أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ربحان رمضان - من يوميات لاجئ سياسي او منفي رغماً عن انفه















المزيد.....

من يوميات لاجئ سياسي او منفي رغماً عن انفه


ربحان رمضان

الحوار المتمدن-العدد: 8447 - 2025 / 8 / 27 - 04:50
المحور: الادب والفن
    


( من يوميات لاجئ ســـياسي او منفي رغماً عن انفه مقال نُشر في العدد 30 من مجــلة " الاتحــاد – HEVGIRTIN " التي كانت تصدرها منظمة الخارج لحزب الاتحاد الشعبي الكردي في سوريا لعام 1999 ، وقد نَشر رئيس التحرير اسمي المعروف لدى غالبية الرفاق " أبو جنكو " حيطة وحذر . ) .

الشمس تسطع نوراً بارداً كقلوب أهل هذه البلاد، لا ... دفئ فيه ولا حرارة .....
الشوارع خالية الا من الشحاذين عازفي الموسيقى ينتظرون ان يرمي لهم المارة قطعة نقود في قبعة التبرعات .
البارحة بلغت درجة الحرارة /24/ درجة تحت الصفر، تجمعت بعد انتهاء مدة العمل لازالة الرائحة الكريهة الناتجة عن تعاملي مع المواد الكيميائية وخرجت مشياً على الاقدام قاصداً البوابة الرئيسية للموقع أو بالاحرى مدينة المعامل.
البوابة مغلقة، فقد اشتغلت اكثر من الساعاة المحددة فلم تعد هناك مواصلات ولا ادوات اتصال .
جائني الشرطي حارس البوابة بسيارته وبدل ان يفتح الباب أجبرني على تحويل طريقي الى الباب الرئيسي الآخر الذي يبعد خمسة الى ستة كيلومترات
- من فضلك افتح لي الباب فالطريق من هنا أقرب الى موقف الباص.
تابعت الرفيقة مهمتها وسلمت (الامانة) للرفاق الذين نشروها في الوقت المحدد ...
لا، بل اذهب من هناك الطريق يتحمل دقيقتين لا اكثر.
- دقيقتين ؟!

دقيقتين بالسيارة يا أخو " ...... " | قلتها بالعربية.
ومشيت وطول الطريق كنت احاول ايقاف اية سيارة عابرة، ولكن لم تقف ولا واحدة.
نفسي يتجمد ويتحول الى طبقة جليدية على شاربي اللذين ربيتهما منذ ثلاثين عاماً....
تابعت سبي للقانون وللشرطي والشرطة وانا في الوطن طريق الى الباب الآخر .

تذكرت تلك المرأة -المقدامة - في ربيعها الثالث تركت اطفالها عند جارتها وسافرت معي الى العاصمة اللبنانية لتقدم حباً للوطن وتجازف من اجله ...
حَملت في بطنها تحت الثوب ألفي جريدة لآخر عدد من جريدة الحزب المركزية ... تظاهرت بانها حبلى فلم تستوقفنا اجهزة الامن المنتشرة على الطريق الأفي نقطة الحدود حيث اتم السائق معاملة السفر.
تابعت الرفيقة مهمتها ، وسلمت " الأمانة " للرفاق الذين نشروها في الوقت المحدد ..

مرت بخاطري صوراً لرحلة اعتدنا على القيام بها كل سنة مرة» بمناسبة عيد شعبنا القومي (نوروز) ..
تلك الرحلة المميزة التي كانت تشارك فيها قوى واحزاب، وفعاليات فنية مختلفة لعبت دوراً كبيراً في احياء التراث وايقاظ الشعور القومي الذي ادى فيما بعد الى مسيرة جماهيرية أرهبت اجهزة امن النظام الحاكم في الوطن .

نفذت بجلدي لما هربت من البسطار وظله المخيف منذ عشر سنوات عمر منفاي وانا اهرب منه في احلام النوم واليقظة رغم اني قبل وبعد اعتقالي في أقبية المخابرات اناضل مع رفاق دربي من اجل تحقيق شعار التآخي الذي تخوزق بسببه سليماننا الأول، فتنغص علي حياتي ويتجسد الحلم حقيقة وخوفاً من الموت جوعاً، أو كبتاً .. او اكتئاباً بسبب السكوت عن الحق والتطرق الى الظلم القومي او تاريخ الظلم الذي استفحل مع استعمار الغرب لبلاد الشرق وتقسيم المنطقة اعتباطياً متجاوزاً التقسيم الاثني وتعدد اللغات فيها وفرض انظمة تابعة، أو مسايرة، اعتمدت في سلطتها على القمع وفتح عشرات فروع المخابرات في كل مدينة من مدنها... كل ذلك باسم الوطنية وضرورة اســترجاع ما خسرته الامة العربية بعد خروجها من اشبيليا وقرطبة، وبقية بلاد المسلمين .
ببطئ تعيد وجودها بنفيها لابناء الوطن بكل تركيباته الدينية، والاثنية وكان ذلك هو الانتقام ... ومع قبول هذه الجموع من المغتربين والمنفيين باي عمل كان فانهم معرضون للطرد التعسفي بأي وت كان ولاي سبب كان، بل قبول عملهم يخضع لاعتبار انهم شئ كلا شئ البتة.

في هذا العالم الغريب تضيع المسافات والاصول والرؤى والديانات والافكار التي تسمو بنا الى الوطن .... والقادمون معظمهم» يتحاشون الالتقاء والاجتماع لانهم يكذبون منذ ان تطأ اقدامهم بلاد المنفى التي وصلوها نتيجة القهر السياسي في أوطانهم التي يحكمها الطامحين لتقليد بالاميركان في سيادة العالم ....

تنتابني احياناً فكرة الصراخ ملئ فمي .... في بيتي ... في حديقة .. في اية مقبرة مغلقة الابواب على سكانها النائمين بسلام، حتى الموسيقى ممنوعة هنا الا عبر اسلاك تصل الان بآلة تســجيل أو مذياع يكرر يومياً ما تريده الامم المتحدة بقيادة الاميركان الجاهزين دائماً للتدخل السريع في أي بلد يخالف القانون لان عشية القرن الواحد والعشرين هو عصر السرعة في سقوط الحضارات.
" هو سليمان الحلبي -قاتل كليبر قائد الحملة الفرنسية على مصر كردي من قرية كوركان في جبل الاكراد شمال حلب " .
أما سليمان الثاني - فهو الشاب الشهيد سليمان أدي اغتالته قوات الحرس الجمهورية في مظاهرة نوروز السلمية بدمشق عام 1986.

في العام الماضي عملت كبائع لصحيفة «كرونن سايتونغ، اليومية ... كنت اقف على الخط الفاصل بين ممري الذهاب والاياب في نقطة عبور (سان بولتن) في مدينة - لينز الدائم. - النمسا - بين الساعة الخامسة والسابعة والنصف صباحاً ...
تزحلقت مرتين في يوم واحد كانت فيه الأرض كالصابون لتجمدها ..

في الشهر المنصرم حارس الباب الأول طلب مني بطاقة العمل في الفيست ألبينا (مدينة المعامل) في الدقائق الاخيرة للبدء في العمل فأشهرت له تصريحاً من الشركة التي اعمل بها ، لم يرضى به وارغمني على تغيير طريقي الى الباب الثاني .

صفاتي توحي لاهل البلد وشرطتها باني من الشرق .. رغم ذلك لم احلق شاربي
قبل ستة أشهر ذهبت الى بلدية المدينة لكتابة وصيتي فيما لو مت في المنفى .

انا الموقع ادناه ربحان بن محمد ادیب رمضان - مواليد دمشق 1953/3/18 .. اتبرع بعيوني اذا كانت فيكسونيرت لفنان من بلادي يرى الجمال فيخلقه من جديد على لوحة زيتية، أو لحن في موسيقى تطرب لها حبيباتي وكل النسوة الجميلات .. ولغجري لا يشبع من رؤية جمال الوطن عبر ترحاله الدائم .
وأن يُحرق جسمي وتجمع بقايا رماده في زجاجة عطر تعود الى الوطن في جيب شخص عائد ، او لاجئ زائر خلسة بدون جواز سفر كما اتيت من هناك لاني مازلت ممنوعاً من تجاوز حدود بلادي منذ الحادي عشر من نيسان / 1979 .

الموظف رد على بجواب وافاً قائلاً: «يجب عليك حجز صندوق في مقبرة المدينة لحفظ
الجثة. الرماد المتخلف عن حرق الجثة .

فيما بعد ألغيت الفكرة ..
سأدفن في الوطن .








-



#ربحان_رمضان (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فلنتوقف عن الثرثرة
- رب ارحمني من أصدقائي..
- علاء الدين آل رشي حول مقالة - الكورد حافظوا على سلميتهم رغم ...
- خربشات - 2 - رسالة كتبتها لصديقة من هواة المراسلة منذ خمس وخ ...
- خربشات.. لم تنشر في حينها كتبتها على دفتر صغيرفي ستينات القر ...
- رسالة كتبتها لصديقة من هواة المراسلة منذ خمس وخمسون عام
- حول كتاب - بشار اسد .. أضاليل ونهاية عهد - للدكتور ميشيل صطو ...
- كتاب - حلم الأمل - سرد ووصف جميل لكاتبه سمكو بوتاني
- شخصيتان مؤثرتان في حياتي - أولهما خطيب وثانيهما فوال .. !!
- جريس الهامس لم ينساني لكن لم يكن يعرف اسمي
- عودة الى نوروز الانتفاضة 1986
- علم ودستور ، وقضية جوابا ً على أسئلة الأستاذ حاجي سليمان
- لاجئ و نازح ومهاجر
- سامي ناصرو ، حدثته ذات مرة عن طرفة
- ياأطفال المنفيين .. مررت عليكم .. لم أجدكم
- - نعم لجبهة معارضة سورية تضم العرب والكورد ولا لعزل حزبه في ...
- جلسة خاصة مع الكاتب والروائي البريطاني جيمس أولدريدج
- نص كلمة ربحان رمضان في لقاء استانبول من أجل سوريا المنعقد بت ...
- الأستاذ جريس الهامس كما عرفته عن قرب
- أحبك حتى .. !! نص من كتابات قديمة


المزيد.....




- سيد جودة.. رائد تجسير الثقافات بين الأدب العربي والصيني عبر ...
- رحلة الحب
- مخاطر مميتة يواجهها صحفيو غزة ضمن معركة إسرائيل للسيطرة على ...
- مخاطر مميتة يواجهها صحفيو غزة ضمن معركة إسرائيل للسيطرة على ...
- خير الدين بربروس، حكاية قرصان الجزائر الذي أصبح -ملك البحار- ...
- تمصير الضحك.. كيف عكست الكوميديا واقعها السياسي والاجتماعي؟ ...
- الشيف الأردنية ناصر تسخّر دراستها لفنون الطهي لمواجهة التجوي ...
- الشيف الأردنية ناصر تسخّر دراستها لفنون الطهي لمواجهة التجوي ...
- حماس تنفي الرواية الإسرائيلية بشأن هجوم مستشفى ناصر
- أفضل فيلم رعب لعام 2025.. -أسلحة- يكشف وجها جديدا للخوف


المزيد.....

- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ربحان رمضان - من يوميات لاجئ سياسي او منفي رغماً عن انفه