أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - قاسم علي فنجان - تساؤلات حول مقال الصديق عمر الخطاط















المزيد.....

تساؤلات حول مقال الصديق عمر الخطاط


قاسم علي فنجان

الحوار المتمدن-العدد: 8487 - 2025 / 10 / 6 - 02:07
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


رأي شخصي

النقد من موقع اللا موقع ليس نقدا............................. مهدي عامل

في بعض المقالات لا تستطيع ان تعين او تحدد الموقع الفكري للكاتب، فهو مثلا يقول ان مقالته تندرج ضمن الفكر الماركسي او الشيوعي، لكن ما ان تطلع على محتواها تجدها هلامية، قافزة بين أفكار مختلفة، ليس لها خط محدد، من الصعوبة تتبعها، او امساك خيوطها؛ ومقالة الصديق العزيز عمر الخطاط تأتي ضمن هذا السياق، فهي ذات منهجية ملتبسة، ضبابية، مشوشة الى حد ما؛ ولسنا بصدد تقديم رؤية نقدية شاملة لها، فهي مقال مطول، يحتوي على الكثير من الإشكالات النظرية والفكرية، لكن فقط لطرح تساؤلات على تساؤلاته.

مقالة الصديق عمر جاءت تحت عنوان " مدخل الی ثنائية رأس المال والسلطة في كردستان"، وقد اعتمد في مقالته على مصدرين، أو لنقل إنه تأثر بطرحين، أحدهما للكاتب والاديب بختيار علي، وقد كتب مقالا بعنوان "كيف ولد الوحش"، وهذه المقالة لم تترجم للعربية للأسف، اما المقال الاخر للصديق فلاح علوان " المرأة والبنى الفكرية في المجتمع"، هاتين المقالتين يندرجان ضمن ما يمكن تسميته "الطرح الماركسي الجديد"، الذي يريد ان يتخلى عن "الكلاسيكيات الماركسية" مثلما يتردد عبر مقالة الصديق عمر، ويبدو ان هناك توجه او ميل لاستبدال الماركسية بماركسية جديدة، مفصلة على مقاسات النخب المثقفة الجديدة، فالصديق عمر يختم مقالته بتقديم نصيحة بلغة الآمر للرفاق الشيوعيين بالتخلي عن الأفكار القديمة، يقول بالنص:

"إذا هناك لا یزال یوجد رفيق يساري أو شيوعي يعتقد أن سبب تراكم رأس المال في كردستان والعراق يتحقق من خلال الصراع الكلاسيكي بين الرأسمالي والبروليتاري كجانبين حرين ومتساوين، أو أن القمع هو وسيلة لتحقيق المزيد من فائض القيمة، او ان لدينا بروليتاريا صناعية موحدة ومنظمة، أو أن الروابط التقليدية القديمة، بما في ذلك الدين، يمكن أن تضعف مع النمو "العقلاني" لرأس المال… عليه أن يُعيد النظر في آرائه. إن خطئنا الرئيسي کشیوعیین هو أننا ما زلنا ننظر إلى هياكل رأس المال والعلاقات الاجتماعية من خلال عيون الكتب والآراء الخالصة والتفسيرات والتشخيصات الأوروبية وآراء ما قبل مائة عام. على هذا ان يتغير من الیوم. بدلاً من تعميم الأطروحات والنظريات وتطبيقها على جميع الأوقات والأماكن، يجب أن ننتج بأنفسنا تحليلات محددة لظروف محددة وایضا نستعین بالتاريخ".

عمر يقول "يجب ان ننتج بأنفسنا تحليلات محددة لظروف محددة"، وآلتوسير كان يقول "من نحن بغير صاحب اللحية الكثة"، يبدو ان الحياة تغيرت كثيرا، فإنتاج التحليلات يجب ان يعتمد على أساس فكري وفلسفي محدد، ولا اعتقد ان الصديق عمر ومصدريه قادرين على انتاج تلك التحليلات، او انهم من الممكن ان يستطيعوا انتاج تحليلات لكنها تبقى بعيدة عن الواقع، بسبب انهم بعيدون جدا عن الواقع، او لنقل انهم غير ميدانيين ولا منتمين لحزب معين، فكل الأحزاب لا تستطيع ان تلبي طموحاتهم "الفكرية"، بالتالي فأن طروحاتهم ومن مواقعهم تلك هي فقط للجدل لا أكثر، ف"النقد الذي يوجه من موقع اللا موقع ليس نقدا".
يقول الصديق عمر في مقالته:

"يُمثل بحث الرفيق فلاح فهمًا خاصًا لوضع المرأة في المجتمع العراقي. فعلى عكس النظرة الماركسية الكلاسيكية التي تربط اضطهاد المرأة بالبنية التحتية، أي بالأساس الاقتصادي للمجتمع، يُقلب فلاح هذه النظرة ويُظهر ببراعة أن اضطهاد المرأة في المجتمع العراقي والمنطقة يكمن في البنية الفوقیة ذاتها ولیست التحتية".

هذا هو الأساس الذي يقوم عليه المقال، انه يبني تصوراته على إزالة "الماركسية الكلاسيكية"، هذا الفهم لدى فلاح ليس خاصا ابدا، انه منطق الفكر الفيبري، "ان نفسر تفسيرا جزئيا مساهمة البروتستانت القوية نسبيا في ملكية الرساميل"، فلا فرق كبير جدا بين الطرح الفيبري وطرح "الماركسيون" الجدد، فأن البنى الفوقية هي المتحكم بالوضع، لهذا يجب النضال ضد هذه البنى الفوقية، فالنظرة القديمة كانت ترى العكس، وهي نظرة كلاسيكية ولى زمانها، وجاء من "يٌقلب" تلك النظرة، ويضعها في مسارها الصحيح، لقد شاخ ماركس ومفاهيمه وفلسفته عند "الماركسيون" الجدد، ويريدون ان يجددوه او بالأحرى ان يستبدلوه بماكس فيبر، ومثلما يقول مهدي عامل فأن "جديد هذا المنهج من التفسير النظري هو قديم المنهج الفيبري"، وهؤلاء "الماركسيون" الجدد يستعينون بفيبر ضد ماركس، بتغييب الاقتصادي واستبداله بالثقافي.

لكن ما هي تساؤلات الصديق عمر التي اثارها في مقالته، والتي حيرته وجعلته يرتمي بحضن الطرح الفيبري، لنقرأ:

س: لماذا لا تصل الاحتجاجات والمظاهرات في كردستان إلى نتيجة مرضیة؟

لا نعرف لمن تكون مرضية؟ ولا نعرف هل يجب ان تحقق المظاهرات مرضاة "الماركسيون" الجدد؟ يمكن ان نتخيل شخص ماركسي جديد يرى او "يشارك" بمظاهرة ما وهو راض عنها؛ لكن هل يجب ان تنتهي المظاهرات في كردستان تحديدا بنتائج مرضية؟ ولماذا لا نعمم هذه المرضاة على كل المظاهرات في كل مكان؟ وهل يجب ان تنتهي المظاهرات وبالضرورة الى تحقيق نتائج؟

س: لماذا لا يكترث الرأسماليون الکورد بحياة رعاياهم ويتحملون مسؤولية حکمهم؟

تصور ان هذا السؤال يخرج من انسان يقول انه ماركسي؛ منذ متى يكترث الرأسمالي لحياة انسان؟ هذا السؤال دليل على قصور في الفهم الماركسي للرأسمالية؛ ثم لماذا يستخدم عمر مفردة "رعاياهم"، لماذا لم يستخدم مفردة مواطنيهم؟

س: لماذا توقفت قبلة الصراع الطبقي عن العمل؟

هذا السؤال في حقيقته لم يكن سؤالا، انما فهم يراد إدخاله او ترسيخه عند الكثيرين، والا كيف عرف او حدد الصديق عمر ان الصراع الطبقي قد توقف؟ المشكلة انه لم يخبرنا اين توقف الصراع الطبقي؟ فما دام انه حدد الزمن فيجب عليه ان يعرف المكان، ثم هل هناك امكنة معينة فيها يعمل الصراع الطبقي وأخرى متوقف؟

س: لماذا لا وجود لقوانين العمل والنقابات والاتحادات العمالية، وفي حال وجودها الرمزيٌّ تتحول الی خادم للسلطة؟

هذا السؤال يمكن ان يرسله عمر للصديق فلاح علوان، فهو نقابي ورئيس اتحاد عمالي لأكثر من عقدين، وهو أدرى بمثل تلك الأسئلة؛ وبما انه متأثر بطروحات فلاح فلا بأس بالاستعلام منه عن مشاكل النقابات والاتحادات العمالية، ولماذا هي ميتة سريريا، والباقي منها في خدمة السلطة؟

س: لماذا نشعر أن المجتمع الكردي قد ابتعد خارج التأريخ؟

هذا الشعور لا نعرف كيف تسرب للصديق عمر؟ قد يكون بسبب انه يسكن أأوروبا وبعيد عن المجتمع الكوردي، ثم اننا لا نعرف معادلة "الداخل-الخارج" هذه كثيرا؟ فمن هي المجتمعات الداخلة في التاريخ؟ ما هي سماتها وخصائصها؟ ومن هي تلك المجتمعات الخارجة من التاريخ؟ وهل من الممكن ان الداخلين يخرجوا او بالعكس؟

س: لماذا السلطة القومية الكردية تعامل الناس بعنف وقمع وفاشية، ولماذا تتزايد النزعات المحافظة القبلية والدينية وتكتسب هيمنتها یوما بعد یوم؟

هذا السؤال يحمل في احشائه نظرة "قومية" الى حد ما، فالسلطة هي السلطة، اين ما كانت وكيفما كانت، القمع لا يقتصر على هذه السلطة او تلك، وحتى في النرويج إذا الجماهير هددت السلطة وجوديا يوما ما فستخلع عنها كل الأقنعة؛ كان يجب على عمر فهم الدولة بشكل أكثر عمقا، ولو أنه قرأ "الدولة والثورة" لم يتعب نفسه بهذا السؤال؛ وأيضا لو انه قرأ الفصلين "24-25" من رأس المال لما اتعبنا بسر التراكم الرأسمالي في العراق.

هي مجرد تساؤلات واستفهامات على مقالات تخرج من رفاق في الماركسية، كان عليهم الحذر من الانزلاق الى مواقع الفكر النقيض، لكن هذه هي الحال و "نحمد الله أننا لسنا كالعديد من الناس" مثلما يقول القديس توما الاكويني.



#قاسم_علي_فنجان (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أعياد دينية وأحزاب يسارية
- السُّفسطائي
- نقد منصور حكمت والأحزاب اليسارية وعي متأخر أم تصفية حساب؟ ال ...
- نقد منصور حكمت والأحزاب اليسارية وعي متأخر أم تصفية حساب؟
- رشيد غويلب والتجمع المدني الوطني العراقي
- سلوى زكو والخجل من المصارحة - عن انقلاب الثامن من شباط
- مثقفو السلطة والطائفة.... مؤيد ال صوينت نموذجا
- مجرد ذكريات
- النقابات العمالية و(الأوبلوموفية)
- (المرأة والحرب)
- بين جوليان أسانج واليكسي نافالني
- دروس في الاخلاق الليبرالية.. مقتل طفلين
- تساؤلات حول بعثة وفد المثقفين الى تونس
- حول ذكرى التاسع من نيسان
- عشرون عاما من البؤس - قطار الديموقراطية الأمريكي
- ستون عاما من الاجرام الثامن من شباط وقطار الليبرالية الامريك ...
- التمايز في اللغة او رسم الحدود بين المذكر والمؤنث
- (الڨيروس الليبرالي)
- (حق الشعوب الجيدة التنظيم في الحرب)
- عبد اللطيف الراوي و (الفكر الاشتراكي في الادب العراقي)


المزيد.....




- وسط سلام بين أنقرة وحزب العمال.. قرويون يعودون إلى مزارعهم ف ...
- جيل Z 212 واحتجاجات الشباب في المغرب: من الفضاء الرقمي إلى ا ...
- جورجيا: الحزب الحاكم يفوز بالانتخابات المحلية وسط تصاعد الاح ...
- محتجون في فرنسا وإسبانيا يطالبون بوقف الدعم العسكري للكيان ا ...
- الغضب يملأ عشرات آلاف المتظاهرين لأجل غزة في شوارع مدريد
- حبس الخبير الاقتصادي اليساري عبد الخالق فاروق 5 سنوات
- انتصار صحفيو الوفد.. الإدارة توافق على تطبيق الحد الأدنى للأ ...
- الغضب يملأ عشرات آلاف المتظاهرين لأجل غزة في شوارع مدريد
- العالم يتوقف من أجل الأسطول! أسطول صمود العالمي يوقف العالم ...
- محتجون في جورجيا يقتحمون ساحة القصر الرئاسي+فيديو


المزيد.....

- كراسات شيوعية(النمو السلبي: مبدأ يزعم أنه يحرك المجتمع إلى ا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- كراسات شيوعية (من مايوت إلى كاليدونيا الجديدة، الإمبريالية ا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- كراسات شيوعية (المغرب العربي: الشعوب هى من تواجه الإمبريالية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علم الاعصاب الكمي: الماركسية (المبتذلة) والحرية! / طلال الربيعي
- مقال (الاستجواب الدائم لكورنيليوس كاستورياديس) بقلم: خوان ما ... / عبدالرؤوف بطيخ
- الإمبريالية والاستعمار الاستيطاني الأبيض في النظرية الماركسي ... / مسعد عربيد
- أوهام الديمقراطية الليبرالية: الإمبريالية والعسكرة في باكستا ... / بندر نوري
- كراسات شيوعية [ Manual no: 46] الرياضة والرأسمالية والقومية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- طوفان الأقصى و تحرير فلسطين : نظرة شيوعيّة ثوريّة / شادي الشماوي
- الذكاء الاصطناعي الرأسمالي، تحديات اليسار والبدائل الممكنة: ... / رزكار عقراوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - قاسم علي فنجان - تساؤلات حول مقال الصديق عمر الخطاط