|
روزا لوكسمبورغ، عن الحرية والديمقراطية الطبقية
إيلين آغيرسكوف
الحوار المتمدن-العدد: 8461 - 2025 / 9 / 10 - 14:13
المحور:
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
روزا لوكسمبورغ، عن الحرية والديمقراطية الطبقية او كيف أمكن لروزا لوكسمبورغ ان تصف نفسها بالديمقراطية وتعتبر الحريات البرجوازية شرطا لتحقيق الديمقراطية الاشتراكية، في الوقت نفسه الذي ناضلت فيه من اجل دكتاتورية البروليتاريا.
إيلين آغيرسكوف عضو في ديموس
الحرية هي دائما حرية من يفكر بشكل مختلف. Freiheit ist immer Freiheit der Andersdenkenden. 1
روزا لوكسمبورغ، واحدة من كبار منظري الماركسية ووريثة ماركس وإنجلز، كتبت كما هائلا من الكتب والكتابات السياسية حول موضوعات شتى، اعمال الرأسمالية وماهيتها، الإصلاحات والثورة، الإمبريالية والحرب، وهي موضوعات تظل للأسف راهنة في عام 2025 حيث تظهر افكارها شديدة الإفادة لفهم شروط الحرب في اوكرانيا، خلافا لمنطق الحرب السطحي ودعايتها التي يطعمنا بها سياسيونا ومختلف الخبراء العسكريين في وسائل الإعلام.
رفضت بصورة قاطعة ان تكون المعركة من اجل الهدف النهائي، اي انتزاع السلطة السياسية والاستيلاء على وسائل الإنتاج، قابلة للانتصار عبر الطريق البرلماني من دون ثورة. والديمقراطية التي ناضلت من اجلها لم تكن ديمقراطية برجوازية، بل ديمقراطية طبقية.
عندما يجري الاستشهاد بروزا لوكسمبورغ في النقاش العام، يكون ذلك غالبا بالإحالة إلى القول المذكور اعلاه. وعلى هذا الأساس، ينظر اليها كثيرون باعتبارها ثورية ناعمة كانت ترى ان الاشتراكية يمكن ان تتحقق برلمانيا، عبر الإصلاحات، مع مراعاة الحقوق السياسية العامة في الديمقراطية البرجوازية.
لا شيء ابعد عن الحقيقة من ذلك. لقد رفضت بصورة قاطعة إمكان الانتصار في المعركة من اجل الهدف النهائي، اي انتزاع السلطة السياسية والاستيلاء على وسائل الإنتاج، عبر الطريق البرلماني ومن دون ثورة. والديمقراطية التي ناضلت من اجلها لم تكن ديمقراطية برجوازية، بل ديمقراطية طبقية.
كانت روزا لوكسمبورغ ديمقراطية متوقدة، لكنها ميزت بوضوح بين الديمقراطية البرجوازية والديمقراطية الاشتراكية. لقد حاربت الديمقراطية البرجوازية، ليس لأنها ديمقراطية اكثر مما ينبغي، بل لأنها ليست ديمقراطية بما يكفي، لأنها ديمقراطية على الصعيد الشكلي فقط، اي ديمقراطية زائفة. فالبرلمان، في رأيها، كان اداة البرجوازية، يؤدي تحت السطح الديمقراطي البراق وظيفة رعاية مصالح الطبقة الحاكمة.
نقاش مع برنشتاين في نقاشها المبكر مع برنشتاين عام 1899، الإصلاح الاجتماعي ام الثورة، أبرزت كيف ان البرلمانية لا تمثل جميع الطبقات إلا في شكلها الخارجي.
شكليا تخدم البرلمانية التعبير عن مصالح المجتمع كله في التنظيم الحكومي. لكن من جهة أخرى، لا تعبر إلا عن المجتمع الرأسمالي، اي المجتمع الذي تكون فيه المصالح الرأسمالية هي الحاسمة. هكذا تصير المؤسسات التي هي ديمقراطية في شكلها ادوات لخدمة مصالح الطبقة الحاكمة في مضمونها. ويتجلى ذلك بوضوح في حقيقة انه ما ان يبدي النظام الديمقراطي ميلا إلى إنكار طابعه الطبقي والتحول إلى اداة لمصالح الشعب الحقيقية، حتى تصبح الأشكال الديمقراطية نفسها ضحية للبرجوازية وتمثيلها الحكومي. 2
بكلمات أخرى، قواعد اللعبة الديمقراطية تسري فقط ما دامت مصالح الطبقات الحاكمة هي التي تُراعى فعليا.
عبّرت عن هذا الرأي لاحقا وبصورة واضحة خلال الثورة الألمانية. في تشرين الثاني 1918 شكّل الاشتراكيون الديمقراطيون الحكومة بعد عزل الإمبراطور، وارادوا الآن الدعوة إلى انتخابات للجمعية الوطنية، بدعوى، كما صاغت روزا لوكسمبورغ في مقالها الجمعية الوطنية، انهم يريدون تجنيب الثورة اللجوء إلى العنف وإبعاد الحرب الأهلية بكل اهوالها.
جادلت في مواجهة ذلك رأسا. فقد كان البرلمان في نظرها ميراثا متقادما من الثورات البرجوازية، غلافا بلا مضمون، اكسسوارا من زمن الأوهام البرجوازية الصغيرة حول شعب موحد، وعن الحرية والمساواة والإخاء في الدولة البرجوازية. 3
والبرجوازية ليست حزبا برلمانيا، بل طبقة حاكمة تمتلك جميع وسائل القوة الاقتصادية والاجتماعية. هؤلاء السادة، اليونكر والرأسماليون، يظلون هادئين فقط ما دامت الحكومة الثورية تقنع بلصق ضمادات تجميلية صغيرة على علاقة الأجر الرأسمالية. إنهم طيبون فقط ما دامت الثورة طيبة، اي ما دام العصب الحي للشكل الطبقي البرجوازي للهيمنة، الملكية الخاصة الرأسمالية وعلاقة الأجر والربح، لا يُمس. ان الإنسية الحالية حيث ترعى الذئاب والخراف، النمور والحملان بسلام جنبا إلى جنب كما في فلك نوح، تدوم بالضبط إلى اللحظة التي يصبح فيها الحديث عن الاشتراكية جديا. ما ان تقرر الجمعية الوطنية الموقرة تحقيق الاشتراكية بالكامل واقتلاع هيمنة الرأسمال من جذورها حتى تبدأ المعركة. حين تُصاب البرجوازية في قلبها، وقلبها يخفق في الخزانة الحديدية، ستقاتل حتى الموت من اجل هيمنتها وتطلق آلاف اشكال المقاومة الظاهرة والخفية ضد التدابير الاشتراكية. ان الفكرة القائلة بإمكان إدخال الاشتراكية من دون صراع طبقي عبر قرار اغلبية برلمانية ليست سوى وهم برجوازي صغير يدعو إلى الضحك. 4
البرلمانية البرجوازية وصفت في المقال نفسه مدى سخف تلك الفكرة، لا يخلو ذلك من روح الدعابة، عبر تخيل ان الطبقات الاجتماعية المختلفة في البرلمان دخلت، بعد نقاش هادئ ورصين، في التصويت.
وحين تكتشف الطبقة الرأسمالية انها في الأقلية تعلن متحسرة كحزب برلماني منضبط جيدا، لا حيلة في الأمر. نرى اننا خسرنا التصويت. فليكن، نحن ننحني ونُسلم جميع قصورنا ومصانعنا ومناجمنا وخزائننا الفولاذية المحصنة وارباحنا الجميلة للعمال. 5
ان البرلمانية البرجوازية لا علاقة لها بفهم روزا لوكسمبورغ للديمقراطية، يتضح ذلك أيضا في مقال ما الذي يريده اتحاد سبارتاكوس المنشور في جريدة الاتحاد دي روتة فانه العدد 29 الصادر في 14 كانون الأول 1918.
تسليح الكتلة الشعبية العاملة بكامل السلطة السياسية من اجل مهام الثورة، هذا هو دكتاتورية البروليتاريا، وبالتالي هذه هي الديمقراطية الحقيقية. ليست هناك ديمقراطية حيث يجلس عبد الأجر إلى جانب الرأسمالي وفلاح الأجرة إلى جانب اليونكر في مساواة مزيفة لمناقشة مشكلات حياتهم على الطريقة البرلمانية. 6
الديمقراطية الاشتراكية ناضلت روزا لوكسمبورغ إذن من اجل ديمقراطية حقيقية تكون ديمقراطية أيضا في مضمونها وفي جوهرها، ديمقراطية تشمل العلاقات الاقتصادية أيضا، اي ديمقراطية اشتراكية. في مقال الثورة الروسية الذي كتبته في السجن عام 1918 تقول:
لقد ميزنا دائما بين النواة الاجتماعية والشكل السياسي في الديمقراطية البرجوازية، وكشفنا دائما اللب المرير من اللامساواة الاجتماعية وانعدام الحرية تحت السطح اللامع للمساواة والحرية الشكلية، ليس لرفضها بل لتحفيز الطبقة العاملة على عدم الاكتفاء بالسطح، بل على انتزاع السلطة السياسية لملء الشكل السياسي بمضمون اجتماعي جديد. ان مهمة البروليتاريا التاريخية، حين تصل إلى السلطة، هي ان تخلق ديمقراطية اشتراكية بدلا من الديمقراطية البرجوازية، لا ان تلغي كل ديمقراطية. تبدأ الديمقراطية الاشتراكية في الوقت نفسه مع تفكيك الهيمنة الطبقية وبناء الاشتراكية. وتبدأ في اللحظة نفسها التي ينتزع فيها الحزب الاشتراكي السلطة. إنها ليست شيئا آخر غير دكتاتورية البروليتاريا. 7
ولا يمكن للبروليتاريا، حين تمسك بالسلطة، ان تتخلى اطلاقا عن التحول الاشتراكي وتكتفي بالديمقراطية من دون ان تخون نفسها والأممية والثورة. يجب، وعلى نحو فوري، اتخاذ تدابير اشتراكية بأكثر الطرق حزما وحسما ومن دون تردد، اي ممارسة دكتاتورية، لكنها دكتاتورية طبقية لا دكتاتورية يمارسها حزب او زمرة، دكتاتورية طبقية في اوسع علانية، تحت مشاركة الجماهير النشطة وغير المكبوحة، اي ديمقراطية غير مقيدة. 8
وفي نهاية مقال الجمعية الوطنية تصف بوضوح ما تعنيه الديمقراطية الاشتراكية.
السؤال الذي وضعه التاريخ على جدول الأعمال هو، ديمقراطية برجوازية ام ديمقراطية اشتراكية. دكتاتورية البروليتاريا هي الديمقراطية بمعناها الاشتراكي. دكتاتورية البروليتاريا ليست قنابل وانقلابات واضطرابات وفوضى كما يحاول عملاء الربح الرأسمالي ان يزعموا عن عمد، بل هي استخدام جميع ادوات القوة السياسية لتحقيق الاشتراكية ومصادرة الطبقة الرأسمالية، وفقا لإرادة اغلبية البروليتاريا الثورية ومن خلالها، اي بروح الديمقراطية الاشتراكية. 9
الثورة المضادة البرجوازية وفي المقال المذكور اعلاه ما الذي يريده اتحاد سبارتاكوس توضح بصورة ادق كيفية تحقيق ذلك.
من قمة الدولة إلى اصغر بلدية يجب على الجماهير البروليتارية ان تستبدل جميع الأجهزة التي تُنقل من هيمنة الطبقة البرجوازية، في المجلس الاتحادي والبرلمان والمجالس البلدية، بأجهزتها الطبقية الخاصة، مجالس العمال والجنود. عليها ان تشغل جميع المناصب، وتشرف على جميع الوظائف، وتقيم جميع الحاجات الحكومية انطلاقا من مصالحها الطبقية الخاصة والمهام الاشتراكية. لا يمكن أيضا ان يُنجز التحول الاقتصادي إلا كعملية تحملها إلى الامام اعمال جماهيرية بروليتارية. في النضال الدؤوب مع الرأسمال وجها لوجه في كل مصنع، عبر ضغط الجماهير المباشر، عبر الإضرابات، وعبر خلق أجهزتها التمثيلية الثابتة يمكن للعمال ان يحصلوا على الرقابة على الإنتاج وفي النهاية على القيادة الفعلية له. 10
الثورة المضادة البرجوازية ستكون، في رأي روزا لوكسمبورغ، حتمية.
لكن قوة الثورة المضادة البرجوازية يجب مواجهتها بقوة الثورة البروليتارية الثورية، يجب ان تُقابل دسائس البرجوازية ومكائدها ومؤامراتها بعزيمة الجماهير البروليتارية الصلبة ووعيها ويقظتها ونشاطها الدائم الاستعداد. خطر الثورة المضادة المهدد يُجابَه بتسليح الشعب ونزع سلاح الطبقات الحاكمة. 11
الحرب الأهلية الحقيقية ستصدر إذن، بحسب روزا لوكسمبورغ، من البرجوازية.
اشتراكية او سقوط في البربرية ان مكافحة الهيمنة الطبقية البرجوازية ليست مسألة اعتبارات عدالة ايديولوجية. تحت شعار اشتراكية او سقوط في البربرية تجادل روزا لوكسمبورغ ان مستقبل البشرية بأسره موضوع على المحك ان لم تُهدم الهيمنة الطبقية.
في مقال ازمة الاشتراكية الديمقراطية المعروف بكراس يونياس الذي كتبته في السجن في نيسان 1915 ونشر في تشرين الثاني 1916 مع مسودة أطروحات يونياس، وصفت مستندة إلى فريدريك إنجلز كيف ان المجتمع البرجوازي كان امام معضلة، إما الانتقال إلى الاشتراكية او الارتداد إلى البربرية. منطلقها كان نظرية ماركس في ان الرأسمالية ستقود إلى فنائها. وقد جادلت هنا في كراس يونياس ثم بعد عامين في ما الذي يريده اتحاد سبارتاكوس ان هذه المسيرة نحو الفناء تتجلى الآن في حقبة من الحروب التدميرية التي تثيرها الإمبريالية، وقدح الفوضى والانهيار. كانت الحرب العالمية إذن نتيجة للهيمنة الطبقية البرجوازية والرأسمال الدولي النهم.
قال فريدريك إنجلز يوما، المجتمع البرجوازي يقف امام معضلة، إما الانتقال إلى الاشتراكية او الارتداد إلى البربرية. ماذا يعني الارتداد إلى البربرية على مستوى حضارتنا الأوروبية؟ لقد قرأنا وكررنا هذه الكلمات بلا تفكير حتى الآن من دون ان ندرك خطورتها الفظيعة. نظرة حولنا في هذه اللحظة تظهر ما يعنيه ارتداد المجتمع البرجوازي إلى البربرية. هذه الحرب العالمية ارتداد إلى البربرية. إن انتصار الإمبريالية يؤدي إلى تدمير الحضارة، مؤقتا خلال مجرى حرب حديثة، ونهائيا اذا ما استمرت حقبة الحروب العالمية التي بدأت الآن بلا ضابط حتى آخر النتائج. نقف اليوم، كما تنبأ إنجلز منذ جيل، منذ اربعين عاما، امام خيار، اما انتصار الإمبريالية وفناء كل حضارة كما في روما القديمة، تصحير وخراب وانحطاط ومقبرة كبرى، او انتصار الاشتراكية، اي نضال البروليتاريا الأممي الواعي ضد الإمبريالية وطريقتها، الحرب. هذه معضلة على مستوى التاريخ العالمي، اما او، تهتز كفتيها امام قرار البروليتاريا الواعية طبقيا. مستقبل الثقافة والبشرية يعتمد على ان يلقي البروليتاريا سيف نضالها الثوري في الكفة بعزم رجولي. 12
الاشتراكية ضرورة لا يمكن استئصال الإمبريالية والعسكرتارية والحروب ما دامت الطبقات الرأسمالية تمارس هيمنتها الطبقية بلا منازع. الضمان الوحيد والأساس الوحيد لسلام العالم هو القدرة الثورية والسياسية للبروليتاريا الأممية. 13
الهيمنة الطبقية البرجوازية هي المسؤول الحقيقي عن الحرب العالمية. مع نهاية الحرب العالمية تكون الهيمنة الطبقية البرجوازية قد فقدت مسوغ وجودها. 14
لا توجد مساعدة ولا مخرج ولا خلاص من هذا الفوضى الدموية وهذه الهاوية المفتوحة إلا الاشتراكية. وحدها الثورة العالمية للبروليتاريا يمكن ان تجلب النظام إلى هذا الفوضى. 15
في خطابها في المؤتمر التأسيسي للحزب الشيوعي الألماني مطلع عام 1919 تقول ذلك بدقة كبيرة.
لقد وصلنا إلى ان الحقيقة التي صاغها ماركس وإنجلز في وثيقتهما الكبرى البيان الشيوعي لأول مرة كأساس علمي للاشتراكية، وهي ان الاشتراكية ستصبح ضرورة تاريخية، نعيشها اليوم بمعناها الأدق. لقد أصبحت الاشتراكية ضرورة، ليس فقط لأن البروليتاريا لم تعد مستعدة للعيش في شروط الحياة التي تعرضها الطبقات الرأسمالية عليهم، بل أيضا لأن الفناء ينتظرنا جميعا اذا لم تؤد البروليتاريا واجبها الطبقي وتحقق الاشتراكية. 16
ومع البروليتاريا تعني روزا لوكسمبورغ مجمل الطبقة العاملة.
في جميع الثورات السابقة كان أقلية صغيرة من الشعب هي التي تقود النضال الثوري وتمنحه الهدف والاتجاه، وكانت الجماهير تُستخدم في النضال كأداة لتحقيق مصالح تلك الأقلية. الثورة الاشتراكية هي الثورة الأولى التي لا يمكن ان تصل إلى النصر إلا في مصلحة الأغلبية الساحقة ومن خلال الأغلبية الساحقة للشعب العامل. الجماهير البروليتارية مدعوة لا إلى رسم الهدف والاتجاه للثورة بوعي فحسب، بل إلى ان تخرج الاشتراكية إلى الحياة خطوة خطوة عبر نشاطها الخاص. وجوهر المجتمع الاشتراكي يكمن في ان الجماهير العاملة الكبيرة تكف عن ان تكون جماهير محكومة، بل تعيش الحياة السياسية والاقتصادية بنفسها وتديرها بوعي في تقرير ذاتي حر. 17
لا تُخلق الاشتراكية ولا يمكن ان تُخلق عبر مراسيم، حتى لو صدرت عن حكومة اشتراكية ممتازة. يجب ان تُخلق الاشتراكية بواسطة الجماهير، بواسطة كل فرد بروليتاري. 18
الديمقراطية الاشتراكية، دكتاتورية البروليتاريا، تتألف من تدخلات قوية حاسمة في العلاقات الاقتصادية والاجتماعية الراسخة للمجتمع البرجوازي، وهي تدخلات لا يمكن من دونها تحقيق الانقلاب الاشتراكي. لكن هذه الدكتاتورية يجب ان تكون عمل الطبقة، لا عمل أقلية قيادية صغيرة باسم الطبقة، اي يجب ان تنبع في كل مكان من المشاركة النشطة للجماهير، وان تقف تحت تأثيرها المباشر، وتكون خاضعة لرقابة العموم، وان تتطور من التنشئة السياسية المتنامية للجماهير الشعبية. 19
الوعي الطبقي السياسي كي تتمكن من أداء المهمة الهائلة المتمثلة في انتزاع السلطة السياسية وبناء مجتمع ديمقراطي اشتراكي، يجب ان يتطور وعي الطبقة العاملة إلى وعي طبقي سياسي. عملية التعلم هذه تتم، بحسب روزا لوكسمبورغ، قبل كل شيء من خلال مشاركة جماهير العمال أنفسهم في الحياة السياسية.
قبل الثورة، في المجتمع البرجوازي، يجب ان يحدث ذلك ضمن اطار الديمقراطية البرجوازية وبالاستفادة من الحقوق البرجوازية، اي في النضال من اجل الإصلاحات الاجتماعية، في نشاط النقابات، في الإضرابات وغيرها. يرتبط النضال اليومي والنضال من اجل الهدف النهائي. فالنضال من اجل الإصلاحات الاجتماعية ينضج الطبقة العاملة نحو الثورة.
اذا كان الديمقراطية قد أصبحت من جهة غير ضرورية ومن جهة أخرى حجر عثرة امام البرجوازية، فقد أصبحت عند الطبقة العاملة ضرورية ولا غنى عنها. هي ضرورية أولا لأنها تخلق اشكالا سياسية، حكم ذاتي وحق الاقتراع وما شابه، يمكن ان تكون بدايات ضعيفة ونقاط ارتكاز للبروليتاريا عندما تشرع في تحويل المجتمع البرجوازي. وهي لا غنى عنها ثانيا لأنه لا عبر سواها، في النضال من اجل الديمقراطية وبممارسة حقوقها، يمكن للبروليتاريا ان تصل إلى تكوين وعي بمصالحها الطبقية ومهامها التاريخية. 20
تكمن الأهمية الاشتراكية الكبرى للنضال النقابي والسياسي في انه يضفي الطابع الاجتماعي على الإدراك والوعي لدى البروليتاريا وينظمها بوصفها طبقة، انه الوسيلة التي تُدرَّب بها الطبقة العاملة من اجل استلام السلطة البروليتارية. 21
إذن، بينما لا يمكن استخدام البرلمان اطلاقا من اجل إنجاز التحول المجتمعي الذي يفترضه خلق الديمقراطية الاشتراكية، فإنه قبل الثورة اداة ممتازة، بل ضرورية، للتنشئة التي تعد شرطا لتمكين البروليتاريا، حين يحين الوقت، من تحقيق مجتمع ديمقراطي اشتراكي.
الحقوق الديمقراطية للحريات خلال الثورة وبعدها، من المهم بصورة حاسمة ان تُحافظ الحقوق الديمقراطية للحريات، فهي شرط لتحقيق البروليتاريا للديمقراطية الاشتراكية.
من دون صحافة حرة وغير مقيّدة ومن دون نشاط جمعياتي وحق الاجتماع من دون عوائق، يصبح حكم الجماهير الشعبية الواسعة أمرا مستحيلا كليا. 22
لا شيء سوى التجربة قادر على التصحيح وفتح طرق جديدة. وحده الحياة الفوّارة غير المكبوحة تبتكر آلاف الاشكال الجديدة والارتجالات وتطلق قوة الخلق وتصحح بنفسها جميع اخطاء التقدير. يجب ان يشارك الشعب كله، وإلا تصبح الاشتراكية منحة تُقرَّر بمنشور من اثني عشر مثقفا فوق مكتب. 23
من دون انتخابات عامة وحرية غير مقيدة للصحافة والاجتماع وتعدد الآراء تموت الحياة في كل مؤسسة عامة وتتحول إلى حياة زائفة يكون فيها البيروقراطية العنصر الفعال الوحيد. يغفو الحياة العامة بالتدريج، ويقود ويدير بعض العشرات من قادة الحزب ذوي الطاقة التي لا تنضب والمثالية اللامتناهية، وبينهم في الواقع مجموعة صغيرة من العقول اللامعة هي القائدة، نخبة من العمال تُدعى احيانا إلى اجتماعات للموافقة على خطب القادة ومنح التأييد بالإجماع للقرارات المطروحة، انه في الحقيقة شكل من حكم الزمرة، دكتاتورية بالفعل، لكن ليست دكتاتورية البروليتاريا، بل دكتاتورية حفنة من السياسيين، اي دكتاتورية بالمعنى البرجوازي. 24
بالنسبة إلى روزا لوكسمبورغ، الحقوق السياسية هي بذلك وسائل حاسمة لتمكين البروليتاريا من تحقيق الديمقراطية الاشتراكية. يجب ان تتمكن جماهير العمال من الاجتماع والتفكير والحديث والطباعة بحرية من دون تدخل من الزمرة او النخبة او قادة الحزب او أي تسمية اخرى تطلقها روزا لوكسمبورغ على القادة.
وهذا ما يعنيه الاقتباس الافتتاحي. فالاقتباس يأتي من مقال الثورة الروسية المشار اليه سابقا. وقد كُتب هامشيا بخط يدها مقابل بضعة اسطر تنتقد فيها لينين وتروتسكي اللذين، بحسبها، عبر قمع الحياة العامة، قد سدا منبع التجربة السياسية ومسار التطور اللاحق. 25 ويأتي كاملا على النحو الآتي.
حرية فقط للمؤيدين للحكومة، فقط لأعضاء حزب واحد، حتى لو كانوا كُثرا، ليست حرية. الحرية هي دائما حرية من يفكر بشكل مختلف. ليس بدافع الهوس بالعدالة، بل لأن كل ما هو حي وشفائي ومنقٍ يمكن ان تمنحه الحرية السياسية يعتمد على هذا الجانب الجوهري ويفشل حين تصبح الحرية امتيازا. 26
لاحظي الجمل الأخيرة. ان اهمية الحرية السياسية لا تعود إلى هوس بالعدالة او فكرة عن حرية كونية للجميع في كل الأوقات. الحقوق السياسية مهمة لأنها وسيلة ضرورية في النضال من اجل الاشتراكية، ولذلك فإن ملاءمتها وصيغتها ومدياتها ستعتمد على الوضع الاجتماعي. وتعبّر روزا لوكسمبورغ عن ذلك على النحو الآتي.
لا يمكن تقييم أي شكل من اشكال حق الاقتراع، وينطبق ذلك على أي شكل من اشكال الحق السياسي عموما، انطلاقا من نماذج تجريدية عن العدالة وما شابه من العبارات الديمقراطية البرجوازية، بل فقط انطلاقا من الشروط الاجتماعية والاقتصادية التي يُقصد بها ان تنطبق عليها. 27
وهي تتفق ايضا على انه قد يكون من الضروري في ظروف خاصة سحب الحقوق السياسية.
حين قاطع مجمل الفئات الوسطى والمثقفون البرجوازيون والصغار، بعد ثورة أكتوبر، الحكومة السوفييتية لعدة اشهر، وشلوا البريد والاتصالات والمدارس وجهاز الإدارة، وبذلك قاوموا حكومة العمال، كانت كل إجراءات المواجهة ضرورية بالطبع، مثل سحب الحقوق السياسية ووسائل الوجود الاقتصادي وما الى ذلك، لكسر المقاومة بقبضة من حديد. هناك يتجلى بالذات الدكتاتورية الاشتراكية التي يجب ألا تتراجع عن أي امر من أوامر القوة لفرض سياسات معينة او منعها لمصلحة الجماعة. 28
مجالس العمال والجنود في مقال ما الذي يريده اتحاد سبارتاكوس، بينت روزا لوكسمبورغ، كما سبقت الإشارة، التدابير الملموسة التي ينبغي اتخاذها من اجل إنجاز الثورة وضمانها. ومن بينها، إلغاء جميع البرلمانات والمجالس البلدية ونقل وظائفها إلى مجالس العمال والجنود، إضافة إلى أجهزتها ولجانها. 29
وعن الانتخابات إلى هذه المجالس ورد في البند 3.
انتخاب مجالس العمال في عموم ألمانيا من مجموع السكان البالغين العاملين من الجنسين في المدن والريف في مواقع العمل المختلفة، وانتخاب مجالس الجنود من قبل الجنود العاديين مع استبعاد الضباط. 30
بكلمات اخرى، لا حق اقتراع للبرجوازية، ولا للضباط.
في هذا السياق يتضح ان المختلفين في التفكير الذين تكون حريتهم غاية في الأهمية كي يخرج إلى النور كل ما هو حي وشفائي ومنقٍ، هم جماهير العمال التي يجب ان تنقذ العالم من فوضى الإمبريالية والعسكرتارية عبر تحقيق الديمقراطية الاشتراكية.
نعم، دافعت روزا لوكسمبورغ عن الحقوق الديمقراطية للحريات، ولكن داخل دكتاتورية البروليتاريا. ولا، لم تكن ثورية ناعمة ترى ان الاشتراكية يمكن ان تُنجز برلمانيا. الهدف النهائي الذي جوهره استيلاء الجماهير على وسائل الإنتاج يجب ان يتحقق عبر ثورة وباستخدام جميع ادوات القوة السياسية. يجب ان تُقاتل البرجوازية وثورتها المضادة بأكثر الطرق حزما وبلا تردد ومن دون رحمة، لأن البرجوازية ليست حزبا برلمانيا، بل طبقة حاكمة تمتلك جميع وسائل القوة الاقتصادية والاجتماعية، ولأن الفناء ينتظرنا جميعا اذا لم تؤد البروليتاريا واجبها الطبقي وتحقق الاشتراكية. 32
اشتراكية ثورية لقد كان قصدي من هذا المقال ان اترك الكلام لروزا لوكسمبورغ نفسها عبر هذه الاقتباسات الكثيرة كي تظهر بوضوح ودون التباس بوصفها الاشتراكية الثورية التي كانتها.
لكن اذا قرأنا اعمال روزا لوكسمبورغ بعين اليوم سنكتشف ان تحليلاتها واستنتاجاتها أصبحت شديدة الصلة. حين ناضلت قبل اكثر من مئة عام من اجل ان يقوم العمال بمصادرة طبقة الرأسماليين، كانت الرأسمال، ومن ثم السلطة، مجسدة في مالك الأرض وصاحب المصنع وصاحب المنجم واليُونكر. ومنذ ذلك الحين تغير العالم جذريا. لقد حدث تركيز شديد للقوة التي أصبحت في الوقت نفسه مجردة. اندمجت شركات الإنتاج في شركات متعددة الجنسيات عملاقة، لكنها مع ذلك تجد نفسها خاضعة لهيمنة قلة من الأوليغارشيات المالية.
هذا التطور الذي جرت فيه تسهيل مصالح الرأسمال ليس على يد النيوليبراليين وحدهم، بل ومن قبل الاشتراكيين الديمقراطيين أيضا وعلى حساب العمال، يبرهن بكل وضوح على صحة رأي روزا لوكسمبورغ حين تؤكد ان الديمقراطية ليست سوى ديمقراطية زائفة اذا لم تشمل الاقتصاد. فهذه الأوليغارشيات المالية استولت بسلطتها الاقتصادية المطلقة على السلطة السياسية ايضا. ان أوصافها اللماحة للطريقة التي تجري بها الأمور في البرلمان تتوافق تماما مع ما نشهده في برلماننا اليوم، حيث إن مشاغبات السياسيين فيما بينهم والتشديدات اللانهائية على قانون العقوبات يكادان يكونان كل ما تبقى، بعدما جرى تسليم ما كان يمكن ان يكون ذا شأن في مجال التشريع الاقتصادي منذ زمن بعيد إلى أدوات الرأسمال في الاتحاد الأوروبي، مع تنفيذ وطني لاحق يجري التصفيق له بالاتفاق مع المصالح الرأسمالية والوطنية الزراعية.
ويظل شعار روزا لوكسمبورغ، اشتراكية او سقوط في البربرية، للأسف شديد الراهنية اليوم ايضا. ويمكننا ان نضيف إلى قائمتها عن الإمبريالية والعسكرتارية والحروب بوصفها تهديدات لوجود العالم، تهديد الرأسمالية المدفوعة بالربح للبيئة والمناخ، وهو تهديد يهدد بالفعل اليوم معيشة شعوب في مناطق معرضة في الجنوب، وعلى المدى الأبعد يهدد بقاء البشرية نفسها. لقد اعلنت ان الفناء ينتظرنا جميعا اذا لم تؤد البروليتاريا واجبها الطبقي وتحقق الاشتراكية. لكن في جزء عالمنا، الولايات المتحدة وأوروبا الغربية، صار العمال، سواء عرّفناهم تعريفا واسعا بوصفهم اجرائيات واجراء او وفق معايير ادق، في مدى واسع مشروين بغنائم نهب الجنوب العالمي. ونحن نسخو بسخاء من فائضنا عبر مختلف حملات التبرع، في محاكاة ساخرة للتضامن الأممي البروليتاري. ويُقال ذلك دفاعا عنا إننا لا نكاد نعرف افضل. فالرأسمال يسيطر أيضا على وسائل الإعلام التي تقدم مطيعة رواية أصحاب السلطة عن وضع العالم، سواء تعلق الأمر بالإمبريالية او اوكرانيا او إسرائيل او الناتو او ديمقراطيتنا المحلية المزعومة.
هذا يجعل الشروط صعبة جدا على من يفكرون بشكل مختلف. وبذلك نعود إلى نقطة الانطلاق، الحقوق البرجوازية للحريات ودكتاتورية البروليتاريا.
تقييد الحريات ان الحقوق البرجوازية للحريات التي جرى مدح روزا لوكسمبورغ، عن خطأ، لاعتبارها عالمية، هذه نحن الآن في الدنمارك اليوم بصدد تقييدها. فحرية التعبير مهددة بأحكام الادانة بدعم الإرهاب على اساس تشريع يقوم على مفهوم غامض وغير واضح للإرهاب، ومهددة بالاتفاق الجديد بشأن معاداة السامية حيث تُساوى معاداة الصهيونية، في شكل نقد الدولة الإسرائيلية، بمعاداة السامية وتُجرّم بناء على ذلك. وحرية التجمع مهددة بمقترحات لتوسيع صلاحيات الشرطة في تجمعات معينة، اقرأ مظاهرات فلسطين. يُشهر بمن يفكرون بشكل مختلف، الذين نحب في النظرية ان نحييهم كأبطال، بوصفهم متعاطفين مع الإرهاب ومحبين لبوتين ولا ساميين ويُقصون بوصفهم ضارين بالحزب.
ودكتاتورية البروليتاريا، او باسم اكثر معاصرة الديمقراطية الاشتراكية، طبقة العاملات والعمال الواسعة اليوم، اي الاجيرات والاجراء، اي الأغلبية العظمى في المجتمع، هل نحن مستعدون لاتخاذ العاقبة اللازمة لتحليل روزا لوكسمبورغ الصحيح الذي أثبتته، والقائل ان هيمنة طبقة الرأسماليين لا تتوافق مع ديمقراطية حقيقية ولا مع كوكب صالح للعيش لأطفالنا؟ هل سنكون، يوم تنشأ الحالة، مستعدين لاستخدام أغلبيتنا التي تظهر في حركة شعبية واغلبية في البرلمان، للنضال من اجل مصادرة طبقة الرأسماليين وخلق ديمقراطية اشتراكية ووضع نهاية نهائية لسلطة السعي إلى الربح المدمرة؟
م. س. للمهتمين اشير إلى ان عالم السياسة النيو-ماركسي الدنماركي الراحل كورت سورنسن يقدم في كتابه الماركسية والنظام الاجتماعي مدخلا معمقا وشاملا لأفكار روزا لوكسمبورغ، وكان مصدرا كبيرا لإلهامي.
الهوامش جميع الهوامش إحالات إلى نصوص لروزا لوكسمبورغ:
1 الثورة الروسية، كتابات سياسية، تيدرنِه سكيفتر 1976، ص 246. 2 الإصلاح الاجتماعي او الثورة، الأعمال الكاملة لروزا لوكسمبورغ، ديتس فيرلاغ برلين 1974، المجلد 1-1، ص 398-399، هنا في ترجمتي. 3 الجمعية الوطنية، كتابات سياسية، تيدرنِه سكيفتر 1976، ص 261. 4 المصدر نفسه، ص 260. 5 المصدر نفسه، ص 259. 6 ما الذي يريده اتحاد سبارتاكوس؟ كتابات سياسية، تيدرنِه سكيفتر 1976، ص 274. 7 الثورة الروسية، كتابات سياسية، تيدرنِه سكيفتر 1976، ص 251. 8 المصدر نفسه، ص 250. 9 الجمعية الوطنية، كتابات سياسية، تيدرنِه سكيفتر 1976، ص 262. 10 ما الذي يريده اتحاد سبارتاكوس؟ كتابات سياسية، تيدرنِه سكيفتر 1976، ص 270-271. 11 المصدر نفسه، ص 273. 12 ازمة الاشتراكية الديمقراطية كراس يونياس، الأعمال الكاملة لروزا لوكسمبورغ، ديتس فيرلاغ برلين 1974، المجلد 4، ص 62، هنا في ترجمتي. 13 مسودة أطروحات يونياس، كتابات سياسية، تيدرنِه سكيفتر 1976، ص 208. 14 ما الذي يريده اتحاد سبارتاكوس؟ كتابات سياسية، تيدرنِه سكيفتر 1976، ص 268. 15 المصدر نفسه، ص 269. 16 برنامجنا والوضع السياسي، كتابات سياسية، تيدرنِه سكيفتر 1976، ص 288. 17 ما الذي يريده اتحاد سبارتاكوس؟ كتابات سياسية، تيدرنِه سكيفتر 1976، ص 270. 18 برنامجنا والوضع السياسي، كتابات سياسية، تيدرنِه سكيفتر 1976، ص 297. 19 الثورة الروسية، كتابات سياسية، تيدرنِه سكيفتر 1976، ص 251. 20 الإصلاح الاجتماعي او الثورة، دار ماركس، 2014، ص 70. 21 المصدر نفسه، ص 44. 22 الثورة الروسية، كتابات سياسية، تيدرنِه سكيفتر 1976، ص 245. 23 المصدر نفسه، ص 247. 24 المصدر نفسه، ص 249-250. 25 المصدر نفسه، ص 245-246. 26 المصدر نفسه، ص 246. 27 المصدر نفسه، ص 242-243. 28 المصدر نفسه، ص 244. 29 ما الذي يريده اتحاد سبارتاكوس؟ كتابات سياسية، تيدرنِه سكيفتر 1976، ص 275. 30 المصدر نفسه، ص 275. 31 الجمعية الوطنية، كتابات سياسية، تيدرنِه سكيفتر 1976، ص 260. 32 برنامجنا والوضع السياسي، كتابات سياسية، تيدرنِه سكيفتر 1976، ص 288.
نُشر هذا المقال في مجلة العامل Arbejderen العدد 2، 2025. العناوين الجانبية ادخلتها هيئة التحرير. https://arbejderen.dk/teori/rosa-luxemburg-om-frihed-og-klassedemokrati/
#إيلين_آغيرسكوف (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
روزا لوكسمبورغ، عن الحرية والديمقراطية الطبقية
المزيد.....
-
التقدم والاشتراكية يطالب بمناقشة إشكاليات الإحصاء والدعم لإع
...
-
بيرني ساندرز: حكومة نتنياهو خرجت عن السيطرة
-
الفصائل الفلسطينية تنعى شهداء الدوحة وتعتبر الهجوم دليلاً عل
...
-
بيان بمناسبة الذكرى الثانية لزلزال الحوز
-
كل الدعم لـ”انتفاضة السكر” حتى تستجيب وزارة التموين لمطالب ا
...
-
موقفنا من الانتخابات البرلمانية المقبلة
-
الناهبة، قصة حقيقية..
-
جريدة الغد الاشتراكي العدد 49
-
تيسير خالد : القيادة الاسرائيلية فقدت عقلها وصوابها
-
إسبانيا تمنع وزيرين إسرائيليين من اليمين المتطرف من دخول أرا
...
المزيد.....
-
كراسات شيوعية(النمو السلبي: مبدأ يزعم أنه يحرك المجتمع إلى ا
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
كراسات شيوعية (من مايوت إلى كاليدونيا الجديدة، الإمبريالية ا
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
كراسات شيوعية (المغرب العربي: الشعوب هى من تواجه الإمبريالية
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
علم الاعصاب الكمي: الماركسية (المبتذلة) والحرية!
/ طلال الربيعي
-
مقال (الاستجواب الدائم لكورنيليوس كاستورياديس) بقلم: خوان ما
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
الإمبريالية والاستعمار الاستيطاني الأبيض في النظرية الماركسي
...
/ مسعد عربيد
-
أوهام الديمقراطية الليبرالية: الإمبريالية والعسكرة في باكستا
...
/ بندر نوري
-
كراسات شيوعية [ Manual no: 46] الرياضة والرأسمالية والقومية
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
طوفان الأقصى و تحرير فلسطين : نظرة شيوعيّة ثوريّة
/ شادي الشماوي
-
الذكاء الاصطناعي الرأسمالي، تحديات اليسار والبدائل الممكنة:
...
/ رزكار عقراوي
المزيد.....
|