أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - أوراق كتبت في وعن السجن - محمد علي الشبيبي - صادق الموسوي لم يكن صادقاً















المزيد.....

صادق الموسوي لم يكن صادقاً


محمد علي الشبيبي

الحوار المتمدن-العدد: 1828 - 2007 / 2 / 16 - 08:58
المحور: أوراق كتبت في وعن السجن
    


لم أفكر في التعليق على الحوار الذي دار مساء يوم 12/02/2007 بين مقدم برنامج (لقاء خاص) في الفضائية العراقية والمحاور صادق الموسوي. ففي ايامنا هذه كثرة الفضائيات وتنوعة أهدافها وأساليبها، فمنها الأرهابية التي تروج للفكر ألأرهابي وتحاول صبغ العمليات الأرهابية بصبغة المقاومة، وأخرى أيديولوجية تنشر أيديولوجية وفكر الحزب أو الحاكم المطلق، وأخرى طائفية تتبارى مع شقيقاتها الطائفيات في نشر السموم والقذارة الطائفية، وبين هذه وتلك تقف الكثير من الفضائيات. وهذه الكثرة من الفضائيات تتطلب بالضرورة كثرة من الأعلاميين، وأصبح الكم الرديء من هذه الفضائيات وأعلامييها هو السائد، وهذا لايعني أنه لآيوجد على الساحة العراقية والعربية من الأعلاميين الجيدين ممن يتميزوا بالموضوعية والبحث عن الحقيقة.
عرضت الفضائية العراقية في برنامج مسائي بعنوان (لقاء خاص) مع ألأعلامي صادق الموسوي تحدث فيها عن سجن نقرة السلمان. ولا يمكنني أن أفهم لماذا أختارت العراقية الموسوي؟ فهو لم يكن سجينا في النقرة وربما لم يسجن مطلقا أضافة الى أنه غير مطلع على تأريخ هذا السجن وهذا ما يتضح من حديثه. ولما سأله مقدم البرنامج عن تأريخ هذا السجن وأنه كان قائما منذ العهد الملكي. أجاب الأعلامي مامعناه: أن السجين في العهد الملكي كان يتمتع بالحرية!! وكان الملك فيصل يمارس لعبة كرة القدم مع السجناء!!!!! ويستمر في الكذب والمغالطة، وكي يعطي المصداقية لما يقول، فيتحدث عن لسان أحد السجناء الشيوعيين من ذلك العهد (دون أن يذكر أسمه وأعتقد أنه مجرد أدعاء ) بأن هذا السجين أخبره عندما دخل السجن سلمته الأدارة مجلات وكتب وراديو!!!! ومن المضحك أن مقدم البرنامج تقبل هذه الأكذوبة ! كل ماقاله هذا الأعلامي المدعو صادق الموسوي هو كذب وخلاف الحقيقة، فلغاية اليوم لم تصل السجون العراقية ولا العربية لهذا المستوى من الأنسانية، بل مازال السجين في كل أنحاء العالم العربي يعاني من الأضطهاد وسلب الحقوق وحتى الأعتداء، فكيف كان حال سجون القرن الماضي! ثم بماذا يفسر صادق الموسوي، المجازر التي أقدمت على تنفيذها أدارة السجون في أوائل النصف الثاني من القرن الماضي وبالضبط في حزيران 1953 ،ربما يعتقد بسبب خلاف في لعبة كرة القدم بين الملك والسجناء!!. ثم كيف يمكن أن يفسر أقدام سلطة الحكم الملكي بأعادة محاكمة سياسيين وأصدار حكم الأعدام عليهم لمجرد أنهم يحملون فكراً ماركسياً ويتم تنفيذ الحكم بأقل من أسبوعين خلافا للقانون العراقي. بينما لم يتجرأ النظام النازي ألألماني رغم كل جرائمه ضد الانسانية في أصدار حكم الأعدام بسكرتير الحزب الشيوعي البلغاري ديمتروف الذي أتهمه بحرق الرايستاغ. فهل يعقل من نظام ملكي يقدم على اعدام قادة سياسيين أن يمنح ألسياسيين في سجونهم الراديو ويمارس الملك معهم لعبة القدم، أنه الهذيان والكذب والصفاقة، وللأسف أن العراقية تقوم بتسويق مثل هذه الأكاذيب.
ولجهلة التأريخ ومشويهي الحقائق والمدعين كذباً بالدفاع عن حقوق الأنسان أمثال صادق الموسوي. أدعوهم للأطلاع على ماكتبه المؤرخ الأستاذ حنا بطاطو في مؤلفه القيم (العراق- الكتاب الثاني) في الفصل الثالث والعشرين الصفحة 357 تحت عنوان (بعض التأريخ المنسي أو الأحداث المأساوية في سجني بغداد والكوت). وقد أعتمد ألمؤرخ الراحل في تثبيت معلوماته بالأعتماد على أحاديث أجراها مع المجرم عبد الجبار أيوب مدير سجن بغداد، وأعتراف هذا المجرم للمؤرخ بأنه كان مستعداً لأفناء جميع الشيوعيين وبسرعة! كما أن المؤرخ حنا بطاطو أعتمد في تدوين معلوماته حول مجزرتي سجني بغداد والكوت على أرشيف ملفات وتقارير الشرطة ذات العلاقة بالاحداث في المدينتين وحديث المجرم عبد الجبار أيوب. وللأسف أن من أجرى اللقاء المذكور في الفضائية العراقية هو الآخر يجهل (آخذا حسن النية بنظر الأعتبار) حقيقة سجون العهد الملكي، وكمحاور في برنامج تلفزيوني ينشد الحقيقة كان عليه أن يتعب نفسه ويبذل جهداً في البحث عن المصادر الموثوقة والمتنوعة فكرياً وسياسياً وخاصة من عاش في سجون العهد الملكي في تلك السنين القاسية، وقد كتب الكثير عن ذلك، وجلسات محكمة الشعب تعرضت لهذه المجازر والتعامل مع السجناء السياسيين أيام الحكم الملكي، والذين كانوا 90% من الشيوعيين وجماهيرهم. ولكن جهل المحاور أو تغاضيه عن الحقيقة، وتعدي المدعو صادق الموسوي على الحقائق هو أساءة لكل المناضلين الشرفاء وأساءة لتأريخ الشعب العراقي ونضاله البطولي من أجل التحرر والأستقلال. لكن ماذا يمكن أن ننتظر من شخص تقلب بين الكتل السياسية الطارئة والتي لم يكن لها وجود على الساحة العراقية، تنقل من متحدث بأسم الملكية الدستورية، ولما فشلت الملكية الدستورية من الحصول على أي مقعد في الأنتخابات الأولى وخرجت فاضية اليدين، بسبب الشلة التي كانت تخطط وترسم سياسة الملكية الدستورية برئاسة الشريف علي، حيث كانت سياسة هذه الشلة الأستحواذ على أموال الشريف علي والتي صرفها بسخاء مصدقاً كذبة شلته بأن 90% من أبناء الشعب العراقي يميل للحكم الملكي، وقد أبتعدت هذه الشلة، عن الملكية الدستورية والشريف علي، وفي مقدمتها ألمدافع والمتحدث الأعلامي بلسانها صادق الموسوي. ثم أنتقل بعدها لينظم تحت جناح أحمد الجلبي، ولما فشل الجلبي في الحصول على مقعد في البرلمان، ودع الموسوي الجلبي ليبحث عن كتلة جديدة يستظل تحت جناحها وبالتأكيد سيجد من يحتضنه، فالواقع السياسي العراقي للأسف يساعد على بروز وصعود المنافقين والكذابين والأدعياء وبائعي الكلام. أن على هؤلاء أن يفهموا ويعلموا أن التأريخ النضالي للشعوب لايمكن تشويهه ، فقد أقدم الطاغية المقبور صدام حسين على تشويه التأريخ من خلال أطروحته في أعادة كتابة التأريخ، الى تشويه ثورة 14 تموز المجيدة ومفجرها الزعيم الشهيد عبد الكريم قاسم، ولكنه فشل فبعد أكثر من ثلاثة عقود من التشويه والكذب نرى أن الطاغية ذهب الى مزبلة التأريخ غير مأسوف عليه، بينما عاد شامخا نجم الشهيد الزعيم عبد الكريم قاسم. وأدناه أنشر مقتطفات مما نشره المؤرخ الكبير حنا بطاطو في كتابه (العراق – الكتاب الثاني):

يومها، كان هنالك حوالي 312 شيوعياً فقط خلف قضبان السجون: 164 في سجن بغداد، 123 في سجن الكوت، و 25 في نقرة السلمان، وهي قلعة في وسط الصحراء الجنوبية. وكان معظم هؤلاء السجناء في السنوات الأبكر في نقرة السلمان النائية المنيعة، ولكن أضراباً عن الطعام أستمر لعشرة أيام في تموز 1951، ومظاهرات صاخبة قام بها أقرباء المساجين، أقنعت السلطات بنقلهم الى أقريب السجون وأكثرها مراعاة للصحة........
ولي أنا كاتب السطور تعليق ربما يرفع الغشاوة عن أعين مزوري التأريخ، أن هذه السجون التي نقل اليها سجناء نقرة السلمان بعد الأضراب والتي تعتبر أكثرها مراعاة للصحة هي التي حدثت فيها المجازر وأستشهد وجرح العشرات منهم، وكأنما سلطة العهد الملكي قصدت من نقلهم الأنتقام بسبب صمودهم وأصرارهم على السير في طريق النضال الشائك. ثم يستمر المؤرخ في الصفحة 358 التالية في الحديث عما جرى في سجن بغداد المركزي، فيكتب:


كان الوقت في شهر حزيران 1953. ولأشهر خلت كان هنالك تيار خفي من الاستياء يسود صفوف الشيوعيين في قلعة بغداد (يقصد سجن بغداد المركزي- كاتب السطور ) وكان هناك أتجاه نحو مرارة المشاعر ناجم عن طول مدة السجن وقسوة السجان ولارحمته ، وكان أحد السجانين هو عبد الجبار أيوب، الذي لم يخف في ما بعد عن مؤلف هذا الكتاب أنه لو ترك ألأمر له لأفناهم جميعا وبسرعة. وتضخمت الأمور لتصل الى أوجها يوم 18 حزيران. في ذلك اليوم أعلن أيوب أمام السجناء، وبشكل غير متوقع، أنهم سينقلون الى سجن آخر. وكانت قد أعدت لهم مباني خاصة في بعقوبة، على بعد خمسة وخمسين كيلومترا الى الشمال الشرقي، لأنه ظهر أن قلعة بغداد توفر فرصا كثيرة جدا للأتصال سراً بالحركة السرية خارجها. وأذ تُركوا على جهل بالمكان الذي سيذهبون اليه، ولأعتقادهم أنهم على وشك أن ينقلوا الى نقرة السلمان، فقد رفض السجناء التحرك. وأستناداً الى رئيس شرطة محافظة بغداد ، فأنهم أغلقوا أجنحة السجن على أنفسهم وحولوا كل ماوقعت عليه أيديهم، من القوارير الى مواسير المياه وأدوات المطبخ والآجر الذي أقتلعوه من الممرات، الى سلاح. وسارعت فرق من الشرطة المتحركة وتلك المحلية الى المكان وأتخذت لها مواقع على الأسطحة، وفي فناء السجن، وحتى في الشوارع المجاورة. وبدأ رجال الشرطة بإستخدام قنابل الغاز المسيل للدموع على أمل أخراج الشيوعيين الى الخارج، ولكن دون جدوى. ثم وجهت الى الاجنحة سيول مائية قوية بواسطة مضخات إطفاء الحرائق. ولكن الشيوعيين ردوا فقط بهتافات معادية للحكومة راحت الآن تدوي بحدة وبأستمرار في أرجاء السجن. وفي النهاية ، وبتأثير ضغط الماء وضربات رجال الشرطة والسجانين، انهارت البوابة. ولكن وابلا من الآجر والزجاجات الفارغة أبقى المهاجمين في مكانهم، وأن لفترة قصيرة. وما إن تلقوا التعزيزات حتى أندفعوا الى الأمام شاقين طريقهم بواسطة الهراوات وأعقاب البنادق. ولكن المقاومة التي واجهوها - على حد تعبير الرواية الرسمية – كانت شرسة الى درجة أضطرتهم الى فتح النار في النهاية. وقتل سبعة سجناء، من بينهم اسماعيل أحمد، الذي كان عضوا مرشحا للجنة المركزية في أيام فهد، وهادي عبد الرضا، وكان ضابط أرتباط الحزب الشيوعي في العام 1948. وجرح 81 سجينا آخرين مات أحدهم لاحقا في المستشفى. وعانى 74 شرطيا وسجانا أصابات مختلفة.
ويستمر المؤرخ الراحل بطاطو في الصفحة 359 في شرح احداث مجزرة سجن الكوت التي بدأت في 2 آب. ولمن يحب الاطلاع ومعرفة حقيقة ماتعرض له الشيوعيين في سجون العهد الملكي قراءة الفصل المذكور، او الأطلاع على كراس الشهيد عبد الجبار وهبي (أبو سعيد) المعنون (من أعماق السجون) والذي طبعه في ايام العهد الملكي بأسم مستعار، وقد وصف هذه المجازر بتفصيل ودقة وذكر أسماء الشهداء والجرحى وبطولات كل واحد منهم. ويذكر الراحل حنا بطاطو أن مجموع الشهداء في مجزرة الكوت كان ثمانية و94 جريحا من أصل مجموع قدره 121 سجينا. ألا تكفي هذه المجازر والأعدامات أن تفتح عيون وعقول بعض المدعين من أعلاميين ومزورين ومشوهين للتأريخ!



#محمد_علي_الشبيبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يوم الشهيد العراقي
- الأعلام الحكومي العراقي
- أسهم البورصة الطائفية العراقية
- ذكريات الزمن القاسي /24
- ذكريات الزمن القاسي /23
- ذكريات الزمن القاسي / 22
- ذكريات الزمن القاسي / 21 في مديرية الأمن العامة
- ذكريات الزمن القاسي / 20
- ذكريات الزمن القاسي / 19
- ذكريات الزمن القاسي / 18
- ذكريات الزمن القاسي / 17
- رسالة الى منظمة الحزب الشيوعي في مالمو ومن يهمه الامر
- ذكريات الزمن القاسي / 16
- ذكريات الزمن القاسي / 15
- ذكريات الزمن القاسي/14 في سجن نقرة السلمان
- ذكريات الزمن القاسي / 13
- ذكريات الزمن القاسي/12
- ذكريات الزمن القاسي (11) في سجن نقرة السلمان
- ذكريات الزمن القاسي 10 الحلقة العاشرة
- ذكريات الزمن القاسي 9


المزيد.....




- رايتس ووتش وهارفارد تدقان ناقوس الخطر بشأن أثر المتفجرات على ...
- بن غفير يدعو لـ -إعدام الفلسطينيين- لتخفيف اكتظاظ السجون
- الضرب والتعذيب سياسة يومية.. هيئة الأسرى: استمرار الإجراءات ...
- وزارة الدفاع الوطني بالجزائر: إرهابي يسلم نفسه للجيش واعتقال ...
- أميركا تؤكد عدم تغير موقفها بشأن عضوية فلسطين بالأمم المتحدة ...
- برنامج الأغذية العالمي: لم نتمكن من نقل سوى 9 قوافل مساعدات ...
- قيس سعيد: من أولوياتنا مكافحة شبكات الإجرام وتوجيه المهاجرين ...
- -قتلوا النازحين وحاصروا المدارس- - شهود عيان يروون لبي بي سي ...
- نادي الأسير الفلسطيني: ارتفاع حصيلة الاعتقالات بعد 7 أكتوبر ...
- برنامج الأغذية العالمي يدعو لوقف إطلاق النار في غزة: السرعة ...


المزيد.....

- في الذكرى 103 لاستشهادها روزا لوكسمبورغ حول الثورة الروسية * / رشيد غويلب
- الحياة الثقافية في السجن / ضرغام الدباغ
- سجين الشعبة الخامسة / محمد السعدي
- مذكراتي في السجن - ج 2 / صلاح الدين محسن
- سنابل العمر، بين القرية والمعتقل / محمد علي مقلد
- مصريات في السجون و المعتقلات- المراة المصرية و اليسار / اعداد و تقديم رمسيس لبيب
- الاقدام العارية - الشيوعيون المصريون- 5 سنوات في معسكرات الت ... / طاهر عبدالحكيم
- قراءة في اضراب الطعام بالسجون الاسرائيلية ( 2012) / معركة ال ... / كفاح طافش
- ذكرياتِي في سُجُون العراق السِّياسِيّة / حـسـقـيل قُوجـمَـان
- نقش على جدران الزنازن / إدريس ولد القابلة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - أوراق كتبت في وعن السجن - محمد علي الشبيبي - صادق الموسوي لم يكن صادقاً