|
الإعلال بالقلب (دراسة وصفية تحليلية) حمزة طاهر
حمزة طاهر
الحوار المتمدن-العدد: 8447 - 2025 / 8 / 27 - 00:45
المحور:
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
مستخلص البحث: ونستخلص من هذا البحث أن الإعلال بالقلب هو ظاهرة لغوية هامة في علم الصرف العربي، حيث يطرأ تغيير على حروف العلة (الواو، الألف، الياء) والهمزة، فيتم قلبها إلى حرف علة آخر لتسهيل النطق وتجنب الثقل الصوتي. وتكمن أهمية هذا البحث إلى التخفيف والتسهيل في نطق الكلمات حتي تكون في أحسن صورة. والمنهج المتبع لعلاج الموضوع هو الوصفي التحليلي. ومن صور الإعلال بالقلب التي تناولها هذا المقال: قلب الواو والياء همزة، وقلب الهمزة ألفا، وقلب الواو والياء ألفا، وقلب الألف همزة، وقلب الألف واوا، وقلب الهمزة واوا، وقلب الياء واوا، وقلب الهزة ياء، وقلب الألف ياء، ثم قلب الواو ياء. الكلمات المفتاحية: الإعلال، القلب، الثقل، اللبس، التناسق En somme, il était question dans ce travail de démontrer que le relais avec changement est un phénomène linguistique important de la morphologie arabe. Ces changements s’effectuent au niveau de trois lettres faibles (أ، و، ي) et le Hamza (أ). Le changement de la lettre faible se fait par une autre lettre faible pour faciliter la prononciation. La pertinence de ce thème repose sur l’atténuation et la facilitation dans la prononciation des mots. L’approche choisie pour traiter le thème est de-script-ive et analytique. Les différentes formes du relais avec changement sont : le changement des lettres (و، ي) par (أ), le changement de la lettre (أ) par (ا), le changement des lettres (و، ي) par (ا), le changement de la lettre (ا) par (أ), le changement de la lettre (ا) par (و), le changement de la lettre (أ) par (و), le changement de la lettre (ي) par (و), le changement de la lettre (أ) par (ي), le changement de la lettre (ا) par (ي) et le changement de la lettre (و) par (ي). Les mots clés : le relais, le changement, la difficulté, confusion et la cohérence.
مقدمة الإعلال هو كل تغيير يطرأ على حرف من حروف العلة بالقلب أو التسكين أو الحذف. وأنواعه ثلاثة وهي: الإعلال بالقلب والإعلال بالنقل أو التسكين ثم الإعلال بالحذف، وهذا المقال يتحدث عن الإعلال بالقلب فقط. فالإعلال بالقلب هو نوع من أنواع الإعلال في اللغة العربية، وهو تغيير يطرأ على حرف من حروف العلة (الألف، الواو، الياء) والهمزة في الكلمة. ويشمل هذا التغيير قلب حرف علة بحرف علة آخر، أو قلب حرف علة إلى همزة، أو قلب الهمزة إلى حرف علة. ويهدف الإعلال بالقلب إلى التخفيف في الكلمة والتسهيل في النطق. فما هو الإعلال بالقلب؟ وما هي صوره التي يتناولها هذا المقال؟ هذان السؤالان هما اللذان يحاول الباحث الإجابة عنهما بتبيين أولا مفهوم الإعلال بالقلب، ثم التحدث عن صوره بالتفصيل وتحليلها تحليلا مفصلا مع تناول الأمثلة تحت كل صورة. القلب في اللغة هو "تحول الشيء عن وجهه، نقول قلب الثوب والحديث وكل شيء: حوّله." (ابن سيدة 1377هـ: 258)1 و في اصطلاح صرفي، "هو نوع من أنواع الإعلال ويعني قلب حرف إلى آخر." أي أننا نزيل الأول ليحل محله آخر يقوم مقامه ويحتل مكانه، فحد القلب تصييره على نقيض ما كان عليه، أو هو على سبيل التخصيص "قلب حرف العلة إلى آخر، مثل قلب الواو ياء، أو قلبها ألفا، أو قلبها همزة." (اللبدي، 1985م: 190)2 إذ أنه خاص بحروف العلة دون سواها، فهو يقوم على "تحويل أحد الحروف السالفة إلى آخر منها، بحيث يختفي أحدها ليحل محله غيره من بينها، طبقا لضوابط محددة يجب الخضوع لها (...) وهذا النوع من التحويل أو القلب شائع مطرد؛ لأنه يخضع ـ في الأغلب ـ لقواعد عامة يجري على مقتضاها، فإذا عرفت أمكن الوصول إلى قلب الحرف الذي تنطبق عليه، وسهل الاهتداء إلى أصله إن كان منقلبا من غيره، أما غير المطرد فمقصود على السماع." ( عباس حسن، ت.د، 4: 757)3 للإعلال بالقلب صور كثيرة منها: قلب الواو والياء همزة، قلب الهمزة ألفا، قلب الواو والياء ألفا، قلب الألف همزة، قلب الألف واوا، قلب الهمزة واوا، قلب الياء واوا، قلب الهمزة ياء، قلب الأف ياء، قلب الياء واوا. وفيما يلي ذكرها بالتفصيل:
أولا: قلب الواو والياء همزة يكون قلب الواو والياء همزة وجوبا في أربع مواضع: أـ "تبدل همزة كل من واو أو ياء متطرفة بعد زائدة نحو (رداء، وكساء)، والأصل (رداي) من (الرداية)، و(كساو) من (الكسوة)، وسواء كان تطرفها ظاهرا أم تقديرا، وهي المتصلة بهاء التأنث العارضة مثل: (صلاة، وعظاءة) بخلاف الأزمنة، وهي التي بنيت الكلمة عليها فإنها تبدل منها الهمزة، كـ (هداية، وحماية، وإداوة، وهراوة). ولا إبدال بعد ألف أصلية نحو: (آية)، أو مثل ما سبق قولنا (كساء) أن أصلها (كساو) حيث اجتمع ساكنان في آخر الكلمة مما جعلها مدعاة للتغيير وليس كل تغيير مقبول في العربية، بل يجب أن يأتي وفق شروط لا تخل بالمعنى إعراب، وبالصيغة المجودة من الكلمة، لأن الصيغة لها دلالات أيضا، ولذلك تحريك الثانية لأربعة أوجه: "أولها: أن تحريك الأولى يفوت حكمها، وهو المد. الثاني: أن التغيير في الآخر أولى. الثالث: أن حروف الإعراب متحركة تقديرا. الرابع: أن في تحريكها تحصيلا لظهور الإعراب الذي يحصل به الفرق بين المعاني." (الأزهري، 2000م، 1: 693)4 و"قد قلبها ألفا لتطرفها (قضا ا، وسقا ا، وشفا ا، وكسا ا، وشقا ا، وعلا ا)، فلما التقى ساكنان كرهوا أحدهما فيعود الممدود مقصورا فحركوا الألف الآخرة لالتقائهما، فانقلبت همزة فصارت: (قضاء، وسقاء، وشفاء، وكساء، وشقاء، وعلاء)، فالهمزة فيه إنما هي بدل من الألف، والألف التي أبدلت عنها بدل من الياء، والواو. إلا أن النحويين اعتادوا هنا أن يقولوا إن الهمزة منقلبة من ياء أو واو، ولم يقولوا: من ألف، لأنهم تجوزوا في ذلك، ولكن تلك الألف التي انقلبت عنها الهمزة هي بدل من الياء أو الواو" وهذا هو الحل الوحيد عندما يتعذر على اللغة الحذف، وكذا الإدغام حيث قد يؤديان إلى اللبس. (ابن جني، 1993م، 2: 94)5 ب ـ "أن تقعا عينا لاسم فاعل أعلتا فيه، نحو: (قائل، وبائع، خائن، مائل)، وأصلهما (قاولٌ، وبايعٌ، خاون، مايِل)، بخلاف (عينَ) فهو (عاين)، و (عور) فهو (عاور)؛ لأن العين كما صحت في الفعل خوف الالتباس بعين، وعاور صحت في اسم الفاعل تبعا للفعل." فقد وقعت الواو والياء فيها عينا، وكل الكلمات السابقة إنما هي أسماء فاعلين من فعل ثلاثي أعلّت العين فيه، وأفعالها على التوالي هي ( قال ـ باع ـ خان ـ مال) لذا أعلت الواو والياء في اسم الفاعل فقلبتا همزتين، ونقول فيهما: وقعت الواو والياء عينين لاسم فاعل من ثلاثيّ أعلّتا فيه فقلبتا همزتين. (الحملاوي، 2007م: 203)6 ج ـ وتختص بالواو بأنها "إن التقت في أول الكلمة واوان ليست إحداهما للمد لم يكن بدّ من همز الأولى، إذا كنت مخيرا في همز الواو، وإذا انضمت وذلك كقولك في تصغير (واصل أو يصل)، وكان أصلها: (وويصل)، لأن في (واصل) واو وألف قابل تبدل في التصغير واو، فتقول: (ضارب، وضويرب)." (المبرد، 1994م، 1: 232)7 يلاحظ الباحث أن الواو قد تكررت مرتين دون فاصل مع لحاق الياء، مما يجعل النطق بهذه الكلمة على هذا الشكل ـ وويصل ـ صعبا؛ لأن النطق بحرف واحد مكرر صعب فكيف بك تنطق بأشد الحروف رخاوة على تكرار مما جعلها مدعاة للقلب، فكانت الهمزة أولى بكسر هذا التماثل فصارت الكلمة (أويصل). كما أنها تقلب في مثل: "(أولى)، وهي مؤنث كلمة (أول)، المقابلة لكلمة (آخر)، وأصلها: (وولى) بواوين السابقة منها مضمومة تليها ساكنة الأصلية في الواوية، فقلبت الأولى، وقد جاء هذا في البيت الآتي: وأول الواوين إن تقدما يبدل همزا حيث ثاني سلم" ( ابن مالك، 1982م، 2: 372)8 أي أنه متى سلم الحرف الثاني في تعاقب واوين في أول الكلمة قلبت أولها همزة مما يعطي للكلمة تناسق أفضل بين حروفها. وكذلك إذا اجتمع واوان في أوّل الكلمة وثانيتهما متحركة: ويتمثّل ذلك بصورة أساسية في كل جمع على وزن (فواعل) من مفرد أوله واو. ولنتحقّق من ذلك بجمع (واصلة ـ واقية ـ واعدة ـ واثبة ـ واقفة) على وزن (فواعل)، فنقول على التوالي. (أواصل ـ أواق ـ أواعد ـ أواثب ـ أواقف)، وأصل الصيغ المجموعة هو: (وواصل ـ وواق ـ ووَاعد ـ وواثبَ ـ وواقف)، فاجتمعت واوان في أول الكلمة، والثانية متحركة، فقلبت الأولى همزة. ولا بدّ أنك لاحظت أن الواو الثانية في الجمع منقلبة عن ألف زائدة ثانية في المفرد؛ لأنها وقعت قبل ألف الجمع. دـ أبدلت الهمزة من الياء جوازا إذا كانت "الياء بعد ألف، وقبل ياء مشددة كغائي، ورائي في النسبة لغاية وراية ". وكما هو بيّن، يشترط لقلب الياء همزة فيما سبق، أن تكون حرف مدّ، وأن تكون زائدة في المفرد. فإذا لم تكن حرف مدٍّ، لم تقلب همزة كما في جمع "أطيب" أطايِب، وإذا لم تكن زائدة، لم تقلب أيضا كما في جمع مكيدة على "مكايِد"، ومسيل الماء على "مسايِل"؛ لأن وزن مكيدة "مفعلة"، ووزن "مسيل" مفعِل، فالياء فيها أصلية. (البنا الدمياطي، 1317هـ: 133)9
ثانيا: قلب الهمزة ألفا قال صاحب المفصل: "وإبدالها من الهمزة لازم في نحو "آدم"، وغير لازم في نحو "أس"." وبهذا فإذا اجتمع همزتان أبدلت ثانيها ألفا ولهذا شرطان: "أحدهما: أن تكون الهمزة ساكنة. والثاني: أن يكون ما قبلها مفتوحا. وذلك على ضربين: واجب وجائز: فالواجب (إذا اجتمع همزتان)، نحو: (آدم، وآخر)، وإنما وجب إبدال الثانية لثقل اجتماع الهمزتين، ومعنى الوجوب: إنه لا يجوز أن تنطق بالأصل. وأما الجائز ففي رأس، وبأس، وفأس، وإنما لم يجب لانتفاء الموجب؛ وهو اجتماع الهمزتين، ومعنى الجواز: أنه يجوز أن تنطق بالأصل." (النيلي، 1420هـ، 2: 209)10 ولتوضيح ما سبق نسوغ مثالين: الفعل الماضي (أمر) عند تحويله إلى مضارع نزيد في أوله همزة فيصبح (أأْمُر) وبهذا نجد إلتقاء همزتين، فتحول الثانية إلى ألف لتجنب الثقل. وكذلك جمع كلمة (ألفٌ) على وزن (أفعال)، إذ يقال في جمعها: (آلاف)، وأصلها: (أأْلاف)، وما حدث هو التقاء همزتين، أولاهما مفتوحة والثانية ساكنة فقلبت الثانية مدّا من جنس حركة الأولى. ثالثا: قلب الواو والياء ألفا عقد النحاة لهذا النوع من القلب عدة شروط لتحققه، حيث أن هناك من قال: أنها سبعة، وذهب آخرون إلى أنها عشرة، وملخص هذا القلب أتى في ألفية بن معطي بقوله: والواو والياء إذا تحركا من بعد فتح لازم فليشركا في الانقلاب ألف نحو مى ومثل مرمى ودعا و كالعما مالم يجيئا في مثال الخونة وميْلِ ودعواتِ بيّنة وبذلك تشتركان أي؛ (الواو والياء) في القلب إذا كان في اسم أو فعل " وتحركا حركة لازمة وقبلهما فتحة ـ لا مانع مطلقا ـ قلبتا ألفا، إما استثقالا للحركة مطلقا عليها للزومها، وإما كراهة اجتماع الأمثال". (الشوملي، 1985م، 2: 1345)11 ونقول (صام) إذ أن أصلها (صوَمَ)، و(باعَ) التي أصلها (بيَعَ)، حيث توالت في المثالين وغيرها مما جاء مثلها، ثلاث حركات متماثلة مما جعلها مدعاة للتغيير، وهذا هو المقصود بكراهة اجتماع المثال. ولكن ما سبق مرهون بشروط عقدها النحاة اللغويون لهذا النوع من القلب وهي في أغلبها عشرة شروط، وكما قلنا أن هناك من قال أنها سبعة، وفيما يلي عرض لها: أـ أن تتحركا، فإن لم تتحركا لم يقع القلب، كما في (قوَل، وصوَم) و (بيَع، وعيَن) ب ـ أن تكون حركتهما أصلية ليست طارئة لتخفيف، أو لغيره من الحركات التي تلازمها، فلا قلب في نحو (جيَل، وقوَم) فأصلهما (جيئل، وقوءم)، ونقلت حركة الهمزة بعد حذفها لتخفيف أي الساكن قبلها، عند من يبيح هذا التخفيف إن آمن اللبس. ج ـ أن يكون ما قبلهما مفتوحا، فلا قلب في مثل: (العوض، والدوَلِ، والخيَل) د ـ أن تكون الفتحة التي قبلهما متصلة بها مباشرة في كلمة واحدة، فلا قلب في مثل: (حضر وفدٌ) ليس يزيد فيه. ( عباس حسن، ت.د، 4: 787)12 هـ ـ أن تحرك ما بعدهما إن كانتا في موضع عين الكلمة. و ـ وأن لا يقع بعدهما ألف ولا ياء مشددة، إن كانتا لامين. ز ـ ألا تكونا عينا لفعل يكسر العين الذي للوصف على وزن (أفعل) نحو: (هيف فهو أهيف، وعور فهو أعور). ح ـ ألا تكون الواو عينا (افتعل) الدال على التشارك في الفعل (كاجوروا، واشوروا، بمعنى تجاوروا، وتشاوروا). ط ـ أما المانع التاسع هو إن كان بعدهما ساكن نحو: (رميا، وغزوا)، لأن قلبها يؤدي إلى الحذف فيقع اللبس بين فعل لواحد وفعل للاثنين، وكذلك نحو: دعوات، وضبيات. ي ـ ألا تكون إحدى الواو والياء (عينا لما آخره زيادة تختص بالأسماء)، كالألف والنون، وألف التأنيث، وإليه أشار الناظم بن مالك بقوله: وعين ما آخره قد زين ما تخص الاسم واجب أن يسلما (ابن مالك، 2006م: 63)13 "فلذلك صحتا، أي؛ الواو والياء، في نحو (الجولان) مصدر (جال)، يجول بالشيء، إذا طاف به، و (هيمان)، مصدر (هام) على وجه يهم".
رابعا: قلب الألف همزة "فالهمزة أبدلت من حروف اللين ومن الهاء والعين فإبدالها من حروف اللين على ضربين مطرد وغير مطرد، والمطرد على ضربين: واجب وجائز، فالواجب إبدالها من ألف التأنيث في نحو: (حمراء، وصحراء)". (الزمخشري، ت.د: 360)14 نلاحظ أنها أبدلت من ألف اطرادا في موضع واحد، فلا يجوز لنا في مثل هذه الحالة ذكر أصل الكلمة في تعاملاتنا؛ لأنها أبدلت إما وجوبا، قال الشارح: " إبدالها من الألف واجب فمن ألف التأنيث نحو (حمراء وبيضاء وصحراء وعشراء)، فهذه الهمزة بدل من ألف التأنيث كالتي في: (حبلى وسكرى) وقعت بعد ألف زائدة للمد والأصل (بيضيّ وعشري وصحري) بالقصر، وزادوا قبلها ألف أخرى للمد توسعا في اللغة وتكثير لأبنية التأنيث ليصير له بناءان ـ ممدود ومقصورـ فالتقى في آخر الكلمة ساكنان وهما الألفان: ألف التأنيث، وهي الأخيرة، وألف المد وهي الأولى، فلم يكن بد من حذف إحداهما أو حركتها، فلم يجز الحذف لأنه لا يخلوا إما أن تحذف الأولى أو الثانية، فلم يجز حذف الأولى لأن ذلك مما يخل بالمد وقد بنت الكلمة ممدودة، ولم يجز لأنها علم التأنيث على التأنيث." (ابن يعيش، ت.د، 10: 09)15 وما نفع زيادتها إذا حذفت في هذا الموضع، وما بقي إلا تحريك إحداهما، فأما تحريك الأول فيقبح عنه (صحرءا)، وذلك لما فيه من نشاز، أما الثانية فهي التي وقع فيها القلب، فقلبت إلى أقرب الحروف من اللف وهو الهمزة، فصارت الكلمة (حمراء، وصحراء، وبيضاء)، ومن ذلك قول بن معطي: وأبدلو الألف همزا ليصح في مثل حمراء، وصحراء يصح لذاك من شذوذه شأبّــــة مثل الضألين رووا دأبــــــــة (الشوملي، 1985م، 2: 1344)16 ومن خلال هذا يلاحظ الباحث أنها قد تأتي شاذة وتقلب في مثل: (شأبة)، أو قولهم: (الضألين) حيث التقى الساكنان في هاتين الكلمتين، وبعد تحليل حروفها نجد أن الألف الساكنة والمشدد الذي يليها هو حقيقة الأمر ساكن ومتحرك مما يضع ساكنين في محل واحد على التوالي، وذلك ما تنبذه العربية في نظامها، لكن يلاحظ الباحث في ذلك نشاذا باديا حيث نطقها على أصلها أيسر من همزها. قال أبو العباس: "سمعت العرب تقول: شأبة، ودأبة، فقلت لأبي عثمان: أنقيبس ذلك؟ قال: لا، ولا أقبله." (ابن جني، 1413هـ: 73)17 وحاصل هذا أن التقاء الساكنين يؤدي إلى الفساد في نطق الكلمة، ولكن هذه الكلمات وقع فيها تشديد بعد ساكن والحرف المشدد ونطقه أقرب إلى الحرف الصحيح منه إلى الساكن، ألا تلاحظ أن كلمة (الضالّين) أنتج لنا تلاقي ساكنين، لكن نطقها أشبه بنطق حرف متحرك بعد ساكن، ومن هذا نقول أن تحليل طبيعة الحروف شيء ونطقها شيء آخر، فإذا سلمت الكلمة في نطقها من الثقل فذلك علة عدم إعلالها. وما لم يذكرها هنا أن الألف إذا وقعت "وهي حرف مد زائدة في المفرد (رسالة) بعد ألف جمع التكسير الذي على وزن (فعائل)، أو ما يشبهه فقلبت همزة." وكذلك إذا وقعت الألف بعد ألف (مفاعل) وكان حرف مدّ زائد في المفرد قلبت همزة، فنقول في جمع (قلادة ـ رسالة ـ غمامة) على الترتيب: (قلائد ـ رسائل ـ غمائم) وأصل قلائد مثلا هو قلااد، فوقعت الألف بعد ألف (فعائل) وكانت مدّا زائدا في المفرد فقلبت همزة. ويقال مثل ذلك فيما يشبهها. خامسا: قلب الألف واوا قرر الصرفيون أن لهذه الحالة في الشائع من الكلام العربي حالة واحدة، وهي " إذا وقعت الألف بعد ضمة وجب قلبها واوا سواء أكان هذا في اسم أم فعل، ومثال الاسم: (لويعب ومويهر) وهما تصغير (لاعب، وماهر). ومثال الفعل: (رُوجع، وعُومِل، وبُويع...)، وهي أفعال ماضية مبنية للمجهول وأصلها للمعارف: (راجع، وعامل، وبايع)" وفي كل ما سبق، إنما قلبت الألف واوا لمناسبة الضمة قبلها. (عباس حسن، ت.د، 4: 783)18 وكذلك إذا جمع المفرد الذي ثانيه ألف زائدة على وزن (فواعل)، تقلب تلك الألف واوا. ومثال ذلك: (قاعدة ـ شاهدة ـ كاذبة) كل هذه الكلمات تجمع على وزن (فواعل)، فجمعها إذن (قواعد ـ شواهد ـ كواذب). وفي كل ما سبق، وقعت ألف الجمع ثالثة بعد ألف المفرد الثانية الزائدة، فقلبت ألف المفرد واوا في الجمع، وهو ما حدث في تصغير هذه الأسماء. تقلب الألف واوا أيضا إذا وقعت ثالثة في الاسم المقصور عند النسب بصرف النظر عن أصلها، فيقال في النسب إلى (فتى ـ هدى ـ عصا): (فتويّ ـ هدويّ ـ عصويّ). ومثل هذا القلب يجوز في ألف المقصور الرابعة إذا كان ثانيه ساكنا، فيقال في النسب إلى (طنطا ـ جرجا ـ طهطا): (طنطوي ـ جرجوي ـ طهطوي)، وفي كل ما سبق قلبت ألف المقصور واوا عند النسب.
سادسا: قلب الهمزة واوا الناحية الأولى: "الجمع الذي على وزن "مفاعل" وما شابه، بشرط أن تكون الهمزة عارضة بعد ألف تكسير، وأن تكون لام مفردة، إما همزة أصلية، وإما حرف علة أصلية واوا؛ لأنه إذا تحقق المطلوب وجب قلب كسرة الهمزة فتحة، وقلب الهمزة بعد ذلك واوا وقلب الحرف الأخير بعدها ألفا." (عباس حسن، ت.د، 4: 766)19 ومثاله: "هراوة، وهي العصا، وجمعها هراوى، أصلها هرائِوُ، وذلك أن ألف المفرد قلبت في الجمع همزة، كما في رسالة ورسائل، فصار هرائو، ثم أبدلت الواو ياء لتطرفها إثر كسرة، فصار هرائي، ثم فتحت كسرة الهمزة فصار هراءيُ، ثم قلبت الياء ألفا لتحركها وانفتاح ما قبلها، فصار هراءا، بهمزة بين ألفين، ثم قلبت الهمزة واوا ليتشاكل الجمع مع المفرد، فصار هرَاوَى بعد خمسة أعمال." (الحملاوي، 2007م: 207)20 وكل الذي حدث ما هو إلا مجموعة من العمليات التي كان هدفها الأخير الوصول إلى ما يحقق مرونة للفظ وإخراجه في أحسن صورة، فقد مرت كلمة واحدة لوجود ثقل على خمس مراحل حتى صارت أفضل، وما ذلك سوى دليل على عناية العرب بالجانب اللفظي، وتحسينهم له حتى يكون اللسان العربي أفضل الألسن بين البلدان. الناحية الثانية: "اجتماع همزتين في كلمة واحدة، فخرج، نحو: أأنت؟ لأن الاجتماع في كلمتين؛ إذ أن همزة استفهام كلمة، مع الملاحظة أن الثانية هي التي تقلب دائما: سواء أأنت الأولى متحركة والثانية ساكنة، أم العكس، أم كانتا متحركتين، ويمنع أن تكونا ساكنتين"؛ لأنه لا يلتقي ساكنان في العربية، فإذا كانت الأولى متحركة بالرفع، والثانية ساكنة قلبت الثانية واوا، في مثل: أوتمن ـ أُوثِرَ ـ أُوذِيَ وأصل الأفعال السابقة هو أؤتمن ـ أُؤثِرَ ـ أُؤْذِيَ، فالتقت الهمزتان، أولاهما مضمومة والثانية ساكنة، فقلبت الثانية مدّا من جنس حركة الأولى وهو الواو، فصارت: أوتُمن ـ أوثرَ ـ أوذِيَ. وقد أجاز الكسائي أن يبدأ (أؤْتمن) بهمزتين: مضمومة فساكنة، ورد عليه ذلك بأنّ العرب لا تجمع بين همزتين ثانيتهما ساكنة. أما إذا كانت الهمزتين متحركتين "فلهما صورة تخيلية، قصد بها في الأعم الأغلب مجرد التدريب، ولا يكاد يعرف له نظائر مأثورة في فصيح الكلام، ولا تجنح إليها الأساليب الرفيعة." (عباس حسن، ت.د، 4: 771)21 ويضاف إلى ما سبق موضعا آخر تقلب فيه الهمزة واوا دونما التقاء همزتين وهو الاسم المختوم بألف التأنيث الممدودة: تقلب همزته واوا عند التثنية وجمع المؤنث، والنسب، فنقول في تثنية (حسناء): حسناوان، وفي جمع مؤنث سالما: حسناوات، وفي النسب إلى (صحراء): صحراوي. (الرضى، 1939م، 3: 55)22
سابعا: قلب الياء واوا وجعل لها أربع قواعد: أـ "الواو تبدل من الياء إذا سكنت وانضم ما قبلها نحو: موقن وموسر، وكان الأصل: ميقن وميسر". فالضمة توافق الواو إذا لحق بها حرف علة قلب واوا، لأن الكسرة لا توافق الضمة، فإذا جاء حرف صحيح وبعده حرف من حروف العلة، تبعت حركته ما قبله للينه، ومثال ذلك: مُيْقِنٌ، فإذا نطقتها أجحفت في حق الحرفين المتحرك والساكن، لأن كلا منهما عليه حركة منافية للآخر، فأبدل الساكن حرفا موافقا لما قبله، للتخلص من التنافر. (ابن سراج، 1427هـ: 266)23 وتتحقّق هذه الشروط في شيئين: ـ مضارع الماضي الذي على وزن "أفعل" إذا كانت فاؤه ياء مثل: يوقن، يوسر، يُونع من الأفعال: أيقن، أيقظ، أيسر، أينع. وأصل المضارع السابق هو: ييقِن، ييقظُ، ييسرُ، ييْنِعُ، فوقعت الياء الساكنة مفردة بعد ضمّة في غير جمع، فقلبت واوا. ـ اسمي الفاعل والمفعول من الفعل السابق، مثل: مُوقن، موسر، مونع، وأصلها: ميقن، ميقظ، ميسر، مينع، فحدث فيها الإعلال السابق. ومثل ذلك يحدث في اسم المفعول؛ لأنه لا فرق بينه وبين اسم الفاعل إلا في حركة ما قبل الآخر. ولا بد من توافر الشروط السابقة مجتمعة حتى تعلّ الياء، فإذا افتقدنا شرطا منها لم يحدث الإعلال. ب ـ "وكذا تقلب الياء واوا إذا انضم ما قبلها، وكانت لام "فَعُلَ"، بفتح فضم كنَهُوَ الرجل وقضُوَ، أو كان ما هي فيه مختوما بتاء بنيت الكلمة عليها، كأن تصوغ من الرمي مثل مقدُرة، فإنك تقول "مرموّة"، أو كانت هي لام اسم ختم بألف ونون مزيدتين، كأن تصوغ من الرمي أيضا، مثل: سبُعان، بفتح فضم: اسم موضع." (الحملاوي، 2007م: 213)24 ج ـ أن تكون لاما لاسم على وزن: فعلى، بفتح فسكون ففتح مع المد، نحو: تقوى، وشروى، وفتوى، والأصل: تقيا، وشرْيَا وفتْيَا، بدليل تقيْت، وشرِيْتُ، وفتيتُ، فأبدلت الياء واوا في الثلاثة، وفي نظائرها من الأسماء المحضة، لا الأوصاف". دـ "وكذا إن كانت الياء عينا "لفُعلى، بضم الفاء"، اسما: كطوبى، أو وصف جارية مجرى الأسماء، وكانت مؤنث أفعل: كطوبى وكوسى، وخُورى: مؤنثات: أطيب، وأكيس، وأخير. فإن كانت "فعلى: صفة محضة، وجب تصحيح الياء، وقلب الضمة كسرة، كـ : مِشية، حِيكَى؛ أي يتحرك فيها المنكبان، وقال بعضهم: إن كانت "فعْلَى" وصفا: فإن سلمت الضمة قلبت الياء واوا، وإن قلبت كسرة بقيت الياء، فتقول: الطوبى والطيبي، والضوقى والضيقي، والكوسى، والكيسي" (الحملاوي، 2007م: 213)25 وإنما حكموا على اسم التفضيل بجريانه مجرى الأسماء؛ لأنه يجمع على (أفاعل) فيقال: أفضل وأفاضل، كما يقال في جمع أفكل أفاكل، وأفكل: اسم جامد للرعدة. ثامنا: قلب الهمزة ياء تقلب الهمزة ياء في أربعة مواضع لالتقاء الهمزتين هي: أـ إذا توالت همزتان وسكنت الثانية، وكانت الأولى مكسورة، قلبت الثانية ياء كما في قوله تعالى: (لِإِيلَٰفِ قُرَيۡشٍ ، إِۦلَٰفِهِمۡ رِحۡلَةَ ٱلشِّتَآءِ وَٱلصَّيۡفِ) (قريش: 1،2)، فأصل إيلاف هو: إئلاف، فالتقت همزتان أولاهما مكسورة، والثانية ساكنة، فقلبت الثانية مدّا من جنس حركة الأولى وهو الياء. ب ـ إذا توالت همزتان متحركتان، وكانت الثانية لام الكلمة، قلبت ياء مطلقا، بأي حركة تحركتا، لأن الآخر محل التخفيف. ومثال الصرفيين على ذلك مصنوع، إذ يبنون من (قرأ) مثل (جَعْفَر)، فيكون: قَرْأَى، وفي الخطوة الثانية من خطوات جمع (خطايا) تتحول من (خطائِئ) إلى (خطائِيُ) (ابن مالك، 1402هـ، 3: 55)26 ج ـ إذا توالت همزتان متحركتان، وكانت الثانية مكسورة، قلبت الثانية ياء. فإذا ما كانت أولى الهمزتين حرف مضارعة جاز القلب ياء كما يجوز تحقيق الهمزة، فيقال من (أنَّ): أئِن، وأيِنّ. دـ إذا توالت همزتان، وكانت الثانية مفتوحة بعد كسرة، قلبت الثانية ياء، فنقول في مثل إصبَع من (أمَّ): إِيَمّ. (ابن عقيل، ت.د، 2: 554)27 ويلاحظ أن الأساس في هذه المواضع الأربعة هو الموضع الأول، وهو الذي عليه المعول في قلب الهمزة ياء؛ لأن المواضع الباقية إما نادرة الحدوث في اللغة، وإما جائزة القلب والتحقيق، فيصح ترك الهمزة فيها دونما قلب. تاسعا: قلب الألف ياء تقلب الألف ياء في ثلاثة مواضع: أـ إذا وقعت بعد كسرة، كما في جمع (مصباح ـ مفتاح ـ محراث ) على (مصابيح ـ مفاتيح ـ محاريث)، وفي تصغير المفردات السابقة يقال أيضا: (مُصَيبيح ـ مُفَيْتيح ـ مُحَيْرِيث ). وفي كل ما سبق يقال: إن ألف المفرد قلبت ياء في الجمع أو التصغير لوقوعها بعد كسرة. ب ـ إذا وقعت الألف بعد ياء التصغير، مثل: كتاب ـ شعار ـ غزال، إذ يقال في تصغيرها: كتيّب ـ شعيّر ـ غزيّل على التوالي. ويقال في شرح ما حدث فيها: وقعت الألف بعد ياء التصغير فقلبت ياء، وأدغمت في ياء التصغير. ج ـ إذا وقعت رابعة فصاعدا في اسم مقصور قلبت ياء عند التثنية وجمع المؤنث السالم، فيقال في تثنية (ذكرى ـ بشرى ـ حبلى): (ذكريان ـ بشريان ـ حبليان). كما يقال في جمع الأسماء السابقة جمع مؤنث سالما: ذكريات ـ بشريات ـ حبليات، ومعنى ذلك أن ألف المقصور الرابعة قلبت ياء عند التثنية وجمع المؤنث السالم. عاشرا: قلب الواو ياء أخذت الياء حظا وافرا من القلب، حيث بلغت عشر حالات خاصة عند قلبها من الواو، وذلك أنه حرف مجهور مخرجه وسط اللسان فلما توسط مخرجه الفم، وكان فيه من الخفة ما ليس في غيره كثر إبداله. وقد أبدل من الواو في عشر حالات: أـ "أن تتطرف بعد كسرة: كرضي ويرضى، وقوي، والغازي والذاعي والسجي، والأصل: رضوَ، والغازِوُ، والداعوُ، والسجو، فإن لم تتصرف كالعِوَج والدول لم تقلب." ب ـ "أن تقع عينا لمصدر فعل أعلت فيه، وقبلها كسرة وبعدها ألف: كصيام، وقيام، فخرج نحو: سوار وسواك بكسر أولها لانتفاء المصدرية، وجوار لعدم إعلال عين الفعل في جاورَ." ج ـ أن تقع ساكنة غير مشددة وقبلها كسرة، نحو: ميزان، ميعاد، وميقات، والأصل: موْزَان، موعاد، موقات، بدليل الوزن والوعد والوقت، فلا يصح القلب في مثل: سِوَار، وصِوان، لعدم سكون الواو." (عباس حسن، ت.د، 4: 778)28 د ـ أن تلتقي الواو والياء في الكلمة، والسابق منهما ساكن متأصل ذاتا وسكونا تقلب الواو ياءً، وتدغم في الياء، مثل طي، وأصلها طوي، وسيد، وأصلها سويد. وقد وقع القلب هاهنا إثر التقاء حرف العلة وقد جاء أحدهما ساكنا مما أدى إلى ضعف وسط الكلمة فلجأ إلى الإبدال، ومن ثم الإدغام لتقوية منتصف الكلمة. (أحمد عفيفي، 1417هـ: 200)29 هـ ـ "أن تقع طرفا رابعا فصاعدا بعد فتح: تقول: لغوت وزكوت، فإذا أدخلت الهمزة أو التضعيف قلت: أعطيت وزكيت، بقلب الواو ياء ومثلها معطيان." و ـ "أن تكون الواو لاما، في جمع على وزن "فُعُول". ويتحقق ذلك في جمع عصا على عِصِيّ، وقفا على قِفِيّ، ودلوٌ على دلِيٌّ. وأصل هذه الجموع الثلاثة هو: عُصُووٌ ـ قُفوو ـ دُلووٌ. وقعت الواو لاما لجمع على وزن "فُعُول" فقلبت ياء، فصارت عصُوي ـ قُفُوي ـ دُلُوي، فاجتمعت الواو والياء والسابقة منهما ساكنة متأصلة ذاتا وسكونا، فقلبت الواو ياء وأدغمت الياء في الياء وصارت: عُصُيّ ـ قُفيّ ـ دُليّ. ثم قلبت الضمة السابقة للياء كسرة لمناسبة الياء، وتبعتها ضمة أوّل الكلمة وصارت: عِصِيّ ـ قِفِيّ ـ دِلِيّ ـ على وزن "فُعُول". (ابن هشام، ت.د، 4: 391)30 ز ـ أن تقع لاما لصفة على وزن فُعْلى (بضم فسكون ففتح)، نحو: دنيا وعليا، وأصلها: دنوى وعلوا، بدليل "دنوت دنوا وعلوت علوا"." ح ـ " أن تكون الواو لام مفعول ماضية على "فَعِلَ" بكسر العين نحو: مرضيَّ، ومقويَّ عليه". فمرضيّ من "رَضِيَ" ومقويّ من "قَوِيَ"، والأصل فيهما: مرضووٌ ومقوووٌ، وقعت الواو لاما لاسم مفعول من فعل على وزن "فَعِلَ" بكسر العين فقلبت ياء، وصارت: "مرضويٌ" و "مقوُويٌ". اجتمعت الواو والياء والسابقة منهما ساكنة متأصلة ذاتا وسكونا فقلبت الواو ياء وأدغمت في الياء وصارت: "مرضيّ" و "مقوُيّ"، ثم قلبت الضمة كسرة لمناسبة الياء. (الحملاوي، 2007م: 211)31 ط ـ "أن تكون عينا لجمع تكسير على وزن: "فُعَّل" صحيح اللام مع عدم وجود فاصلين بين العين واللام، نحو: صيّم ونيّم، وأصلها: صوّم ونوّم بواوين قبلهما ضمة، وهذا ثقيل: معدل من الواوين إلى الياءين لخفتهما." ي ـ إذا وقعت الواو آخر اسم معرب وقبلها ضمة كما في أدْلٍ "جمع دلو" على وزن أفعُل، إذ أصلها "أدْلُوٌ": وقعت الواو آخر اسم معرب قبلها ضمة فقلبت ياء، فصارت "أدْلُيٌ"، ثم قلبت ضمة اللام كسرة لمناسبة الياء، فصارت: "أَدْلِيٌ"، ثم أعلت إعلال قاضٍ، أي: استثقلت الضمة على الياء فحذفت، فالتقى ساكنان: الياء والتنوين، فحذفت الياء تخلصا من التقاء الساكنين، وصارت "أدلٍ" على وزن "أَفْعٍ." (ابن مالك، 1402هـ، 3: 161)32
خاتمة: ونستخلص مما سبق أن الإعلال بالقلب هو ظاهرة لغوية هامة في علم الصرف العربي، حيث يطرأ تغيير على حروف العلة (الواو، الألف، الياء) والهمزة، فيتم قلبها إلى حرف علة آخر لتسهيل النطق وتجنب الثقل الصوتي. تتجلى هذه الظاهرة في صور متعددة، منها: قلب الواو والياء همزة، وقلب الهمزة ألفا، وقلب الواو والياء ألفا، وقلب الألف همزة، وقلب الألف واوا، وقلب الهمزة واوا، وقلب الياء واوا، وقلب الهزة ياء، وقلب الألف ياء، ثم قلب الألف همزة. فهذه التغييرات على الرغم من بساطتها، تساهم في سلامة اللغة العربية وجمالها. ومن أهم النتائج التي توصل إليها الباحث ما يلي: ـ إن دراسة الإعلال بالقلب مهمة في صيانة اللسان عن الأخطاء الصرفية واللغوية. ـ إن هدف دراسة الإعلال بالقلب الرئيسي هو التسهيل والتيسير في نطق الكلمات. ـ أن التقاء الساكنين يؤدي إلى الفساد في نطق الكلمة. ـ أن هدف جميع العمليات التي تمر بها الكلمة هو الوصول إلى ما يحقق مرونة اللفظ وإخراجه في أحسن صورة.
فهرس المراجع 1. ابن سيدة علي بن إسماعيل بن سيدة (1377هـ ـ 1958م)، المحكم المحيط الأعظم في اللغة، الطبعة الأولى، معهد المخطوطات، مصر. ص258 2. محمد سمير نجيب اللبدي(1405هـ ـ 1985م) معجم المصطلحات النحوية والصرفية، الطبعة الأولى، دار الفرقان، بيروت، لبنان. ص190 3. عباس حسن(ت.د). النحو الوافي مع ربطه بالأساليب الرفيعة والحياة اللغوية المتجددة: القسم الموجز لطلبة الدراسات النحوية والصرفية بالجامعات والمفصل. الجزء الرابع. ص757 4. خالد بن عبد الله الأزهري(2421هـ ـ 2000م)، شرح التصريح على التوضيح، الجزء الأول، الطبعة الأولى، دار الكتب العلمية، بيروت. ص693 5. ابن جني أبي الفتح عثمان بن جني (1413هـ ـ1993م)، سر صناعة الإعراب، الجزء الثاني، الطبعة الثانية، دار القلم، دمشق، سورية. ص94 6. أحمد بن محمد بن أحمد الحملاوي(2007م)، شذا العرف في فن الصرف، الطبعة الأولى، دار الكتب العلمية. ص203 7. المبرد أبي العباس محمد بن يزيد المبرد (1994م)، المغتضب، الجزء الأول، الطبعة الثالثة، المجلس الأعلى للمنشورات، القاهرة، مصر. ص232 8. ابن مالك محمد بن عبد الله بن مالك الطائي الجياني (1402هـ ـ 1982م) شرح الشافية الكافية، الجزء الثاني، الطبعة الأولى، دار المأمون للتراث. ص372 9. البنا الدمياطي (1913هـ)، إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر، الحبلى القاهرة. ص133 10. النيلي تقي الدين إبراهيم بن الحسين (1420هـ)، الصفوة الصفية في شرح الدرة الألفية، الجزء الثاني، الطبعة الأولى، جامعة أم القرى، السعودية. ص209 11. علي موسى الشوملي (1405هـ ـ 1985م)، شرح ألفية بن معطي، الجزء الثاني، الطبعة الأولى، مكتبة الخريجي، الرياض، السعودية. ص1345 12. المصدر سبق ذكره، عباس حسن(ت.د)، النحو الوافي مع ربطه بالأساليب الرفيعة والحياة اللغوية المتجددة، الجزء الرابع. ص787 13. المصدر سبق ذكره، ابن مالك محمد بن عبد الله بن مالك الطائي الجياني، شرح الشافية الكافية، الجزء الثالث. ص63 14. أبو القاسم محمود بن عمر الزمخشري، (1425هـ ـ 2004م)، المفصل في علم العربية، الطبعة الأولى، دار عمار للنشر والتوزيع. ص360 15. ابن يعيش موقف الدين بن علي بن يعيش النحوي (ت.د)، شرح المفصل، الجزء العاشر، ادارة الطباعة المنيرة، مصر. ص09 16. المصدر سبق ذكره، علي موسى الشوملي، شرح ألفية بن معطي، الجزء الثاني، ص1344 17. المصدر سبق ذكره، ابن جني أبي الفتح عثمان بن جني، سر صناعة الإعراب، الجزء الثاني. ص73 18. المصدر سبق ذكره، عباس حسن، النحو الوافي مع ربطه بالأساليب الرفيعة والحياة اللغوية المتجددة، الجزء الرابع، ص783 19. المصدر السابق. ص766 20. المصدر سبق ذكره، أحمد بن محمد بن أحمد الحملاوي، شذا العرف في فن الصرف. ص207 21. المصدر سبق ذكره، عباس حسن، النحو الوافي مع ربطه بالأساليب الرفيعة والحياة اللغوية المتجددة، الجزء الرابع. ص771 22. الرضى (1358هـ 1939م)، شرح شافية ابن الحاجب مع شرح شواهدها للبغدادي، حققهما وضبط غريبهما وشرح مبهمهما: محمد نور الحسن ـ محمد محي الدين ـ ممد الزفزاف، الجزء الثالث، الطبعة الأولى، المكتبة التجارية بمصر. ص55 23. ابن سراج أبي بكر محمد بن سهل بن سراج النحوي البغدادي (1427هـ ـ 1996م)، تحقيق: عبد الحسين القثلي، الأصول في النحو، الطبعة الثانية، مدرسة الرسالة بيروت، لبنان. ص266 24. المصدر سبق ذكره، أحمد بن محمد بن أحمد الحملاوي، شذا العرف في فن الصرف. ص213 25. المصدر السابق. ص213 26. المصدر سبق ذكره، ابن مالك محمد بن عبد الله بن مالك الطائي الجياني (1402هـ ـ 1982م)، شرح الشافية الكافية، الجزء الثالث. ص55 27. ابن عقيل بهاء الدين عبد الله بن عقيلي الهمداني المصري (ت.د)، شرح ابن عقيل على ألفية بن مالك، الجزء الثاني، دار المكتبة الإسكندرية، مصر. ص554 28. المصدر سبق ذكره، عباس حسن، النحو الوافي مع ربطه بالأساليب الرفيعة والحياة اللغوية المتجددة، الجزء الرابع. ص778 29. أحمد عفيفي (1417هـ ـ 1996م)، ظاهرة التخفيف في النحو العربي، الطبعة الأولى، الدار العربية اللبنانية، القاهرة، مصر. ص200 30. ابن هشام الأنصاري أبي محمد عبد الله جمال الدين بن يوسف بن أحمد بن عبد الله بن هشام الأنصاري المصري (ت.د). أوضح المسالك إلى ألفية بن مالك، الجزء الرابع. منشورات المكتبة المصرية. صيدا بيروت. لبنان. ص391 31. المصدر سبق ذكره، أحمد بن محمد بن أحمد الحملاوي، شذا العرف في فن الصرف. ص211 32. المصدر سبق ذكره، ابن مالك محمد بن عبد الله بن مالك الطائي الجياني، شرح الشافية الكافية، الجزء الثالث. ص161
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الجيش الإسرائيلي يعلن عن إجراء المزيد من التحقيقات بشأن الهج
...
-
برلين تحكم على مراهق سوري بتهمة التآمر الإرهابي على حفل تايل
...
-
-اعتُقل ظلمًا-.. أكثر من مئة منظمة أمريكية تطالب بإنقاذ مراه
...
-
ماذا نعرف عن -اتفاقية لندن- الخطيرة؟ وما علاقتها بالمشروع ال
...
-
أين تتفق إسرائيل وأميركا في لبنان وسوريا وأين تختلفان؟
-
قطر تطالب إسرائيل بالرد على مقترح وقف إطلاق النار بغزة
-
ترامب يقلل التوقعات حول غزة وويتكوف يتحدث عن اجتماع مهم الأر
...
-
شاهد.. من كان الأفضل السنغال أم المغرب في نصف نهائي الشان؟
-
-توبيخ في القصر -..توماس باراك يثير استياء الصحفيين في لبنان
...
-
بريطانيا تقرر محاكمة 67 من المحتجين على الإبادة الإسرائيلية
...
المزيد.....
-
كتّب العقائد فى العصر الأموى
/ رحيم فرحان صدام
-
السيرة النبوية لابن كثير (دراسة نقدية)
/ رحيم فرحان صدام
-
كتاب تاريخ النوبة الاقتصادي - الاجتماعي
/ تاج السر عثمان
-
كتاب الواجبات عند الرواقي شيشرون
/ زهير الخويلدي
-
كتاب لمحات من تاريخ مملكة الفونج الاجتماعي
/ تاج السر عثمان
-
كتاب تاريخ سلطنة دارفور الاجتماعي
/ تاج السر عثمان
-
برنارد شو بين الدعاية الإسلامية والحقائق التاريخية
/ رحيم فرحان صدام
-
الانسان في فجر الحضارة
/ مالك ابوعليا
-
مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات
...
/ مالك ابوعليا
-
مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا
...
/ أبو الحسن سلام
المزيد.....
|