|
اختلاف الرأي وثقافة قبول الآخر والتعايش المجتمعي
فواد الكنجي
الحوار المتمدن-العدد: 8453 - 2025 / 9 / 2 - 07:56
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
طبيعة الحياة في أي مجتمع من مجتمعات العالم لا تخلو من السلبيات وايجابيات بهذه درجة أو تلك؛ وهذا ما يدفع هذا المجتمعات إلى أن تعيش اختلافاتنا بشكل سلبي أو ايجابي وبالشكل الذي نرفض آو نتقبل الآخر، وفي بعض الأحيان؛ قد نبدي عكس ما نبطن من خلال نظرتنا، لكن الحقيقة ما نجدها في اغلب المجتمعات هي أنها ترفض (الاختلافات) لدرجة التي يعشش فينا؛ لأنها ترسخ فيها بشكل يصعب معها استئصال ذلك؛ مما يدخل هذا المجتمع أو ذاك في صراعات غير مباشرة وغير واضحة مع الآخر المختلف، فنلغي اختلاف الآخر لان اعتقادهم بأنهم يمتلكون الحقيقة؛ وهي الحقيقة التي تعارفت واتفقت عليها هذه الجماعة أو تلك؛ لنرى أن (الآخر) على خطأ عندما يكون (مختلفا) معنا وأن قناعاته خاطئة، رغم أنه لا دخل له في العديد من المؤشرات التي تشكل (اختلافه)، ثم إنه قد يختار هذا (الاختلاف) بإرادته وهو حر في ذلك، لكن (التربية) ونمط التفكير التي نشئ عليها الأفراد ونظرتهم إلى الوجود.. والحياة.. والإنسان؛ هي التي رسخت في عقليتهم لرفض (الاختلافات)؛ لان هذا المجتمع أو ذاك يعيش في دوامة من الغموض.. والتناقض.. والنفاق؛ إذ يقتنعون ويعتقدون بمجموعة من الأمور هي أساسا (لا) يمارسونها كما ينبغي أو يدافعون عنها، وقد يكون ذلك سببا في هذا التأخر الذي يلاحق هذا المجتمع أو ذاك، ويجعلهم يتراجعون راغبة في عودة إلى ارثهم الماضي وتراثهم بكل سلبياته أو ايجابياته؛ معتقدين أن ذلك قد يكون حلا في ظل هذا الصراع، ولكن لا محال هم مخطئون؛ لأن من طبيعة المجتمعات التوجه نحو التقدم ومنها من تتأخر، فالتي تتقدم هي من تؤمن بـ(العلم) و(العقل)، والتي تتأخر لأنها تؤمن بما تم تحديدها سلفا بخصوصيتها بعد أن تسيطر علي مجتمعاتها السلبيات إلى أبعد الحدود .
الاختلافات جزء من الطبيعة البشرية
ورغم كل ما يبدو من إرادة في (التقدم) والسير إلى الأمام إلا أن (السلبيات) التي تعشش في هذا المجتمع أو ذاك قد يتجاوز الحد المقبول؛ سواء على مستوى التفكير.. أو النظرة.. أو طبيعة الحياة؛ والأسوأ من ذلك أنه تم تكبيل هذا (العقل) بواسطة مجموعة من الإيديولوجيات لتبقى خاضعة لمجموعة من التقاليد.. والعادات.. والمحددات التي لا تغني من جهل ولا تسعف في الخروج منه، لتكون نظرتهم إلى الحياة والإنسان سلبية؛ لأنها نظرة ترفض أن ترى الأمور من الزاوية الصحيحة، بل إنها ليست أكثر من نظرة سلبية محكومة بتفكير سلبي، ولعل (الاختلافات) بتعددها دينية.. وعرقية.. وجنسية.. و لغوية.. واللون؛ وهذه النظرة لا تكون مبنية على (العقل) لأنها نظرة ترفض هذه (الاختلافات)، وتفكر بالعقل الجمعي، وهذه (الاختلافات) للأسف هي التي تسيطر على علاقة هذا المجتمع أو ذاك ليأخذها أفراد المجتمع على محمل الاهتمام لان الأفراد المجتمع نشئوا وسط مجتمع ينبذ (الاختلاف) بجميع أشكاله لان نشأتهم وتربيتهم بنيت على نظرة أحادية أفقية ترى أنها هي الوحيدة الصحيح وترفض مشاركة (الاختلاف) او تتقبله أو التعايش معه بشكل طبيعي، رغم أن (التنوع البشري) أمرا طبيعي بأن نؤمن بـ(الاختلاف) لان الأفراد ولدوا مختلفين و(الاختلاف) جزء من الطبيعة البشرية ومن حقنا أن نعيش (اختلافنا) كما يناسب كل واحد منا؛ وعلينا احترام (الاختلاف) لان من طبيعة البشرية بأنهم ولدوا بتركيبة أخرى مختلفة عن تركيبتنا النفسية؛ لان لكل كائن فرد له كيان مستقل عن الآخر؛ وأمر (الاختلاف) ليس فيه عيب؛ بل أن (الاختلاف) شيئ جميل جدا كما هو جمال الزهور باختلاف ألوانها، نعم قد أختلف معك.. وتختلف معي.. لكن يمكننا أن نكون أصدقاء، وعلينا أن نترك مشاعر الحقد والكره بسبب الأفكار؛ فهذا يشتم الآخر لأنه مسيحي.. والآخر مسلم.. أو يهودي.. أو بوذي.. أو سني.. والآخر شيعي.. أو حتى الكره بسبب اللون.. أو بسبب الانتماء لدولة دون أخرى.. أو لفريق رياضي دون الآخر.. أو الإعجاب بشخصية لا تعجب الآخر.
لا يوجد كائن نفسيته تتطابق مع كائن آخر في كل شيء لأننا بالأساس ولدنا مختلفون
ولكن (التنشئة) التي نشانا عليها في علاقاتنا مع الآخر بنيت على أسس تفكير ضيقة الأفق إلى ابعد حدود؛ ليصبح هذا (المختلف) مرفوضا سواء كان هذا (الاختلاف) قائم على أساس الجنس.. أو اللون.. أو الدين.. أو اللغة.. وان نظرتنا أليه – أقل ما يقال عنها – بأنها نظرة سلبية؛ وهي النظرة التي ننطلق منها في الحكم على (الآخرين)؛ الأمر الذي رسخ في عقليتنا لتجعلنا نرفض الآخر (المختلف)، وعلينا أن نتيقن ونفهم حقيقة الوجود في هذا الكون الذي نعيش فيه في هذا العالم؛ بأنه لا يوجد كائن نفسيته تتطابق مع كائن آخر في كل شيء؛ لان لكل كائن له أحاسيس ومشاعر لا يمكن أن نتشابه مع الآخر؛ لأننا بالأساس ولدنا مختلفون؛ لكن يمكننا أن نتشارك الحب.. والمشاعر.. والقيم.. والصفات الطيبة. فـ(الاختلاف) لم يكون يوما عيب أو عار؛ بل على العكس هو محفز للإبداع.. وللكمال.. ولا أبداع.. في ظل النمطية والتكرار والسير على نفس الوتيرة؛ كيف سنخلق التجديد ونحن نكتفي بما هو موجود ومتشابه ونعيده كل ما سبق. (الاختلاف) مطلوب فهو ميزة وليس سبب للعنصرية فيقصون الآخر كليا من حياتهم؛ محتفظين بأفكارهم المتعصبة والراديكالية، نعم قد لا يوجد بيننا التشابه؛ ولكن توجد بيننا المشاعر.. والإنسانية.. وحب.. وتسامح.. وعمل.. وبناء.. وعينا إن ننظر إلى (الآخر) المختلف بعين الرحمة.. والمحبة.. و أن ننبذ من أفكارنا فكرة الكره.. والعداء.. بسبب (اختلاف) وجهات النظر فالتسامح.. والتصالح.. والاحترام الآخر المختلف شيء جميل؛ وعلبنا أن نؤمن بان (الآخر) هو أخوك في الإنسانية؛ وعلينا أن نفهم أننا لم نخلق لنحاسب (الآخر) لأنه مختلف عنا؛ وعلينا أن نتيقن بان تعدد الأذواق مطلوب.. وتعدد الأفكار والآراء هي التي تولد طرق ووسائل وتجديد وتطوير للمجتمع؛ لأننا خلقنا بشر في عالم واحد؛ وإنسانيتنا تتطلب منا التحضر.. والرقي.. والاحترام.. والتقدير.. فـ(الشخص المختلف) ليس من كوكب آخر هو من عالمنا أيضا؛ فمن واجبنا أن نقبل (اختلافه) ونتصالح معه؛ و أن لا نعاديه ونحاربه وكأنه مجهول أو غريب أو من عالم آخر غير عالمنا الإنساني، ولنجعل من (اختلافنا) جسرا لتواصل مع (الآخر المختلف) لان بـ(الاختلاف) نتكامل في كل شيء .
الاختلاف لا يعني الخلاف.. فاختلاف الرأي لا يفسد للود قضية ولا ينعكس سلبا على طبيعة العلاقات الفردية والجمعية
نعم قد أختلف معك وتختلف معي لكن يمكننا أن نكون أصدقاء ونتقاسم هذا الوجود بالمحبة.. والاحترام.. ونزرع معا الحب.. والسلام.. لنبني علاقات إنسانية متزنة بتكاملنا التي تجمعنا معا بقيم الإنسانية النبيلة التي تحد من الفرقة والانقسام والتباعد والتعامل مع الرأي الآخر بطريقة متمدنة، تدل على سعة البال والنفس والعقلية التي يحملها الإنسان لان (اختلاف الرأي) لا يفسد للود قضية ولا ينعكس سلبا على طبيعة العلاقات الفردية والجمعية، بل يزيدها تلاحما وتقاربا ويجعل من (الاختلاف) نوعا من التكامل؛ لأن الآراء تكمل بعضها؛ لان تعدد في الرؤى يأتي ضمن مشهد (الثراء الفكري)؛ لان (الاختلاف) لا يعني (الخلاف) ولا (الاحتراب) ولا (التعصب)، لان كل واحد منا ينظر إلى الأمور من زاوية معينه، تتشابه فيها الرؤية للموقف.. والفكر.. والمبدأ؛ ولكن (زاوية الرؤية) تكون مغايرة وهذا يثري المشهد ويجعله ذا مضامين ورؤى متعددة بدلا من الانحسار في طريق أو مسار أو فكر شمولي واحد يلغي (الآخر) ويعلن نفسه الصحيح الأوحد لأن (الاختلاف) يمكن أن يحسن من درجة التعايش؛ شريطة أن يؤمن الإنسان بأن النظر إلى الحياة وتفرعاتها لا يمكن أن ينحصر في رؤية فكرية ضيقة وحيدة ترفض أفكار (الآخرين)، لنفهم بان (الاختلاف) لا يؤذي أحدا مثلما يفعل (الخلاف). ومن هنا تأتي أهمية (نشر أفكار المتعلقة بسبل التعايش السليم وقبول الاختلاف).. و(درء مخاطر الخلاف بكل أنواعها وأشكالها ومصادرها)، لان (التعايش)؛ ظاهرة اجتماعية لا ينبغي التنازل عنها من أجل بناء مجتمع راقي ودولة متطورة مستقرة منشغلة بتحقيق التقدم ومواكبة ما يحدث من تطورات هائلة في مجالات العلم.. والفكر.. والسلوك و التربية .
تحضر أي مجتمع من المجتمعات وتمدنه تكمن في قيم التعايش وقبول الآخر المختلف
فدرجة تحضر أي مجتمع من المجتمعات وتمدنه، تكمن في قيم (التعايش) و(قبول الآخر المختلف)؛ والمجتمع الذي يتقبل هذه الأفكار هو لا محال مجتمع أكثر قدرة على الاندماج السريع وفض الخلافات عن طريق لأنه مجتمع يؤمن بالقيمة الأرقى من بين قيم التقدم ألا وهي (قيمة التعايش) التي تمحو حالات الصراع، وتحول حالات التعصب والتطرف إلى حالات تناغم.. وتفاهم.. وانسجام، مما يخلق حالة من الاستقرار الدائم وهذا بدوره يشجع على الإبداع.. وتنمية المواهب.. والازدهار.. والرقي.. وتقدم المجتمع . لذلك يجب لأي شريحة من شرائح المجتمع أن لا تتجاهل أهمية (الاختلاف) وتعدد الآراء حول أي قضية أو مشكلة تواجه المجتمع أو تطرح لتصبح موضوع مطروح قابل للنقاش؛ لأن تعدد الآراء.. وتقبل رأي الآخر.. أمر سليم لبناء مجتمع سليم، وعلى (أفراد المجتمع) أن يتقبلون (الرأي الآخر) برحاب صدر؛ لأن تقبل (الرأي الآخر) هو الطريق الصحيح السريع إلى ثراء فكري؛ الذي يمكن أن ينهض بالمجتمع؛ لأن (ثقافة الاختلاف) التي ليس فيها (نفس الخلاف) هي ثقافة مهمة لبناء وتطوير أي مجتمع من مجتمعات العالم، لان (ثقافة الاختلاف وتقبل الآخر)؛ تصبح ثقافة قبلة للباحثين عن الأفكار السليمة الناضجة التي تعتبر حجر الأساس في التطوير والبناء السليم بعيدا عن ثقافة (تكميم الأفواه) و(خنق الحريات)؛ لان بدون (ثقافة الاختلاف) لا محال سيفقد المجتمع الكثير من الأفكار المهمة التي كان من الممكن أن تسهم في النهوض بالدول والمجتمع؛ لان (وعينا للوعي الحضاري) يتطلب إتاحة الفرصة لـ(لآخر) للتعبير عن رأيه دون إصدار أحكام مسبقة، لأن (اختلافنا) مع الآخرين يجب أن لا يكون بهدف وأْدِ الآراء في مهدها حتى وان كانت هذه الآراء شخصية مهما كانت مضامينها؛ لان نشر (ثقافة الرأي والرأي الآخر) يجب أن (لا) تقيد بشروط مهما كانت قاسية للآخر؛ وعليه إن يستمع إليها من اجل بناء أفكار جديدة أو تصحيح الأخطاء بعد المراجعة دون اخذ موقف سلبي منها؛ لان الاستفادة تكمن بإصغاء وبإمعان وتمعن بمختلف الأفكار التي تطرح من قبل العقول النيرة حول العالم وبما يكتب وينشر ويقال؛ لان ليس كل (رأيٍ) ينبغي أن يرفض؛ وعلينا أن نتقبل (الآخر) حتى ولو كان خصما لنا؛ علينا إن نستمع ونأخذ من (الراء الآخر) ما هو سليم ونترك الذي لا يوافق آراءنا؛ لان بمنع التعبير عن الرأي نكون قد حرمنا أنفسنا من الاستفادة من فكرة ما نحن منعناه من التعبير عن رأيه، حول القضايا التي يؤمن بها، ويخالفنا فيها .
ثقافة الاختلاف وتقبل الآخر .. إذ ليس كل أفراد المجتمع على مستوى واحد من النضج والوعي ومن هذه الحقيقة يولد عند الإنسان الاختلاف في الرأي
لان (ثقافة الاختلاف) هي علينا الاستماع لكل الآراء المطروحة، من أجل فحصها وتميزها بين الصحيح والخطأ في عقولنا وتقديم أفكار طموحة إيجابية تخدم مصلحة المجتمع في حاضره ومستقبله في كل القضايا السياسية.. والعلاقات الاجتماعية، فنحن كأفراد من المجتمع لا يمكننا أن نتفق في كل شيء؛ كما إننا لا يمكننا أن نحيط بكل تفاصيل أحداث هذا الكون؛ لان ليس كل أفراد المجتمع على مستوى واحد من النضج والوعي بخلفيات الأمور؛ ومن هذه الحقيقة يولد عند الإنسان (الاختلاف في الرأي) لأن لكل فرد من أفراد المجتمع وحسب وعيه ونضوجه الفكري والمعرفي له وجهة نظر معينه باتجاه هذا الموضوع أو ذاك، ومن هنا فإن تعدد الآراء لا يعني أن صاحب الرأي الأول مخطئ والثاني مصيب؛ لان المسالة تتعلق بمدى قدرة العقول على توليد الآراء والتعبير عنها من خلال وجهات نظر مختلفة وهذا الأمر يعتبر امرأ جيدا لأنه لا يفسر إلا بكونه ارتقاء من مستوى النضج التي يحتاج أن يصل إليها كل أفراد المجتمع. ومن هنا نقول بان (ثقافة الاختلاف وتقبل الآخر) يختلف مستوياته من مجتمع إلى أخر من حيث تقبل للنقد وتعدد الآراء، إلا إن جوهر ثقافة الشخص وقيمتي الحقيقية تكمن في شخصيته.. وفي قيمه.. وفي سلوكه.. وفي ذوقه أيضا؛ لكن ليس في التكلفة المادية لذوق هذا الفرد أو ذاك؛ لان قيمة الفرد لا يُحددها بثمن ما يرتدي.. وما يلبسه.. لان الذوق لا يُقاس بثمن.. وبما نقتني.. وبما نحب.. وبما نرتاح فيه، لان أذواق الناس تختلف فما يبهرني قد لا يبهر الآخرين. ونحن اليوم نعيش في عصر (العولمة) و(الانترنيت) و(التكنولوجيا) نعيش تناقضا صارخا بين عالمين عالم مزيف، مليء بالابتسامات العريضة.. والفيلترات.. وعمليات التجميل.. والسعادة الزوجية مصطنعه تلمع بترف لا يعيشه معظمنا، وعالم أخرى قاس عنيف مليء بالتنمر.. والشر.. والسخرية اللاذعة.. ورغبة صريحة في إلحاق الأذى النفسي عبر تعليقات يظهر فيها شر صريح ومقصود كما نجدها في مواقع (الانترنيت) و(وسائل التواصل الاجتماعي)، ومع ذلك من حقنا أن نختار الصمت.. أو التجاهل.. أو المقاومة الهادئة؛ لان من حقنا أن نحمي أرواحنا من القبح والشر؛ ومع كل ما يحيط بنا من مظاهر (الاختلاف)؛ فإننا حقا نحتاج إلى الصبر.. وطيبة القلب.. والعقل؛ لا بسذاجة بل عن وعي كامل واختيار ناضج؛ لأننا بـ(الاختلاف) نبني مجتمعاتنا (لا) بـ(الخلاف)؛ لأن (الحرية) ليست امتيازا بل حقا أساسيا لكل إنسان الحق في أن يحب.. ويكره؛ ولكن وفق ضوابط السلوك الأخلاقي المتزن، لان (التنوع) بحد ذاته لا يعد واقعا سلبيا وعامل ضعف في الواقع المجتمعي؛ لان (التنوع) حالة تعيشها جميع شعوب العالم ومجتمعاتها التنوع الثقافي.. والمعرفي.. والديني.. والجنسي.. واللون و...الخ ولا بديل عن (التعايش) الإنساني ..والإخاء.. وتقبل الاختلاف.. بعيدا العنف.. والدمار.. والقتل والحقد .. والكره؛ واحترام (ثقافة الاختلاف والتنوع) بين كل هذه الشرائح بكونها روافد للتنوع والازدهار؛ ولا يمكن التنكر لها و يجب احترام (الاختلاف وتقبل الآخر)؛ هذه الحقيقة يجب أخذها بنظر الاعتبار وهي مصدر قوة وغنى لأي مجتمع من مجتمعات عالمنا .
يجب التركيز في مؤسسات التربية والتعليم على برامجها التوعية وعلى قيم التعايش من اجل ترسيخ هذه القيم في نفوس وعقلية الطلبة والشباب ليكونوا مواطنين يعترفون بـالآخر المختلف والتعايش معه
فحالة (التنوع) التي تعيشها مجتمعات العالم ليست مشكلة أو معضلة تواجه الدول والمجتمعات بل المشكلة والمعضلة تكمن في ملف إدارة هذا التنوع فإذ لم تنجح الدولة – أية دولة من دول العالم – هذا (التنوع) في مجتمعاتها فان الأمر قد يصل إلى مستويات عالية من الصراع.. وتصدع.. والعنف المجتمعي، لذلك يجب على كل دول العالم التركيز على برامجها التوعية في مؤسسات (التربية) و(التعليم) من اجل ترسيخ قيم (التعايش) في نفوس وعقلية الطلبة والشباب ليكونوا مواطنين يعترفون بـ(الآخر المختلف) والتعايش معه بقبول التنوع والتكيف في هذه البيئة المتنوعة بعلاقات ايجابية مع الآخر بما يضمن المساواة معه، لان (الطلبة) و(الشباب) وهم في مقتبل العمر بحاجة لإعادة تأهيل عقلتهم وإنقاذهم مما ترسب فيه من قيم ومفاهيم اقصائية من اجل تعزيز المجتمع بروح الحرية.. والكرامة.. والاستقلال.. و(قبول الأخر المختلف)؛ لان (الفرد) المتعلم.. ونشأته.. وأخلاقه.. ومستواه التربوي والثقافي.. والتي تتم في بيئة تقبل التسامح وتبني علاقاتها الإنسانية مع إخوتهم في الإنسانية المبنية بروح المحبة.. والتآخي.. وقبول الآخر؛ فان هذا السلوك هو الذي يؤمن لهم ثقافة ديمقراطية تؤمن بـ(الآخر) وحقوق الإنسان؛ وحق هذا الإنسان في (الاختلاف عن الآخرين) واختيار دينه.. وطائفته دون أكراه. فـ(التعايش) فن، وعلى الدولة إدراك قيمة هذا (الفن) والعمل على تطويره؛ لخلق بيئة اجتماعية تتنوع فيها التعددية الدينية.. والقومية.. والطائفية.. والجنس.. واللون.. و اللغة.. والسياسي.. والاختلاف الثقافي، وهذا ما يوحد الدولة ويمنع أي انقسام في وحدتها بتنوع أطياف والألوان المجتمع الذين يتعايشون بروح المحبة.. والتآخي.. و(قبول الآخر المختلف)؛ وهذا الانفتاح على أفكار (الآخرين) منبثق من الرغبة في التعلم والإطلاع على ما لدى (الآخرين) من ثقافة وعلوم والآداب وفنون؛ والاستعداد لعدم رفض ما لم نسمع عنه من قبل وعلينا أن نتعرف عليه ونتسامح معه وهذه هي أهم مبادئ التعايش في مجتمعات (التنوع) وتقبل اختلاف الرأي.. وثقافة قبول الآخر.. والتعايش المجتمعي .
#فواد_الكنجي (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
مسؤولية الفرد تجاه المجتمع
-
تجويع إسرائيل لفلسطينيي غزة جريمة إبادة جماعية لن تمر على ال
...
-
استهداف كنائس المسيحيين في الشرق ومعاناتهم
-
العلمانية أسلوب حياة حديثة تقبل الأخر المختلف
-
عيد العمال سيبقى رمزا لدفاع عن حقوق الطبقة العاملة
-
اكيتو والميثولوجيا الآشورية وتأثيرها الإبستمولوجي والأنثروبو
...
-
في اليوم العالمي للمرأة.. المرأة في المجتمعات المعاصرة مشبعة
...
-
متلازمة السلطة وأزمة النخب الحاكمة
-
تهجير الصهاينة من فلسطين أسهل من تهجير سكان غزة
-
المقايضة على تمرير القوانين في العراق انتكاسة تشريعية
-
الاغتراب الثقافي في مواجهة الفكر المعاصر
-
عام يمضي.. وأخر يأتي.. لنجعل من منازل الأسر ومدارس الدولة ور
...
-
إشكالية قبول الأخر
-
هل تعديل قانون الأحوال الشخصية يعالج المشاكل الاجتماعية أم ي
...
-
التنبؤات هل هي خزعبلات العرافات والعرافين أم هي تنبؤات بإملا
...
-
الأمية وانعكاساتها السلبية على السلوك الاجتماعي
-
القيم الأخلاقية في مواجهة متغيرات العصر
-
مقترح تعديل قانون الأحوال الشخصية في العراق انتكاسة تشريعية
-
يوم الشهيد الآشوري .. في السابع من اب 1933 الملك (فيصل الأول
...
-
تحديات التي تواجه مستخدمي الذكاء الاصطناعي التوليدي
المزيد.....
-
مئات الجنود الإسرائيليين يتعهدون برفض أوامر عملية الاستيلاء
...
-
كل الأنظار إلى البرازيل: انطلاق المداولات الختامية في محاكمة
...
-
روسيا والصين تُوقعان اتفاقًا ملزمًا لبناء خط أنابيب -طاقة سي
...
-
كاتب إسرائيلي: أعمال الأشرار تُنجز على أيدي أشرار آخرين
-
سخرية بالمنصات من استعدادات إسرائيل لـ-عربات جدعون 2? برسائل
...
-
ما هي التقنيات المفترضة التي شوشت أنظمة الجي بي إس على طائرة
...
-
-رمز للصمود ونعمة عظيمة-..آبي أحمد يشيد باكتمال بناء سد النه
...
-
هجوم بسكين في مرسيليا يوقع 4 جرحى.. والشرطة تطلق النار على ا
...
-
شي جين بينغ يرحب بفلاديمير بوتين لإجراء محادثات في بكين
-
مواجهات في باندونغ: شرطة إندونيسيا تطلق غازاً ومطاطاً على طل
...
المزيد.....
-
الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025
/ كمال الموسوي
-
الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة
/ د. خالد زغريت
-
المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد
/ علي عبد الواحد محمد
-
شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية
/ علي الخطيب
-
من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل
...
/ حامد فضل الله
-
حيث ال تطير العقبان
/ عبدالاله السباهي
-
حكايات
/ ترجمه عبدالاله السباهي
-
أوالد المهرجان
/ عبدالاله السباهي
-
اللطالطة
/ عبدالاله السباهي
-
ليلة في عش النسر
/ عبدالاله السباهي
المزيد.....
|