أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خيري ابراهيم كورو - الإيزيديون بين الإصلاح والفتنة














المزيد.....

الإيزيديون بين الإصلاح والفتنة


خيري ابراهيم كورو

الحوار المتمدن-العدد: 8468 - 2025 / 9 / 17 - 16:20
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


قبل خمسة أعوام تقريبا كتبت مقالا بعنوان "البيريسترويكا الإيزيدية، تفكيك المقدسات وإعادة البناء" (يمكن الرجوع إليه هنا في هذا الرابط: https://www.facebook.com/share/p/1CBE3dyC2J/)، حذرت فيه من أن ما يعيشه المجتمع الإيزيدي ليس مجرد جدل عابر، بل عملية إعادة تشكيل عميقة قد تطال جوهر الديانة نفسها. يومها قلت إن تفكيك المقدسات والمفاهيم، من دون وعي أو إدارة رشيدة، قد يقود إلى انقسامات روحية وفكرية تهدد وحدة المجتمع الإيزيدي.

واليوم، بعد مرور هذه الأعوام، يبدو أن ما كان يخشى حدوثه قد بدأ يقترب أكثر. فخلال الأيام الماضية انعقد في ألمانيا مؤتمر إيزيدي، هو الأول من نوعه بهذا الحجم في الخارج. لذلك كان التردد وعدم التركيز واضحا منذ البداية على منظمي المؤتمر حتى انهم لم يستقروا على اسم واحد للمؤتمر حتى اللحظات الأخيرة، تارة "الإصلاح"، وتارة "الحوار"، وأخيرا "المأسسة". وكأننا أمام مسرحية متعددة العناوين. التصريحات المتضاربة حول اجندات المؤتمر جعلته ساحة صراع جديدة بدلا من ان يكون جسرا نحو وحدة الخطاب، وأثارت موجة واسعة من الجدل والريبة، وفتحت بابا آخر للتشتت في جسد مثقل أصلا بالانقسامات.

ما رفع في بدايات الحديث عن المؤتمر من شعارات براقة عن إعادة تنظيم المجتمع الإيزيدي، سرعان ما انكشف عن أجندات أكثر حساسية وخطورة. فالامر لم يتوقف عند حدود مطالب تنظيمية أو تحديث المؤسسات، بل لامس صميم البنية الدينية، المجلس الروحاني وموقع الأمير. بل ترددت أحاديث علنية عن نوايا لتأسيس مجالس ولجان بديلة، قد تأخذ مكان القيادة التقليدية، على الأقل في المهجر. هنا يطل السؤال الأخطر، هل هو إصلاح حقيقي، أم محاولة لاعادة رسم المشهد الديني والاجتماعي الإيزيدي وفق مقاسات وأجندات سياسية؟ الوطن لجهة معينة والمهجر لجهة اخرى.

ومن باب الإنصاف، لا بد من القول إن عدد من القائمين على هذا المؤتمر خدموا الإيزيدياتي في مراحل مختلفة، وقدموا جهودا كبيرة وجبارة لا يمكن إنكارها. لكنهم في هذا المؤتمر لم يظهروا كما عهدناهم، بل بدا عليهم التردد والالتباس، فاختلطت النوايا الصادقة بالشكوك، وتحولوا من دعاة وحدة إلى مصدر جدل وانقسام.

المعارضون للمؤتمر بدورهم تركوا بصمتهم، لكنها لم تكن بصمة تبعث على الفخر، تصرفات وافعال اقل ما يقال عنها انها غير حضارية وغير لائقة، غطت على كل تلك الاصوات التي كانت لها وجهة نظر محترمة وتستحق ان تسمع.

هكذا أصبح تعدد الافكار والاراء والتوجهات التي كان يمكن أن تكون مصدر غنى روحي وتطور اجتماعي الى سلاح للفرز والإقصاء. كل جهة تزعم تمثيل "الحقيقة" ويقصي مخالفيه بوصفهم متخلفين او متطرفين او ضالين أو مرتدين. والنتيجة خلاف في الراي والموقف يتحول تدريجيا إلى صراع ايزيدي ايزيدي، الى شرخ قد لا يسهل ترميمه.

هنا اطرح السؤال الذي اكرره كثيرا في خاتمة مقالاتي ، هل لدينا قيادة دينية ودنيوية تمتلك الارادة والحكمة لإدارة هذا التحول العاصف؟ أم أننا ماضون نحو تفكك أشد، يكرر ما شهدته ديانات أخرى حين استبدلت إصلاحها بفتن وصراعات لا تنتهي.

لقد بدأت البيريسترويكا الإيزيدية بالفعل، لكن وجهتها لم تحسم بعد. إما أن تكون مدخلا إلى تجديد واع ومسؤول، أو تتحول إلى شرارة فتنة تأكل ما تبقى من وجودنا الهامشي على خارطة الحياة والعالم.



#خيري_ابراهيم_كورو (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نحوى رؤية جديدة للتاريخ والدين الايزيدي
- 3/8/2014 أبادة الايزيديين على الهواء مباشرة


المزيد.....




- خبير عسكري: 72 ساعة بدون تقدم ملموس والمقاومة تجبر الاحتلال ...
- محللون: ضبابية الأهداف والخلافات تربك جيش إسرائيل وتطيل أمد ...
- زامير يأمر بوقف مرور القوافل من الأردن إلى قطاع غزة
- ورقة الرهائن في غزة.. سلاح ردع أم مدخل لحرب استنزاف طويلة؟
- الصين تعلق على تصريحات ترامب بشأن العودة إلى أفغانستان
- -سامسونغ- تخطط لطرح هاتف ثلاثي الطي في أميركا
- العراق يعلن عن مقتل قيادي بداعش في عملية -نوعية- في سوريا
- ترامب يقر اختبار جنسية جديد يتضمن -أسئلة معقدة-
- اتصال هاتفي مرتقب بين الرئيسين الأميركي والصيني
- تلويح ترامب بسحب تراخيص شبكات تلفزيونية يثير القلق


المزيد.....

- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خيري ابراهيم كورو - الإيزيديون بين الإصلاح والفتنة