أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - احلام محمد - -الحب الأبدي-.. برنامج مواعدة إيراني شهير يتحدّى -القيود الثقافية-















المزيد.....

-الحب الأبدي-.. برنامج مواعدة إيراني شهير يتحدّى -القيود الثقافية-


احلام محمد

الحوار المتمدن-العدد: 8484 - 2025 / 10 / 3 - 15:26
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


ساهمت القيود الثقافية الصارمة التي يفرضها النظام الإيراني، من دون قصد، في النجاح الكبير الذي حققه برنامج يحمل اسم "الحب الأبدي"؛ وهو برنامج جريء من نوع برامج المواعدة، يتم تصويره في تركيا، وقد وصل إلى بيوت الإيرانيين عبر موقع "يوتيوب".

هذا البرنامج الواقعي، الذي انطلق في أبريل (نيسان) الماضي، يصور مجموعة من الشباب الإيرانيين العازبين في فيلا فاخرة، يتنافسون من أجل الحب والمال. إنتاج وعرض مثل هذه البرامج ممنوع في ظل النظام الإيراني، لكنها تزدهر اليوم خارج الحدود وتحظى بترحيب داخل إيران أيضًا.

وقد شنّ المحافظون انتقادات لاذعة ضد هذا البرنامج. حيث قال الناقد السينمائي مسعود فراستي، المقرب من الدوائر الرسمية: "هذا البرنامج بشع إلى درجة تخجل من مشاهدته. الحب الأبدي إهانة للإيرانيين وللمرأة".

وتم تصوير "الحب الأبدي" في بودروم التركية، وهو مليء بمشاهد من الاختلاط الحر، وشرب الكحول، وملابس الماركات، والتلامس الجسدي بين الشباب والفتيات؛ وهي أمور تخضع لرقابة صارمة في الإعلام الإيراني الرسمي. حتى مشاهد الرقص، أو المشروبات، أو العلاقات العاطفية في حدود ضيقة، كانت سببًا في منع أو رقابة العديد من الأعمال داخل إيران.

مقدمة البرنامج برستو صالحي، ذكرت في بث مباشر عبر "إنستغرام" شركة تدعى "Yapım"، إلا أن هذه الكلمة تعني ببساطة "إنتاج" بالتركية، ولم يُعلن بعد عن اسم الشركة المنتجة الفعلية. لكن وجود ممثلين إيرانيين في تركيا يشير إلى أن شركة تركية متخصصة في برامج الواقع هي التي تنتج هذا العمل.


خطوط حمراء دفعت بالمنتجين إلى الخارج

وتحظر إيران منذ سنوات برامج المواعدة، والقصص العاطفية، والعلاقات خارج الزواج. هذه الخطوط الحمراء أدّت إلى حذف جزء كبير من واقع الحياة اليومية، خصوصًا حياة الشباب، من الإعلام الرسمي.

يوضح مثالان حديثان هذا الواقع:

* مسلسل "تاسيان" عُلّق بسبب مشاهد من الرقص وشرب الكحول.

* اقتباس مرئي لرواية "سوشون" للكاتبة سيمين دانشور حُذف من منصة محلية بعد عرض مشاهد رقص وتلامس جسدي بين النساء والرجال في الحلقة الأولى.

بعض المتابعين يرون أن هذا القمع هو السبب في شعبية "الحب الأبدي". كتب أحد المستخدمين في منصة "X": "عندما يتم حظر مسلسل بسبب ثوانٍ من الرقص، يتجه الناس لمشاهدة "الحب الأبدي"، حيث لا توجد رقابة على الأقل".

صحيفة "فراز" الإلكترونية كتبت تحت عنوان: "من حظر سوشون إلى صعود الحب الأبدي؛ الرقابة في عصر الاختيار": "الحظر المفاجئ لمسلسل سوشون في وقت تزايد فيه شعبية الحب الأبدي بشكل لا يمكن إنكاره على يوتيوب، فرصة لفهم الطريقة التي يتعامل بها النظام الرسمي مع الموضوعات الاجتماعية والعاطفية والثقافية".

ويضيف التقرير: "المتلقي اليوم لم يعد ينتظر مصادقة الهيئات الرقابية؛ إنه يختار ما يريده، ويتابعه في بيئة تنسجم مع لغة وإيقاع واقعه الاجتماعي. في مثل هذه الظروف، تصبح الرقابة أحيانًا وسيلة جذب غير مقصودة، بل وحتى دعاية غير مباشرة. ربما آن الأوان لنبدأ نقاشًا حقيقيًا حول وظيفة الإعلام في العصر الرقمي، نقاش يعترف بالمشاهد كفاعل نشط، لا مجرد موضوع للرقابة".

مخاوف وإشادات

مع ذلك، يحذّر بعض المحللين من العواقب الثقافية لهذه الظاهرة. قال علي رضا شريفي يزدي، عالم اجتماع، لصحيفة "همشهري": "الحب الأبدي على يوتيوب ضرب مجددًا نقاط الضعف في البناء الثقافي الإيراني، وركب موجة من الوهم ليعرض نفسه على المنصات الاجتماعية".

في المقابل، يرى بعض المتابعين المسألة بنظرة أكثر ليونة. كتب أحد مستخدمي "إنستغرام": "ربما يكون سطحيًا، لكنه على الأقل يُظهر شيئًا موجودًا فعلاً في المجتمع، شيئًا لا يجرؤ أحد على الحديث عنه".


الإعلام الرسمي صامت... لكن الناس لا يصمتون

رغم صمت الإعلام الرسمي، فقد انتشر "الحب الأبدي" بسرعة كبيرة. في الأسابيع الأولى فقط، تصدّر قائمة البرامج الفارسية الأكثر مشاهدة على يوتيوب.

برستو صالحي، التي كانت سابقًا وجهًا معروفًا في التلفزيون الإيراني الرسمي، قالت في بث مباشر: "عندما تقمع شيئًا، يرغب الناس أكثر في مشاهدته".

وأضافت: "ليست لي علاقة بهيكل البرنامج أو باختيار المشاركين. أنا فقط أظهر وأتحدث. لست أخصائية نفسية، فقط أُكثِر من الكلام".

لكن الانتقادات لم تتوقف. الممثلة شهره سلطاني اعتبرت اسم البرنامج إهانة لمعنى الحب، وقالت في إشارة إلى شخصيات أدبية كلاسيكية مثل ليلى ومجنون: "تسمية هذا العرض بـالحب الأبدي إهانة للقيمة السامية للحب".

صحيفة "فرهیخكان" كتبت تحت عنوان "حب من الوحل": "الحب الأبدي يبدو ظاهريًا كمنصة للتعارف والحوار بين الشباب، لكنه في الحقيقة ليس سوى ابتذال مغلف ببريق زائف. أجواء البرنامج ليست ساحة لحوار صادق وعميق، بل منافسة من أجل الظهور وجذب الانتباه".

كما قالت مجلة "كزارش 24" في افتتاحيتها: "الحب الأبدي يروّج في قالب سطحي ومبتذل لقيم تتعارض مع الأعراف الثقافية والتقاليد الإيرانية، وله تأثير سلبي على سلوك الشباب ومواقفهم. ومع ذلك، فإن عدد المشاهدات بالملايين والنمو السريع لحسابات البرنامج يُظهران أن هذا النوع من المحتوى، رغم سلبياته، قد استقطب اهتمامًا واسعًا".

حتى 3 يونيو (حزيران) الجاري، تم نشر 27 حلقة من "الحب الأبدي" على يوتيوب. الحلقة الأولى حصدت حوالي 7 ملايين مشاهدة، والحلقات الأخرى تراوحت بين 3 إلى 4.5 ملايين مشاهدة.

على يوتيوب، تبلغ الأرباح لكل ألف مشاهدة (CPM) ما بين 2 إلى 12 دولارًا، لكن نظرًا لأن عددًا كبيرًا من المستخدمين يدخلون من إيران عبر VPN، فإن العوائد تكون أقل بسبب ضعف استهداف الإعلانات وتراجع ثقة الشركات.

وبعد اقتطاع "يوتيوب" 45 في المائة من الأرباح، يتبقى للمنتجين حوالي 55 في المائة. وتشير التقديرات المتحفظة إلى أن الدخل الإجمالي للبرنامج من يوتيوب يتراوح بين 210,000 إلى 520,000 دولار؛ وهو رقم أدنى بكثير من التخمينات غير المستندة لمصادر التي تتحدث عن مليون دولار.


مرآة لجيل مقموع

في النهاية، الحب الأبدي – رغم ما يقال عن سطحيته – يقدّم، بحسب بعض المنتقدين، شيئًا يعكس جزءًا من الواقع المعاش لجيل تربى تحت وطأة الرقابة؛ حتى وإن كان ذلك بطريقة مبالغ فيها واستعراضية.

هذا المحتوى لا يمثل فقط تهديدًا للنظام الرسمي، بل يشكل مرآة لجيل تم تجاهله.

كتب أحد مستخدمي "إكس": "هناك رغبة كبيرة في تصوير الواقع، وإذا لم يكن بالإمكان إنتاج هذه البرامج داخل إيران، فسيتم إنتاجها في الخارج".

يبقى السؤال ما إذا كان الحب الأبدي انعكاسًا لواقع اجتماعي أم مجرد عرض تسويقي للترفيه، لكن صعوده بلا شك يعكس تحولًا كبيرًا.

ففي محاولته لإسكات روايات عن الحب وأنماط الحياة، لم يقم نظام الجمهورية الإسلامية بإلغائها، بل خسرها لصالح برامج يتم تصويرها في الخارج بدعم مالي غامض، وتشق طريقها إلى البيوت الإيرانية عبر "VPN".

لمشاهدة الصور ارجو فتح الرابط
https://www.iranintl.com/ar/202506041439



#احلام_محمد (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مخاطر التيك توك والعاب الانترنت ووسائل التواصل على الاطفال و ...
- صورة الكاتب غالب المسعودي مع أنبوب التدخين تثبت أنه يمارس ال ...
- لوحات الفنان البحريني راشد آل خليفة الرائعة والمعبرة
- مكي زنكنه تهرب من إيران وتدخل نادي المليارديرات
- المخرج الإيراني المعارض جعفر پناهي يفوز بجائزة السعفة الذهبي ...
- الفيلم الكوميدي الرائع الآنسة حنفي بطولة الفنان الكبير اسماع ...
- السيدات يبدعن أكثر من الرجال بمجالات الفن والموسيقى والأدب


المزيد.....




- السجن 5 سنوات لامرأة أميركية حاولت قتل طفلة فلسطينية بدوافع ...
- محكمة مصرية: تُوقف تنفيذ سجن مُغتصب لفتاة من ذوات الإعاقة بع ...
- قوى الأمن تكشف سوء معاملة أطفال في حضانة “الجعيتاوي” وتوقف 3 ...
- أيام ”سينما المرأة العربية” في مالمو – نافذة على تجارب نسائي ...
- حملة رقمية بملايين الدولارات: كيف تحتل إسرائيل الفضاء الإلكت ...
- للمرة الأولى امرأة تقود الكنيسة الأنجيلكانية
- اختيار أول امرأة لقيادة الكنيسة الإنجليكانية
- بحضور عائلات فلسطينية.. السفير دياب اللوح يشارك السفارة التر ...
- هبوط اضطراري لطائرة متجهة إلى مصر بسبب امرأة -مخمورة-
- وفاء.. قصة أم جزائرية قُتلت لأنها رفضت الاستسلام


المزيد.....

- المرأة والفلسفة.. هل منعت المجتمعات الذكورية عبر تاريخها الن ... / رسلان جادالله عامر
- كتاب تطور المرأة السودانية وخصوصيتها / تاج السر عثمان
- كراهية النساء من الجذور إلى المواجهة: استكشاف شامل للسياقات، ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- الطابع الطبقي لمسألة المرأة وتطورها. مسؤولية الاحزاب الشيوعي ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - احلام محمد - -الحب الأبدي-.. برنامج مواعدة إيراني شهير يتحدّى -القيود الثقافية-