقة وصارمة لتحقيق العلمية والموضوعية المرجوة في العلوم الاجتماعية، وهذا لن تقوم له قائمة بدون الإقتداء بالعلوم الطبيعية كنموذج يحتدى به للوصول إلى نتالج علمية و رصينة بشكل موضوعي كما تفعل هذه العلوم اليوم.
 موضوع علم الاجتماع
يعرف دوركايم علم الاجتماع باعتباره علم دراسة الوقالع الاجتماعية، ويعرف هذه الأخيرة كالآتي: الواقعة الاجتماعية هي " ضرب من السلوك، سواء أكان تابثا أم غير ذلك، والذي من المحتمل أن يمارس نوعا من القهر الخارجي على الأفراد؛ أو أي سلوك يعم مجتمع
معين مع وجود وجود خاص به، مستقل عن مظاهره الفردية".
مما يعني أن دوركايم أعطى للوقائع الاجتماعية صفة الموضوعية أي أنها خارجة عن شعور الفرد وعن تفكيره، بالإضافة إلى أنها سابقة لوجود الفرد وتفرض وتمارس عليه نوعا من القهر؛ بمعنى أن الفرد يخضع ويستجيب لها بشكل تلقالي ولا واعي.
دوركايم بين بأنه ليس كل ما يحدث في المجتمع من أفعال إنسانية يمكن اعتباره موضوعا لعلم الاجتماع، بالرغم من أهميتها، لتأدية المجتمع للوظالف المنوطة به وبالتالي الحفاظ على استمراره وديمومته، إلا أنها تبقى أفعال من اختصاص مجالات أخرى كعلم النفس
والبيولوجيا، والاهتمام بها من طرف علم الاجتماع ومحاولة جعلها موضوعا خاصا به؛ سيفقده استقلاليته ومشروعيته العلمية كونه لم يقوم بشيء غير أخد مواضيع علوم أخرى وإعادة إنتاج نفس الخطابات حولها مما سيهدد مصداقيته العلمية.
و بالتالي فإن الظاهرة الاجتماعية عند دوركايم سابقة لوجود الفرد لأنها من صنع الجماعة البشرية في مكان وزمان معين وبالتالي تصبح بعد ذلك قانونا عاما يسري على كل المنتمين لتلك الجماعة وهو مانجده في الدين واللغة والأخلاق...
يقول دوركايم موضحا هذه الفكرة": أنا لست مجبراً على التحدث بالفرنسية مع أبناء بلدي، ولا على استخدام الغطاء القانوني؛ ولكن من المستحيل أن أفعل غير ذلك.
مما يعني أننا نتحدث باللغة التي ينتجها لنا محيطنا والتي تصبح سابقة لوجودنا وتمارس علينا نوعا من القهر الذي لانشعر به وبالتالي نتحدث بها بدون أن نعي أننا خاضعين لها ولمنطقها. ونفس الشيء ينطبق على الأعراف والعادات والتقاليد فنحن نولد ونجد مجتمعاتنا تمارس عدة طقوس وتعتقد في مجموعة من المعتقدات، وفجأة نجد أنفسنا نمارس هذه الطقوس ونعتقد في هذه المعتقدات ونتبنى هذه الأفكار بدون وعي لأننا خاضعين لحتمية مجتمتعاتنا وماتعتقد به وتمارسه.



#صلاح_الدين_الغزواني (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الماركسية: رؤية نقدية للواقع الاجتماعي والاقتصادي
- في التأسيس للسوسيولوجيا
- الاقتصاد الاجتماعي والتضامني كقاطرة لتحقيق التنمية
- الهوية تحث مجهر أمين معلوف
- العولمة كبراديغم للتفكير


المزيد.....




- هكذا رد ترامب في الكنيسيت على سؤال صحفي بشأن -انتهاء الحرب ر ...
- مستشفيات غزة: 323 قتيلا على الأقل منذ بدء وقف إطلاق النار
- مصر تُعلن مشاركة نتنياهو ومحمود عباس في قمة شرم الشيخ
- منشورات -نحن نراقبكم-.. هذا ما رصدته CNN قرب سجن عوفر قبل ال ...
- مذيعة CNN لوزير خارجية مصر حول وقف الحرب في غزة: هل تُنسب ال ...
- استقبال حار.. لقطات من زيارة ترامب إلى إسرائيل
- وصول بعض السجناء الفلسطينيين المُفرج عنهم إلى الضفة الغربية ...
- ++تغطية مباشرة - غزة بعد الاتفاق .. انتهاء عملية تسليم الرها ...
- تقدير واسع في إسرائيل للرئيس ترامب لدوره بإنهاء الحرب وجهوده ...
- حماس تطلق سراح جميع الرهائن وترامب يصل إلى البرلمان الإسرائي ...


المزيد.....

- الصورة النمطية لخصائص العنف في الشخصية العراقية: دراسة تتبعي ... / فارس كمال نظمي
- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - صلاح الدين الغزواني - في علم الاجتماع