أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نزار غالب فليحان - السوريون... واقع مأساوي وخيارات قاسية














المزيد.....

السوريون... واقع مأساوي وخيارات قاسية


نزار غالب فليحان

الحوار المتمدن-العدد: 8467 - 2025 / 9 / 16 - 17:03
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لا يكفي كي نعرف أسباب الفشل الذريع في أداء سلطة الأمر الواقع في سوريا أن نذكر العامل الذاتي لمنظومتها وكوادرها، بل لا بد من أن يُدرس الملف السوري في إطاره العربي والإقليمي والدولي كي ندرك وجهته ونعرف القوى التي يخضع لها ويتأثر بأطماعها السياسية في سوريا وحولها.

فعلاوةً على -وبسبب- الخلفية الجهادية للمنظومة المتحكمة بسوريا اليوم، وارتكابها للمجازر المتنقلة بين الساحل السوري وريف حمص ودمشق وريفها والسويداء، تجد المشهد على مستوى إدارة البلاد عبثياً، فليس ثمة وضوح وليس ثمة تخطيط وليس ثمة إنجاز لأي مشروع يمكن اعتباره ثمرةً تحسب لهذه الجماعة، لا بل إنك لا تعرف من يدير البلاد في سوريا اليوم، ولا تعرف من يتخذ القرارات، كما أنك لا تعرف ما هي المؤسسات التي مازالت تعمل بعد أن أفرغت هذه السلطة كافة مؤسسات الدولة من كوادرها، وأخضعت ما بقي منها لمشيخات تشبه تماماً سلوك نظام الأسد في زرع ضباط أمن في كل مفصل من مفاصل الدولة، ولا بد هنا من التلميح إلى أن سلطة الأمر الواقع هذه لم تُكَلَّف من قبل كفلائها بإدارة البلاد ولم يدرج ذلك في جدول أعمالها ولا في دفتر شروط استلامها السلطة من نظام الأسد، بل هي كُلِّفَتْ فقط بتمرير جملة من الاتفاقيات على المستوى الإقليمي والدولي، وهذا ما عكسته الأشهر الماضية التي سمعنا فيها جعجعة لكننا لم نر دقيقاً.

ومن مظاهر فشل هذه السلطة عدم وضوح رؤيتها لمستقبل البلاد وعدم التعاطي مع الشعب السوري بشفافية كونها تمارس ذات السياسة الإعلامية لنظام الأسد من خلال محطة تلفزيونية مسكونة بأرواح أبواق الأسد، ومن خلال مؤثرين سطحيين بينهم وبين مهنة الإعلام بون شاسع همهم الوحيد تلميع السلطة والدفاع الشرس والمستميت عنها وتزييف الحقائق وتسويق المجازر على أنها حوادث فردية وبث كل ما من شأنه التأسيس لحرب طائفية تفضي إلى تقسيم البلاد.

هذا علاوة على مسرحيات الاستثمارات التي تسوقها هذه السلطة للشعب على أنها حقيقية وأنها ستنقذ البلاد من عوزها وفقرها وانهياراتها، في حين هي لا تتجاوز كونها مذكرات تفاهم ونوايا (ربما حسنة) ليس إلا، هذا بالإضافة إلى أن السلطة تتناسى أن سوريا لم تزل ترزح تحت نير عقوبات عرقلت وستبقى تعرقل أي استثمار ممكن فيها، وأن السلطة لم تفعل شيئاً من أجل سد الذرائع التي أدت إلى إقرار تلك العقوبات، بل هي عززت تلك الذرائع بمزيد من المجازر بحق الشعب السوري.

من الواضح أن بعض الدول العربية ودول الإقليم بما فيهم إسرائيل وبالتالي أميركا اتفقوا على اختيار الأسوأ والأكثر خطورة لتمرير المرحلة المؤقتة في سوريا مستغلين ترحيب الشعب السوري بمن يخلصهم من نظام الأسد أياً كان بعد أن أوصلوه حافة اليأس وذلك من أجل تحقيق هدفين أساسيين، الأول القضاء على ذلك الأسوأ سواء بشكل مباشر بعد أداء مهامه أو بالاقتتال الداخلي بين فصائله، والثاني وضع حجر الأساس لمشروع تقسيم سوريا، الأمر الذي لا يخدم إلا إسرائيل ومشروعها التوسعي في هذا الشرق المنذور للصراع والذي يؤكده ويعمل من أجله أداء سلطة الأمر الواقع منذ وصلت دمشق واستلمت السلطات من نظام الأسد الذي مهَّد طيلة أربعة عشر عاماً لتسليم البلاد لتلك الفصائل التي منذ تشكلت عملت - وبتخادم مكشوف بينها وبين نظام الأسد- على اغتيال ثورة الشعب السوري ومحاربة كوادرها ومؤسساتها وتخوين رموزها وإشغال السوريين بصراعات أهلية وتصدير مشهد جهادي أرعب المجتمع الدولي ودفعه إلى التراخي في والتراجع عن دعم مطالبات الشعب السوري بتطبيق القرار الدولي 2254 لنقل السلطات إلى دولة حديثة قائمة على العدل والمساواة.

ولعل تبرؤ هذه السلطة من الثورة السورية ومن الربيع العربي بأكمله خير دليل على الدور الخبيث الذي لعبته لشيطنة تلك الثورة والاستفراد بالتفاوض على مصير سوريا والسوريين بما يكفل مصالح مشغليها في الإقليم والعالم.

كل ذلك يضع السوريين أمام خيارات صعبة، فهم إما أن يمضوا في طلب تقرير المصير كفئات ومكونات، أو أن يوحدوا جهودهم ويعيدوا عقارب الثورة إلى الوراء لإسقاط هذه السلطة، أو أن يستكينوا ويخضعوا ويؤجلوا حريتهم وكرامتهم مائة عام أخرى.



#نزار_غالب_فليحان (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -وحُبَّ الفقيرِ الرَّغيف- حين يزوغ المجاز ...
- -سلوى النعيمي- ذاتَ بَوْحٍ في -كتاب الأسرار- ...


المزيد.....




- من اليابان إلى المكسيك.. إليك جولة في 7 من أكثر الأماكن رعبً ...
- في الهالوين.. هل تجرؤ على زيارة -الغابة المسكونة-؟ مبتدعها ي ...
- -أبو لولو-.. جزار الفاشر الذي نكل بالمدنيين في السودان
- البيت الأبيض يمنع المراسلين من دخول -منطقة الصحافة العليا- د ...
- إسرائيل تعلن أن جثثا تسلمتها أمس ليست لأسرى ولا تتهم حماس بخ ...
- البيت الأبيض يحد من حرية دخول المراسلين إلى مكتبه الإعلامي
- إسرائيل وعملية -الخطيئة والعقاب-.. هل حقًّا انتهت الحرب؟
- رسالة أميركية حازمة للعراق.. لا مكان لـ-سلاح وكلاء إيران-
- لبنان على حافة الانفجار.. أميركا تتراجع وإسرائيل تضغط
- دراسة: إسرائيل قد تجد نفسها بلا كهرباء في مواقع حيوية


المزيد.....

- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نزار غالب فليحان - السوريون... واقع مأساوي وخيارات قاسية