أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - تيسير خالد - نتنياهو يعشق الاساطير ، توراتية كانت أم اغريقية ولا يخشى تداعياتها بقلم : تيسير خالد















المزيد.....

نتنياهو يعشق الاساطير ، توراتية كانت أم اغريقية ولا يخشى تداعياتها بقلم : تيسير خالد


تيسير خالد

الحوار المتمدن-العدد: 8469 - 2025 / 9 / 18 - 13:04
المحور: القضية الفلسطينية
    


أحلام بنيامين نتنياهو لا تعرف الحدود ، وتجره من سقطة سياسية الى أخرى ، دون أن يدرك حجم المخاطر ، التي تتسبب بها هذه الاحلام . قبل فترة وجيزة أعرب في مقابلة له مع الصحفي في قناة i24 الإسرائيلية، شارون غال إنه يشعر بأنه في ” مهمة تاريخية وروحية “، وأنه متمسك “جداً” برؤية إسرائيل الكبرى، التي تشمل الأراضي الفلسطينية ، “وربما أيضاً مناطق من الأردن ومصر” . اسرائيل الكبرى ، التي يحلم بها بنيامين نتنياهو مثار خلاف وجدل في التلمود والادب التلموي ، فهي في حدها الأدنى تشمل فلسطين والاردن وسيناء ومساحة واسعة من الاراضي السورية تصل الى حدود خط مدينة حمص بين سورية ولبنان ، فيما يشمل حدها الأقصى إضافة الى فلسطين شبه جزيرة سيناء والاردن وسوريا ولبنان مساحات واسعة من الأراضي التركية وفي جميع تفاسير التلمود والادب التلمودي فإن ارض اسرائيل تشمل جزيرة قبرص كذلك . وقد تسببت اقوال نتنياهو ، التي وردت في تلك المقابلة بهزة سياسية غطت المنطقة فضلا عن العالم باستثناء الولايات المتحدة الأميركية وربما ناورو وميكرونيزيا وبالاو وبابوا وتونغا.
قبل أيام اتسعت آفاق أحلام بنيامين نتنياهو وبشر المواطنين في اسرائيل بعزلة دولية صعبة ، مدعيا أن المسلمين الذين هاجروا إلى أوروبا تحولوا إلى أقليات كبيرة ترفض الصهيونية ولها صوت مسموع وتؤثر كثيرا على الحكومات، وهم لا ينفون ذلك. إنهم يعترفون بذلك في محادثات شخصية. وهذا يؤدي إلى عقوبات وقيود كثيرة على إسرائيل ويقيد قدرتنا على استيراد قطع سلاح، ويهددنا بصعوبات اقتصادية ، ووعد مواطني دولته بالخروج من العزلة من خلال التحول الى دولة شبيهة ب "اسبارطة العظمى" ، ما تسبب بهزة اقتصادية وسياسية واسعة كان اشدها وأكثرها وقعا في حدود دولته . قال نتنياهو : "سيتعين علينا بشكل متزايد التكيف مع اقتصاد يتمتع بخصائص الاكتفاء الذاتي، إنها كلمة أكرهها، أنا من دعاة السوق الحرة، لقد عملت على قيادة إسرائيل نحو ثورة السوق الحرة، لكننا قد نجد أنفسنا في وضع تتعرقل فيه صناعاتنا العسكرية، سيتعين علينا تطوير صناعات الأسلحة هنا". "سيتعين علينا أن نكون مثل أثينا وأسبرطة العظمى، ليس لدينا خيار آخر، على الأقل في السنوات القادمة، سيتعين علينا التعامل مع ‏محاولات العزل هذه، ما نجح حتى الآن لن ينجح من الآن فصاعدا".
من الواضح ان بنيامين نتنياهو يحب الاساطير والتنبؤات ، بل هو متعلق بها الى درجة الهوس بصرف النظر عن سقطاتها وتداعياتها . فما قصة إسبارطة التي يتحدث عنها نتنياهو؟ في الأساطير اليونانية، يُقال إن الملك الأسطوري لاكديمون ، ابن زيوس ، أحد آلهة الاغريق القدماء هو من قام في القرن العاشر قبل الميلاد ببناء المدينة وسماها باسم زوجته سبارت . عاشت هذه المدينة على الحروب وبنت نظاما عسكريا متكاملا ومتماسكا واصبحت الحرب عند حكامها وسيلة دائمة لاستمرار الحياة واحتل الجنود فيها قمة سلم البناء في المجتمع وطغت قيم نزعتها العسكرية على كل القيم الاخرى الضرورية لتنظيم الحياة في كل مجتمع سليم وفي النهاية تعرضت الى هزيمة أودت بها الى الفناء .
نتنياهو لا يخشى العزلة الدولية طالما ان الولايات المتحدة الاميركية تقف الى جانب دولته بصرف النظر عن سياسة حكومتها . هو في ضوء فرض المزيد من القيود على صادرات الاسلحة إلى اسرائيل مثلا ، لا يخشى تداعيات ذلك ويعتقد أن بإمكان دولته أن تعوض ذلك بتطوير الابحاث في صناعتها العسكرية الى الحد ، الذي يمنحها القدرة على بناء وتطوير صناعة عسكرية تحررها من الاعتماد على الخارج ، دون ان يدرك على سبيل المثال أن تكاليف البحث والتطوير لطائرة إف-35 وحدها كلفت الولايات المتحدة الاميركية نحو 50 مليار دولار أمريكي وأن تكاليف البحث والتطوير في ميزانية وزارة الدفاع الاميركية تقترب سنويا من حدود تريليون دولار .
وهو لا يخشى أن يتحول اقتصاد اسرائيل الى ما يشبه " اقتصاد اسبرطة " ولا يخشى تداعيات ان تفرض عليه دول الاتحاد الاوروبي عقوبات تزيد من عزلة دولته ، بما يشمل إلغاء امتيازات ضمن اتفاقية الشراكة التجارية بين الجانبين بتعليق بعض الأحكام التجارية في الاتفاقيات بين الاتحاد الأوروبي وإسرائيل . هنا تفيد التقديرات أن إلغاء اتفاقية التجارة الحرة مع إسرائيل يتطلب مصادقة على مستويين داخل الاتحاد الأوروبي. الاولى في مجلس المفوضين ، حيث الخسارة هنا متوقعة إذا ما اعتبر المجلس أن إسرائيل تنتهك حقوق الإنسان، وبالتالي يجب وقف الاتفاق التجاري معها. صحيفة "هآرتس" تشير إلى أن المستوى الثاني تحيط به حالة من عدم اليقين ، حيث أن أي تعديل على اتفاقية التجارة الحالية، التي تمنح إسرائيل إعفاءً جمركياً كاملاً، يحتاج إلى تأييد 55% من الدول الأعضاء تمثل 65% من سكان الاتحاد. ووفق تحليل وزارات المالية والاقتصاد والخارجية الإسرائيلية، فإن الدول المطالبة بتشديد شروط التجارة باتت قريبة من حشد الأغلبية المطلوبة . وإذا حدث ذلك تكون دولة اسرائيل قد تعرضت لنكسة غير عادية ، خاصة وأن بيانات مجلس الاتحاد الأوروبي تشير إلى أن الاتحاد هو الشريك التجاري الأهم لإسرائيل، بحجم تبادل بلغ عام 2024 نحو 42.6 مليار يورو (منها 17 مليار دولار صادرات إسرائيلية إلى أوروبا و25 مليار دولار واردات من أوروبا)، منها 37% تمتعت بامتيازات تخفيضات جمركية بناء على اتفاقية الشراكة التجارية.
وتبقى التداعيات الداخلية المترتبة على تصريحات بنيامين نتنياهو وأحلامة " الاسبرطية " هي الاهم ، بعد أن دعا نتنياهو الى تبني اقتصاد بسمات " اوتاركية " أي اقتصاد مغلق يعتمد على الذات في مواجهة عزلة عن الأسواق العالمية . فقد حذر 80 خبيرا اقتصاديا، وُصفوا بأنهم الأرفع في إسرائيل، من كارثة اقتصادية لم تشهد إسرائيل مثيلا لها، إذا لم يتم إجراء تغيير جذري في وضع إسرائيل السياسي – الأمني الحالي، الذي تزداد خطورته بسبب استمرار الحرب الوحشية ، التي تشنها دولة الاحتلال على على غزة، وفق ما نقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" ، كما شهدت بورصة تل أبيب على الفور هزة وصفت صحيفة "كالكاليست" الاقتصادية الإسرائيلية أجواءها في الأسواق بـالسوداوية ، إذ انخفض مؤشر "تل أبيب 125" بنسبة 1%، وتهاوى مؤشر النفط والغاز بـنسبة 2.2%، في حين تكبدت أسهم الصناعات العسكرية خسائر قاسية، إذ فقدت "إلبيت" 2% من قيمتها، وهوت "نكست فيجن" بـنحو 4%. ، وامتدت التداعيات إلى قطاعات أخرى، إذ خسر سهم "نيو ميد إنرجي" 2.4%، في حين سقطت أسهم "ألومة إنفراستركشر" بنسبة 12.9% ، وهو ما وصفته "كالكاليست" بأنه دليل على تآكل الثقة بالاقتصاد الإسرائيلي . وكان قطاع التكنولوجيا الأكثر حدة في انتقاداته، إذ أصدر "منتدى الهايتك من أجل إسرائيل" بياناً قال فيه إن "الهايتك، محرك النمو المركزي للاقتصاد، يعتمد على الأسواق الدولية وثقة المستثمرين الأجانب. الانغلاق الحالي يهدد ميزتنا التكنولوجية والعسكرية، وبدلا من ضمان الاستقرار، تنحدر إسرائيل إلى واقع خطير من العزلة وفقدان القدرة على المنافسة ، متسائلا بلهجة ساخرة: "هل هذا هو حلم نتنياهو؟ أن نعود لنبيع البرتقال؟".
لا حدود لأحلام وأوهام هذا الرجل ، الذي يجر دولته والمنطقة الى المجهول ، رجل مصاب بداء الغطرسة ، مزدوج الشخصية ، علماني يجري وراء الأساطير ، تارة يستحضر " قورش " الفارسي في عدوانه على ايران وتارة ثانية يعد مواطنيه بالقضاء على " عماليق " العصر ، " سأطارد أعدائي وألاحقهم ولن أعود إلى أن أبيدهم كما كتب في التوراة وسنحقق هذا الهدف " ومؤخرا استحضر " سبارطه العظمى " في إشارة للسير في طريق وعر ، صعب وخطير للتغلب على عزلة دولية تعيشها دولته بفعل وحشية حربها على على الفلسطينيين في قطاع غزة كما في الضفة الغربية ونزعاتها العدوانية التوسعية في علاقتها مع دول الجوار والمنطقة .



#تيسير_خالد (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النفخ في الأساطير لن يجدي نفعا في بعث - مملكة نتنياهو الكبرى
- رسالة رؤساء الجامعات الاسرائيلية لنتنياهو تحطم رواية احتكار ...
- في ذكرى النكبة : الرواية الحقيقية عن النكبة تعود الى واجهة ا ...
- في يوم العمال العالمي : الحرب الوحشية تدفع العمال الفلسطينيي ...
- في يوم الارض الخالد : نحن هنا باقون على صدوركم كالجدار بقلم ...
- في اليوم العالمي للمرأة : مكانة المرأة الفلسطينية ومعاناتها ...
- من جديد ... المنطقة على موعد مع سياسة دونالد ترامب الهدامة ب ...
- هل كان لداود مملكة في هذه البلاد ؟!
- الحركة الصهيونية ... فاشية جديدة بطعم النازية تحوم فوق المنط ...
- في الذكرى السادسة والسبعين للنكبة .. جامعة كولومبيا الأميركي ...
- - نيتساح يهودا - ... رشوة سخيفة ونكتة سمجة في قصة هزلية
- رمتني بدائها وانسلت ... في معرض الرد على سموتريتش
- طرق آمنة للمستوطنين وأخرى محفوفة بالمخاطر للفلسطينيين
- هي درسدن جديدة إذن وحرب إبادة ....سيد بايدن ....
- - اعقلها وتوكل - نصائح في غير الزمان والمكان .... بقلم : تيس ...
- موقع اسرائيل في مشروع - الممر العظيم - للرئيس جو بايدن
- صبرا وشاتيلا : اسرائيل كانت شريكا فعالا في الجريمة والادارة ...
- ابراهام بورغ ، رجل شجاع ... كسر الصمت
- سلوك شيطاني لجنود قوات الاحتلال على مفارق الطرق بقلم : تيسير ...
- سلوك شيطاني لجنود قوات الاحتلال على مفارق الطرق بقلم : تيسير ...


المزيد.....




- مزاعم زوجة ماكرون -ليست انثى-.. تفاعل على تقرير عن -أدلة علم ...
- فيديو حركة من كاميلا مع الأميرة كيت أمام زوجة ترامب تثير تفا ...
- كيف تحولت عملية مياه بيضاء بسيطة إلى كابوس يهدد بصر العشرات ...
- ماذا يحدث في السجون السرية التي تسيطر عليها الاستخبارات الأم ...
- الاستخبارات البريطانية تلجأ إلى -الدارك ويب- لتجنيد جواسيس م ...
- السعودية.. ضبط رجل وامرأتان لممارسة الدعارة والأمن يكشف تفاص ...
- فيتو أمريكي في مجلس الأمن يسقط مبادرة دولية لوقف إطلاق النار ...
- ماكرون: إسرائيل تدمر مصداقيتها بسبب عملياتها العسكرية في غزة ...
- نهاية -صادمة- لـ-أسورة المتحف المصري- التي شغلت الرأي العام ...
- تحليل لـCNN: السعودية تلجأ إلى باكستان -الحليف النووي- مع تر ...


المزيد.....

- البحث مستمرفي خضم الصراع في ميدان البحوث الأثرية الفلسطينية / سعيد مضيه
- فلسطين لم تكسب فائض قوة يؤهل للتوسع / سعيد مضيه
- جبرا نيقولا وتوجه اليسار الراديكالي(التروتسكى) فى فلسطين[2]. ... / عبدالرؤوف بطيخ
- جبرا نيقولا وتوجه اليسار الراديكالي(التروتسكى) فى فلسطين[2]. ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ااختلاق تاريخ إسرائيل القديمة / سعيد مضيه
- اختلاق تاريخ إسرائيل القديمة / سعيد مضيه
- رد الاعتبار للتاريخ الفلسطيني / سعيد مضيه
- تمزيق الأقنعة التنكرية -3 / سعيد مضيه
- لتمزيق الأقنعة التنكرية عن الكيان الصهيو امبريالي / سعيد مضيه
- ثلاثة وخمسين عاما على استشهاد الأديب المبدع والقائد المفكر غ ... / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - تيسير خالد - نتنياهو يعشق الاساطير ، توراتية كانت أم اغريقية ولا يخشى تداعياتها بقلم : تيسير خالد