أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - ربحان رمضان - فلنتوقف عن الثرثرة















المزيد.....

فلنتوقف عن الثرثرة


ربحان رمضان

الحوار المتمدن-العدد: 8445 - 2025 / 8 / 25 - 19:54
المحور: المجتمع المدني
    


فلنتوقف عن الثرثرة مقال نُشر في العدد 27 من مجلة " الاتحاد " التي كانت تصدرها منظمة الخارج لحزب الاتحاد الشعبي الكردي في سوريا لعام 1998 ، وقد نَشر رئيس التحرير اسمي المعروف لدى غالبية الرفاق " أبو جنكو " حيطة وحذر .
في عام 1972 جاءني من باريس الصحفي الفرنسي جان بيير فينو المعروف بتعاطفه مع شعوب الشرق كان قد أرسله رفيقنا الامين العام للاطلاع على کردستان سوريا والتعرف على وضع الشعب الكردي هناك. فسلمته بدوري لاحد الرفاق ليصحبه الى المنطقة الكردية ويرافقه في جولته.
ومضت فترة عاد خلالها السيد «فينو» الى فرنسا اجتمعت بعدها برفيقنا مسؤول منظمة حزبنا في الجزيرة وسألته عن مجريات رحلة السيد فينو الى سوريا، وماذا استنتج منها .
قال لي: «أهتم السيد فينو كثيرا بوضع الشعب الكردي، لقد اصطحبته خصيصا الى أمكنة وتجمعات الفقراء الاكراد والمحرومين نتيجة قانونيّ الإحصاء الاستثنائي والحزام العربي، وقد كتب عنهم (ريبورتاج) بحوالي خمس وثلاثون صفحة ستنشر في الصحف الفرنسية قريبا وقد راودتني فكرة نقله الى تجمعات وخيم - الغَجر ( حتى احقق عن عناء البحث واوجز رحلته وتحقيقاته ولكني لم افعل ذلك آخر لحظة ) .
في دورة اللغة الالمانية سألتنا المعلمة واحدا واحد كيف كنتم تقضون عطلة الصيف في بلادكم ؟ ..
أجابها زميلي العراقي في محاولة لاستعطافها : (أهلي مشردين في كافة انحاء أوربا لم تكن لي هوايات ُتذكر سيما واني كنت اعيش في مجتمع متخلف يخيم عليه الفقر والجوع والمرض والجهل كنت ابيع (البوظة – الآيس كريم ) لأقراني الأولاد طيلة اشهر الصيف.
هذين المثالين في الدعاية المعادية لشعوب الشرق التي نحن منها لم يصدر لا عن الصهيونية ولا عن الامبريالية بل صدرا عن لساننا لنخدم من خلالها ومن غير وعي اجهزة الدعاية الصهوينية والغربية التي كانت السبب الاساسي في استعباد شعوب الشرق من قبل الانظمة الديكتاتورية وما نتج عن ذلك من مظالم يعاني منها ابناء الشرق ومشاكل لا تنتهي بسبب تقسيم المنطقة الاعتباطي بشكل لا يحترم حقوق الانسان ولا يقدر عواطفه القومية وجعلها بؤرة للتوتر وامكانية اندلاع الحروب في اية لحظة زمنية قادمة.
ان الشعوب الاوربية تعتبر نفسها بانها (راقية وان كل الشرقيين ما هم الاشعبا واحدا يجمعهم الاسلام الذي يرمز لديهم الى التخلف ورجعية الفكر بالرغم من ان الشرق هو المنبع للفكر الديني وأرض الديانات السماوية، بل ان الكتاب المقدس يُعلن في (سفر التكوين بأن جنة عدن هي ارض كردستان الحالية حيث ورد في الاصحاح الثاني منه ما يلي: «وكان نهر يخرج من عدن ليسقي الجنة، ومن هناك ينقسم فيصير اربعة رؤوس اسم الواحد فيشون وهو المحيط بجميع ارض الحويلة حيث الذهب. وذهب تلك الارض جيد. هناك المقل وحجز الجزع، واسم النهر الثاني جيحون وهو المحيط بجميع أرض كوش واسم النهر الثالث حداقل وهو الجاري شرقي أشور والنهر الرابع الفرات . )
وقد ورد اسم دمشق ثمانية عشر مرة في الانجيل وشرفها النبي محمد (ص) عندما وطئها في موضع القدم وكتب عنها المؤرخون في دوائر المعارف العربية والاجنبية مثل دائرة المعارف البريطانية - بريتانيكا، ويونفرسال الفرنسية، والموسوعة السوفيتية الكبرى، والموسوعة الالمانية (ماير).
ومن لا يعرف شيئا عن حضارة المصريين واهراماتهم التي بنيت منذ اربعين قرنا قبل الميلاد وسومر التي كانت تصنع في القرن الخامس والعشرين قبل الميلاد خمس وعشرون نوعا من بيرة الجعة...؟
*************
أين كان الاوربيون في عهود التقدم والرقي الحضاريين التي عاشتهما بلاد الشرق ؟؟ ألم يقتل الكهنة الاوربيون عالم الفلك (غاليلو) الذي أقرّ بكروية الارض والتي أوردها القرآن الكريم منذ ما يقارب الالف وخمس مائة سنة ؟
ان ما يحدث في الباكستان مسؤول عنه ابن مصر والجزائر، وما يفعله الاتراك مسؤول عنه الاكراد .. والايرانيون عرب اقحاح !!!!!...الخ.
لانهم يقيسون الجميع بمقياس واحد، والنظرة القائمة السوداء عن شعوب الشرق اختلقتها الدعاية التي تبدأ من الانسان البسيط العادي الذي يحاول استدرار عطف الأوربيين في ايهامهم بفقر شعبه وتخلفه تلتقفها الاجهزة الأوربية المهتمة في الإساءة الى شعوب الشرق لتضخمها وتجعل منها قضية القرن العشرين وما قصة الكاتب اليهودي الامريكي وليم هوفر على الوضع الاجتماعي في بلاده الا مثالا على النشاط المحموم لتلك الاجهزة في تضخيم القضايا البسيطة وجعلها امثلة على التخلف والجهل في الوقت الذي تصور فيه اسرائيل واوربا
على انهما بلاد التحضر والتمدن الانسانيين رغم ان المتتبع للصحافة المحلية اليومية في أوربا ومن غير زيارة مكاتب البوليس يجد ان اوربا والغرب ومعهما اسرائيل مجتمعات متفككة عائليا واجتماعيا استعبدت رأسمالياتها وحكوماتها البرجوازية شعوبها من خلال توجييها الى مراكز العمل اليومي الشاق من اجل تأمين لقمة العيش والمتتبع للصحافة الأوربية يجد مئات القصص اللا أخلاقية تجري كل يوم دون ضجيج.
انا اتصفح احيانا مجلة کرونن سايتونغ النمساوية واقرأ كل يوم في صفحة الحوادث قصة لا أخلاقية جديدة رجل يعتدي على ابنته ، وآخر يقتل زوجته من اجل المال وآخر يقيم علاقة جنسية مع اخته او بنات اخته.
هذه القصص لا تنشر في الصحف العالمية ولا تترجم كتبا لتتحول الى أفلام، ومع كل ذلك فان المتعلقين ينقلون أكاذيب عن شعوبهم وعن جيرانهم من الشعوب الأخرى، ويدافعون عن الغرب واسطورته بكل نذالة وحقارة.
منذ فترة قريبة التقيت بشاب الباني لجأ الى النمسا واستطاع من خلال عمله القاسي والخاص بالاجانب ان يدخر ثمن سيارة يذهب بها الى عمله ويتفاخر بها امام اقرانه، وهو بذلك يعتبر نفسه اليوم بانه اصبح نصف نمساوي وقد أصبح حسب وجهة نظره افضل بكثير من اهله وأبناء الشرق المتخلفين الذي راح يقنعني بانهم يربطون الحمير والبغال بجانب ابواب دورهم بدلا عن السيارات الواقفة بجانب بيوت الأوربيين عادة.
قلت له ان هذا الكلام دعاية مغرضة ضد شعوبنا تغذيها اجهزة الاعلام الصهيونية والغربية على حد سواء أجابني بحماس: لا لا. هذا ليس دعاية، فزميلي الايراني في دورة اللغة قال لي ذلك وانا واثق بكلامه.
هكذا تجري الدعاية، وان من يحترم شعبه ووطنه يحترم نفسه أمام الآخرين، وهو يحترم شعبه من خلال احترامه لشعوب الشرق التي تقاسمت معه تاريخ النضال ضد اشكال الاستعمار والكولونيال فالآخرين وأقصد بذلك الاوربيين ينفذون من خلال عثرات الكلام لكي تصبح وثائق ضد شعوبنا التي لا تزال في مرحلة النضال من اجل التحرر الوطني، والمستهدفة من قبل ابواق الدعاية الصهيونية والغربية على وجه الخصوص.
ارجوكم يا أعزائي القراء ولكي يحترمكم الآخرون أن تتفاخروا بحضارات شعوبنا وان ننتبه جميعا في احاديثنا لكي لا تصبح وثائق ضد تلك الحضارات العظيمة. ولنعمل جميعا على اعتراف الانظمة في بلداننا بالواقع، واقع وجود أكثر من شعب في بلدان التركة الاستعمارية الاوربية في الشرق .



#ربحان_رمضان (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رب ارحمني من أصدقائي..
- علاء الدين آل رشي حول مقالة - الكورد حافظوا على سلميتهم رغم ...
- خربشات - 2 - رسالة كتبتها لصديقة من هواة المراسلة منذ خمس وخ ...
- خربشات.. لم تنشر في حينها كتبتها على دفتر صغيرفي ستينات القر ...
- رسالة كتبتها لصديقة من هواة المراسلة منذ خمس وخمسون عام
- حول كتاب - بشار اسد .. أضاليل ونهاية عهد - للدكتور ميشيل صطو ...
- كتاب - حلم الأمل - سرد ووصف جميل لكاتبه سمكو بوتاني
- شخصيتان مؤثرتان في حياتي - أولهما خطيب وثانيهما فوال .. !!
- جريس الهامس لم ينساني لكن لم يكن يعرف اسمي
- عودة الى نوروز الانتفاضة 1986
- علم ودستور ، وقضية جوابا ً على أسئلة الأستاذ حاجي سليمان
- لاجئ و نازح ومهاجر
- سامي ناصرو ، حدثته ذات مرة عن طرفة
- ياأطفال المنفيين .. مررت عليكم .. لم أجدكم
- - نعم لجبهة معارضة سورية تضم العرب والكورد ولا لعزل حزبه في ...
- جلسة خاصة مع الكاتب والروائي البريطاني جيمس أولدريدج
- نص كلمة ربحان رمضان في لقاء استانبول من أجل سوريا المنعقد بت ...
- الأستاذ جريس الهامس كما عرفته عن قرب
- أحبك حتى .. !! نص من كتابات قديمة
- تســـــامح بلا قيود الجزء الأول


المزيد.....




- بوريل: -إسرائيل- تنتهك حقوق الإنسان والاتحاد الاوروبي ملزم ب ...
- أونروا: إسرائيل لم تسمح بإدخال المساعدات رغم إعلان المجاعة ف ...
- المصور محمد سلامة.. اغتيال مفاجئ لصاحب عدسة وثقت جرائم الحرب ...
- الأمم المتحدة: قتل الصحفيين بغزة يجب أن يقود إلى المساءلة وا ...
- أونروا: إسرائيل لم تسمح بإدخال المساعدات رغم إعلان المجاعة ف ...
- الإغاثة الطبية بغزة: المجتمع الدولي لم يؤدِ دوره المطلوب تجا ...
- مسئول بصحة غزة: الاحتلال يتعمد تدمير القطاع الطبي.. ونعاني م ...
- شاهد.. أطفال غزة يوجهون أخر رسالة للأمم المتحدة
- بريطانيا تسجل زيادة قياسية في أعداد المهاجرين
- جريمة مركبة تحول مشفى ناصر إلى ساحة قتل .. قوات الاحتلال الإ ...


المزيد.....

- أسئلة خيارات متعددة في الاستراتيجية / محمد عبد الكريم يوسف
- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - ربحان رمضان - فلنتوقف عن الثرثرة