|
أية قمة عربية لا تجد حل للقضية الفلسطينية لا قيمة لها... فمتى يستفيق العرب.. متى ...........! متى............................؟
فواد الكنجي
الحوار المتمدن-العدد: 8469 - 2025 / 9 / 18 - 08:34
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
الضربة الجوية (الإسرائيلية) في قلب العاصمة (القطرية – الدوحة)؛ لم تكن ضربة لحركة (حماس – الفلسطينية) فحسب؛ بل ضربة للمنطقة (العربية) ولمستقبل (الأمن القومي العربي) ولـ(سيادة الخليج) تحديدا؛ فـ(القاعدة العسكرية الأميركية – العديد) الموجودة على أرض (دولة قطر) والاتفاقيات الموقعة بين الطرفين (الأمنية) و(العسكرية) واعتماد (دولة قطر) على المنظومة العسكرية (الأميركية) كمصدر لتسليح قواتها العسكرية ولمعداتها وحماية امنها؛ لتكون (الولايات المتحدة) هي المنظومة العسكرية القائمة على ارض (دولة القطر) فبين الطرفين شراكات غير تقليدية وفوق العادة.. وان الاتفاقات بين الطرفيين تم توقيعها والمصادقة عليها لتكون ملزمة .
الضربة العسكرية الإسرائيلية في قلب العاصمة القطرية لم تكن مفاجئة لمن يعرف طبيعة الكيان الصهيوني المجرم
مع كل هذه الاتفاقيات بين (دولة القطر) و(الولايات المتحدة) فوجئت (المنطقة العربية) بضربة عسكرية (إسرائيلية) في قلب (العاصمة القطرية)؛ فهذه الضربة لم تكن (مفاجئة) لمن يعرف طبيعة (الكيان الصهيوني) المجرم؛ ولن تكون الأخيرة في المنطقة؛ وفق كل المؤشرات التي تتصاعد وتتطور يوميا في (المنطقة العربية) بنسف كل ما ورد من التزامات.. وشراكات (أمريكية – قطرية)؛ التي أتت وفق علاقة إستراتيجية مميزة بين (قطر) و(الولايات المتحدة)، فالطرفان وقعا على اتفاقية (تعاون دفاعي عسكري) وعلى كل المستويات (الاستخباراتية) و(اللوجستية)، لتصبح (دولة قطر) كحليف استراتيجي لـ(الولايات المتحدة)؛ بعد أن تم استضافة (قطر) قاعدة (العديد) الجوية كمركز للعمليات الجوية (الأميركية) وكمقر متقدم لـ(القيادة الوسطى الأميركية) لتتراوح عدد القوات فيها ما بين ستة إلى عشرة ألاف عسكري وعامل فني؛ إضافة إلى قيام (دولة القطر) إلى شراء كل معدات العسكرية وتسليح منظومتها الهجومية والدفاعية بالسلاح (الأمريكي)؛ من الطائرات المقاتلة المتطورة والمروحيات وكل ما تحتاج هذه القطاعات من ذخائر ومن رادارات الإنذار لتطور العلاقة بين (القطر) و(أمريكا) إلى مستوى العلاقات الإستراتجية وشراكة، لتستضيف (دولة قطر) المقر الأمامي لـ(القيادة المركزية الأميركية) المسئولة عن العمليات العسكرية (الأمريكية) في (المنطقة) و(آسيا الوسطى)؛ لتصبح (قطر) شريكا محوريا في أي عملية عسكرية (أميركية) في المنطقة؛ لتمنح (قطر) لـ(الولايات المتحدة) قدرة على إدارة عملياتها بسرعة من داخل المنطقة؛ سواء في (العراق) أو في (سوريا) أو في (الخليج العربي)؛ بعد أن اعتبرت (قطر) عضو في (القوات البحرية المشتركة الأمريكية القطرية) .
لماذا لم تمنح الولايات المتحدة دولة قطر ضمانات أمنية وعسكرية لردع أي هجوم يشن عليها.............؟
ورغم كل الامتيازات التي منحتها (قطر) لـ(الولايات المتحدة الأمريكية) على أراضيها؛ كان يفترض من (الولايات المتحدة) إن تمنح (دولة قطر) ضمانات أمنية وعسكرية لردع أي هجوم يشن عليها، ليتم تعزيز من مكانة (دولة قطر) كحليف لـ(الولايات المتحدة) ويمنحها ضمانات سياسية وعسكرية إضافية مقارنة بالدول الأخرى، ولكن جاء (العدوان الإسرائيلي) الغادر بضرب جوية لقلب (العاصمة القطرية – الدوحة)، ليقلب كل التصورات (القطرية) عن أمنها الداخلي والخارجي المرتبط بـ(الولايات المتحدة). فـ(دولة قطر) طالما ظلت تلعب دورا سياسيا متوازيا في المنطقة؛ أبقت العلاقات في إطار سياسي متوازن؛ فهي أقامت اتصالات مع (الكيان الصهيوني) رغم أنه لا توجد علاقات دبلوماسية بينهم؛ إلا أن (إسرائيل) افتتحت مكاتب تجارية في (دولة قطر) منذ عام 1996؛ وحين تأزمت العلاقة (إسرائيل) بـ(حركة حماس) التي كانت تدير مدينة (غزة) في (فلسطين)؛ سمحت بـ(دولة قطر) أن تكون كوسيط بينها وبين (حركة حماس)؛ ليظهر وجود (دولة قطر) في العديد من مفاصل تلك العلاقة؛ أي بين (إسرائيل) و(قطر)، لتستقبل (قطر) خلال المرحلة السابقة وفودا (إسرائيلية) من (الموساد) و(الشاباك) في إطار اللقاءات والاجتماعات التي عقدت في (الدوحة)، بهدف إنهاء الحرب الحالية الدائرة في (غزة)؛ لتتطور العلاقة بينهما؛ فتشارك (دولة قطر) في شهر نيسان الماضي – من هذا العالم – في مناورات عسكرية جوية مع (إسرائيل) والتي عرفت بـ(إينيواخوس2025) التي استضافتها دولة (اليونان) – في قاعدة (أندرافيدا) الجوية؛ وهو تدريب جوي متعدد الجنسيات يقام سنويا بهدف تعزيز الشراكات الإستراتيجية وتبادل الخبرات بين الدول .
لا خطوط حمراء ولا حلفاء للولايات المتحدة ولا حصانات خارج حدود الإملاء الإسرائيلية على الولايات المتحدة
أثبت الهجوم (الإسرائيلي) الأخير على (دولة قطر) بان (لا) خطوط حمراء و(لا) حلفاء لـ(الولايات المتحدة) و(لا) حصانات خارج حدود الإملاء (الإسرائيلي) على (الولايات المتحدة)؛ فكل من يختلف مع (إسرائيل) يصبح هدفا مشروعا لـ(الولايات المتحدة) ولـ(إسرائيل) في آن واحد، هذه حقيقة يجب إن يدركها كل (الدول العربية) و(الإسلامية)؛ حتى لو كان صديقا لـ(الولايات المتحدة) كما حدث لصديق (الولايات المتحدة) دولة (قطر) التي تستضيف أكبر قاعدة عسكرية (أمريكية) وتمنح لها ملايين ومليارات الدولارات وهدايا وصلت إلى مستوى (طائرة) رئاسية يقدر ثمنها بمليارات الدولارات تم إهدائها لرئيس (دونالد ترامب) من اجل حمايتهم، ولكن الهدايا وملايين الدولارات ذهب لغير أصحابها ولمن (لا) يعرف رمزيتها وقيمتها المعنوية والمادية أيضا؛ نعم أن الهدايا (القطرية) راحت لإنسان حقود (دونالد ترامب) وهو إنسان قذر لا يعرف الرحمة.. ولا الشفقة.. ويستكثر لقمة عيش لأطفال (غزة) وهم يموتون جوعا وعطشا وهو بإمكانه إنقاذهم وإخراس آلة العدو (الصهيوني) المجرم؛ التي تدمر قطاع (غزة)؛ ولكن (لا) يفعل..................! هل تدركون لماذا......................؟ لأنه يحتقر شعوب (منطقتنا العربية) ويتعمد أهانتهم.. وإذلالهم.. وامتصاص خيراتهم. نعم إن (دونالد ترامب) كان على علم مسبق بهذا العدوان؛ ولم يتردد مطلقا بمباركته.. وتوظيف جميع القواعد (الأمريكية) في المنطقة لإنجاح مهمة (الصهاينة)، لان من غير ممكن إن يتقدم سرب من الطيران الحربي (الإسرائيلي) ويدخل أجواء (دولة قطر) وان اكبر قاعدة (أمريكية) في منطقة (العديد) موجودة بقرب العاصمة؛ وهي (لا) تعطي إنذار لهذا السرب.. ولا تفعل ما يردعها...........................! أليس في هذا الأمر شيء مريب متفق بين الطرفين (الإسرائيلي) و(الأمريكي)....................! اضن كل المؤشرات توحي بذلك.. ولا مجال لشك بهذا الأمر. لان الطرفين (الإسرائيلي) و(الأمريكي) متفقان ومصممان من نيل من أردة (الشعب الفلسطيني) المطالب بحقوقه المشروعة في الحرية.. والاستقلال.. وحق تقرير المصير، ولكنهم خسئوا.. لان إرادة (الشعب الفلسطيني) لن.. ولن تقهر.. ولن تتراجع مهما كان الثمن. لذلك فكل ما قدموه العرب لـ(دونالد ترامب) وما بذخوا له من أموال وهدايا.. وهم يستكثرونها للشعب (الفلسطيني) الذي يموت جوعا وعطشا ويبحث عن لقمة عيش وماء وآلاف الأطفال يموتون جوعا أمام أنظاره، و واللذين فرشوا لـ(دونالد ترامب) السجاد الأحمر له وجنرالاته راحت سدى؛ لان في لحظة حاسمة كل ما قدموه له راح إدراج الرياح؛ ومن اجل عيون (إسرائيل). فلا حليف لـ(أمريكا) كحليف (إسرائيل)، فـ((دولة قطر) واهمة حين اعتقدت بأنها أصبحت لـ(الولايات المتحدة) حليفة؛ ولم تعي بان (الولايات المتحدة) تستخدم (دولة قطر) وغيرها من الدول التي تعتبرها حليفة لتحقيق مصالحها، لان (الولايات المتحدة) لها حليف واحد أوحد لا غير وهو (إسرائيل)، أما الآخرون فان أمرهم هو الضحك على الذقون، لان الإدارة (الأمريكية) كانت بعلم مسبق بالعملية العسكرية (الصهيونية) على (دولة قطر)؛ ولكن (دونالد ترامب) راوغ بسلسلة من التصريحات المتضاربة حول علمه المسبق بالعملية فهو علم.. وبارك، ولكنه سكت وادعى.. بأنه علم متأخرا.
المليارات التي صرفت من اجل دونالد ترامب راحت سدى وما حدث في دولة قطر ما هو إلا استهزاء لمفهوم الشراكة الإستراتيجية المزعومة مع أمريكا
ومهما يكن فان في المحصلة الأخيرة لما حدث في (دولة قطر)؛ نستشف منه؛ بان الغطاء (الأمريكي) أُزيل؛ وان ثقة (دول الخليج) تآكلت.. والمليارات التي صرفت من اجل (ترمب) راحت سدى، بعد إن صرحت السفارة (الأمريكية) في (الدوحة) بان قبل الضربة (الإسرائيلية) لقلب العاصمة (القطرية) حذرت المواطنين (الأمريكان)، بينما جاء تعليق (البيت الأبيض.. الأمريكي) متخبطا بين الأسف على ما حدث على (الأراضي القطرية)؛ وتفهم بان الهدف كان القضاء على الإرهاب؛ ومحاولة التنصل من تحمل مسؤولية الهجوم مع (إسرائيل) من خلال التلاعب بالصيغة اللغوية لتصريحات مسئوليها. لان ما حدث في (دولة قطر) ما هو إلا استهزاء لمفهوم الشراكة الإستراتيجية المزعومة مع (أمريكا). وهذا الأمر يجعلنا نطرح تساؤلات منها: ذا كانت قطر الحليف الأهم لـ(واشنطن) وقد تم قصفها والاعتداء على دولة ذات سيادة بعد (لبنان) و(غزة) و (سوريا) و(اليمن)، فهل سنشهد قصف لمدينة (بغداد) أو (الرياض) أو(أبو ظبي) أو (القاهرة) أو (الأردن) أو(المسقط) أو (الكويت) وغيرها......................................؟ وهل (أمريكا) ستحمي (الدول العربية) الصديقة لها؛ و تحميها فعلا.. أم أنها ستتنصل من أية اتفاقية أمنية وعسكرية معهم في حال تم استهداف من قبلهم حليفتها إسرائيل..............؟ ما حدث في قلب العاصمة (القطرية – الدوحة) يدفع (المنطقة العربية) من مشرقها إلى مغربها إلى مفترق طرق؛ لان موقف (الدول العربية) يكمن: أولا.... إما الاستمرار في موقع التبعية والوساطة الخجولة. ثانيا.... أو إعادة التموضع الاستراتيجي؛ وتطوير دفاعات جوية مستقلة رغم الصعوبة الوجستية. ثالثا.... أو البحث عن تحالفات جديدة. لان كل المؤشرات على ارض الواقع في (منطقتنا العربية) تشير بان (الكيان الصهيوني) يخطط وبلسان أكثر من مسئول (صهيوني) بإعلان و إقامة (إسرائيل الكبرى)؛ وذلك بالسيطرة على (الدول العربية) وتكرار الاعتداء عليها كما يحدث اليوم في (لبنان) و(سوريا) و(اليمن)، وذلك كمساعي (إسرائيلية) لضمان وجودها في المنطقة كقوة إقليمية تتفوق على كل دول المنطقة؛ سواء بامتلاكها سلاحا نوويا أو تميزها عسكريا عن باقي دول المنطقة؛ وهو ما يعكسه الالتزام (الأميركي) لها، بعد إن فتتت قدرات (الجيوش العربية) وتحديدا في (العراق) و(سوريا) و(ليبيا) و(السودان)؛ وبما أمكنتها من بالسيطرة على القدرات الاستخباراتية والتجسسية على (الدول العربية)؛ لدرجة التي تتجاهر (إسرائيل) علنا بطموحاتها العسكرية، بالاستيلاء على (الدول العربية) بالإضافة لـ(فلسطين) والتدخل الاستخباري والتجسس في بلدان (الدول العربية)؛ بعد أن أصبحت (إسرائيل) شريكة مع (واشنطن) سيدة القرارات في (المنطقة العربية) .
انتهاك إسرائيل السيادة القطرية.. رسالة خطيرة لباقي دول الخليج العربي والدول العربية والإسلامية
فانتهاك (إسرائيل) سيادة (الأراضي القطرية) رسالة خطيرة لباقي دول (الخليج العربي) و(الدول العربية والإسلامية) الأخرى؛ وهي أنه لا يوجد خطوط حمراء لدى (إسرائيل) بالتعامل معها إذ لم تتخذ (قطر) و(الدول العربية) الأخرى ردا معقولا، فان (إسرائيل) لا محال ستبدأ بوضع خطط وقواعد لتعامل العسكري مع جميع (الدول العربية) في عموم منطقتنا (العربية والإسلامية) . فبعد ضربة (إسرائيل) لدولة (قطر)؛ لابد من رد مناسب من جميع (الدول العربية) مجتمعة؛ كرد عقابي قوي يوجه لـ(إسرائيل) ولحليفتها (الولايات المتحدة) بعد إن فشلت في الالتزام بشراكتها مع (دولة قطر) التي كانت تعتبر حليفة إستراتيجية لها، فـ(دولة قطر) احتضنت المفاوضات بين (إسرائيل) و(حركة حماس الفلسطينية) على مدار العامين الماضيين، وطالما شهدت العاصمة (القطرية – الدوحة) حراك دبلوماسي نشط؛ حين كانت تدير المفاوضات بين حركة (الطالبان) و(الولايات المتحدة)، ورغم ما بذلته دولة (قطر) لنزع فتيل الحرب في (غزة)؛ ولكن دون جدوى؛ لان (الكيان الصهيوني) المجرم كان غير جاء في نزع فتيل الحرب؛ بقدر ما اتخذ من تلك المفاوضات فرصة للمراوغة.. ولخداع الرأي العام.. والمماطلة أمام العالم لتنفيذ مآرب دنيئة لتدمير قدرات المنطقة وتفكيكها ليسل عليه تنفيذ مآربهم في إقامة – وبما يسمونها – (دولة إسرائيل الكبرى) وكما يقولها أكثر من مسئول (إسرائيلي) في (تل أبيب)؛ ولهذا يسعى هذا الكيان الفاشي إلى انتهاك سيادة (الدول العربية)؛ كما يحدث في (لبنان) و(سوريا) و(اليمن)، ولهذا يجب على (الدول العربية) عدم الصمت ورؤية جيوش (الدول العربية) تتفتت كما هو الحال بالنسبة إلى (الجيش العراقي) و(الجيش السوري) و(الجيش اليمني) و(الجيش السوداني) و(الجيش الليبي)، لأن الصمت والتجاهل العربي لمثل هكذا تصرفات وانتهاكات (الإسرائيلية) سيشجعها للإقدام على مزيد من الانتهاكات بحق دول المنطقة. لذلك لابد من إعادة نظر (الدول العربية) بمنظومة الأمن الوطني المعتمدة على (الولايات المتحدة)؛ طالما اليوم هناك العديد من المنظومات العسكرية التي يمكن استثمارها وفق المصالح العربية والوطنية الخالصة، ولتكن تجربتنا وما حدث في (دولة قطر) العروبة درسا بليغا يتعلم العرب منه الكثير من التجارب لإعادة النظر في المنهج الذي يسيرون علية؛ لحماية أمنهم القومي والوطني، وبات ذلك حاجة عربية ملحة، في ضوء ما تشهده المنطقة من تطورات خطيرة – خصوصا الأخيرة منها – التي كشفتها حكومة المجرم (نتنياهو) الحالية ذات التركيبة اليمينية المتطرفة والذي يهدد كل دول (المنطقة العربية) دون استثناء.
الأبعاد الإستراتيجية للضربة الإسرائيلية على العاصمة القطرية
الغارة (الإسرائيلية) على العاصمة (القطرية)؛ التي تم تنفيذها من قبل (الطيران الحربي الإسرائيلي)؛ جاءت بذريعة استهداف قيادات (حركة المقاومة الفلسطينية حماس)؛ ولكن الضربة في قلب (الخليج العربي) تحمل أبعادا إستراتيجية مهمة على مستويين: الأول .... متعلق بما يدور في مدينة (غزة) من قتل.. وحصار.. وتجويع.. بهدف احتلالها والقضاء على (المقاومين الفلسطينيين) وتهجير السكان منها . والثاني.... تضيق الخناق على (الدول العربية) بغية تنفيذ مخطط (إسرائيل الكبرى) في المنطقة . وهذا يقودنا إلى استنتاج: بان (إسرائيل) لم تعد ترى في دول (الخليج العربي) شركاء في الاستقرار؛ بقدر ما تعتبرها ساحة من ساحات المفتوحة لنشر لـ(أفكار متطرفة متصهينة)؛ لأن (تل أبيب) اختارت المكان بوعي سياسي عميق لبث الفوضى الخلاقة في دول (الحليج العربي) وفي عموم (المنطقة العربية)، لأنها بادرت بقصف جوي مباشر في قلب (العاصمة القطرية – الدوحة)؛ وفي منطقة تعج بالسفارات.. والمدارس.. ومناطق سكنية؛ وفي نفس الوقت فان (دولة فطر) تعد حليفا رئيسيا لـ(واشنطن – الولايات المتحدة)؛ ومركزا مهما للأمن (الأمريكي) في (الشرق الأوسط )، وهذا الأمر يعتبر إرسال رسالة واضحة للجميع دول (المنطقة العربية) دون استثناء؛ باعتبار لا أحد خارج الاستهداف.. ولا امن.. ولا سيادة.. ولا شراكة . ليكون مضمون الرسالة (الإسرائيلية) بقصفها قلب العاصمة (القطرية – الدوحة) رسالة لكل (العواصم الخليجية) و(الدول العربية) و(الدول الإسلامية) بمضمون واضح وصريح لهم وهو: أولا.... أمنكم ليس أولوية لـ(واشنطن) و(تل أبيب). ثانيا.... سيادتكم لا تساوي موقفا واضحا من (واشنطن). ومن خلال هذه الرسالة؛ على كل (دول العربية) وخاصة (دول الخليجية) جمعاء؛ عليهم أن يتساءلوا: لماذا اختارت (إسرائيل) دولة (قطر– الخليجية) لاستهدافها بالطائرات حربية مقاتلة ...........................؟ و لماذا نفذت الضربة في (دولة قطر) وليس في مكان أخر......................؟ اذ كان هدفهم هو قيادات (المقاومة الفلسطينية – حماس)، فهذه القيادات (لا) تتواجد في مكان معين، وحين استهدفوا في (قطر) كانوا (للتو) قد عادوا من (إسطنبول – تركيا)، فلماذا لم يستهدفوهم في (اسطنبول) أو في (الجو)، مما يعني بأن هدف (إسرائيل) ليس (قيادة الحماس) بقدر ما يكون أمرهم حاصل تحصيل، لان هدف (إسرائيل) هو اختيارها (المكان) بوعي سياسي عميق ........................؟ فـدولة (قطر) رغم كل ما يقال عنها فهي تلعب ادوار منها سلبية ومنها ايجابية؛ وهو الأمر الذي يزعج بعض الإطراف الدولية والإقليمية؛ نذكر منها: أولا.... فمن جهة تمول فصائل (الإسلام المتطرف) هنا وهناك. ثانيا.... من جهة أخرى تدير الوساطة بين هذا الطرف وذاك وهو أمر يحمد عليها. ثالثا.... ومن جهة أخرى تمول المساعدات وتحتضن أطرافا راديكالية متطرفة تغضب دول العالم بصورة عامة ودول المنطقة بصورة خاصة؛ ومنها وبصورة خاصة ما تغضب (إسرائيل) و(واشنطن – الولايات المتحدة)، وان قناة (الجزيرة) التي تمول من قبل (دولة قطر) وتديرها؛ هي اخطر ما تلعبه إعلاميا (دولة قطر) في تسقيط المنظومة (الإسرائيلية)؛ و(إسرائيل) لا تخفي امتعاضها مما تبث في هذه القناة (قناة الجزيرة)؛ وتطالب أكثر من جهة وتعمل ليل نهار لإغلاق هذا المنبر الإعلامي الذي لا يتستر على جرائم التي يرتكبها (الكيان الصهاينة) المجرم بحق (الشعب الفلسطيني) المناضل؛ وقد عملت (إسرائيل) خلال عمل مراسلين هذه القناة (قناة الجزيرة) على ارض (غزة) في التغطية الإعلامية لها لما يدور هناك؛ فتم اغتيال الكثير من الإعلاميين لهذه القناة (قناة الجزيرة) وبصورة متعمدة ومقصودة من اجل إسكات صوت الإعلام . نعم إن إسرائيل اختارت (المكان) بوعي سياسي عميق لإرسال أكثر من مضمون لكل دول المنطقة (العربية) و(الإسلامية)؛ وعسى إن تكون الرسالة قد وصلت للمعنيين؛ ليتخذوا القرار الصائب لردع العدوان (الإسرائيلي)، لان بقاء (إسرائيل) في (المنطقة العربية)؛ فان (امن الدول العربية والخليجية) جمعاء سيبقى مهددا.........................؟ .....................؟
الدول العربية والإسلامية مطالبين بمراجعة مواقفهم التي تعتمد على المنظومة العسكرية الأميركية
ان موقف (الولايات المتحدة) المؤيد لـ(إسرائيل) وعدم تنديد بالضربة (الإسرائيلية) للعاصمة (القطرية – دوحة)؛ فصمتها جاء تعبيرا غير معلن رسميا لتأيد (واشنطن) لـ(إسرائيل) واستهزاءا بـ(الدول العربية) التي تعتبر اغلبها إن لم نقل جميعا حلفاء لـ(الولايات المتحدة الأمريكية) بهذا الشكل أو ذاك؛ ويعتمدون في بناء منظوماتهم العسكرية عليها؛ ليكشف موقف (الولايات المتحدة) الأخير بعد ضربة (إسرائيلية) لعمق (دولة قطر)؛ والذي ظهرت في العلن والسر عبر اللجوء للتلاعب بالألفاظ لتبرير ذلك الموقف بدعمها للاعتداء (إسرائيلي) مع حليف عسكري واقتصادي مهم لها؛ وبهذه الازدواجية التي تلعب عليها (الولايات المتحدة) يتطلب من (دولة قطر) و(الدول العربية والإسلامية) مراجعة مواقفهم التي تعتمد على المنظومة العسكرية (الأميركية) والبحث عن منظومة عسكرية أخرى، طالما أن (الدول العربية) تمتلك ثروة هائلة من (النفط) فعليم استغلال ذلك واستخدامه كسلاح ضد (الأخر) الذي لا يحترم سيادة (الدول العربية) .
قمة الدوحة لم تستطع إيجاد حل لما يحدث في غزة
ولكن وفق كل مؤشرات المنطقة تشير بان ليس هناك من عزم وإرادة لدى زعماء المنطقة لاستثمار كل ما يمتلكونه من قدرات بشرية ومادية وتوجيهها لحسم قضايا المصرية للأمة في منطقتنا وعلى رئسها القضية (الفلسطينية)؛ وحق تقرير المصير لشعب (الفلسطيني) العربي، لأننا نفتقد إلى روح وحدة الصف والقرار، وهذا الكلام لا نقوله جزافا؛ وإنما نستشفه مما خرج مؤتمر(القمة العربية) الذي عقد في مدينة (الدوحة)؛ بعد إن اجتمع كل زعماء (العرب) و(المسلمون) ولم يستطيعوا اتخاذ قرار حاسم بشان ما يحدث في (غزة)، علما بان ما حدث ويحدث في (غزة) كان سببا رئيسيا لاستهداف قلب (العاصمة القطرية الدوحة)؛ ولكن وكما جرت العادة في (منطقتنا العربية) بعد كل حادث تعقد (قمة عربية) لاتخاذ قرارات مصيرية – كما يحبوا أن يسمونها – وكحاصل تحصل تنعقد القمة وتنهي وكان شيء لم يكن، وهذا – للأسف – ما حدث مع اختتام القمة (العربية – الإسلامية) الطارئة؛ والتي عقدت في (العاصمة القطرية –الدوحة)؛ فبعد أن شد قادة العرب والمسلمين أحزمتهم لنصرة (دولة قطر) التي تعرضت إلى الاعتداء (الإسرائيلي) غاشم؛ ورغم الإدانة الجماعية – كما هو معتاد في القمم العربية – إلا أن ما هو ملفت في (البيان الختامي) لهذه القمة مقرراته الخمسة والعشرون التي جلها لم ترتقي إلى مستوى المسؤولية (لا) الوطنية و(لا) الأخلاقية، ففي فترة الانعقاد القمة كان (العدو الصهيوني) المجرم يشن أبشع غارات الجوية.. وجيوشه تجتاح بريا قطاع (غزة) المنكوب منذ أكثر من عامين؛ وطوال هذه الفترة كان وما زال العدو(الإسرائيلي) يمارس أبشع جرائم الإبادة بحق (الشعب الفلسطيني) من حرب.. ودمار.. وقصف.. وتجويع؛ دون إن يخرج المجتمعون في قمة (الدوحة) بقرار عاجل.. وحاسم.. لإيجاد حل جذري لإنهاء حرب (غزة)؛ وإنهاء معانات التي يعيشها الإنسان (الفلسطيني) وهو يذل في وطنه وأرضة بعد أن حول العدو (الصهيوني) أرضه وكل ما بناه إلى ارض خراب.. ودمار.. وأشلاء شهداء مبعثرة هنا وهناك على أرض (غزة).
غياب القضية الفلسطينية في القمة العربية شجع الصهاينة في اقتحام مدينة غزة لاحتلالها
ففي اللحظات التاريخية التي كان يتطلب من (قادة العرب) التضامن مع (الشعب الفلسطيني) في (غزة) و(الضفة الغربية) إلا أننا فوجئنا بنهاية (القمة) ليخرج المجتمعين في تخاذل ليس له مثيل لأنهم لم يستطيعوا الخروج بموقف حازم وشجاع لردع (الصهاينة) بقدر ما أجادوا باللوم الضحية (الغزاويين).. والسكوت عن المعتدي (الصهاينة)، وهذا الموقف السائد كان لكل المجتمعين، لان كما استمعنا لكلماتهم في (القمة) كان لكل حاكم (عربي) و(إسلامي) له روايته في نصرة (دولة قطر) في وقت الذي غاب البعد الإنساني في الصراع من اجل استرجاع الحق (الفلسطيني) المغتصب باعتبارها قضية شعب اغتصبت أرضه وأنها قبل كل شيء قضية تحرر وطني . في ظل هذه الملابسات التاريخية التي حدثت في مؤتمر (القمة العربية) في (قطر) أعطيت الضوء الأخضر لـ(صهاينة) لإلحاق الدمار بالشعب (الفلسطيني) في (غزة) ليبادوا باجتياح مدينة (غزة) لاحتلالها؛ لان (الصهاينة) تنفس صعدا بان (العرب) لا يستطيعون فعل أي شيء رغم كل ما يمتلكون من خيارات لردعهم، ولكن (الإرادة) و(العزيمة) كانت بعيدة كل البعد عن (حكام العرب والمسلمين)؛ وهذا ما شجع (الصهاينة) في تمادي على حقوق (الفلسطينيين) بعد أن غابت (القضية الفلسطينية) من (القمة) والحق (الفلسطيني) في إقامة (دولة فلسطين المستقلة)، وهذا ما شجع (الصهاينة) في اقتحام مدينة (غزة) لاحتلالها ميدانيا لتوسيع حدوده ضمن مبررات معتادة؛ يسوقها (الاحتلال الإسرائيلي) وهي الحفاظ على أمن (إسرائيل) وإقامة – وبما يسمونها – (دولة إسرائيل الكبرى)، للأسف إن قادت المجتمعين في قمة (دولة قطر) يعرفون كيف يقدمون الهدايا لأسيادهم (الأمريكان) في وقت الذي يستكثرون لقمة عيش.. ورغيف.. وخبر.. وماء.. عن أطفال (غزة) والشعب (الفلسطيني) الذي لا يجد لقمة عيش أو مأوى يؤون فيه......................! جاء قادة (العرب) و(المسلمون) إلى مدينة (الدوحة)؛ وذهبوا كما جاءوا.. وكل في طريقه غير مكترث بما يدور ويحدث في (غزة) و(الضفة الغربية) وعلى مسامعهم أصوات المدافع.. والطائرات (الإسرائيلية). فأين التعبئة والجهود لمحاربة (الكيان الصهيوني) المجرم؛ لانتزاع الحق (الفلسطيني) وإقامة دولته الحرة المستقلة.......................! الأمر قد مضى.. وانتهى.. ولم يحصل ذلك.. ولن يحصل طالما بقينا بدون إرادة.. وغيرة.. وعزم.. وشجاعة.. ونضال لحسم القضية (الفلسطينية) وحق شعبها بإقامة دولته الحرة المستقلة.
#فواد_الكنجي (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
اختلاف الرأي وثقافة قبول الآخر والتعايش المجتمعي
-
مسؤولية الفرد تجاه المجتمع
-
تجويع إسرائيل لفلسطينيي غزة جريمة إبادة جماعية لن تمر على ال
...
-
استهداف كنائس المسيحيين في الشرق ومعاناتهم
-
العلمانية أسلوب حياة حديثة تقبل الأخر المختلف
-
عيد العمال سيبقى رمزا لدفاع عن حقوق الطبقة العاملة
-
اكيتو والميثولوجيا الآشورية وتأثيرها الإبستمولوجي والأنثروبو
...
-
في اليوم العالمي للمرأة.. المرأة في المجتمعات المعاصرة مشبعة
...
-
متلازمة السلطة وأزمة النخب الحاكمة
-
تهجير الصهاينة من فلسطين أسهل من تهجير سكان غزة
-
المقايضة على تمرير القوانين في العراق انتكاسة تشريعية
-
الاغتراب الثقافي في مواجهة الفكر المعاصر
-
عام يمضي.. وأخر يأتي.. لنجعل من منازل الأسر ومدارس الدولة ور
...
-
إشكالية قبول الأخر
-
هل تعديل قانون الأحوال الشخصية يعالج المشاكل الاجتماعية أم ي
...
-
التنبؤات هل هي خزعبلات العرافات والعرافين أم هي تنبؤات بإملا
...
-
الأمية وانعكاساتها السلبية على السلوك الاجتماعي
-
القيم الأخلاقية في مواجهة متغيرات العصر
-
مقترح تعديل قانون الأحوال الشخصية في العراق انتكاسة تشريعية
-
يوم الشهيد الآشوري .. في السابع من اب 1933 الملك (فيصل الأول
...
المزيد.....
-
خبير عسكري: 72 ساعة بدون تقدم ملموس والمقاومة تجبر الاحتلال
...
-
محللون: ضبابية الأهداف والخلافات تربك جيش إسرائيل وتطيل أمد
...
-
زامير يأمر بوقف مرور القوافل من الأردن إلى قطاع غزة
-
ورقة الرهائن في غزة.. سلاح ردع أم مدخل لحرب استنزاف طويلة؟
-
الصين تعلق على تصريحات ترامب بشأن العودة إلى أفغانستان
-
-سامسونغ- تخطط لطرح هاتف ثلاثي الطي في أميركا
-
العراق يعلن عن مقتل قيادي بداعش في عملية -نوعية- في سوريا
-
ترامب يقر اختبار جنسية جديد يتضمن -أسئلة معقدة-
-
اتصال هاتفي مرتقب بين الرئيسين الأميركي والصيني
-
تلويح ترامب بسحب تراخيص شبكات تلفزيونية يثير القلق
المزيد.....
-
جسد الطوائف
/ رانية مرجية
-
الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025
/ كمال الموسوي
-
الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة
/ د. خالد زغريت
-
المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد
/ علي عبد الواحد محمد
-
شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية
/ علي الخطيب
-
من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل
...
/ حامد فضل الله
-
حيث ال تطير العقبان
/ عبدالاله السباهي
-
حكايات
/ ترجمه عبدالاله السباهي
-
أوالد المهرجان
/ عبدالاله السباهي
-
اللطالطة
/ عبدالاله السباهي
المزيد.....
|