أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - وسام زغبر - صمت حماس أمام خطة ترامب: مكاسب إسرائيل وخطر تآكل المشروع الوطني














المزيد.....

صمت حماس أمام خطة ترامب: مكاسب إسرائيل وخطر تآكل المشروع الوطني


وسام زغبر

الحوار المتمدن-العدد: 8484 - 2025 / 10 / 3 - 02:47
المحور: القضية الفلسطينية
    


*صمت حماس أمام خطة ترامب: مكاسب إسرائيل وخطر تآكل المشروع الوطني*

بقلم: وسام زغبر
عضو الأمانة العامة لنقابة الصحفيين الفلسطينيين

يعيش قطاع غزة اليوم واحدة من أشد اللحظات مأساوية في تاريخه الحديث. آلة الحرب الإسرائيلية لا تتوقف عن حصد الأرواح، وتدمير البنية التحتية، وتهجير السكان قسراً، في سباق محموم لفرض وقائع ميدانية جديدة قبل أن تنضج أي مبادرة سياسية أو تسوية محتملة. في هذا السياق، يبرز سؤال مركزي: لماذا تؤخر حركة حماس الرد على خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، بينما تتطلب المصلحة الوطنية موقفاً عاجلاً وحاسماً؟

خطة ترامب محمّلة بألغام سياسية وأفخاخ دقيقة تستهدف جوهر القضية الفلسطينية، وتسعى لتجزئة الأولويات الوطنية وإعادة تشكيل الصراع وفقاً لمصالح الاحتلال. لكن التأجيل أو المراوغة في الرد لا يلغي هذه المخاطر، بل يمنح إسرائيل وقتاً إضافياً لتعميق احتلالها وتثبيت استراتيجيتها التدميرية والاستيطانية على الأرض.

في هذه المرحلة الحرجة، يجب أن تنصب الأولويات الوطنية على وقف فوري لإطلاق النار، والانسحاب الكامل لقوات الاحتلال من غزة، وضمان وصول المساعدات الإنسانية غير المشروطة، إلى جانب إتمام صفقة تبادل الأسرى، والشروع فوراً في إعادة إعمار ما دمرته الحرب وفق الخطة المصرية-العربية. القضية لم تعد محصورة بفصيل بعينه أو بمواقف ضيقة؛ بل تتعلق بمصير المشروع الوطني الفلسطيني برمته.

تتطلب المرحلة أيضاً عقد حوار وطني شامل على أعلى المستويات، يضم الأمناء العامين للفصائل، واللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، إلى جانب شخصيات وطنية محل توافق. يجب أن يشكل هذا الحوار منصة للتشاور حول خطة ترامب، وصياغة موقف فلسطيني موحد يقوم على الثوابت الوطنية، وتشكيل فريق تفاوضي باسم منظمة التحرير الفلسطينية لإدارة الملفات الوطنية الكبرى: مستقبل الضفة الغربية، القدس، غزة، وقضايا الحل النهائي.

غير أن التحدي يتجاوز الرد على خطة ترامب. المطلوب هو استعادة حق الشعب الفلسطيني في بناء نظام سياسي ديمقراطي تعددي يعكس مصالحه الوطنية العليا، عبر انتخابات رئاسية وتشريعية شفافة، تقوم على التمثيل النسبي الكامل، بما يضمن شراكة سياسية حقيقية ووحدة متجددة. هذا هو الطريق الأمثل لممارسة حق تقرير المصير وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة كاملة السيادة على حدود الرابع من حزيران/يونيو 1967، وعاصمتها القدس، مع حل عادل لقضية اللاجئين وفق القرار 194، بما يكفل لهم حق العودة إلى الديار والممتلكات.

تأخير الرد على خطة ترامب ليس مجرد خطوة تكتيكية عابرة، بل يحمل تكلفة وطنية باهظة، إذ يمنح إسرائيل فرصة لتعميق مشروعها الاستعماري. ما يحتاجه الفلسطينيون اليوم ليس بيانات خطابية أو مواقف عاطفية، بل رؤية وطنية جامعة تعيد الاعتبار للمشروع الوطني، وتفتح أفقاً سياسياً جديداً بعيداً عن الوصاية والتدخلات الخارجية، ويكرّس وحدة الأرض والشعب والقرار.



#وسام_زغبر (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خطة ترامب بين الإغراءات المضللة والمخاطر الوطنية: نحو موقف ف ...
- الجبهة الديمقراطية.. 56 عاماً في مسيرة كفاح وصمود في وجه الا ...
- غزة: ثقافة البقاء والتعمير تتحدى العدوان و«التهجير»
- ضمدوا جراح غزة: صمود يُبدد العدوان ويُسقط خطط التهجير
- إنه من الحقيقة.. حمامات دم تسيل في مخيم النصيرات
- أليس ما يجري في غزة «إبادة جماعية» يا بايدن؟!
- تدمير القطاع الصحي الفلسطيني هدف استراتيجي في حرب الإبادة عل ...
- غزة تواجه جرائم الإبادة الجماعية لوحدها


المزيد.....




- إسرائيل: القبض على مواطن في البحر الميت لارتباطه بالاستخبارا ...
- اندلاع اشتباكات في مسيرة مكسيكو سيتي لإحياء ذكرى مذبحة الطلا ...
- -جيل Z- وانفجار العنف.. كيف يفسر العلماء لجوء الحشود إلى الت ...
- الاتحاد الأوروبي يدعو للتهدئة وسط تواصل احتجاجات -جيل زد- في ...
- ذوبان الأنهار الجليدية: كارثة بطيئة تمحو القرى وتغيّر وجه أو ...
- سرايا القدس تبث فيديو لتفجير آلية إسرائيلية شمالي غزة
- مؤسس -هاغينغ فيس: الذكاء الاصطناعي لن يحقق اكتشافات علمية فر ...
- إسرائيل ترحل 4 إيطاليين من بين مئات النشطاء على متن أسطول ال ...
- -أوبن إيه آي- تقلب موازين صناعة الفيديو بالذكاء الاصطناعي عب ...
- صحف عالمية: تزايد المخاوف من تنفيذ إسرائيل هجوما آخر على إير ...


المزيد.....

- بصدد دولة إسرائيل الكبرى / سعيد مضيه
- إسرائيل الكبرى أسطورة توراتية -2 / سعيد مضيه
- إسرائيل الكبرى من جملة الأساطير المتعلقة بإسرائيل / سعيد مضيه
- البحث مستمرفي خضم الصراع في ميدان البحوث الأثرية الفلسطينية / سعيد مضيه
- فلسطين لم تكسب فائض قوة يؤهل للتوسع / سعيد مضيه
- جبرا نيقولا وتوجه اليسار الراديكالي(التروتسكى) فى فلسطين[2]. ... / عبدالرؤوف بطيخ
- جبرا نيقولا وتوجه اليسار الراديكالي(التروتسكى) فى فلسطين[2]. ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ااختلاق تاريخ إسرائيل القديمة / سعيد مضيه
- اختلاق تاريخ إسرائيل القديمة / سعيد مضيه
- رد الاعتبار للتاريخ الفلسطيني / سعيد مضيه


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - وسام زغبر - صمت حماس أمام خطة ترامب: مكاسب إسرائيل وخطر تآكل المشروع الوطني