يوم الشهيد العراقي

محمد علي الشبيبي

الحوار المتمدن-العدد: 1826 - 2007 / 2 / 14 - 12:51
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    

بمناسبة هذه الذكرى الجليلة والتي يستعيد فيها الوطنيون العراقيون وفي مقدمتهم الشيوعيون ذكرى شهدائهم الأبطال، الذين سقطوا في سوح النضال، منهم من صعد على أعواد المشانق مؤمناً بقضية الشعب، أو تمت تصفيته تحت التعذيب الهمجي وأستشهد من أجل الحفاظ على أسرار حزبه، والبعض أستشهد وهو يحمل بندقيته المتواضعة يقاوم النظام الدكتاتوري، وآخرون سقطوا في التظاهرات الوطنية أو من خلال الأغتيالات التي قامت بها عصابات القتل المعادية لكل وطني وديمقراطي. نعم يحق للشيوعيين العراقيين أن يفتخروا ويحتفلوا بهذا اليوم المجيد، فهم أول من قدم كوكبة من الشهداء ليعتلوا المشانق من أجل قضية الشعب، ومازالت مقولة الشهيد الخالد سكرتير الحزب الشيوعي يوسف سلمان (فهد) وهو يعتلي المشنقة التي نصبها له ولرفاقه الحكم الملكي، الشيوعية أقوى من الموت وأعلى من أعواد المشانق، ترهب القوى المعادية وتحسب للحزب ألف حساب. وقد أكد التأريخ صحة هذه المقولة بالرغم من الأنتكاسات والهفوات والتي يحاول البعض أستغلالها للأساءة لتأريخ الحزب. وبالمناسبة لآبد من الأشارة لمواقف القوى المعادية والمنافقة من الحزب والتي يغيضها صمود الشيوعيين بالرغم من كل مالحق بهم من قتل وسجون وتنكيل، هذه القوى المنافقة تحاول بخبث ولؤم في تشويه التأريخ، ونكاية بالحزب، عندما تعتبر المتآمرين على ثورة 14 تموز المجيدة من رجعيين وبعثيين وقوميين أدعياء (كحفصة العمري)* شهداء بينما تتجاهل ذكر شهداء الحركة الوطنية والحزب، كالشهيد الوطني كامل القزانجي الذي أسقط النظام الملكي جنسيته وأبعده الى تركيا وأصر أن لايغادر الوطن إلا ليأخذ حفنة من ترابه العزيز ولكن قوى الشر والتآمر باسم العروبة أغتالته عام 1959 خلال حركة الشواف القذرة، والشهيد الوطني الزعيم عبد الكريم قاسم مفجر ثورة 14 تموز المجيدة، والشهيد الخالد سكرتير الحزب الشيوعي حسين الرضي ( سلام عادل) الذي تمت تصفيته تحت التعذيب الهمجي من قبل حزب البعث عام 1963، والمئات من الشهداء الوطنيين والشيوعيين.
أنشر أدناه أحدى مرثيات والدي الراحل علي الشبيبي طيب الله ثراه لأخيه الشهيد حسين الشبيبي (صارم) وقد كتبها بعد إعدامه بيومين من قبل النظام الملكي المقبور. وذكر الوالد في مخطوطته الشعرية أن هذه القصيدة جاءت بعد أنقطاعه عشرة سنوات عن مزاولة كتابة الشعر. وسوف أنشر قصائد الوالد برثاء أخيه الشهيد تباعاً وهي تعكس معاناة العائلة ومواقف الوالد الشجاعة في مقارعة النظام الدكتاتوري وإيمانه الذي لايتزعزع بإنتصار قوى الخير. المجد والخلود لشهداء الشعب والحزب الشيوعي والخزي والعار لكل لمزوري التأريخ وكل القتلة والمتآمرين على شعبنا في مختلف العهود.


أحـباءنـا

17/2/1949

أحـباءنا طـالت عـلينا لياليـنا..........لنلقاكموا وأسـتنزف الـوجد مافينا
رجونا لكم عمرا مديدا نـراكـمو.......... به فوق عرش النصر يزهو رياحينا
صداكم بهذا الجو مـازال داويـا..........يجلجل في الافـاق للحـق يدعـونا
لشلت يـد الباغي عليكم سكابـها..........ولابـد للـثارات يـوما تـوافـينا

علـينا لكم دين سـنوفيه في غد..........فأن الـوفـاء، الـحر يحسبه ديـنا
مشـيتم أمام الركب أخلص قادةٍ..........ومـارستموا درب الكـفاح أفانـينا
أذل الغـزاة الطـامعون بـلادنا..........وقـد أوغـلت بالـذل فينا أعـادينا
فأشـرق نور الفجر منكم مبشرا..........بـأن على سـوح الجـهاد أمانـينا
ورحتم تشدون الصفوف لبعضها..........لـدك حصون البغي بالوعي تحدونا
وهال العـدى ماأنتم فيه من حجا..........يشـع على الـدنيا لكشـف مآسـينا

لئن رفـعوكم في المشـانق عاليا..........فـقد كنتـموا فوقا ومـا كنتموا دونا
وكـنتم عـليها كالـنجوم تألـقت..........وعـانقـتموهـا يا أبـاة مـياميـنا
والقـيتموا درسـا يـعلمنا الأبـا.......... ويـرشـدنـا أن لاتسـالم أيـاديـنا
عـدوا أبى إلا الـتمـادي بغـيّة.......... وبـث الشقا والبؤس في أرض وادينا

فـخرنا بـكم حـتى كأن مصابكم..........تباشـير فـجر لاح للمسـتضامينا
نـعم. حيث يوم الظلم أصبح دانيا.......... ومن ذاك الاسـتعمار أصبح مجنونا
وأن عبـيد العجل قد حـان حينهم..........فـهاجوا فسـاداً في الـبلاد يعيثونا

سـيخضرّعود النصر من عزماتكم......... ويعشـب واديـنا وتزهر مراعـينا
ويجـني الثمار الشعب بعد إفتقاره.......... ويسـحق بالرجلـين تلك الثعابـينا
ويعليّ تـماثيلا لكم وسط سوحـها..........تـفوح حـواشـيها اقاحا ونسـرينا

عـليّ عـزيز ياحسيـن بأن أرى..........نـواديك النسوان أو نحـن باكـينا
وأنـت الذي مازال للعـين باديـا..........تزمـجر يوم الروع لاتعـرف اللينا
إصـالة رأي فـي صلابة ثـائـرٍ..........على خصـمه يدري بما فـيه يأتونا

تمنـيت ذاك الحفـل تخـطبنا به..........لتسـمع الان جـماهـير وأعـونا
جماهير ثكلى راعها الخطب فجأة..........وأخرسـها جـور العـتاة المعادينا
أخي قم الينا وأخطب الجمع حاشدا.......... إذا قـلت فـيه الـحق ردد آميـنا
أخـي أن أمي لايقـر قـرارهـا.......... تـنوح كنوح السـاجعات فتـشجينا
تسـأل بالايـماء أيـن حُسـيـنها ..........ترى أيعـود اليوم أم سـوف يأتينا
ومـاذا بـه من ذا الذي قد أعاقه..........وأبـعده عـنا فـأوحـش نـاديـنا
وهـذا أبي قـد أثقل الدهر ظهره..........فـيا بؤسـه شـيخا وقد جاز سبعينا
يقارع بالصبر الخطـوب تـتابعت..........فـتـتلى بغـضن الوجه منه عناوينا

فداً لك يامن مت أشـرف مـيتـة..........وأرفـعها مـن فاق بالظلم فرعـونا
فـدا لك من يقوى باضعاف شعبه.......... ويـنعم في ظـل الغـزاة المذلـيـنا
ومن كان ذا فـكر يباع ويشـترى..........وذا قـلم في حـبره السـم يسقـيـنا
ومن باع للجانـين أسـرارحزبـه..........كأن لـه ثأرا عـلـيه يـقاضـيـنا
سـيبقى لك الذكر الجمـيل مخلدا.......... على رغـم من باعوا الضمائر والدينا**

** - حفصة العمري كانت وعائلتها من المندفعين في إسناد مؤامرة عبد الوهاب الشواف ضد جمهورية 14 تموز، وكانت مع بعض أفراد عائلتها ترمي المتضاهرين المعارضين لأنقلاب الشواف بالرصاص من شرفة البيت مما أدى ذلك لسقوط جرحى وشهداء، وهذا مادفع بالجماهير من الأنتقام منها، ولا أريد هنا أن أبرر عمليات الأنتقام وإنما أريد أن أوضح للقاريء الأسباب التي أدت الى مقتل حفصة العمري الذي أعتبرها الدكتور الجعفري شهيدة ولم يذكر شهداء لا لبس او شك في مواقفهم الوطنية وبطولاتهم.
** - إشارة الى خيانة مالك سيف، والتي كانت خيانته وكشفه لأسرار الحزب سبباً في أعادة محاكمة قادة الحزب وأصدار حكم الأعدام بحقهم.

#محمد_علي_الشبيبي (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل