مجدي الشوملي
الحوار المتمدن-العدد: 8470 - 2025 / 9 / 19 - 16:33
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
التظاهرات المؤيدة لفلسطين والمنددة بحرب الإبادة على غزة هي تعبير عن الغضب وعن الاستنكار الشديد لمواقف الحكومات عموما والغربية خصوصاً التي لم تهتم بمطالب المتظاهرين.
التظاهرات متواصلة منذ سنتين، ورفع العلم صار معيارا للإنسانية، وهتاف الفرق الموسيقية بالحرية لفلسطين صار أمرا ضروريا لنجاح الحفل. لكن هذا لا يكفي، وما هو مطلوب هو كيف يمكن أن ينتج عن هذه التظاهرات أفعالاً على الأرض.
المقصود ب "أفعال على الأرض" هو أن ترضخ الحكومات لمطالب المتظاهرين مثل: قطع العلاقات السياسية والأكاديمية والتجارية والثقافية والرياضية وحتى الدبلوماسية، وقف تصدير الأسلحة وقطع الغيار الى إسرائيل، رفض استقبال السفن الإسرائيلية في الموانئ. لقد شهدنا مؤخرا مواقف كثيرة من هذا القبيل، مما يعني أن الرأي العام العالمي المتمثل بالتظاهرات والمسيرات قد بدأ ينتقل إلى مرحلة أعلى، حيث يقوم المجتمع المدني والمواطنون بتنفيذ المطالب بأيديهم دون انتظار قرارات الحكومة.
الانجازات التي برزت مؤخرا تبشّر بانتقال العمل الشعبي إلى مراحل أعلى وسوف تعطي أفعالاً على الأرض. نستعرض فيما يلي بعض نماذج لهذه الأفعال التي جرت في السنتين الأخيرتين.
• تعتبر القضية التي رفعتها جنوب أفريقيا مع آخرين ضد إسرائيل بتهمة الإبادة في محكمة العدل العليا والجنايات الدولية ومذكرات اعتقال نتنياهو وغالانت من أهم الأفعال على الأرض.
• انعقاد مؤتمر "يهود ضد الصهيونية" في فيينا ما كان ليحدث لولا التظاهرات العالمية، فكان من الضروري لليهود المعادين للصهيونية من عقد مؤتمر عالمي لتذكير العالم بأنهم ضد الصهيونية وبأن إسرائيل لا تمثل اليهود.
• قرارات الاعتراف بالدولة الفلسطينية ازدادت خليل السنتين الأخيرتين وتكلل هذا الاعتراف بقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة "اعلان نيويورك" يوم 11-9-2025
• انطلاق اسطول الصمود العالمي بمشاركة 750 ناشطاً من 44 دولة من ضمنهم شخصيات سياسية وفنية وثقافية. هذا الأسطول يسبب القلق للحكومة الإسرائيلية لأنه أسطول ضخم وفيه عدد كبير من المشاهير، وليس كالسفينتين السابقتين اللتين تم اعتراضهما بسهولة.
• على هامش اسطول الصمود فقد حذرت نقابات عمال الموانئ في إيطاليا من أن أي اعتراض لأسطول الصمود فهذا سيؤدي إلى اغلاق الموانئ الإيطالية. وقد لاقى هذا التهديد الكثير من الترحيب من نقابات أخرى في إيطاليا وأوروبا.
• لقد جرت ملاحقات قضائية واعتقالات لعدد من الإسرائيليين خارج إسرائيل بتهمة المشاركة في الإبادة، ومن هذه الدول البرازيل وبلجيكا وهولندا والتشيلي والأرجنتين. وننوه بدور مؤسسة هند رجب الأمريكية في هذا المجال.
• ازدادت مؤخرا حالات رفض دخول الإسرائيليين الى اليونان، وقد منع متظاهرون في جزيرة سيروس سفينة سياحية تحمل 1600 راكب إسرائيلي من الرسو، رافعين لافتات كتب عليها "أوقفوا الإبادة الجماعي"، كما ازدادت حالات طرد زبائن إسرائيليين من مطاعم أوروبية، وحالات رفض استقبالهم في الفنادق وخاصة في اليونان واسبانيا. وفي أدنبرة / سكوتلاند أعلن مطعم أنه "منطقة خالية من الصهيونية". وحدث الأمر نفسه بأشكال مختلفة في فيتنام وكوريا واليابان.
• ازداد انتاج أفلام السينما الوثائقية التي تتعلق بحرب الإبادة، ويعتبر فوز فيلم "صوت هند رجب" بالجائزة الثانية في مهرجان البندقية أحد المؤشرات على ذلك. كما قام عدد من المغنيين بعمل أعاني خاصة عن فلسطين وحرب الإبادة وأهم هذه الأغاني أغنية "هند رجب" للمغني الأمريكي ماكليمور.
• مدينة نيويورك في انتظار فوز زهران ممداني لرئاسة بلدية نيويورك وهو مؤيد لفلسطين، وهو ما كان ليحدث لولا التغير في الرأي العام الدولي.
• صدر عدد من القرارات عن برلمانات عديدة وحكومات بشأن أحجام متفاوتة من المقاطعات وخاصة من اسبانيا. وصدرت عدة قرارات تتعلق بمنع أو تعليق تصدير السلاح لإسرائيل مثل كندا وبريطانيا، ورفعت نيكاراغوا دعوى على ألمانيا في محكمة العدل الدولية بتهمة دعم الإبادة الجماعية في غزة عبر تزويد إسرائيل بالأسلحة.
• في اسبانيا التي تستضيف بطولة العالم للشطرنج رفض النادي المنظِّم وضع العلم الإسرائيلي مع أعلام الدول الأخرى مما أدى الى انسحاب اللاعبين الإسرائيليين.
• التغير في المواقف الدولية تسببت بتعميق الأزمة الداخلية في إسرائيل.
هذه نماذج من الأفعال التي نجمت عن التظاهرات وعن التغيّر في الرأي العام العالمي. وإن كانت إسرائيل لم تعد تهتم بالتظاهرات العالمية لكنها تحسب ألف حساب لنتائجها على الأرض.
في إحدى المقابلات مع أحد السياح الإسرائيليين العائدين من اليونان قال بحزن شديد كيف كان يتم معاملته بازدراء في كل مكان يذهب اليه. لقد تجاهل هذا السائح كل التظاهرات ولم يتأثر الا بنظرات الازدراء. هذا بالضبط هو ما ينبغي أن يحدث كل يوم، جنبا الى جنب مع التظاهرات.
#مجدي_الشوملي (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟