أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - رفيق الرامي - هل هي بداية دورة نضالات نوعية جديدة في المغرب؟















المزيد.....

هل هي بداية دورة نضالات نوعية جديدة في المغرب؟


رفيق الرامي

الحوار المتمدن-العدد: 8482 - 2025 / 10 / 1 - 10:50
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    



يجتاز المغرب منذ الصيف الماضي موجة نضالات شعبية تنم عن نهوض من حالة ركود نسبي فرضه إخماد حراك الريف- جرادة في العام 2017. تلا هذا الإخماد هجوم على حرية التعبير بإخراس كل صوت ناقد، بسجن الصحفيين و المدونين و مستعملي وسائل التواصل الاجتماعي. قمع فرض على حركة النضال اتخاذ شكل جديد في العام 2018 تمثل في حملة ناجحة لمقاطعة عدد من مواد الاستهلاك استهدفت شركات كبرى منها شركة المحروقات التابعة لرئيس حكومة الواجهة.

وقد جرى ايضا امتصاص جزء من الاستياء الشعبي بتغيير حكومة الواجهة التي ترأسها اسلاميو حزب العدالة و التنمية طيلة 10 سنوات، والتي طبقت بصرامة كسابقاتها املاءات صندوق النقد الدولي والبنك العالمي.

استمرت المقاومة العمالية و الشعبية بمناوشات قطاعية، وباحتجاجات طلاب الطب وبعض مؤسسات التعليم الجامعي ذات الاستقطاب المحدود. وكان لتنسيقية المدرسين المفروض عليهم التعاقد دور رائد ودينامي في تنشيط الساحة النضالية في تصديهم لفرض هشاشة التشغيل بقطاع التعليم.

ثم كانت الهبة الكبرى في الساحة النقابية انتفاضةَ شغيلة التعليم ضد سياسة تعاون القيادات النقابية مع الدولة لتمرير طور جديد من الهجوم النيوليبرالي على مهنة التعليم . تنظم شغلية القطاع في تنسيقيات انخرطت فيها قواعد النقابات وشملت غير المنظمين . دام حراك التعليم 3 أشهر غير أن واقع الحركة النقابية بالغة التبقرط، و التعاون بمنطق “الشراكة الاجتماعية “، في غياب يسار نقابي وازن، حال دون انتقال العدوى على الاقل إلى قطاعي الصحة و الجماعات الترابية، مع ما يحمل ذلك من إمكان إضراب عام.

ونشأت حركة نضال شعبي بعد أثار زلزال الحوز، تعرضت بدورها للقمع وسجن بعض قادتها. وبالنظر لتأثير تغير المناخ، باتت مناطق عديدة تعاني مشكلة الماء الشروب ، ما دفع بنضالات متزايدة لا سيما بالعالم القروي، في بؤر متعددة لكنها لم تحظ بفرصة تنسيقها بفعل ضعف قوى اليسار.

ومع انطلاق حرب ابادة الفلسطينيين في غزة، نشأت حركة تضامن وطنية أفلحت في انزال عشرات الاف المواطنين-ت الى الشارع في مسيرات واحتجاجات لاسيما بالرباط( مسيرات وطنية )، ومدن كبرى كالدار البيضاء وطنجة.

تمثلت القفزة الجديدة في المسيرة العارمة التي نظمها كادحو ايت بوكماز بجبال الأطلس الكبير، في يوليوز 2025 من أجل مطالب تتعلق بالصحة و التعليم و الطريق والربط بشبكة انترنت . مسيرة دامت يومين، وتمكنت من انتزاع مكاسب أولية. فكان أن أطلقت موجة مسيرات مماثلة باقليم ازيلال . وانطلقت بؤرة أخرى بمسيرة سكان تاونات ( ناحية فاس) هذا الشهر. وبالنظر لتقدم سياسة تدمير خدمات الصحة العمومية لفائدة قطاع خاص ينمو بسرعة جنونية، بات مطلب الصحة يتصدر الاحتجاجات. بلغت هذه ذروة في تفجر الغضب الشعبي يوم 14 سبتمبر الجاري امام مستشفى الحسن الثاني (سماه المواطنون مستشفى الموت) بمدينة أكادير في وقفة احتجاج عارمة حظيت بصدى وطني كبير.

تبعها بدء ظهور دعوات الشباب الى الاحتجاج، مركزة على الصحة و التعليم. ظاهرة من هذا القبيل اولى من نوعها في البلد، وخارج تأثير قوى النضال القائمة. هي تعبير فعلا عن جيل ضحية السياسة النيوليبرالية الشرسة، التي لا تعد لهم غير البطالة وهشاشة التشغيل. هذا في قطيعة مع تقاليد نضال الشباب التي جسدتها طيلة 20 سنة الجمعية الوطنية لحملة الشهادات المعطلين التي تصدرت نضال الشباب من أجل الحق في العمل.

تمكن شباب جيل Z 212 ، هكذا سموا انفسهم، يومي 27 و 28 سبتمبر من تحدي القوى المجندة لقمعهم ، ومن تنظيمات مسيرات في مدن كبرى أهمها طنجة والدار البيضاء ، بالعديد من احيائها مع وقف السير في الاطوروت . سيكون لمشاهد التظاهر المتحدية لقوى القمع وقع محفز على الشباب قد يترجم في مزيد من النضالات.

لحد الآن تلتزم الدولة الصمت رسيما، فيما تشن ادواتها الاعلامية حملة كثيفة ضد الشباب، غالبا ما توحي انهم مستعملون من طرف جهات متطرفة او خارجية.

ما موقف الحركة العمالية ومجمل اليسار؟

يقوم مناضلو اليسار بدور فعال بالعديد من التحركات النضالية ( ما عدا موجة اقليم ازيلال هذا الصيف وطبعا حركة جيل Z)، غير ان حزبي اليسار الرئيسين (فيدرالية اليسار والحزب الاشتراكي الموحد) غير منخرطين كاحزاب ببرنامج نضالي، وغالبا ما تكتفي بتنبيه الحاكمين الى شدة الاحتقان الاجتماعي ودعوتهم الى اصلاح الأوضاع. اما اليسار الجذري فيعاني من ضعف قواه التنظيمية وحتى اجيانا منظروه السياسي.

أما الحركة العمالية، محض النقابية في غياب حزب عمالي وازن، فتوجد في أسوأ اوضاعها بعد تمادي قياداتها البروقراطية في التعاون مع الدولة لتمرير خططها النيوليبرالية و حتى القمعية ، كما كان الحال في الخسارة التاريخية المتمثلة في تمرير قانون يفرغ حق الاضراب من اي مضمون ، يدخل حير التطبيق هذه الايام.

مغرب ما بعد سبتمبر 2025 لن يكون كما قبله

ما انطلق تحت اسم جيل Z 212 نفسُ جديد تكمن اهميته الكبيرة في دخول الشباب حلبة النضال بمنظور عام يتجاوز المصالح الفئوية . هل يجد الشباب الطريق الى اشكال تنظيم ذاتي تهيكل حركتهم خارج العالم الافتراضي؟ هل سيتقدم نحو امتلاك منظور سياسي اجمالي ابعد من المطالب الاجتماعية(صحة ، تعليم ، شغل..)؟

هذا متوقف على الحركة النقابية ومدى انشغالها بقطاعات تشغيل كثيف للشباب، مثل صناعة السيارات، والكابلاج، ومراكز النداء، ومنصات خدمات التوصيل ، الخ. ومتوقف أيضا على ما ستقدم عليها قوى اليسار. قسم منها سيرتكب خطأ قاتلا بما عهد من تعبير عن التضامن عن بعد، ومناشدة الحاكمين وانتظار المواعيد الانتخابية. اما الجذري منه فقد يشله ميله الاستعلائي إزاء الشباب وتقاليده غير الديمقراطية في التعامل مع الحركات الجماهيرية.

بجميع الاحوال لقد بتنا أمام فرصة عظيمة لبناء يسار عريض مناهض للرأسمالية، سيمثل تفويتها فرصة إضافية لترسيخ المنظورات الاسلاموية الرجعية في أعماق المجتمع.

مسؤولية تاريخية تفرض على الثوريين التحلي بالبصيرة، الكافية النابذة لأي انغلاق عصبوي، إن ارادوا النهوض بدور الخميرة.




#رفيق_الرامي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وفاة محمد بنسعيد أيت إيدر:”معارض” تبنى الملكية وتبنته
- دانيال غيران Daniel Guérin الماركسي اللاسلطوي …صديق مقهوري ا ...
- تقييم أولي ل”انتخابات” 8 سبتمبر 2021: نجاح الحزب الوحيد
- ملاحظات على الراهن السياسي، وعناصر جواب على سؤال ما العمل؟
- قبل 20 سنة، خدعة “حكومة التناوب”
- المفيد في “تعثر” مقصود لتشكيل حكومة واجهة جديدة
- المغرب: صعود حزب العدالة والتنمية بانتخابات 2015 المحلية، ال ...
- مفهوم -حزب الطبقة العاملة و عموم الكادحين- – نقد ماركسي
- رايتنا في المسيرة العمالية بالدار البيضاء
- مظاهرات 26 يونيو ضد الدستور، لحظة مشرقة على درب التحرر
- بعد 50 سنة من الديكتاتورية، الشباب المناضل يضع دستورها موضع ...
- الجمهوريون بالمغرب... لا مكان لهم إلا في السجون و المقابر و ...
- الثورة المغربية... قادمة
- مؤتمر الاتحاد المغربي للشغل: بين مسعى البيروقراطية ومهام الم ...
- انتخابات تلو الاخرى...الديمقراطية وقف على نهوض العمال وقيادت ...
- اليسار الجذري والانتخابات نقاش على ضوء مواقف حزب الطليعة وال ...
- ميلاد الحزب الاشتراكي الموحد: دلالات سياسية وواجبات المناضلي ...
- عملية -الإنصاف و المصالحة-: بين أضاليل الديمقراطيين الزائفين ...
- مشروع قانون تأسيس الاحزا ب : قانون حزب التسبيح بحمد النظام ا ...
- الوضع السياسي بالمغرب :المستقبل للنضال العمالي والشعبي


المزيد.....




- زينب شفيق… زهرة القمر التي عادت إلى حلمها الأول في الثمانين ...
- علماء يصنعون أجنة من الحمض النووي لجلد الإنسان لأول مرّة
- من هم شباب حركة جيل زد 212 المغربية.. وما الذي يميزهم؟
- ألمانيا: إغلاق مهرجان أكتوبر مؤقتا في ميونخ بعد إبطال قنبلة ...
- التحدي والاستجابة الأردنية
- راتب.. طفل غزّي يحاول تعويض ساقه المبتورة بأنبوب بلاستيكي
- الاحتلال يقتحم طوباس وبلدة عقابا ويعتقل فلسطينيين بمخيم الفا ...
- لا تستهن بلغة العيون.. ماذا نخسر من إهمال التواصل البصري؟
- هل توغل الجيش الإسرائيلي داخل درعا واعتقل عناصر أمن سوريين؟ ...
- الحرس الثوري يلوح بزيادة مدى الصواريخ الإيرانية


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - رفيق الرامي - هل هي بداية دورة نضالات نوعية جديدة في المغرب؟