أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - صلاح الجودر - سنة الطبعة ومائة عام على الألم














المزيد.....

سنة الطبعة ومائة عام على الألم


صلاح الجودر

الحوار المتمدن-العدد: 8466 - 2025 / 9 / 15 - 11:45
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


قبل مائة عام، وتحديدًا في العام 1925 وقعت الكارثة الطبيعية الكبرى في مياه الخليج العربي بنهاية فصل الصيف، وراح ضحيتها الكثير من بحارة دول الخليج وهم في رحلة صيد اللؤلؤ السنوية، وخسارة الكثير من السفن المخصصة لرحلة الصيد، وقد عُرفت تلك السنة بـ(سنة الطبعة)، ولا تزال هذه الكارثة فاصلاً تاريخيًا مهمًا يتم التعريف بها؛ لأنها أواخر مهنة الغوص قبل دخول المنطقة إلى مرحلة النفط.

صيد اللؤلؤ قبل مرحلة التنقيب عن النفط كانت المهنة الأولى وعصب الاقتصاد لدول الخليج، ولم تكن هناك مهنة غيرها ذات مردود مالي كبير، وقد كان الأثرياء على رأس هذه المهنة ويعرفون بـ(الطواويش)، والغوص رحلة بحرية تستغرق أربعة أشهر وعشرة أيام من فصل الصيف، وتخرج سفن الغوص من شواطئ البحرين والدول الخليجية إلى هيرات اللؤلؤ، لما تحتويه مياه الخليج العربي من لؤلؤ ثمين يتم بيعه إلى الهند ثم إلى أوروبا، ورحلة الغوص السنوية تخرج قرابة الخمس وعشرين سفينة من دول الخليج، وعلى ظهرها الآلاف من البحارة أصحاب الخبرة الطويلة في البحر، فينقطع البحار عن أهليهم خلال تلك الفترة رغم خطورة الرحلة وقسوة الحياة فيها!.

تذكر بعض المصادر بأن الإعصار الذي ضرب مهنة الغوص في عرض البحر كان آخر يوم من أيام العمل في البحر، وقيل هو في آخر سبتمبر وقيل الأول من أكتوبر، ويذكر أن بداية الإعصار كان في الساعة السابعة والنصف مساءً، وبعد مغيب الشمس، وقيل بعد صلاة الفجر وقبل شروق الشمس، وقد فُقد في ذلك الإعصار ما يقارب الخمس آلاف سفينة كما جاء عن الدكتور بندركار (الهندي الجنسية) والذي عمل في البحرين بذات السنة بأمر من حكومة البحرين، وهي الكارثة الأولى التي يفقد فيها أبناء الخليج هذا العدد من البحارة أصحاب الخبرة الكبيرة في مهنة الغوص، وخسارة الكم الهائل من سفن الغوص، وقد كتب سكرتير حكومة البحرين تشارلز بلجريف في مذكراته عن تلك الحادثة كما سمعها من الأهالي، فقد كان قدومه إلى البحرين في العام 1927.

أغلب سفن الغوص في تلك الحادثة كانت متواجدة في الهيرات (المغاصات) مثل هير شتية، والميانة، وأبوعمامة وأبولثامة وغيرها، وفي تلك الليلة تجمعت سفن الغوص في هير شتية استعدادًا لرحلة العودة للوطن والتي تُعرف بـ(القفال)، وهي رحلة العودة من الغوص، وعادة ما يرفع (أمير الغوص) الموكل من الحكومة بالإعلان عن انتهاء المواسم، فترفع السفن أشرعتها البيضاء مع أصوات النهامة وأناشيدهم على أمل الوصول إلى الوطن ورؤية الأهل والأقارب!.

وكما يروي بعض الناجين بأن الليلة الأخيرة كانت هادئة، والسماء صافية، وماء البحر ساكنًا، ولكن كما قيل: هو (الهدوء الذي يسبق العاصفة)، وبعد أن نام أغلب البحارة بسبب التعب والإجهاد من الرحلة الطويلة والشاقة، فجأة أظلمت السماء بسبب الغيوم السوداء، وهبَّت ريح شديدة على شكل إعصار مفاجئ مصحوبًا بأمطار غريزة مما دفع بالسفن للاصطدام ببعضها البعض، فتحطمت وتكسرت، وتقاذف البحارة في البحر وظلمة الليل، ورغم أن الإعصار لم يدم طويلاً، قيل أقل من ساعة، إلا أنه خلَّف خسائر بشرية ومادية فادحة.

صباح اليوم التالي خرجت سفن الإنقاذ من البحرين والدول الخليجية المجاورة إلى عرض البحر، وقد تم إنقاذ البحارة الذين لا زالوا على قيد الحياة في بعض السفن أو على الألواح في عرض البحر، والنتيجة غرق ما يقارب 80% من سفن الصيد، وفقد ما يقارب الخمسة آلاف شخص، وفقد الأموال واللؤلؤ الذي تم تحصيلها من صيد العام.

ولاتزال تلك الحادثة في وجدان أبناء الخليج لما فيها من آلام بفقد أبنائهم وهم في رحلة الغوص وقبل العودة لأهاليهم.






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المرأة وفك النزاعات


المزيد.....




- الجيش الأوكراني يكشف عن تأثير انقطاع خدمة -ستارلينك- على قوا ...
- ممثل إسباني يرتدي الكوفية الفلسطينية في حفل توزيع جوائز إيمي ...
- مصر.. اكتشاف ورشة أثرية لصهر النحاس في جنوب سيناء
- ما الذي ينتظره الشارع العربي والإسلامي من قمة الدوحة بعد اله ...
- سيث روجن يحصد أول جائزة إيمي وجين سمارت تتوج للمرة الرابعة ف ...
- -غزة الحرة-.. أول حركة تضامنية تسيّر سفنا دولية لكسر الحصار ...
- ترامب يشارك منشورا من تيك توك يدعوه لتقييد المؤسسات الإخباري ...
- محمد عرفان علي أول رئيس مسلم لجمهورية غويانا
- -فلسطين فازت- بطواف إسبانيا بعدما تسبب متظاهرون بإلغاء مرحلت ...
- هل تنجح تجربة الحواسيب المحمولة القابلة للترقية؟


المزيد.....

- كتّب العقائد فى العصر الأموى / رحيم فرحان صدام
- السيرة النبوية لابن كثير (دراسة نقدية) / رحيم فرحان صدام
- كتاب تاريخ النوبة الاقتصادي - الاجتماعي / تاج السر عثمان
- كتاب الواجبات عند الرواقي شيشرون / زهير الخويلدي
- كتاب لمحات من تاريخ مملكة الفونج الاجتماعي / تاج السر عثمان
- كتاب تاريخ سلطنة دارفور الاجتماعي / تاج السر عثمان
- برنارد شو بين الدعاية الإسلامية والحقائق التاريخية / رحيم فرحان صدام
- الانسان في فجر الحضارة / مالك ابوعليا
- مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات ... / مالك ابوعليا
- مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا ... / أبو الحسن سلام


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - صلاح الجودر - سنة الطبعة ومائة عام على الألم