أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - احسان عمر الحديثي - تطوير المناهج.. بين الاستثمار في الطباعة وضياع العقول -مادة اللغة الإنكليزية للصف السادس الإعدادي أنموذجا














المزيد.....

تطوير المناهج.. بين الاستثمار في الطباعة وضياع العقول -مادة اللغة الإنكليزية للصف السادس الإعدادي أنموذجا


احسان عمر الحديثي

الحوار المتمدن-العدد: 8476 - 2025 / 9 / 25 - 13:34
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    


إلى كل من يملك سلطة القرار في التعليم:
لسنا ضد التطوير ، لا بل نحن أول من يطالب به ؛ ولكننا نؤمن أن تطوير المناهج ليس مشروع طباعة، بل يجب أن يكون مشروعاً لبناء الإنسان فكرا ووعيا وروحا وجسدا.
في كل عام يُعلن عن إدخال "تحديثات أو تحسينات" في المناهج الدراسية ، بحجة التطوير ومواكبة العصر
ولكن الواقع في الفصول الدراسية مختلف تمامًا ويروي قصصا أخرى:
فالمحتوى الدراسي ما زال مثقلا بالمعلومات مزدحمًا بها ، وهو في الوقت ذاته أعلى من مستوى نضج الطلبة العقلي وقدراتهم، ويتم
التركيز فيه على الحفظ والتلقين بدلا من تنمية التفكير النقدي والمهارات العملية
فضلا عن ذلك فإن المدرّس مطالب بالتنفيذ، من دون مشاركة حقيقية في تعديل المنهج أو تقييمه وتقويمه ، إلى غير ذلك من عدم توافر البيئية الصفية المناسبة لتنفيذ المقررات الدراسية واكتظاظ الصفوف بالطلبة وعدم كفاية الوقت لإكمال المقرر لأسباب تتعلق بالعطل والمناسبات ... والاهم برأيي من ذلك كله .. وأقولها بصراحة:
إن عملية التأليف تنحصر في دائرة ضيقة من موظفي المناهج، مع إقصاء للكفاءات العلمية والخبرات التي يمتلكها الكثير من أساتذة الجامعات ، والمديريات الأخرى، ومراكز البحث ، وبهذا النهج نضيّع فرصة استثمار العقول التي يمكن أن تقدم رؤى وتجارب أكثر عمقًا وابتكارًا.
ما أود قوله :
إن التطوير الحقيقي للتعليم يبدأ من سؤال فلسفي بسيط:
ما نوع المتعلم الذي نريد ؟
وهل مناهجنا الحالية تصب في خدمة هذا الهدف وتحقيقه؟
فإذا كنا نريد طالبًا مفكّرًا، ومبدعًا، وله أهدافه ورسالته في الحياة؛ فلا بد أن تكون مناهجنا مبنية على أسس :
-ترابط المفاهيم لا تشتيت المعلومات
-تنمية المهارات لا اجترار الحقائق
-تعلم ممتع وتفاعلي، لا حشو معقّد منفّر
-وإشراك المدرس بوصفه شريكاً خبيراً، لا منفذاً صامتاً.
فنحن بحاجة إلى تطوير يمنح المتعلم الأدوات، لا الأجوبة الجاهزة، ويوجه النظام بأكمله نحو جودة التعلم لا مجرد "تجديد" الكتب.
وحين نتحدث عن جودة التعليم، فإننا نتحدث عن منظومة مترابطة تبدأ من وضوح الأهداف التربوية، مرورا بكفاءة المعلم وفاعلية المنهج، وتنتهي بمخرجات التعليم وقدرتها على مواكبة متطلبات الحياة وسوق العمل.
فجودة المناهج ليست مجرد حسن تنظيم أو إخراج أنيق للكتاب، بل تعني:
• أن تكون المناهج ملائمة لمستوى الطالب العقلي والنفسي.
• أن تحقق التوازن بين المعرفة النظرية والمهارات العملية.
• أن تراعي القيم الوطنية والإنسانية، وتبني الانتماء والهوية.
• أن تُربط بالبيئة المحلية من جهة، وبالمعايير العالمية من جهة أخرى.
• أن تكون قابلة للتقويم المستمر، بحيث تُصحَّح مساراتها بدل أن تتراكم الأخطاء عاماً بعد اخر.
علينا بعد ذلك كله أن نعي جيدا بان التعليم ليس ميدانا للتجارب سنويا،ولا بابًا مفتوحًا للإنفاق غير المحسوب تحت شعار "التطوير".
بل هو مسؤولية وطنية تبني أجيالًا، وتصنع المستقبل.
إذا أردنا إصلاح التعليم فعلًا، فلنبدأ من رؤية وطنية واضحة للتعلّم، ثم نُترجمها إلى مناهج تبني العقل والمهارة والانتماء.
ولابد من خطوات إصلاحية حقيقية تبدأ
-بتشكيل لجان وطنية للتأليف تضم خبراء من جامعات ومراكز بحثية، ومعلمين ومدرسين متميزين، إلى جانب موظفي المناهج.
-وإجراء دراسات ميدانية قبل أي تعديل، لتعرف حاجات التلاميذ والطلبة والمعلمين والمدرسين والبيئة المدرسية.
-وإشراك المدرسين والمعلمين في التقويم بوصفهم أصحاب خبرة علمية وعملية، وليسوا مجرد منفذين.
-والاستثمار في تدريب الملاكات التدريسية والتعليمية بما يتناسب مع المناهج الجديدة.
-فضلا عن ذلك اعتماد مراجعة دورية شفافة للمناهج بعد التطبيق، لمعالجة الثغرات بدلا من تكرارها.
واخيراً وليس بآخر اقترح فيما يخص سبب كتابة هذا المقال على السادة في
#وزارة_التربية الموقرة اعادة النظر بقرارها فيما يتعلق بمادة اللغة الانكليزية وان يكون تطبيق المنهج الجديد في أعوام دراسية مقبلة بعد تجريبه وتدريب المدرسين على تدريسه، وان تكون هناك فرصة ووقت اكثر لدراسته وإتقانه من قبل الطلبة

اخيرا .. اقول :
أي تطوير لا ينطلق من مفهوم جودة التعليم سيبقى شكليًا، أشبه بطلاء جدار متصدّع، لا يعالج عمق المشكلة ولا يمنع تكرارها.
#تعليم_الانسان_افضل_احسان



#احسان_عمر_الحديثي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جرس إنذار ! ارتفاع معدلات الرسوب في مرحلة التعليم قبل الجامع ...
- أربعة موجّهات أساسية لنجاح الحكومة المقبلة
- قوة هذا الصوت مقترح منهج المواطنة الرقمي .. في التعليم العام ...
- الاختبارات الدولية حافز للابداع والتطوير... احسان عمر الحديث ...
- نحو سياسية تربوية رشيدة في بناء المناهج الدراسية في العراق
- تطوير المهارات البحثية في إعداد الرسائل العلمية لطلبة الدراس ...


المزيد.....




- إعادة ابتكار وطاقة متجدّدة.. أسبوع الموضة في لندن يدخل حقبة ...
- محكمة فرنسية تدين ساركوزي بتمويل حملته الانتخابية بأموال الق ...
- ماذا تفعل إذا كنت تعتقد أنك تتعرق كثيراً؟
- الصحفي رامي أبو جاموس من مدينة غزة: الجيش الإسرائيلي يحاصرنا ...
- بعد إيطاليا.. إسبانيا تعلن إرسال سفينة لمساعدة أسطول الصمود ...
- فرنسا: القضاء يصدر حكمه بحق ساركوزي في قضية اتهامات بتقاضي أ ...
- سقوط 22 جريحا في إيلات جراء هجوم بمسيرة من اليمن.. ما تداعيا ...
- الجيش الإسرائيلي يواصل توغله ونسف المساكن والسكان في مدينة غ ...
- فيضانات تدمر الجسور.. صور -مرعبة- من إعصار راغاسا العنيف في ...
- الشرع يصافح ماكرون ويجلس مع ميلوني.. وملف -حقائب القذافي- يل ...


المزيد.....

- اللغة والطبقة والانتماء الاجتماعي: رؤية نقديَّة في طروحات با ... / علي أسعد وطفة
- خطوات البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- إصلاح وتطوير وزارة التربية خطوة للارتقاء بمستوى التعليم في ا ... / سوسن شاكر مجيد
- بصدد مسألة مراحل النمو الذهني للطفل / مالك ابوعليا
- التوثيق فى البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- الصعوبات النمطية التعليمية في استيعاب المواد التاريخية والمو ... / مالك ابوعليا
- وسائل دراسة وتشكيل العلاقات الشخصية بين الطلاب / مالك ابوعليا
- مفهوم النشاط التعليمي لأطفال المدارس / مالك ابوعليا
- خصائص المنهجية التقليدية في تشكيل مفهوم الطفل حول العدد / مالك ابوعليا
- مدخل إلى الديدكتيك / محمد الفهري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - احسان عمر الحديثي - تطوير المناهج.. بين الاستثمار في الطباعة وضياع العقول -مادة اللغة الإنكليزية للصف السادس الإعدادي أنموذجا