أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمود يوسف بكير - مراجعات وأفكار 16















المزيد.....

مراجعات وأفكار 16


محمود يوسف بكير

الحوار المتمدن-العدد: 8449 - 2025 / 8 / 29 - 00:20
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


المراجعات
1- من خلال قراءتي في تاريخ الحضارات القديمة، وجدت في معظم المجتمعات البدائية أن الدين وجد قبل وجود مفهوم الدولة، بمعني إن الدين وجد وقتها للسيطرة على الناس وتنظيم حياتهم وعلاقاتهم وهذا واضح في الدين الإسلامي بالذات، حيث نشأت الدولة الإسلامية الأولى في المدينة بعد ظهور الإسلام. وقتها كان الدين هو المسيطر على الدولة، وكان هو الإسلام الحقيقي وليس الإسلام الحالي الذي مزقته التفسيرات والمذاهب المختلفة، فأصبح لدينا عشرين إسلاما. وهو ما مكن الدولة من السيطرة على الـدين وتلاشى دوره ونفوذه القديم. ولذلك فإن العلمانيين في الدول الإسلامية مظلمون من جانب الأغلبية التي لم تفهم أبدا أن تبني العلمانية في الدول الإسلامية وفصل الدين عن الدولة كما ننادي هو لحماية الدين من سيطرة الدولة عليه واستغلالها له بشكل سيء. هل من أمل أن تفهم الناس هذا؟
2- تذكرت حوارا قديما للمفكر المصري المرحوم د. عبد الوهاب المسيري، قال فيه وبتصرف صغيرمن جانبي إن كلمة أكاديمي في عالمنا العربي الحالي أصبحت تعني أن على الباحث أن يلحق ببحثه قائمة طويلة من المراجع والاقتباسات لمجرد إثبات أنه أكاديمي ذو مصداقية هذا بالرغم من علمه بأن غالبية القراء لن يبالوا بالاطلاع على هذه المراجع. وفي رأينا المتواضع فإنه من الأفضل دائما أن يأتي الباحث الإكاديمي برأي جديد ومفيد بدلا من الاكتفاء بالنقل. وقد تعلمنا من أساتذتنا الألمان والأمريكان القدامى أنه عندما يطلب منا إعداد بحث عن نظرية معينة فإنه لا ينبغي لنا أن نقدّسها، بل إنه ينبغي علينا أن نبحث عن عيوبها ونواقصها بغرض هدمها والتقديم لنظرية جديدة أفضل، هذا بالطبع إذا ما وجدنا وبإثباتات علمية وواقعية أن النظرية الأولى فقدت صلاحيتها. ولا يهم هنا أن يدعم الباحث أطروحته بقائمة طويلة من المراجع لإن التقدم بفكر جديد شيء هام وليس سهلا وينبع من معاناة حقيقية، عكس الأبحاث التي لا تأتي بجديد والتي يحرص أصاحابها عادة على إضافة القائمة الطويلة المعتادة من المراجع واتباع الأعراف والآليات البحثية المتعارف عليها بين الأكاديميين حتى تصبح قابلة للنشر بالرغم من عدم إضافتها لأي جديد. وفي هذا ومنذ عدة سنوات كنت في زيارة للقاهرة حيث دعيت لحضور مناقشة لرسالة دكتوراه في كلية الاقتصاد التي درست بها في جامعة القاهرة. الصديق الذي دعاني سألني بعد الانتهاء من المراسم عن رأيي فقلت له بعد أن وعدني بالصمت حتى لا نحرج أحدا، بإن الرسالة كانت عبارة عن نقل رفات ميت من مقبرة قديمة إلى مقبرة جديدة. بمعنى أنه لم يكن هناك جديد. وعودة إلى ما قاله العبقري د. عبد الوهاب المسيري حيث قال وكأنه معنا اليوم إن الأبرياء قد يقتلون وينتشر الظلم ويسود الظلام وصاحب البحث مشغول بالكتابة في موضوعات لم يعد لها أهمية في عصرنا وواقعنا ومع هذا فهو يكتب ويوثق لموضوعات خالية من أية هموم إنسانية حقيقية. وأود هنا أن أؤكد أنني احترم كل خيارات الناس حتى ولو لم أتفق معها، وأنا ضد الاجبار في إي شيء، ومن ثم فعلينا إن نحترم رغبة من يريد أن يعيش في الماضي ويتصور أن مفاتيح حل مشاكلنا المستعصية مع الذين ماتوا منذ قرون ومن ثم فإن حل مشاكلنا سهل للغاية، فقط علينا إن نتبع خطى السلف الصالح حيثما وجدوا سواء في الشرق أو الغرب.
3--العدوان الإسرائيلي الأخير في الأسبوع الماضي على أحد مستشفيات غزة والذي قتل فيه عدد من المدنيين العزل ومنهم خمسة صحفيين، عدوان يتسم بالدناءة وتجاوز كل حدود الحياء والحذر، وتمت إدانته من العديد من الدول والمنظمات الغربية. والمهم هنا هو أن نتنياهو أعترف لأول مرة وبشكل واضح بعد التحقيق الذي قام به بأن الهجوم كان خطأ مؤسفا للجيش الإسرائيلي. ولا أدري لماذا لم تطالب حكومة السلطة الفلسطينية بأن تقوم إسرائيل بتعويض أسر ضحايا هذا الهجوم البشع بمليون دولار على الأقل لكل أسرة وذلك من خلال دعوى قانونية أمام محكمة العدل الدولية وحتى داخل المحكمة الجنائية داخل إسرائيل بأن اعتذار نتنياهو عن هذا الهجوم ليس كافيا وأن التعويض واجب بحسب القانون الدولي، وأتمنى أن تتحرك الحكومة الفلسطينية في هذا الاتجاه بدلا من الاكتفاء بحملات الإدانة.
4- وبخصوص اكتفاء كل الدول العربية بالمشاهدة لما يحدث غزة. فإن البعض يبرر هذا الصمت بأن مصلحة شعوب هذه الدول أهم من مصلحة الشعب الفلسطيني. أي أن الأولوية ينبغي أن تكون لمصلحة كل شعب وليس مصلحة الشعوب الأخرى. وهذا الكلام يبدو منطقياً، ولكننا نتساءل هل يعني هذا التوجه أن كل الشعارات والأغاني التي تربينا على حفظها وترديدها عن الأمة والوحدة العربية والجامعة العربية والتضحية والفداء من أجل أخونا العربي في كل مكان وزمان. هل كانت هذه الشعارات والخطب العصماء مجود أونطة وهجايص؟ وهل تحولت النخوة العربية إلى النذالة العربية؟ وهل انتهى مبدأ مساعدة الضعيف ومقاومة الظلم لأننا محكومين الآن بقيم جديدة يسيطر فيها المال والقوة على كل شيء. فإذا كنت ضعيفا وتعرضت للقهر والجوع فليس لدينا ما نقدمه لك إلا بيانات الشجب والإدانة ورفع الشعارات ولك أن تسعد بهذا لأنك سوف تحصل على كل هذا بالمجان ولا تكن طماعا، ولا تلم إلا نفسك لأنك لم تتعلم أن العبرة ليست بالشعارات وبما يقولون، ولكن بما يفعلون ونتائج ما يفعلون. ولا عزاء لإشقاءنا الفلسطينيين الذين ساعدناهم من الخارج بما استطاعنا من تبرعات لم يستفيدوا منها كما ينبغي بسبب الحصار غير الإنساني المفروض عليهم ومواصلة تجويعهم وقتلهم وتدمير كل مقومات الحياة في غزة تحت أنظار العالم الأرضي والسماوي دون أن يتدخل أحد لا في الشرق ولا في الغرب. غزة تؤرخ لعصر جديد في تاريخ البشر، عصر خالي من الرحمة والإنسانية ومليئ بالكوارث، نعم سوف تتكفل بنا الكوارث الطبيعية لأننا من أسوأ المخلوقات ولا نستحق الحياة.
5-الأمم المتحدة ستظل منظمة فاشلة طالما أنه بإمكان دولة واحدة من الدول التي تتمتع بحق الفيتو أن توقف قرارا يوافق عليه العالم أجمع. اليس هذا نوع من العبث والغباء وإضاعة الوقت؟ الفيتو اختراع أمريكي بامتياز للسيطرة على الإمم المتحدة وأعتقد أن معظم الدول تتجاهل هذه الحقيقة لأن الذهاب إلى أمريكا رحلة ترفيهية جميلة. تخيل لو أن مقرر الأمم المتحدة كان في الصومال أو الباكستان، بالطبع لم يكن لأحد أن يذهب لهذه الدول ولتم إغلاق هذه المنظمة منذ زمن..
6- النمو الهائل والسريع للعلم والتكنولوجيا أصبح خارج السيطرة ويجيء على حساب الثقافة والأخلاق بشكل مقلق، ولعليّ أضرب أمثلة سريعة مما هو حاصل بالفعل حيث أغلقت العديد من المكتبات في أوروبا وأمريكا ومعظم دول العالم لقلة مبيعات الكتب وذلك بسبب ألانترنت ووجود تطبيقات عديدة لتلخيص الكتب بشكل مجحف. ولذلك فإن عادة شراء الكتب والذهاب للمكتبات كما كان الحال أيام الصبا حيث كنا نعشق شراء وتبادل الكتب أنتهت. وكذلك اختفت معظم دور السينما ومحلات بيع أسطوانات الموسيقى والأفلام لأن كل شيء متوفر على الانترنت. والرحلات التي كنا نقوم بها مع الأهل والأصدقاء إلى الحدائق العامة في دولنا وفي أوروبا قلت كثيرًا نتيجة رغبة الشباب وحتى الكبار في اتباع الأنواع الجديدة للصداقة من خلال التواصل على برامج السوشيال مديا، وحتى لو ذهبوا لاماكن التنزه والحدائق الجميلة، تجدهم منكفئين على الموبيلات كما هو الحال في البيت. كل ما هو جميل ذهب بلا رجعة. أما عن التطورات الجديدة في العلوم البيولوجية وهندسة الجينات فإنها مخيفة، وهذا حديث آخر.
الأفكار
١ أخطر ما نفعله الآن هو أننا نتأقلم مع الأوضاع الكارثية التي نعيش فيها بدلا من ان نسعى لتغييرها. التأقلم مع الخراب والفساد والنفاق يعنى ببساطة أن التغير للأفضل لن يحدث أبدا.
٢ هناك نوعان من الدين في عالمنا العربي: الدين السلطوي الذي يقوم على الطاعة العمياء والتخويف وتقييد حرية الإنسان. والدين الإنساني الذي يعتمد على الضمير الحي ويشجع على الحرية والإبداع. وسيكون هذا هو دين المستقبل، أي ديانة الضمير الإنساني.
٣ حول مسألة الصراع بين الأصالة والمعاصرة التي نعاني منهل كعرب، اقترح د. فؤاد زكريا أن نستبدلها بمصطلح الإتباع أم الإبداع. لقد حل د. زكريا هذه المعضلة القديمة في كلمتين لا يحتجان للشرح، وهذا هو الإبداع.
4- بلادنا العربية جميلة لو معاك خميرة، أي "فلوس"، وسهلة لو معاك واسطة، وأجمل ما في الدنيا لو معاك الاتنين، وأهلا بالديموقراطية الجديدة التي تقوم على حكم الأقلية الغنية وأغلبية فقيرة ومقهورة.
٣قديما قال أبن خلدون: أينما حل العرب حل الخراب، لأنهم إذا جاعوا سرقوا، وإذا شبعوا فسقوا. ترى هل أثبتت الأيام صحة هذا الرأي أم خطأه؟
مستشار اقتصادي



#محمود_يوسف_بكير (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مهازل وأكاذيب من وحي الدولة الفلسطينية
- ترامب يدمر أمريكا والنظام الدولي -١
- في ذكرى من غير حياتي
- الإيمان والثقافة والقيم والاقتصاد
- هل ستتحول أمريكا ترامب لدولة فاشلة
- العقل الديني والحداثة والديموقراطية
- منوعات من جرائم وعجائب ترامب
- دروس من جائزة نوبل في الاقتصاد
- الأديان والحداثة والفقر الفكري
- مراجعات وأفكار ١٥
- في نقد الاقتصاد الإسلامي
- كيف نحافظ على قيمة مدخراتنا
- مراجعات وأفكار 14
- الجامعات الأمريكية فضحتنا أمام العالم
- معضلتنا الأساسية في عالمنا العربي
- وداعاً للنظام الدولي القديم ومرحبا بالفوضى
- تطورات سياسية واقتصادية محبطة
- غزة وما يمكن أن يفعله الحوار ونحن
- مراجعات لمفاهيم اقتصادية خاطئة
- من المسؤول عن هذه المهزلة؟


المزيد.....




- نتنياهو يزور الزعيم الروحي للدروز
- -إن مُتنا فليكن في بيت الرب-: المسيحيون في غزة يواجهون التهج ...
- باحثة يهودية: هذان الشخصان فقط يمكنهما وقف المجاعة في غزة
- -الكنيسة الميثودية المتحدة تصبح أول كنيسة تسحب استثماراتها م ...
- ردا على موفق زيدان.. لا لحل الإخوان المسلمين في سوريا
- مستعمرون يقتحمون المسجد الأقصى
- نتنياهو يجتمع مع رئيس الطائفة الدرزية لمتابعة الأوضاع في الس ...
- مجلس الكنائس العالمي يُعرب عن تضامنه مع بطاركة القدس ومواطني ...
- لجنة طوارئ كنيسة العائلة المقدسة في غزة تقرر البقاء في الكني ...
- بابا الفاتيكان يدعو لإنهاء -العقاب الجماعي- في غزة


المزيد.....

- علي قتل فاطمة الزهراء , جريمة في يترب / حسين العراقي
- المثقف العربي بين النظام و بنية النظام / أحمد التاوتي
- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمود يوسف بكير - مراجعات وأفكار 16