احلام محمد
الحوار المتمدن-العدد: 8353 - 2025 / 5 / 25 - 14:56
المحور:
الادب والفن
المخرج جعفر پناهي بعد فوزه بسعفة كان الذهبية: آمل أن نبلغ الحرية قريبًا في إيران
25 مايو 2025
فاز المخرج الإيراني والسجين السياسي السابق جعفر پناهي بجائزة السعفة الذهبية لمهرجان كان السينمائي عن فيلمه "مجرد حادث".
وقدّمت الجائزة مساء السبت، الممثلة العالمية كيت بلانشيت، لتُضاف إلى سلسلة الجوائز الكبرى التي حصل عليها بناهي، من بينها الدب الذهبي في برلين، والأسد الذهبي في فينيسيا، ليصبح من بين قلّة من المخرجين الذين حققوا الثلاثية السينمائية الأهم في العالم، وهو إنجاز لم يسبقه إليه سوى مخرجين كبار مثل ميكلأنجلو أنطونيوني، وروبرت ألتمان، وآنري-جورج كلوزو.
وقد أُنتج فيلم "مجرد حادث" داخل إيران دون الحصول على ترخيص رسمي، وفي تحدٍّ مباشر لسياسات الحجاب الإجباري في إيران.
وبعد تسلّمه السعفة الذهبية، قال بناهي إن اللحظة تتطلب تجاوز الخلافات، وصرّح:
"أطلب من جميع الإيرانيين، بمختلف آرائهم ومعتقداتهم، سواء في الداخل أو الخارج، الذين يسعون إلى الحرية والكرامة الإنسانية والديمقراطية، أن يضعوا خلافاتهم جانبًا. الأهم هو وطننا ووحدته".
وأعرب عن أمله في مستقبل حرّ لإيران، مضيفًا: "آمل أن نصل إلى يوم لا يقال لنا فيه ماذا نلبس أو لا نلبس، ماذا نفعل أو لا نفعل، ولا يُملى علينا في السينما – هذا العشق الذي نحمله – ماذا نصنع أو لا نصنع".
وقد قوبلت كلماته بتصفيق حار ومتكرر من الحضور في القاعة.
“تذكّرت رفاق السجن والشعب الذي كان يقاتل في الشارع”
وفي مؤتمر صحفي بعد تسلّمه الجائزة، قال بناهي: "لحظة استلام السعفة الذهبية، كانت وجوه أصدقائي الذين قضينا معًا أيامًا في السجن حاضرة أمامي. كنا في الزنزانة، بينما كان الناس في شوارع المدن وفي أرجاء البلاد يقاتلون من أجل الحرية".
وأضاف:"في تلك اللحظة، قلت لنفسي إنني لم أخجل أمام أولئك الأعزاء".
وردًا على سؤال من صحفي أوكراني الذي ذكر أن قصة الفيلم كانت قريبة من مشاعر شعبه الذي يمرّ بالحرب والأسر والرغبة في الانتقام، شدّد بناهي على الطابع الإنساني العام للألم، قال بناهي: "في كل مكان في العالم توجد مشاكل: في مكان ما حرب، وفي آخر ديكتاتورية".
وتابع: "لدينا وجع مشترك، ونتحدث من خلاله. حين نتحدث عن العنف، فإننا نخشى استمراره. نبحث عن طريقة لوقف هذه الحلقة من العنف. وآمل أن يأتي ذلك اليوم".
كما تحدث بناهي عن أهمية هذا الإنجاز بالنسبة للجيل الجديد من السينمائيين، معربًا عن أمله في أن يكون «هذا الضوء من الأمل» سببًا في ازدهار الشباب الذين يسعون للتألق، سواء في داخل إيران أو خارجها.
وفي جزء آخر من كلمته، قال: "بالنسبة لجيلنا، السينما مقدّسة. ضحّينا بالكثير كي نصنع الفيلم الذي نريد. قمنا بما نحب، ولم نسمح للعقبات أن توقفنا. حاولت ألا آخذ حتى ريالًا من أي جهة كي أحافظ على استقلالي".
فيديو.. فوز المخرج المعارض الإيراني بناهي بالسعفة الذهبية في مهرجان كان
https://www.youtube.com/watch?v=9AdqYurKuQs
جعفر پناهي يحصد السعفة الذهبية: فما هي قصته المثيرة للجدل؟
25 مايو 2025
استطاع المخرج الإيراني جعفر پناهي الفوز بجائزة السعفة الذهبية من مهرجان كان السينمائي الدولي 2025 في دورته الـ78، بعد أن عاد إلى المهرجان عقب غياب استمر 22 عاماً بسبب تعرضه لأحكام بالسجن بالإضافة إلى حظر السفر.
وفي مفاجأة كبرى، حصد فيلم "مجرد حادث" جائزة السعفة الذهبية، بعد أن تمكن المخرج جعفر بناهي من تصويره سراً والمشاركة به في المهرجان، حيث تدور أحداثه حول إدانة للأحداث في إيران.
وفي لحظة مؤثرة للغاية، سلمت الفنانتان كيت بلانشيت Cate Blanchett وجولييت بينوش Juliette Binoche الجائزة إلى المخرج الإيراني جعفر بناهي عن فيلم "مجرد حادث"، ولم تتمالك بلانشيت دموعها في لحظة إنسانية، خاصة مع التفاصيل التي تناولها الفيلم حول الواقع في إيران.
وفي حديثه بعد تسلم الجائزة، حث جعفر بناهي جميع المخرجين الإيرانيين على تجاوز خلافاتهم والعمل من أجل الحرية، قائلاً: "أعتقد أن هذه هي اللحظة التي أدعو فيها جميع الناس، جميع الإيرانيين، بكل آرائهم المختلفة، أينما كانوا في العالم – في إيران أو في الخارج – لأن أطلب منهم شيئًا واحدًا. دعونا نضع جانباً كل المشاكل، كل الخلافات. ما يهمنا الآن هو بلدنا وحرية بلدنا."
من هو المخرج الإيراني جعفر بناهي؟
كانت المرة الأخيرة التي حضر فيها المخرج الإيراني جعفر بناهي فعاليات مهرجان كان السينمائي عام 2003 لعرض فيلمه "كيمزان غولد"، لكنه تعرض بعدها لموجة من التضييقات. ورغم عدم صدور أي عقوبة رسمية ضده خلال السنوات القليلة الماضية، فإن القضايا لا تزال منظورة أمام المحاكم حالياً.
في عام 2010، منعت محكمة إيرانية جعفر بناهي من صناعة الأفلام أو السفر إلى الخارج بعد إدانته بتهمة "الدعاية ضد النظام".
وخلال العرض الأول لفيلمه "مجرد حادث" بمسرح غراند لوميير، لم يتمالك المخرج الإيراني دموعه، حيث ارتجف صوته وهو يهدي الفيلم لجميع المخرجين الممنوعين من التصوير في إيران، بالإضافة إلى الفنانات اللواتي دعمن تظاهرات حقوق المرأة.
وفي لقاء له مع مجلة "سكرين ديلي"، أوضح المخرج الإيراني أنه كان مضطراً للعمل والتصوير بشكل غير قانوني لاستكمال فيلمه، والذي تدور أحداثه حول وحيد، الرجل ذو الساق الصناعية الذي تعرض للتعذيب في أحد السجون.
شاهدي أيضاً: فيلم أسفلت الأردني يفوز بمهرجان كان السينمائي 2025
لم تكن تلك الجائزة الأولى التي فاز بها جعفر بناهي، فعلى مدار مسيرته الفنية فاز بالعديد من الجوائز، كان من بينها الكاميرا الذهبية في مهرجان كان السينمائي عام 1995 وذلك عن فيلمه "البالون الأبيض"، بالإضافة إلى جائزة الدب الذهبي عام 2015 من مهرجان برلين السينمائي عن فيلمه "سيارة أجرة".
فيلم "مجرد حادث" الفائز بالسعفة الذهبية
يذكر أن فيلم "مجرد حادث" يدور حول قصة رجل يتعرض للاختطاف من قبل مجموعة من السجناء السابقين الذين يعتقدون أنه كان يعذبهم في السجن، لأنه يحمل ساقًا صناعية مثلهم أيضًا.
جعفر بناهي
الفيلم يلقي الضوء على قضايا العدالة والانتقام في ضوء التوترات النفسية التي قد يعاني منها الضحايا، والصراع بين البحث عن العدالة والرغبة في الانتقام في الوقت ذاته.
تبدأ قصة الفيلم بالرجل الذي يقود سيارة ليلاً برفقة زوجته الحامل، ولكنها تتعطل ويطلب المساعدة من ورشة يملكها شخص يدعى وحيد، والذي يعتقد أن صاحب السيارة هو من عذبه سابقاً.
يقرر وحيد مراقبته وخطفه لكنه يتردد في تنفيذ الخطة منفرداً لذا يستعين بعدد ممن تعرضوا لنفس الماسأة معه، وخلال انتقالهم لمكانه يتساؤلون حول إذا كان المحتجز هو م عذبهم بالفعل ويستحق العقاب أم لا. يذكر أن الفيلم تم تصويره بشكل سري دون الحصول على التصاريح اللازمة من السلطات الإيرانية وهو ما أشاد به المهرجان باعتباره تحدي للقيود من أجل حرية السينما والتعبير.
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟