أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - بشار مرشد - ما بين الوطن والوطنية… كرامة أم تضحية؟ استبدال العدل بالمساواة الزائفة














المزيد.....

ما بين الوطن والوطنية… كرامة أم تضحية؟ استبدال العدل بالمساواة الزائفة


بشار مرشد
كاتب وباحث

(Bashar Murshid)


الحوار المتمدن-العدد: 8448 - 2025 / 8 / 28 - 21:54
المحور: حقوق الانسان
    


##المقدمة:
لم يُخلق الإنسان عبثًا، بل ليكون خليفة في الأرض، يعمرها بالقيم والعدل والحكمة. العيش في الوطن لا يعني مجرد التواجد الجغرافي، بل أن نحظى بكرامة، بأمان، وبفرص حقيقية لأبنائنا ولأنفسنا.
الوطنية تتطلب التضحية أحيانًا، لكن السؤال الفلسفي يظل: هل هذه التضحية واجب على الجميع، أم عبء يتحمله الفقراء وحدهم بينما الأغنياء يجنون الثمار؟ هذا هو جوهر التناقض بين الوطن للعيش والوطنية للتضحية.

## التفريق بين العدل والمساواة:
حين يُقال إن الوطنية تتطلب التضحية وحدها، غالبًا ما يكون ذلك من موقع مترف، بعيد عن معاناة الحياة اليومية. تتحول الوطنية في هذه الحالة إلى عبء على من لا يملكون سوى قوت يومهم، بينما الأغنياء يجنون الثمار دون عناء. العدالة لا تكمن في فرض التضحية على الضعفاء مستغلين حاجتهم للعيش من أجل رغبات المترفين في زيادة السطوة والنفوذ، فلا يمكن لهم التحدث عن البذل والعطاء بينما تستمر الجباية والمنفعة على حساب الآهات وأنين الوجع.

هنا يظهر الفرق الجوهري بين العدل والمساواة الزائفة: فالمساواة ليست مجرد فكرة بريئة، بل مصطلح زائف ابتدعته الأقلام الصفراء المرتهنة لطموح المترفين بخيرات الكون، متجاهلين العدالة الحقيقية المفروضة من السماء، وهي إرادة الخالق في الكون لاعمار الأرض بعيدًا عن طغيان البشر. المساواة المطلقة تتجاهل الفروق الطبيعية والقدرات المختلفة، وقد تظلم الضعيف بدل أن تحميه، بينما العدل يوزع الحقوق بما يناسب كل فرد ويوازن بين الواجبات والحقوق. الوطن الحقيقي هو الذي يوفر العدالة والكرامة قبل أن يطلب التضحية، ويجعل الدفاع عن الأرض مشاركة عادلة وليس استغلالًا للفقراء.

## الخاتمة:
فالكرامة هي أول خطوة نحو الانتماء، والعدل هو أساس الحكم وميزان العلاقة بين الإنسان ووطنه. المساواة الزائفة لا تساوي شيئًا إن غابت عنها العدالة. الوطن الذي يحمي الإنسان أولًا، ويكفل له حياة كريمة هو وحده الذي يستحق أن نضحي من أجله، وهنا تتحقق الوطنية الحقيقية القائمة على الحقوق والواجبات المتوازنة، لا على الشعارات الزائفة وطغيان الأقوياء.



#بشار__مرشد (هاشتاغ)       Bashar_Murshid#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المناورة.... واستراتيجية الاحتلال في رباعية الحرب
- حماية المؤسسات: كيف تبني الكفاءة والنزاهة سدًا ضد الفساد وال ...
- الصداقة النادرة .. في زمن المصالح العابرة
- العالم الرقمي.. تواصل وحوار أم تهجّم وصراع؟
- الاستقلال والسيادة الحقيقية... هل تُبنى أم تُعطى؟


المزيد.....




- الأمم المتحدة: توفير فرص عيش مستدامة لعوائل متضررة في العراق ...
- بيروت.. مباحثات لبنانية سورية لبحث ملف المعتقلين والمفقودين ...
- بريطانيا: المجاعة التي تشهدها غزة من صنع الإنسان
- وفد سوري يبحث مع لبنان ملفات المفقودين والمعتقلين
- الأمم المتحدة: السودان أمام أكبر أزمة جوع في العالم والكولير ...
- الأمم المتحدة: السودان أمام أكبر أزمة جوع في العالم والكولير ...
- بيروت.. مباحثات لبنانية سورية لبحث ملف المعتقلين والمفقودين ...
- بريطانيا: المجاعة التي تشهدها غزة من صنع الإنسان
- -العفو الدولية-: على -إسرائيل- السماح لـ-أسطول الصمود- بالوص ...
- وزير خارجية بريطانيا: أفعال إسرائيل لن تنهي الحرب ولن تعيد ا ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - بشار مرشد - ما بين الوطن والوطنية… كرامة أم تضحية؟ استبدال العدل بالمساواة الزائفة