أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد عبد الرحمن يونس - وداعا عبد الإله الصائغ ــ سلاما عبد الإله الصائغ الرجل المبدع النبيل، الجزء الثالث و الأخير















المزيد.....

وداعا عبد الإله الصائغ ــ سلاما عبد الإله الصائغ الرجل المبدع النبيل، الجزء الثالث و الأخير


محمد عبد الرحمن يونس

الحوار المتمدن-العدد: 8480 - 2025 / 9 / 29 - 04:50
المحور: الادب والفن
    


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عبد الإله الصائغ الصديق النبيل المغامر المقدام في بحور العلم و المعرفة و الفكر و الثقافة، صاحب القلم الشجاع الذي يتجاوز مساحات الظلام و قطعان الاستبداد و التخلف . وداعا و داعا . سنظل نقرأ فكرك و أدبك ، و سنظل نحبك،و ستظل سفائن حريتك و أفقك النير تبحر عميقا في نفوسنا و أرواحنا. وداعا أيها العزيز
ــــــــــــــــــــــــــــــ
ومن مقالاته النقدية والبحثية نكتفي بجزء من بحث طويل له بعنوان : ( أمن اللبس ومقارعة ثقافة الإرهاب)، سبق و أن نشره على موقع كتابات، يقول في هذا البحث الطويل:
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


عبد الاله الصائغ احتراز: انني لا أزعم صواب أفكاري في هذا المقال ويمكن للقاريء الكريم ان يقوِّم او يرمِّم او يعترض ولكنني أزعم صدقيتي فانا احاول واقدم وجهة نظري دون قناع و بعيداً عن الشخصانية وهدفي المركزي مقارعة الارهاب الذي استشرى بوسائل مغايرة ونحذر المعنيين بمقولة امن اللبس ان لايكون رد الفعل على اللبس إندفاعيا بحيث يكون رد الفعل إرهاباً آخر قد يزيد على الفعل نفسه والمعول في كل ذلك على العقل والوعي والمروءة وخبرات ذوي الخبرة . واقدر جهود متخصصين كتبوا محللين ظاهرة الارهاب وقد شابت كتابات بعضهم انهم اقتطعوا من مساحة جهودهم لصالح النجومية الاصطناعية وإشعار المتلقين ان جهودهم هي ضربة معلم وهم قدموا الذي لم تستطع الأوائل الإتيان بمثله فضلا عن قَصْر الارهاب على الإرهاب الديني او المذهبي او العنصري او الجغرافي متجاهلين انواعا كثيرة من مستجدات الارهاب كذلك الذي داهمنا من خلال كوة التواصل الاجتماعي وتزييف التقاليد الديموقراطية كصناديق الاقتراع وتكوين الاحزاب وحرية الرأي المنفلته التي تنشر الإشهارات مدفوعة الثمن دون الانتباه لمصلحة الناس كل الناس والرفق بأعصابهم وينبغي القطع ان لا ديموقراطية مع حاضنات الارهاب المباشر وغير المباشر من نحو سلطاتة العشيرة ورجل الدين والوجهاء والبيوتات ذوات الموروث التاريخي وبهاليل العلمانية من يسار اليسار ويمين اليسار ويسار اليمين والوسط، والقدرات الحاذقة على اجتراح التسويغات واضعين في روعنا ان التشدد في كل شيء إرهاب .
بين يدي العنوان
منذ ان وعيت أهمية المعنى في صياغة الحياة بله القول وحتى اليوم وانا اكتشف الجديد والمزيد في قانون اللبس ودفعه بما يناسبه، ومسوغ أهمية توجيه العناية الى قاعدة أمن اللبس كون الأهمية تعصم المعنى عن الانحراف او التماهي مع الشاذ او التضاد، واللبس يقع في كل مظاهر الحياة، يقع من خلال التعامل والتعايش والتقارب والتنائي … الخ، واللبس يقع في اللفظ فيتغير المعنى او يتنقل، ومنذ اقدم العصور كان اللبس والالتباس مسوغات كافية لشنِّ الحروب الطاحنة بين الامم والقبائل والافراد، والخراب الذي يعقب الحروب ومازال وسيبقى إن لم تتدارك البشرية خطره، وإذا لم يكن حروبا بين الجيوش او القبائل فانه يمثل قطيعة بين طرفين تربطهما وشائج ما او تربطهما وشائج اللاوشائج، بين دولتين او مذهبين او شركتين او شريكين او شقيقين او زوجين حتى، وعلماء تحليل النص في العالم ادركوا خطر اللبس في كل شيء فحذروا منه (1)، كما ان علماء العربية أوْلوا اللبس وأمنه اهتماما كافيا لدرء مخاطره فضلا عن عدم شيوعه وندرة حدوثه في الكلام لدى فصحاء المتكلمين، فالجاحظ حدس ضرورة امن اللبس وخطورته في كتبه العتيدة مثل البيان والتبيين وفي الحيوان وابن السكيت في اصلاح المنطق وتهذيب المنطق وابن جني في الخصائص وعبد القاهر الجرجاني في دلائل الاعجاز واسرار البلاغة كل هؤلاء وسواهم حذروا من اللبس في القول والفعل، وواصل العلماء المعاصرون العناية بأمن اللبس فاولوه مقداره من الاهمية من نحو البروف كمال بشر الذي اصدر كتابا بعنوان دراسات في علم اللغة طبعة دائر ة المعارف طب ثانية 1971 والبروف تمام حسان الذي انجز كتاب اللغة بين المعيارية والوصفية، طب المغرب، 1980 والبروف زهير غازي زاهد الذي انجز كتابا مهما عنوانه العربية والأمن اللغوي، طب مؤسسة الوراق للنشر والتوزيع، الأردن 2000 وما زال هناك زيادات لمن تطلَّب المزيد ولكن الخلل الأكبر هو ان المشتغلين على قانون امن اللبس من العلماء او المعنيين لم يربطوا بين اللبس والالتباس وبين الارهاب الذي بات يهدد الكرة الارضية بله سكانها، ومن زعم ان الارهاب ظهر وانماز بعد سنة 2003 غب سقوط نظام صدام حسين الرئيس العراقي الاسبق أو الربيع العربي السلفي فالجواب يجيء من التاريخ العربي الاسلامي من الجاهلية الى صدر الاسلام الى حكومات الأحزاب الاموي والعباسي والفاطمي والصفوي والعثماني وهلم جرا، لم يتوقف الارهاب ابدا على نحو واحد اي قطع الرؤوس باسم القيم العربية ثم الدينية مثل سبي النساء واغتصابهن والاستيلاء على ممتلكات الناس وتوزيعها على الغزاة وقطع الأطراف وسمل العيون والسخرة والغزو وبيع النساء والصبيان في اسواق مخصصة تسمى اسواق النخاسة وقد بقيت حتى الخمسينات من القرن العشرين في بعض دول الخليج ودول افريقيا، وقراءة مركزة لرحلات ابن بطوطة كفيلة بالاطلاع على مصائب كارثية لاعهد للبشرية بها كذلك قراءة الفتوحات الاسلامية مثلا لشمال افريقيا وبلاد فنداليا الاسبانية – الاندلس – ستعطي للمنصف غير مقفول العقل والقلب ستعطي فكرة عن القسوة التي استعملها الفاتحون مع الشعوب المغزوة واقتسام الشقراوات واعتبارهن سبايا ومما تملكه اليمين وكانت اموال الفنداليين حلالا على الفاتحين ولك مثلا ان تقرا قصيدة الامام العلامة البروف الوزير عبد الرزاق محي الدين رحمه الله رئيس المجمع العراقي العلمي:
وتهتك أعراضٌ وتزهق أنفــــــــسٌ وتصلى بمن فيها المخادع والقمـــــــــطُ
ويقتسم البيضُ المخانيث فيأهـــــا فهذا له حجلٌ وذاك له قِـــــــــــــــــــرطُ
خسئتم ولّما تبلغوا الفتح إنكــــــــم لصوصٌ وان أزهى صدوركم شـــــرط
فلا عمرت مما هدمتم دياركـــــــــم ولا ازّينت يوماً نساؤكم العُبْـــــــــــــــطُ
لقد برئت منكم قريش ومكـــــــــــة وعمرٌ وتيم اللات أو بكــــر يــــــا زِطُّ
كتبتم لتاريخ العروبة صفحـــــــــةً تقاذر منها الحرف واستبرأ النقــــــــــطُ
التأصيل
اللُّبْسُ، بالضم: مصدر قولك لَبِسْتُ الثوبَ أَلْبَس، واللَّبْس، بالفتح: مصدر قولك لَبَسْت عليه الأَمر أَلْبِسُ خَلَطْت. واللِّباسُ: ما يُلْبَس، وكذلك المَلْبَس واللِّبْسُ، بالكسر، مثلُه. ابن سيده: لَبِسَ الثوب يَلْبَسُه لُبْساً وأَلْبَسَه إِياه، وأَلْبَس عليك ثوبَك.وثوب لَبِيس إِذا كثر لُبْسُه، وقيل: قد لُبِسَ فأَخْلَق، وكذلك مِلْحَفَة لَبِيسٌ، بغير هاء، والجمع لُبُسٌ؛ وكذلك المزادة وجمعها لَبائِس؛ قال الكميت يصف الثور والكلاب:
تَعَهّدَها بالطَّعْنِ، حتى كأَنما يَشُقُّ بِرَوْقَيْهِ المَزادَ اللَّبائِسا
يعني القماشة التي استعملت حتى أَخْلَقَتْ فهي أَطوَعُ للشَّقِّ والخَرْق
وثوب لَبِيس إِذا كثر لُبْسُه وقيل قد لُبِسَ فأَخْلَق وكذلك مِلْحَفَة لَبِيسٌ بغير هاء والجمع لُبُسٌ وكذلك المزادة وجمعها لَبائِس قال الكميت يصف الثور والكلاب تَعَهّدَها بالطَّعْنِ حتى كأَنما يَشُقُّ بِرَوْقَيْهِ المَزادَ اللَّبائِسا يعني التي قد استعملت حتى أَخْلَقَتْ فهو أَطوَعُ للشَّقِّ والخَرْق
ويفيد ذلك ان اللبس حالة من تشاكل الشيء المقصود بشيء غير مقصود، والشخص المقصود بشخص آخر، والمعنى المراد بمعنى ثان، والسبب خلل في المُرسِل او الرسالة او المُسْتَقْبِل ،
الأمن والأمان: الاطمئنان من بعد خوف، والأمن النأي عن الخطر في كل شيء، واللبس سنخ من الخطر، قارن قوله تعالى: وإذ جَعَلْنا البيتَ مثابةً للناس وأَمْناً؛ قال أَبو إسحق: أَراد ذا أَمْنٍ، فهو آمِنٌ ، وقد أَمِنْتُ فأَنا أَمِنٌ، وآمَنْتُ غيري من الأَمْن والأَمان.والأَمْنُ ضدُّ الخوف.والأَمانةُ: ضدُّ الخِيانة ، وفي التنزيل العزيز: وهذا البَلد الأَمين؛ أَي الآمِن، يعني مكة، وهو من الأَمْنِ؛ ابن السكيت: والأَمينُ المؤتمِن.واطلالة على الفعلين الثلاثيين المجردين (لبس وأمن) في المعجمات اللغوية العربية الكلاسية تعطينا فكرة كافية عن دلالات الكلمتين في العقل اللغوي العربي، ونحن نتمهل قليلا عند اللغة والقول لان العشق اوله قول والبغض اوله قول والحرب اولها قول والسلام اوله قول، و نظرة في كتب المصطلحات تكفي لمعرفة حدود امن اللبس وخطورته .ويتبقى منطوق أمن اللبس فهو يخبيء مسكوته للضرورة ، وما مركزية أمن اللبس إلا وسائل قولية او فعلية او ذهنية تكرس الوضوح والبيان، وقولنا في المصطلح انه جامع مانع نعني به ان المراد لايلتبس بآخر قريب منه لفظا او معنى شكلا او مضمونا (2)، والغاية الدقة لدى المتكلم والسامع معا بما يعصم القول عن الحلول في المحذور (3) وإذا أمن اللبس جازت الحرية في القول فابن هشام يستملح الخروج عن القواعد حين لايختلط المعنيان كإعطاء الفاعل مثلا إعراب المفعول وعكسه عند أمن اللبس مثل خرق الثوبُ المسمارَ وكسر الزجاجُ الحجرَ، وأورد:
إن من صاد عقعقاً لمشوم كيف من صاد عقعقان وبوم (4)
فإذا قلنا أعجب موسى وزيدا عيسى فاللبس زائل لأن القول يعني أن موسى مفعول به بعطف زيد عليه لأن المنصوب لا يعطف إلاّ على نظيره، اما قولنا ضَرَبَ عيسَى مُوسَى فينبغي ان يكون الفاعل هو عيس لأنه تقدم وفي جملة ضَرَبَ مُوسَى عِيسَى فينبغي ان يكون الفاعل هو موسى لتقدمه والمفعول في الجملة الاولى موسى وعيسى في الثانية وذلك ضَرْب من الاحتراز لأمن اللبس، وحين يمثل الاعراب يغيب اللبس مثل قولنا كافأ زيداً موسى، موسى فاعل تقدم ام تأخر
حين يؤمن اللبس فذلك معناه جواز القول بلغة المرسل الى لغة المستقبل فمثلا العرب تعرب الاسماء الستة ابو اخو حمو ذو هنو فو على ثلاثة مستويات:
الاول/ اعراب الإتمام اي بالحروف كقولنا: جاء ابوك سلمت على ابيك ساعدت أباك .
الثاني/ اعراب النقص اي بالحركات مثل قولنا: جاء ابُك سلمت على ابِك ساعدت أبَك
قال الشاعر: بأبِهِ اقتدى عَدِيٌّ في الكرمْ ومن يُشابهْ أبَهُ فما ظلم
الثالث / إعراب القصر اي القصر مطلقا في الرفع والنصب والجر، جاء اباك نظرت الى اباك أحببت أباك قال ابو النجم:
واهَاً لِسَلْمى ثُمَّ وَاَهَا وَاهَا يَا ليْتَ عَيناهَا لَنَا وَافَاهَا
إنَّ أبَاهَا وأبَا أَبَاهَا قَدْ بلغَا في المجْدِ غَايتَاهَا (5)
حين يريد المرسل افهام المستقبل نصا ما فعليه اجتراح وسيلة لإفهام المخاطب مضمون رسالته اللغوية كأن يضع كوابح تمنع اللبس (بحيث تكون العبارات جامعة مانعة) فالغاية من النص هي ايصاله الى المستقبل دون مشقة لحصول الفائدة المتوخاة ، فإذا خيف اللبس فيجتنب المتكلم القول الملتبس، قال ابن مالك: وإنْ بشكلٍ خيفَ لبس يجتنب 6
سبب شيوع اللبس في القول والمعنى
قال الشاعر:
رَقّ الزُّجاجُ وَرَقَّت الخَمرُ فَتشابَها فَتَشاكل الأَمرُ
لغات العرب الكثيرة وتوفر تلك اللغات على عيوب نطقية لم يألفها عرب شمال الجزيرة ووسطها فضلا عن تداولات المعنى وفق تاثيرات طوبوغرافية وحرفية او عزلة بعض القبائل العربية بعضها عن بعض حتى قال ابو عمرو بن العلاء (مالغة حمير بلغتنا ولا عربيتهم بعربيتنا)، (7)، وقد احتازت بعض لغات العرب او لهجاتهم او السنتهم او عاداتهم اللغوية، احتازت اسماء لغاتهم من صفات نطقية بدت عليها،قال الفراء الكوفي ت 207هـ كانت العرب تحضر المواسم في كل عام وقريش يسمعون لغات العرب فما استحسنوه من لغاتهم تكلموا به فصاروا افصح العرب وخلت لغاتهم من مستبشع اللغات ومستقبح الالفاظ) .، واللهجات لدى القبائل العربية الكبيرة تقوم مقام اللغات فبعضها لهجات او لغات لها ثوابتها وبعضها اعراض صوتية وقد ذكرها النحاة وبوبوها ورتبوها مثل الشنشنة تجعل الكاف شينا مطلقا كلبيش اللهم لبيش ومنها الكشكشة وهي في ربيعة ومضر يجعلون بعد كاف الخطاب في المؤنث شيناً فيقولون رأيتكش وبكش وعليكش فمنهم من يثبتها حتى الوقف فقط وهو الاشهر ومنهم من يثبتها في الوصل ايضا ومنهم من يجعلها مكان الكاف ويكسرها في الوصل ويسكنها في الوقف فيقول منش وعليش، ومن ذلك الكسكسة يجعلون بعد الكاف او مكانها في المذكر سينا على ماتقدم، ومن ذلك العنعنة تجعل الهمزة المبدوء بها عينا فيقولون في إنك عِنك وفي أذن عذن، ومن ذلك الفحفحة يجعلون الحاء عينا كقولهم في حمي الوطيس عمي الوطيس، ومن ذلك الوكم فيكسرون كاف عليكم ومن ذلك الوهم فيكسرون هاء منهم ومن ذلك العجعجة حيث يجعلون الياء المشددة جيما فيقولون في تميمي تميمج ومن ذلك الاستنطاء فتجعل العين الساكنة نونا اذا جاورت الطاء كأنطى في أعطى ومن ذلك الوتم تجعل تجعل السين تاء مثل النات في الناس والغمغمة وهي عدم تمييز حروف الكلمات وظهورها في اثناء الكلام وهي في قضاعة والطمطمانية وهي جعل ام بدل الـ كقولنا طاب امهواء في طاب الهواء وهي في حمير وثمة تلتلة بهراء وهم بطن من قضاعة يكسرون احرف المضارعة مطلقا مثل يَكْتب تكون يِكْتب ومن ذلك اللخلخانية في شحر وعمان كقولهم مشا الله في ماشاء الله ومن ذلك قطع طي وهي في حذف آخر الكلمة يقولون في يا ابا الحكم يا ابا الحكا و الابدال اي ابدال الميم باء وابدال الباء ميما في لغة مازن فيقولون بإسمك في ما اسمك ومكر في بكر، وقلب الثاء فاء والسين صادا والصاد سينا (8) و لهجات العرب التي يسميها النحاة لغات هناك الكثير منها ربما العصي على الاحصاء بسبب انقراضه قبل وصول التدوين اليه ولكن ما بين ايدينا كاف،، ومعلوم اثر المجاورة في اختلال اللغة فالعرب المجاورون لفارس شيبت لغتهم بكلمات واصوات غير معهودة وحتى الجمع ربما بعض من ذاك تقول في الجمع الفارسي اسب حصان اسبان اي خيول وتقول في الجمع العربي ضيف ضِيفان وذلك مما زهّد المشافهين بلغة عرب جوار فارس او الروم(9 ) ومنها عزلة بعض القبائل العربية بسبب انكفائها على نفسها ؛ لذا تولَّدَتْ وتكوَّنتْ هناك لهجات عديدة، وصار من الصعوبة بمكان في بعض الأحيان نسبة تلك اللهجات إلى قبائلها , لأنَّهم كانوا لا يهتمُّونَ بها بالقدر الذي يحافظ عليها، وفي الوقت نفسه لم يهملوها ذلك الإهمال الذي يمحوها أو يمنع تداولها , فبعضها معروفة بقبائلها، وبعضها مجهولة مختلطة ومتداخلة .، ومن هنا تأتي عظمة القرآن الكريم إذ جمع العرب والأعراب على لغة واحدة رحمة بهم وحرصا عليهم وسعيا الى وحدتهم لكنه خفف على الجميع فأباح بعض القراءات على عدد من اللغات رحمة بالقراء الذين تشق عليهم القراءات العسيرة، وقد تنبه المفكر النحوي الدلالي أحمد بن فارس الى إنَّ الاختلافات في لغات العرب او لهجاتهم تتمظهر في تمظهرات مختلفة كالخلاف في حركات الاعراب والاشباع والاقطاع والتسهيل والتفخيم والاشمام والحذف والتقدير والامالة والتعدي واللزوم والتيسير والتفخيم وإنَّ الاختلاف في اصوات الحروف ومخارجها ساعد في ظهور الترادف اسماء وافعالا: اللبس والكسوة , والحب والعشق، جاءوا واقبلوا ..وثمة الاضداد كقولنا المولى للسيد والمسود والجون للابيض والاسود، وقارن هذا المثال: اختلف اثنان تسمية الصقر أهي بالصاد ام بالسين ؟ فاحتكما لعارف فقال لهما بل قولا الزقر،والمشكلة قديمة لكن العقل العربي وجد حلولا مؤقتة، فكان الشيوخ والخطباء والشعراء يعتمدون على لغة قريش وهي لغة العاصمة مكة ويدعونها لغة التداول فلا هي لغة هذيل ولا هي لغة شنوءة ولا حمير ولا كندة بل هي لغة قريش العربية الميسرة المفهومة للجميع، امرؤ القيس شاعر من كندة اي أن لغته حميرية ولكنه كان يكتب شعره بلهجته ثم يترجمه لعربية قريش كي يفهمه من يريد ان يفهم، وطرفة عراقي كتب معلقته بلغة قريش وكذلك أعشى قيس ميمون بن قيس البكري، فانظر الى ذكاء المبدعين الجاهليين وذكاء جماهير الاسواق والمواسم وحرص اللغويين العرب فالغاية التوصيل بلغة صالحة وليست الغاية الارهاب اللغوي والتسقيط او التباهي .(10) وقد حرصت الاسواق الجاهلية في مواسمها على التقريب بين اللهجات بل ان بعض ذوي اللهجات كانوا يتكلمون بلغة السوق مثلا سوق عكاظ كانت لغته المتبعة هي لغة قريش حتى ان الشعراء من قبائل حمير والعراق واليمامة صنعت شعرها وخطبها على لغة قريش الا ما ندر، وكذلك الدعاة والمبشرون، وكمثال نرى في زماننا هذا تواضع العرب مثلا على ثلاث لغات الاولى فصحى وهي لغة رسمية وادبية ولغة عامية وهي لغة مناطقية اي لغة المنطقة او القبيلة ولغة ثالثة هي لغة العاصمة او المركز ففيها قواعد تمنع اللبس فابن الناصرية وابن تكريت وابن الكاظمية يتحدثون باللغة الثالثة وهي لغة بغداد، وابن الصعيد والاسكندرية يتكلمان لغة القاهرة لتجنب اللبس بين ابناء الشعب الواحد،



#محمد_عبد_الرحمن_يونس (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وداعا عبد الإله الصائغ سلاما عبد الإله الصائغ الجزء الثاني
- وداعا عبد الإله الصائغ . سلاما سلاما عبد الإله الصائغ الراحل ...
- موسوعة الجنسانية العربية و الإسلامية قديما و حديثا الكتاب ا ...
- فضاء النص الأسطوري في فضاء الخطاب الشعري العربي المعاصر الس ...
- النص الروائي ــ قراءة في تعالق الأشكال و المضامين
- العدد ( 34) من مجلة الاستهلال الأكاديمية المحكمة ، الجزء الث ...
- العدد الجديد الثالث و الثلاثون من مجلة الاستهلال المغربية ال ...
- مدن ألف ليلة وليلة ـــ المكان و الثقافة و المجتمع و الحضارة ...
- نصوص حرة و أشجان لا تنتهي
- التَّبَايُنُ في الشعر النسوي العربي المعاصر بين التّصْريْف، ...
- رؤيا الواقع بتجليات اللغة السردية الواصفة في المجموعة القصصي ...
- لماذا لا تضع السلطات العربية الرجل المناسب في المكان المناسب ...
- لا كرامة للعقل العلمي المعرفي في العالم العربي
- الحوار المتمدن منبر فكري لتكريس ثقافة العقل والتنوير والحوار ...
- الحوار المتمدن منبر فكري مهم
- العدد السابع من مجلة جامعة ابن رشد الأكاديمية
- العدد الأول من مجلة جامعة ابن رشد الأكاديمية المحكمة
- ملوك ملوك أفريقيا تتساقط آخر رياش طواويسه
- قراءة في ديوان ( طيف) للشاعر جابر علي خليل
- العدد 129 من مجلة العرب تصدر في طوكيو، اليابان


المزيد.....




- -ليس بعيدا عن رأس الرجل- لسمير درويش.. رواية ما بعد حداثية ف ...
- -فالذكر للإنسان عمر ثانٍ-.. فلسفة الموت لدى الشعراء في الجاه ...
- رحيل التشكيلي المغترب غالب المنصوري
- جواد الأسدي يحاضر عن (الإنتاج المسرحي بين الإبداع والحاجة) ف ...
- معرض علي شمس الدين في بيروت.. الأمل يشتبك مع العنف في حوار ن ...
- من مصر إلى كوت ديفوار.. رحلة شعب أبوري وأساطيرهم المذهلة
- المؤرخ ناصر الرباط: المقريزي مؤرخ عمراني تفوق على أستاذه ابن ...
- فنانون وشخصيات عامة يطالبون فرنسا وبلجيكا بتوفير حماية دبلوم ...
- من عروض ايام بجاية السينمائية.. -بين أو بين-... حين يلتقي ال ...
- إبراهيم قالن.. أكاديمي وفنان يقود الاستخبارات التركية


المزيد.....

- سميحة أيوب وإشكالية التمثيل بين لعامية والفصحي / أبو الحسن سلام
- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد عبد الرحمن يونس - وداعا عبد الإله الصائغ ــ سلاما عبد الإله الصائغ الرجل المبدع النبيل، الجزء الثالث و الأخير