أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - عيبان محمد السامعي - لواء السلام ودوره في فك الحصار عن العاصمة صنعاء















المزيد.....

لواء السلام ودوره في فك الحصار عن العاصمة صنعاء


عيبان محمد السامعي

الحوار المتمدن-العدد: 8476 - 2025 / 9 / 25 - 11:03
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


"ورقة عمل قدمت لندوة فكرية عقدت بمناسبة ذكرى ثورة 26 سبتمبر الخالدة بتاريخ 24 سبتمبر 2025"


مقدمة:

مثَّلت ثورة 26 سبتمبر 1962م إحدى أهم الوثبات التاريخية المجيدة التي صنعها اليمانيون على مدى تاريخهم الممتد. فالثورة السبتمبرية لم تكن ثورة ضد نظام سياسي إمامي ثيوقراطي بغيض فحسب، بل أيضاً كانت ثورة شعبية ضد أوضاع اجتماعية واقتصادية وسياسية وثقافية شديدة التخلف والتأخر سعياً إلى صناعة واقع جديد مغاير. بعبارة أخرى: ثورة 26 سبتمبر أخرجت اليمن من ظلام القرون الوسطى إلى أنوار العصر الحديث.
ورغم انتصار الثورة السبتمبرية وإسقاط نظام الإمامة، إلا أن الطريق أمام الثورة لم تكن مفروشةً بالورود، بل كانت مليئة بالأشواك، واصطدمت بمطبات وعوائق كثيرة، وأُحيطت بحزام من مؤامرات عديدة داخلية وخارجية حاولت أن تُجهِضَ الثورة والنظام الجمهوري منذ اليوم الأول، ومن أبرز تلك المحاولات: حصار السبعين يوماً، وهو الحصار الذي فرضته القوى الملكية الإمامية على العاصمة صنعاء، الذي بدأ في 28 نوفمبر 1967 وانتهى في 7 فبراير 1968م.
وقبل الدخول في تفاصيل الحصار ودور القوى الوطنية في مواجهته وكسره، من الجدير إلقاء أضواء على المناخ الذي ساد في البلاد قبل الحصار، بهدف التعرف على أبرز العوامل التي مهدت الطريق أمام الإماميين، وتمكّنهم من فرض الحصار على العاصمة صنعاء.



عوامل مَهدَّت حصار السبعين يوماً:

هناك عدة عوامل أسهمت في تمكين القوى الإمامية من تطويق العاصمة صنعاء ومحاصرتها، وأبرزها ما يلي:
1- بقاء فلول النظام الإمامي بعد قيام الثورة السبتمبرية في بعض المناطق الشمالية والتخطيط للعودة للعاصمة صنعاء، فقد كانت قوات الإماميين تسيطر على العديد من المحافظات والمناطق اليمنية في الشمال وفي الشرق، وعلى وجه الخصوص: عمران وصعدة والجوف وحجة ومأرب. وقد اتخذ فلول الإماميين من بعض هذه المناطق قاعدة لهم لتجميع صفوفهم والإعداد لمهاجمة الثورة.
2- تكالب قوى خارجية على الثورة الوليدة، فقد واجهت ثورة 26 سبتمبر ومنذ يومها الأول موقفاً مُعادياً من الخارج وبالأخص من السعودية وبريطانيا وأمريكا وإيران. وقدمت هذه الدول دعماً سخياً للفلول الإمامية بالأموال والأسلحة، كما دعمت أيضاً مشائخ القبائل المناهضين للثورة، بل إن القوات السعودية والطيران السعودي وقف إلى جانب الفلول الإمامية وأسهم في قصف المواقع الجمهورية طوال السنوات التي تلت الثورة، أي خلال الفترة (1962 – 1968م).
3- حدوث نكسة 5 يونيو / حزيران 1967م في مصر، وقد أدى ذلك إلى انسحاب القوات المصرية من اليمن التي كان قوامها (60.000) ستون ألف ضابط وجندي، وقد جاءت هذه القوات بُعيد قيام الثورة بهدف مساعدة حكومة الثورة بقيادة الرئيس عبدالله السلال على توطيد أركان النظام الجمهوري، وبناء جهاز الدولة. وقد أدى خروج هذه القوات من اليمن إلى إضعاف حكومة الرئيس السلال، والقوات الجمهورية، الأمر الذي استغلته القوى الإمامية لإعداد العُدّة للهجوم على العاصمة صنعاء.
4- وجود قوى تقليدية داخل الصف الجمهوري كانت تختلق الخلافات والأزمات، وتعمل على تقويض حكومة الثورة، وممارسة ضغوط كبيرة على الرئيس عبدالله السلال بهدف دفعه لتبني المصالحة مع الفلول الإمامية. وقد تمثلت تلك القوى التقليدية برموز مشيخية وقبلية، أبرزهم: عبدالله بن حسين الأحمر شيخ مشائخ قبيلة حاشد، وسنان أبو لحوم شيخ مشائخ قبيلة بكيل، وكذلك قيادات عسكرية من بينهم: حسن العمري وحمود الجائفي، وبعض رموز وقيادات حزب الأحرار اليمنيين، وأبرزهم: محمد محمود الزبيري، وأحمد محمد النعمان، وعبدالرحمن الإرياني، ومحمد الفسيّل، وغيرهم. وقد تلقت هذه القوى التقليدية دعماً من المملكة العربية السعودية. وسعت هذه القوى التقليدية للتخطيط لإسقاط حكومة الرئيس عبدالله السلال من خلال عقد مؤتمرات قبلية، أبرزها: مؤتمر عمران وانعقد خلال الفترة (1-9 سبتمبر 1963م)، ومؤتمر خَمِر، وعقد في الفترة (2 – 5 مايو 1965)، ومؤتمر الطائف الذي عقد في الفترة (31 يوليو - 10 أغسطس 1965م)، ومؤتمر سبأ الذي عقد في 3 مارس 1967م، و"مؤتمر حَرَضْ" وعقد عام 1966 بين القوى التقليدية الجمهورية وممثلين عن جانب المَلكيين، وكان الهدف منه التفاهم حول تقاسم السلطة بين اليمين الجمهوري والملكيين، تحت مسمى "الدولة الإسلامية"، أي أنه كان يهدف لإلغاء النظام الجمهوري واستبداله بنظام آخر.
لقد كشفت هذه المؤتمرات مساعي القوى التقليدية الرامية لإجهاض الثورة، وإفراغ النظام الجمهوري من مضامينه الديمقراطية، وتمهيد الطريق أمام انقلاب 5 نوفمبر 1967، وهو الانقلاب الذي مثّل طعنة في ظهر الثورة السبتمبرية والنظام الجمهوري، وفتح – في الوقت نفسه – الطريق أمام القوى الإمامية لمحاصرة العاصمة صنعاء.

حصار السبعين يوماً، القوى المُهاجِمة والقوى المُدافِعة:

أ- القوى المهاجمة:
استفادت القوى الإمامية من العوامل المذكورة سابقاً، وذلك بإعداد العُدَّة ووضع خطة للسيطرة على العاصمة صنعاء، وقد سميت الخطة التي وضعتها بـ خطة "الجنادل"، وقد اشترك في وضعها خبراء عسكريين أجانب، وتم تمويل الخطة بالمال والعتاد العسكري من كلٍ من: المملكة العربية السعودية، وإيران، وبريطانيا، وأمريكا، وتمثلت تلك الخطة على النحو الآتي:
1- التوسع في فتح معسكرات لتدريب المزيد من المقاتلين المرتزقة الأجانب والعملاء المحليين إلى جانب مراكز التدريب الرئيسة الموجودة في بعض مناطق شمال الشمال.
2- قطع الطرق الرئيسة والفرعية المؤدية إلى العاصمة صنعاء.
3- احتلال الجبال والمرتفعات الاستراتيجية المحيطة بالعاصمة صنعاء وتعزيزها بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة الحديثة القادرة على التعامل مع الأهداف الحيوية داخل العاصمة.
4- ضرب المعسكرات والمطارات والمؤسسات الاقتصادية والخدمية والمنشآت الحكومية بما في ذلك المستشفيات ومحطات الكهرباء، والأحياء الآهلة بالسكان.
5- قطع التموين والإمداد على العاصمة صنعاء.
6- دفع كل القبائل المحيطة بصنعاء للتمرد عن طريق اغوائها بالمال والسلاح.
7- توجيه المرتزقة والعملاء داخل العاصمة للقيام بالتفجيرات بهدف بث الرعب والارباك في نفوس سكان العاصمة، وتشتيت القوات المدافعة عن العاصمة.
8- بلغ حجم القوات المهاجمة لصنعاء حوالي 70 ألف مقاتل من القبائل، وحوالي 10 ألف جندي نظامي مدربين على مختلف الأسلحة الحديثة، تم توزيعهم على محاور واتجاهات هجوم القوات المحيطة بصنعاء من أربعة اتجاهات، هي: اتجاه الهجوم الرئيسي من الناحية الجنوبية – الشرقية للعاصمة، والاتجاه الشرقي، والاتجاه الغربي، والاتجاه الشمالي.

ب- القوى المُدافعة عن العاصمة صنعاء:
لقد وضعت خطة دفاع مشتركة، اشتركت فيها قوى وطنية مختلفة، أبرزها: القوات المسلحة التابعة للجمهورية، وأبرز تشكيلاتها: الصاعقة، والمظلات، والمدفعية، والمشاة، ولواء السلام، ولواء الوحدة، وغيرها. وكانت أبرز القيادات العسكرية: عبدالرقيب عبدالوهاب، وعلي مثنى جبران، ومحمد مهيوب الوحش، ومحمد صالح فرحان، وعبدالرحمن أحمد صبر، وغيرهم.
كان عدد أفراد القوات التابعة للجمهورية ضئيلاً مقارنةً بالأعداد الهائلة التابعة للقوى الإمامية والمرتزقة، وقد قدّر الأستاذ عمر الجاوي أحد قيادات المقاومة الشعبية بأن عدد الجنود والضباط من الجمهوريين كان 1 إلى 8 من الإماميين والمرتزقة.
وأمام هذا التحدي كان لابد من إيجاد حل لسد النقص في قوات الجمهوريين، وبناءً على ذلك تشكلت قوات رديفة هي قوات المقاومة الشعبية التي تكونت من القوى الآتية:
‌أ- حركة القوميين العرب قادت مناطق: الحديدة، وإب، والبيضاء، وذمار.
‌ب- واشتركت حركة القوميين العرب مع حزب البعث في قيادة المقاومة في تعز.
‌ج- جمهوريون مستقلون قادوا مناطق: المحويت، وعمران، وحجة، ويريم.
‌د- اشتركت حركة القوميين العرب مع الجمهوريين المستقلين في قيادة مناطق: دمت، وجُبَن، ورداع.
‌ه- أما بالنسبة لجنوب الوطن، فقد تولى دعم المقاومة الشعبية الجناح اليساري في الجبهة القومية، وشكّلت لجنة مركزية لدعم المقاومة في صنعاء.
‌و- بالإضافة إلى مساهمة فاعلة من اتحاد عمال اليمن.
وتشكّلت قيادة سياسية للمقاومة الشعبية مكونة من: عمر الجاوي، ويحيى الشامي، ومالك الإرياني، وعبدالله حسن العالم، وعبده علي عثمان، وعلي مهدي الشنواح، وفتح الأسودي، وسيف أحمد حيدر.
لقد رفعت هذه القوى شعار "الجمهورية أو الموت" في مواجهة القوى الإمامية التي حاصرت صنعاء، وأحاطت بها من كل اتجاه، وشرعت في قصف الأحياء السكنية والمستشفيات والبنى التحتية، ومنع دخول المواد الغذائية والسلع إلى العاصمة صنعاء. وقد جاء هذا الشعار (الجمهورية أو الموت) ليعبّر عن تمسك القوى الوطنية بالثورة وبنظامها الجمهوري، فالجمهورية بالنسبة لهم مسألة حياة أو موت.


دور لواء السلام في فك الحصار عن العاصمة صنعاء:

أسهم لواء السلام بقيادة المناضل الوطني الكبير الشيخ عبدالرحمن أحمد عبدالله صبر بدور فاعل ومحوري في فك الحصار عن العاصمة صنعاء. وقد تشكّل لواء السلام في البداية تحت مسمى "فوج صبر وجبل حبشي وشرعب"، وقد اضطلع الشيخ عبدالرحمن صبر بدور طليعي في تشكيل قوات هذا اللواء، وضمّ هذا اللواء من شباب صبر وأبناء تعز الذين لبّوا نداء الثورة، وهبّوا للدفاع عنها وعن نظامها الجمهوري إزاء التحديات والأخطار التي تحيق بها. ويمكن توضيح أهم الأدوار التي قام بها اللواء في فك الحصار عن العاصمة صنعاء على النحو الآتي:
1- تدريب وإعداد المقاتلين الجمهوريين، وتزويد جبهات القتال بالمقاتلين المدربين:
بادر الشيخ عبدالرحمن أحمد عبدالله صبر بفتح معسكرات تدريب لاستقبال الشباب المتطوع من أبناء جبل صبر الأشم ومن أبناء محافظة تعز الراغبين بالالتحاق بجبهات القتال في الدفاع عن الجمهورية وعن العاصمة صنعاء ضد جحافل القوات الإمامية المدججة بمختلف أنواع الأسلحة الحديثة، والمزودة بعشرات الآلاف من المقاتلين وبأشكال مختلفة من الدعم التسليحي واللوجستي من دول عديدة، وهي: السعودية، وبريطانيا، وأمريكا، وإيران.
كان يتم تدريب المقاتلين، ثم يتم تفويجهم إلى جبهات القتال في العاصمة صنعاء عبر الجو، وكان هؤلاء المقاتلون الجدد الذين لم يحملوا السلاح من قبل، والذين تدربوا بدافع وطني، ورغم الإمكانيات الضئيلة، إلا أنهم كانوا يتسلحون بإرادة وطنية عالية، وإيمان عميق بعدالة القضية التي يقاتلون في سبيلها، فكانوا بذلك صنّاع النصر الوطني، وحماة الثورة، وطليعة الشعب.
لم تكن المعسكرات التي أنشأها الشيخ عبدالرحمن صبر ورفاقه مجرد أماكن للتدريب القتالي وتجهيز المقاتلين إلى ساحات المعارك، بل كانت أيضاً مدارس وطنية حقيقية يتلقى فيها المتدربون الوعي الوطني الجديد، وتتفتح عقولهم ونفوسهم وأفئدتهم لصوت الثورة ونداء الواجب الوطني.
لقد كانت تلك المعسكرات بمثابة أكاديميات لتخريج جيل من الثوار، ورجال الدولة، الساعين إلى بناء مجتمع جديد يسود فيه العدل والحرية والاستقلال والديمقراطية والمواطنة المتساوية.
2- فتح الطرق المؤدية إلى العاصمة صنعاء، وتأمين خطوط الإمداد، والتصدي لهجمات القوات الإمامية:
أسهم لواء السلام ببسالة منقطعة النظير في فتح الطرق الرئيسة المؤدية إلى العاصمة صنعاء، وتأمين خطوط الإمداد لجبهات القتال، ويمكن توضيح ذلك على النحو الآتي:

أ- فتح طريق الحديدة – صنعاء:
في خضم حصار السبعين، كانت طريق الحديدة – صنعاء تمثل أهمية استراتيجية وحيوية للعاصمة المحاصرة، إذ كانت صنعاء تنوء تحت وطأة حصار مطبق من كل الاتجاهات، وكان سكانها يعانون أشد المعاناة بسبب قطع الإمدادات بالغذاء والسلع الأساسية، مما شكّل مصدر تهديد لصمود قوات الجمهوريين والسكان المدنيين. وكان لابد من إيجاد حل لكسر هذا الحصار، لذلك قررت قيادة المقاومة الشعبية وقيادة لواء السلام بالتخطيط لمعركة فتح طريق الحديدة – صنعاء.
لقد شارك لواء السلام بقيادة الشيخ المناضل عبدالرحمن صبر في معركة فتح طريق الحديدة – صنعاء، إلى جانب قوات المقاومة الشعبية بقيادة الشيخ عبدربه العواضي، ووحدات من القوات النظامية. وقد بدأت هذه المعركة في منتصف يناير 1968، وانتهت في أوائل فبراير من العام نفسه.
كانت الخطة تقضي أن تُحشد قوات من الجيش ومن المقاومة الشعبية في الحديدة، وتوفير كافة أنواع الدعم لها لضمان تنفيذ خطة الهجوم على مراكز قوات الإماميين المتمركزة على طول الطريق، ووضع نقاط حماية في نفس المواقع حتى لا يعود الإماميون إلى استردادها بعد مرور القوات الفاتحة للطريق، وقطع الإمداد عليها وإعادة إغلاقها مرةً أخرى، تم الحشد وأوكلت قيادة القوات لقائد الحملة الشهيد أحمد عبدربه العواضي. وفعلاً بدأ التحرك من الحديدة بقيادة الشيخ أحمد عبدربه العواضي حيث أبلت المقاومة بلاءً حسناً، وكانت الحملة المسلحة المرافقة بطابور من السيارات المحملة بكل المواد الغذائية والوقود.. إلخ.
بدأت الحملة بإسقاط مواقع القوات الإمامية المتمركزة على طول الطريق ابتداءً من الحيمة، الموقع تلو الآخر في اتجاه صنعاء، كما تحركت قوات من صنعاء في اتجاه الحديدة على الطريق لقطع الإمداد الآتي من الاتجاه الشمالي والجنوبي للقوات الإمامية، وكانت أكبر الخسائر للمقاومة في جبل النبي شعيب، وبالرغم من حجم الخسائر وضراوة المعارك إلا أن قوات المقاومة الشعبية استمرت في التقدم حتى وصلت إلى منطقة "بيت بوس" الواقعة في ضواحي العاصمة صنعاء، وكانت القوات الإمامية تتخذ من تلك المنطقة مركزاً لها لضرب العاصمة، وبسقوط منطقة "بيت بوس" في أيدي قوات المقاومة الشعبية بدأت الانهيارات المتلاحقة في صفوف القوات الملكية، كما أسهم ذلك في سيطرة قوات الصاعقة بقيادة الشهيد عبدالرقيب عبدالوهاب على جبل عيبان الاستراتيجي الذي يقع في الجزء الجنوبي الغربي من العاصمة صنعاء، وبالسيطرة على هذا الجبل الهام تكون قوات الجمهورية قد ألحقت الهزيمة الفعلية بالقوات الإمامية.

ب- معركة فتح طريق تعز – صنعاء.
شكلت هذه المعركة لحظة مفصلية في مجريات حصار السبعين يوماً، لما تتمتع به طريق تعز – صنعاء من أهمية استراتيجية وحيوية، وتعني السيطرة عليها، كسر الحصار عن العاصمة وتأمين تدفق المؤن للعاصمة من المناطق الجنوبية، ولاسيما من تعز وإب والبيضاء.
وقد أسهم لواء السلام بقيادة الشيخ عبدالرحمن أحمد صبر مساهمة فاعلة في هذه المعركة، على مستوى التخطيط والإعداد والتنفيذ، فكان مقاتلو اللواء في مقدمة صفوف القوات التي عملت على تأمين هذا الطريق الاستراتيجي، والسيطرة على نقطة نقيل يسلح، وكانت السيطرة على هذا الطريق يعد بمثابة الضربة القاصمة التي قصمت قوات الإماميين، وبنجاح هذه العملية كُتبت خاتمة معركة حصار السبعين يوماً، وانهارت صفوف الإماميين، وأعلن انتصار الجمهوريين.


خاتمة:
في الأخير يجدر بنا أن نلقي أضواء على سيرة الشيخ المناضل اللواء عبدالرحمن أحمد عبدالله صبر، الذي ولد عام 1347هـ 1925م، في قرية أكمة حبيش مديرية المسراخ جبل صبر محافظة تعز.
كان أحد أبرز القادة المشاركين في قيام ثورة 26 سبتمبر المجيدة وهو أول من شكل جيش نظامي في تعز لحماية الثورة والجمهورية تحت مسمى "فوج صبر وجبل حبشي وشرعب"، وسُميَ بلواء السلام بعد تدريبه وتجهيزه وكان قائداً له، وقد شارك مع لوائه في الدفاع عن الثورة والجمهورية في مناطق: مَعبر ونقيل يسلح والحيمتين وجبال صرواح وغيرها.
كان من أبرز قادة فك حصار السبعين، وتقلد أوسمة عديدة من رئاسة الجمهورية نظير دوره في الدفاع عن الوطن والجمهورية.
كان الشيخ عبدالرحمن صبر شيخ مشايخ صبر وتعز، ويحظى باحترام وتأثير واسع بين أبناء تعز، نظراً للأدوار الاجتماعية التي قام بها، من خلال قيامه بحل العديد من القضايا والنزاعات على مستوى محافظة تعز، ودفاعه عن حقوق المواطنين، وعن القضايا الوطنية العادلة.
توفي الفقيد في 31 أكتوبر عام 2014، وقد ترك إرثاً نضالياً مجيداً، وزرع حب الوطن والانتماء الوطني في أفراد عائلته، في أبنائه وأحفاده، وقد سار على نهجه ولده الفقيد والمناضل الكبير الشيخ أحمد عبدالرحمن صبر عضو اللجنة المركزية للحزب الاشتراكي اليمني وسكرتير أول منظمة الحزب خلال الفترة 2002 – 2005، والذي توفي في فبراير 2007. كما سار على نهجه أحفاده الذين لا يزالون يصنعون أروع الملاحم البطولية والنضالات الوطنية في نصرة المظلومين ونصرة القضايا الوطنية، وفي طليعتهم، المناضل الرفيق محمد أحمد عبدالرحمن صبر، والرفيق شفيع والرفيق عمار أحمد عبدالرحمن صبر، وكافة أفراد الأسرة المناضلة والكريمة.


استعان الكاتب في إعداد هذه الورقة بالمراجع الآتية:
1- جار الله عمر، القيمة التاريخية لمعارك حصار السبعين يوماً، صنعاء، مركز الأمل للدراسات والصحافة والنشر، 2003.
2- سعيد أحمد الجناحي، الحركة الوطنية اليمنية من الثورة إلى الوحدة، عدن، مركز الأمل للدراسات والنشر، 1992.
3- عبداللطيف ضيف الله، حصار صنعاء (1967 – 1968) خطة القوات المسلحة لفك الحصار، صنعاء، مطابع المستقبل العربي للطباعة والنشر، 2009.
4- عمر الجاوي، حصار صنعاء: ريبورتاج صحفي حي من أرض الأحداث في حرب السبعين يوماً، عدن، مؤسسة صوت العمال، 1975.
5- وثائق ندوة الثورة اليمنية: الانطلاقة، التطور، آفاق المستقبل، ج6: ملحمة السبعين يوماً "الوقائع – الدروس – العبر"، صنعاء، دائرة التوجيه المعنوي، 2008.

مراجع على شبكة الانترنت:
1- مقابلة مع المناضل محمد الصبري، صحيفة 26 سبتمبر، رابط:
https://www.26sepnews.net/2023/09/28/1-11372/
2- منشور تعريفي بالشيخ المناضل عبدالرحمن أحمد صبر، رابط:
https://www.facebook.com/groups/614550345302834/posts/8280426848715107/



#عيبان_محمد_السامعي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصتي مع حـيـفـا !!
- أوجاع يمانية في اليوم العالمي للعدالة الاجتماعية!!
- ثورة 11 فبراير السلمية: عوامل وعوائق وآمال
- التغيير جوهر الوجود وقانونه الأسمى
- عيبان السامعي: إدانة ثورة فبراير هي تبرئة مجانية لتحالف الثو ...
- علي عبدالرزاق باذيب.. حضور إنسانيّ عصيّ على الغياب
- كريم مَرُوَّة: المناضل والمُفكر الذي لا يغيب
- عن السلام وكيفية تحقيقه في اليمن: أفكار أولية للنقاش
- دور التيار الماركسي في تثوير وعي الطبقة العاملة اليمنية(*)
- الطبقة العاملة اليمنية وحركتها النقابية خلال الفترة (1939-20 ...
- وجع يماني... في اليوم العالمي للعدالة الاجتماعية!!
- صدور كتاب إشكالات الواقع اليمني: الثورة الشعبية والحرب، الهو ...
- ملاحظات سريعة على مقالات أ. قادري أحمد حيدر حول ما يسمى -اله ...
- ثورة 26 سبتمبر ومسألة الهُوية الوطنية
- حول مصطلح -الهاشمية السياسية- وأزمة الهوية الوطنية الحلقة ال ...
- حول مصطلح -الهاشمية السياسية- وأزمة الهُوية الوطنية!
- عبدالله عبدالرزاق باذيب.. رائد الاشتراكية العلمية في اليمن
- في خطأ القول ب -الهاشمية السياسية-!
- شغيلة اليمن بين حربين!!
- هل الحرب استمرار للسياسة؟؟ مناقشة نقدية لـ -كلاوزفيتز-


المزيد.....




- اضطرابات الأكل تصيب الأثرياء.. لكن الفقراء يدفعون الثمن الأك ...
- محمود عباس يدعو حماس والفصائل الفلسطينية الأخرى لتسليم سلاحه ...
- رواية -حوريات- للجزائري كمال داود: ضد النظام والإسلامويين وا ...
- العدد 620 من جريدة النهج الديمقراطي
- وفاة صالح حشاد معتقل تازمامارت ، الأثر أكبر من أن يُمحى.
- فصل من كتاب كبزال، مذكرات عايدة وصالح حشاد عن تازمامارت
- صحف غربية: خطاب ترامب استهدف قاعدته السياسية واليمين المتطرف ...
- صحف غربية: خطاب ترامب استهدف قاعدته السياسية واليمين المتطرف ...
- رواية -حوريات- للجزائراي كمال داود: ضد النظام والإسلامويين و ...
- بلاغ صحفي حول اجتماع المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية ...


المزيد.....

- ليبيا 17 فبراير 2011 تحققت ثورة جذرية وبينت أهمية النظرية وا ... / بن حلمي حاليم
- ثورة تشرين / مظاهر ريسان
- كراسات شيوعية (إيطاليا،سبتمبر 1920: وإحتلال المصانع) دائرة ل ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - عيبان محمد السامعي - لواء السلام ودوره في فك الحصار عن العاصمة صنعاء